سياسة
مصر العربية تكتب عن المواجهات العسكرية الأخيرة في خط الجبهة
باكو، 18 يناير (أذرتاج).
كتب الصحفي المصري المعروف أيمن الأمين في صحيفة "مصر العربية" مقالا تحت عنوان "بين أذربيجان وأرمينيا.. مواجهة عسكرية جديدة تلوح في الأفق". تقدم وكالة اذرتاج نص المقال:
" تصاعد التوتر من جديد على الحدود الأذربيجانية الأرمينية في الساعات الأخيرة، ما ينذر قرب مواجهة عسكرية بين الجانبين، على خلفية اعتداءات أرمينية وخرق للهدنة لأكثر من 44 مرة في يوم واحد.
الصدام العسكري بين أرمينيا وأذربيجان يلوح في الأفق بعد هدوء استمر لأشهر عقب المواجهة العسكرية الأخيرة مطلع إبريل الماضي والتي أسفرت عن مقتل العشرات وإصابة المئات من الجانبين.
الأزمة الأذرية الأرمينية واحدة من الأزمات التي باندلاعها تربك منطقة القوقاز بأوراسيا، نظرًا لكون أذربيجان واحدة من ست دول تركية مستقلة في منطقة القوقاز في أوراسيا وتقع في مفترق الطرق بين أوروبا الشرقية وآسيا الغربية.
كما أن تلك المنطقة تحمل في طياتها الكثير من التعقيدات، نظرا لأهمية البلدين (أذربيجان وأرمينيا) وعلاقاتهما الخارجية مع (روسيا وإيران وتركيا) الحليف الأول لأذربيجان.
وأفادت وكالة (أذرتاج) نقلا عن المكتب الإعلامي لوزارة الدفاع الأذرية أنّ الوحدات المسلحة الأرمينية قصفت صباح اليوم مواقع الجيش الأذربيجاني باستخدام قذائف اللهب "شميل".
قصف أرميني
وأكدت الوزارة أن وحدات القوات المسلحة الأرمينية أطلقت النيران من مواقعها الواقعة في قرية باريكاماوان بمحافظة نيمبريان الأرمينية والمرتفعات بمحافظة إيجوان الأرمينية على مواقع القوات المسلحة الأذربيجانية في قرية قايماقلي والمرتفعات بمحافظة قازاخ الأذربيجانية ومن مواقعها الواقعة في قرى أيقدزور وموسيسقخ وجيناري والمرتفعات بمحافظة برد الأرمينية على مواقع القوات المسلحة الأذربيجانية في قرى أغدام وعلي بكلي وأغبولاق وكوخا نبي والمرتفعات بمحافظة توفوز الأذربيجانية.
كما أطلق الأرمن النيران أيضا، بمواقعه الواقعة في القرب من قريتي قوي أرخ وجيلبورت لمحافظة تارتار الأذربيجانية وقريتي شيخلار وشوراباد لمحافظة أغدام الأذربيجانية وقرية كوراباتكينو لمحافظة خوجاوند الأذربيجانية وقريتي أشاغي سيد أحمدلي وقاراخانبكلي لمحافظة فضولي الأذربيجانية وقرية مهديلي لمحافظة جبرائيل الأذربيجانية وكذلك في المرتفعات لمحافظات جورانبوي وتارتار وخوجاوند وفضولي المحتلة الأذربيجانية على مواقع الدفاع الأذربيجاني المتقابلة.
شيخعلي علييف مدير القسم العربي بوكالة "أذرتاج" الأذربيجانية قال في تصريحاته لـ"مصر العربية" إنه بعد أحداث أبريل الماضي التي أسفرت عن مقتل عشرات العسكريين من كلا الجانبين نتيجة اشتباكات مسلحة في خط الجبهة فشلت مخططات أرمينيا لجلب منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي هي عضو فيها أيضا، إلى جانب كازاخستان وروسيا وبيلاروس وقثيرغيزستان وطاجكستان إلى نزاعها مع أذربيجان حول منطقة قراباغ الجبلية المتعارف عليها دوليا ضمن أراضي أذربيجان.
إقالة جنرالات أرمينيا
وأوضح مدير القسم العربي بوكالة أذرتاج لـ"مصر العربية" أن أرمينيا خسرت خلال هذه الاشتباكات الناتجة عن استفزازاتها عدة مواقع قتالية إستراتيجية مهمة في خط الجبهة في الأراضي الأذربيجانية المحتلة وانتقلت تلك المواقع إلى سيطرة وحدات القوات المسلحة الأذربيجانية، مما أدت إلى زيادة الانتقادات والتوتر في المجتمع الأرميني حيث اضطر الرئيس الأرميني إلى إقالة بعض الوزراء من ضمنها وزير الدفاع والجنرالات الكبيرة.
وتابع: "بدأت القيادة الأرمينية بعدها ربط سبب انكسارها وضعفها بالإمكانيات الاقتصادية والمالية الكبيرة لأذربيجان وشرائها أسلحة ومعدات حديثة لتقوية جيشها بغض النظر على أن أرمينيا لم تتيسر لها كل هذا. إذ أن القيادة الأرمينية تتفهم ضعفها اقتصاديا وعسكريا وسياسيا في هذا النزاع. لذا تحاول جلب منظمة معاهدة الأمن الجماعي إلى النزاع لحله لصالحها، لكن المنظمة أعلنت مرارا أن منطقة قراباغ الجبلية لا تدخل ضمن صلاحياتها علما بأنها أراض أذربيجانية بناء على القوانين الدولية.
وأكمل، أما تصاعد التوتر في شهر ديسمبر وما بعدها في الحدود بين أرمينيا وأذربيجان في اتجاه محافظة تاووش الأرمينية فكان استفزاز أرميني آخر لجلب المنظمة إلى النزاع. لكن هذه المحاولة فشلت أيضا. وقال سفير كازاخستان في يرفان ردا على سؤال الصحفي الأرميني حول إمكانية تدخل المنظمة في النزاع، إن المحافظة التي شهدت اشتباكات أخيرة تجاور المناطق الأذربيجانية المحتلة وقريبة من خط الجبهة في منطقة قراباغ الجبلية.
تسوية سلمية
وتابع: "رغم حرص أذربيجان على التسوية السلمية للنزاع بناء على مقترحات تمت الاتفاق عليها فترفض أرمينيا الامتثال لتنفيذ التزاماتها والقرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن الأممي.
وأنهى علييف كلامه، "ثمة احتمالات كبيرة لاستئناف المعارك والحرب في ظل استفزازات أرمينية وعدم معالجة النزاع.
من جهتها، أدانت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو- قيام القوات المسلحة الأرمينية بخرق وقف إطلاق النار في مناطق متعددة من إقليم ناغورنو كاراباخ المحتل (قراباغ الجبلية)، وتصعيد التوتر مع جمهورية أذربيجان.
وقالت الإيسيسكو إن ما قامت به القوات الأرمينية خرق سافر للقانون الدولي، واعتداء على دولة عضو تطالب باسترجاع إقليمها المحتل من قبل أرمينيا.
تاريخ النزاع
وبدأت المرحلة الحديثة من نزاع قراباغ الجبلي في عام 1988 مع المطالب الإقليمية لأرمينيا السوفيتية تجاه جمهورية أذربيجان السوفيتية تحقيقا لقسم من المزاعم الأرمينية غير المبررة حول إنشاء "أرمينيا الكبرى" الممتدة من البحر الأسود حتى بحر الخزر.
ويشار إلى أن إقليم ناغورني قراباغ (قراباغ الجبلية) ذي الحكم الذاتي المتكون من 5 محافظات صغيرة مع السكان الأرمن والأذربيجانيين داخل جمهورية أذربيجان أنشئ للحل الجزئي لمزاعم الأرمن على أراضي أذربيجان بقرار من الزعيم السوفييتي ستالين.
وبعد معاهدتي جولستان وتركمانتشاي بين روسيا ودولة القاجاريين بدأت عملية توطين الأرمن في الأراضي الأذربيجانية منها قراباغ الجبلية للاستفادة منهم فيما بعد كأداة التأثير على الدولة الأذربيجانية المسلمة لقطع علاقاتها من تركيا. في النتيجة تفوق عدد السكان الأرمن من عدد الأذربيجانيين في قراباغ.
وجرت الحرب العنيفة بين أرمينيا وأذربيجان في الفترة ما بين 1991-1994 حول إقليم قاراباغ الجبلي الأذربيجاني وأسفرت هذه الحرب عن احتلال أرمينيا 20% من أراضي أذربيجان بما فيها إقليم قاراباغ الجبلي وال7 محافظات المحيطة بها (لاتشين وكلباجار وأغدام وفضولي وجبرائيل وقوبادلي و زانكيلان) من قبل القوات المسلحة الأرمينية ونزوح أكثر من مليون شخص عن مسقط رؤوسهم. ووضع توقيع اتفاق بشكيك على وقف إطلاق النار حدا لاستمرار العمليات العسكرية بين الطرفين.
وتعمل حاليا مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا على تسوية صراع قاراباغ الجبلي. تم تأسيس هذه المجموعة في 24 مارس 1992 أثناء اجتماع المجلس الوزاري لمنظمة الأمن والتعاون في هلسنكي. تضم المجموعة أذربيجان وأرمنيا وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وايطاليا وألمانيا وتركيا وبلاروس وفنلندا والسويد.
ومنذ ديسمبر 1996 بدأت مؤسسة الرؤساء المشاركين المؤلفة من روسيا والولايات المتحدة وفرنسا نشاطها نحو تسوية الصراع.
وأصدر مجلس الأمن عام 1993 الأربعة قرارات رقم 822 و853 و874 و884 التي تطالب بانسحاب القوات المسلحة الأرمينية الكامل وغير المشروط من جميع الأراضي المحتلة الأذربيجانية.
وبالإضافة إلى ذلك هناك قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة والجمعيات العامة للاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومنظمة التعاون الإسلامي وغيرها من المنظمات الدولية التي تثبت حقيقة احتلال أراضي أذربيجان وتطالب كذلك بانسحاب جيش الاحتلال الفوري منها ولكن أرمينيا ما زالت لا تعبأ بها."