ثقافة
دوسين كاسينوف: أوراق من دفتر الحياة المجيدة
إسطنبول، 8 أبريل (أذرتاج).
مر مؤخرا 70 عاما على ميلاد البروفيسور دوسين كاسينوف الأمين العام لمنظمة الثقافة التركية الدولية (تركصوي). أعرفه أنا وأصدقاؤه انسانا طيبا وشخصية تكن أخلص مشاعر المحبة للعالم التركي، تحب أذربيجان كوطنه الأصلي. وزملاؤه والعاملين تحت قيادته والمرافقون له يصفون البروفيسور دوسين كاسينوف قبل كل شيء بالإنسان العطوف والشفوق والمدير العادل.
قبل وصف مزاياه الشخصية والكلمات التي قالوا عنه نريد إلقاء النظرة الخاطفة في سيرته وأوراق من دفتر حياته المجيدة. ولد دوسين كاسينوف في مدينة بيسك بولاية آلطاو في العاشر من مايو لعام 1947. عام 1961 التحق بمدرسة الموسيقى في قاراقاندا. وعام 1965 دخل دوسين كاسينوف معهد آلماتي الموسيقي الحكومي وهو كان يسحر القلوب بعزفه الجميل في سنوات دراسته في المدرسة. في فترة دراسته في المعهد خلال 5 سنوات عمل ضمن أوركسترا الغرفة التابعة للتلفزيون والإذاعة الحكومي الكازاخستاني. قدم إسهاما كبيرا في تطوير ثقافة بلده وشعبه الى جانب عمله المثمر كموسيقار خلال 38 عاما. وتلقى خبرة فنية من خلال عمله لمدة 3 أعوام من العهد السوفييتي في أوركسترا المعهد الموسيقي المكسيكي وتعلم اللغة الاسبانية هناك. ورأس معهد آلماتي الموسيقي الحكومي لمدة 16 عاما. عام 2003 تم تعيينه وزيرا للثقافة في جمهورية كازاخستان وبعد منحه برتبة السفير الدبلوماسية قام بتوسيع نطاق نشاطه كدبلوماسي لبلاده في السنوات التالية.
وبدأ تنفيذ مهامه التاريخي أمام العالم التركي كأمين عام لمنظمة تركصوي عام 2008. وهو يدعم السلام والتنمية والترقي، الصداقة والأخوة وتحسين رفاهية الناس. وهدف حياته هو السلام والنمو والترقي في العالم. لهذا يدعم الحوار والتكامل بين الثقافات والأديان والمذاهب. وتم تكريمه بأوسمة وميداليات الدول المختلفة تقديرا لنشاطه المثمر هذا. عام 2010 منح له وسام "كوبميت". بشكل عام، تم تكريمه بـ13 وساما وميدالية خلال السنوات السبع عشرة الماضية. انه ليس محبوبا في كازاخستان وحدها. تقديرا لاسهامه في تطوير الثقافة العالمية، ومشاريعه الثقافية الهادفة للسلام، تم تكريم دوسين كاسينوف بوسام "الصداقة" لروسيا الاتحادية عام 2007 وبوسام "الصداقة" من قبل رئيس جمهورية أذربيجان بعد 5 سنوات من تقديم الوسام الروسي أي عام 2012. أضيفت الى أوسمته وميدالياته من البلدان والمدن المختلفة ميدالية "مختوم قولو فراقي" من تركمانستان.
هنأت دوسين كاسينوف بمناسبة يوبيله السبعين عند لقائي معه في مدينة ساكاريا التركية حين كانت تحتضن حفل اليوبيل الـ300 لملا بناه واقف بعد ان نظمته تركصوي في انقرة. كان يلاحظ أثناء حديثي مع الامين العام انه مطمئن روحيا رغم كثرة شغله. اما سبب كل اطمئنانه الداخلي هذا فهو نجاح وحسن ترتيب وتنظيم الفعاليات المكرسة لليوبيل الـ300 لملا بناه واقف. نعم، ان الاعمال التي يقوم بها هذه الشخصية التاريخية التي يعشق، في المعنى الحقيقي للكلمة، العالم التركي، بما فيها اذربيجان ستجد تقديرا حقيقيا لها من قبل التاريخ والاجيال القادمة.
دوسين كاسينوف، في المعنى الحقيقي للكلمة، انسان طيب، رب مثالي للأسرة، مواطن مخلص وقيادي عطوف. اتضح اثناء الحديث معه انه ينوي الاحتفال بيوبيله السبعين بعد عام بسبب عدم مضي عام على يوم وفاة قرينته. نعم، قراره هذا خيار مثالي يدل على مدى احترامه الكبير واخلاصه لروح شريكة حياته.
وجرى حديثي مع هذه الشخصية في الأجواء الصميمية. هكذا أجاب على سؤالي القائل "اي عمل يحبه؟":
- كلفوني بالمناصب الكبيرة. وعملت في منصبي رئيس المعهد، الوزير وغيرهما من المناصب الحكومية. منذ ما يقرب من 10 أعوام وأرأس منظمة تركصوي. رغم كل ذلك فأنا موسيقار. الموسيقى تجسيد عالمي الباطني. ان العزف في الكمان أسلوب كلامي. مع آلة الطرب هذه يمكنني توصيل آرائي وأفكاري الى الناس بشكل واضح. وكلماتي وآرائي وأفكاري تصل الى الناس بالانغام المتنوعة التي أعزفها.
يصف الممثل الاذربيجاني الرسمي في تركصوي إلتشين قافارلي دوسين كاسينوف بأنه محب للنزعة التركية، انسان عطوف ورئيس عادل. وشكل نموذجا إداريا في المنظمة لن ينهار من خلال اتخاذه موقفا متساويا من الأعياد الوطنية والتقاليد والعادات والشخصيات التاريخية للبلدان الاعضاء في تركصوي. واحد مطالبه المهمة منا هو الاحتفال الجماعي بأعياد ميلاد الممثلين الرسميين والموظفين الآخرين وأفراد أسرهم، والاحترام المتبادل في الأعياد. يعتبر دوسين كاسينوف ان الاحترام والاهتمام واللطف في المعاملات يشكل اساس التكامل والاندماج في العالم التركي. وأصفه بأفضل معلمي وتعلمت كثيرا واكتسبت خبرة كبيرة في فترة عملي تحت قيادته. وأعتقد أن تركصوي مدرسة كبيرة، أن كل موظف عامل هنا تحت قيادة السيد دوسين يتعلم خبرة حياتية كبيرة في مجال الادارة والتعامل مع الناس والعلاقات الثقافية الدولية. ان الفضل الكبير في اختيار شاكي "عاصمة الثقافة التركية" عام 2016 ومشاركة أرباب الفن والثقافة والعلماء البارزين من العالم التركي في الفعاليات المخطط تنفيذها في العام الحالي يعود الى دوسين كاسينوف. بفضل هذه الفعاليات بدأت مدينة شاكي التي تفتخر بتاريخها وثقافتها الغنية تعرف في الجغرافية التركية بشكل كثير.
يقول الممثل الكازاخستاني الرسمي لدى تركصوي عسكر تورقانبايف في حديثه عن دوسين كاسينوف انه يؤيد تمثيل ثقافات كل الشعوب التركية بشكل متساو في فعاليات تركصوي. وهو لا يدخر جهداً في دعم ورعاية الشعوب التركية القليلة العدد ويساهم عن كثب في تمثيل ثقافاتها في المستوى العالمي. دعم وضمن دائما مشاركة ممثلي ألطاي وخاكاس وطيوا وياكوت وقاقاوز وغيرها من الشعوب التركية في الفعاليات المقامة من قبل تركصوي في اليونسكو ومنظمة الأمم المتحدة. يقول السيد دوسين ان الدول التركية المستقلة تحتفل بأيامها الثقافية وتستطيع الدخول في الصعيد الدولي. لكن هذه الامكانية لشعوبنا الصغيرة قليلة. لذلك لا بد من تقديمنا دعما لها قبل كل شيء.
وقال الممثل الرسمي لقيرغيزيستان في تركصوي كوجاكالدي قولييف ان بلاده ما كان يمثلها أحد في منظمة تركصوي قبل تولي كاسينوف رئاسة المنظمة. تم تعيين ممثلي قيرغيزي فيها بعد لقائه مع الرئيس القيرغيزي. وزاد عدد الفعاليات وإصدارات الكتب المتعلقة بقيرغيزيستان من قبل تركصوي وتم توسيع مشاركة أرباب الفن ورجالات الثقافة من قيرغيزيستان في هذه الفعاليات.
يطيب لدوسين كاسينوف الحديث عن المشاريع المقبلة متجنبا بالتواضع سرد الإنجازات التاريخية لتركصوي. يقول ان الثروات المعنوية للعالم التركي كنز لن ينضب. ان الشخصيات التاريخية للعالم التركي وعاداته وتقاليده وإسهاماته في المجتمع العالمي في عدد لا يحصى. وتبرز على الساحة مبادرات ومشاريع جديدة.
يعتبر الخبراء ان النشاط المتعدد الجوانب لتركصوي، وتعريف المجتمع الدولي بالعالم التركي يعطي دفعة لتطور المجالات المختلفة للاقتصاد وزيادة الاندماج بين الثقافات الى جانب مساهمته في تطوير القطاع السياحي في بلداننا.
في الختام، اريد الإشارة مرة أخرى الى ان تركصوي التي تهدف الى تبليغ الثقافة التركية القديمة والمعاصرة سواء في البلدان التركية او في العالم جميعا ونقلها الى الأجيال القادمة تشارك عن كثب تحت قيادة البروفيسور دوسين كاسينوف في جميع المنظمات الدولية الكبيرة. له خدمات لا مثيل لها في الاحتفال الجماعي بعيد نيروز في مقار منظمة الأمم المتحدة واليونسكو والمجلس الأوروبي وغيرها من المنظمات الدولية وبيوبيل الشخصيات التاريخية للعالم التركي وتنظيم مهرجانات الأفلام وتأسيس الميداليات والجوائز الخاصة وتحقيق غيرها من المشاريع الناجحة.
وتهنئ أسرة العاملين في أذرتاج من صميم القلب البروفيسور دوسين كاسينوف الأمين العام لمنظمة الثقافة التركية الدولية بمناسبة يوبيله السبعين متمنين له موفور الصحة والتوفيق في فتح ذروات أعلى.
صابر شاهتاختي
مراسل خاص أذرتاج