سياسة
مقابلة صحفية خصتها معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي لوكالة أذرتاج
باكو، 15 مايو، أذرتاج
أجرت مراسلة أذرتاج الخاصة في أبوظبي مقابلة صحفية خاصة بمعالي وزيرة دولة الإمارات العربية المتحدة للتسامح الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي.
س: كيف تثمنون مبادرة رئيس الجمهورية الأذربيجانية إلهام علييف بإعلان عام 2017 "عام التضامن الإسلامي"، وما هي أهمية هذه المبادرة بالنسبة للعالم الإسلامي؟
ج: تحرص قيادة وحكومة جمهورية أذربيجان الصديقة على تحقيق مفاهيم التسامح والتعايش والسلام بين كل مكونات المجتمع، ولذلك تعتبر مبادرة إعلان عام 2017 عاماً للتضامن الإسلامي تجسيدا للفلسفة الإنسانية النبيلة والرؤية الحكيمة للرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، الذي نكن لفخامته ولحكومته ولشعبه المتنوع كل التقدير والمحبة والاحترام والمودة.
وفي تصوري تنبع أهمية هذه المبادرة كونها تأتي في سبيل مواجهة التحديات الراهنة التي تواجه العالم الإسلامي، خاصةً في ظل استشراء خطابات الكراهية والعصبية والتطرف لبعض المتشددين من داخل العالم الإسلامي ومن خارجه، ولذا أعتقد أن مبادرة عام التضامن الإسلامي لها خصوصية وأهمية في هذا المنعطف التاريخي الذي يواجه العالم بأسره بسبب ارتفاع وتيرة العنف والإرهاب والغلو والخروج على القانون والتخلي عن القيم الإنسانية السوية التي تجمع البشرية جمعاء بمختلف أجناسهم وأديانهم وأطيافهم وثقافاتهم.
س: هل ترون هذه المبادرة رسالة للعالم الإسلامي لتوحيد المواقف تجاه التحديات والقضايا المختلفة؟
ج: نعم نؤمن بأن هذه المبادرة هي رسالة سلام وحكمة واعتدال وفهم صحيح لاحترام التعددية والقبول بالآخر فكرياً وثقافياً ودينياً وطائفياً، وحقيقةً هذا ما نحتاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى، نحتاج التضامن والتعاون والتعاضد والتآزر في حل المشكلات الداخلية ومواجهة التحديات الخارجية، لأن الدين الإسلامي الحنيف هو دين الرحمة والحوار والسلام والتسامح والتآخي والوئام.
س: ما هو دور هذه المبادرة في تعزيز العلاقات بين الدول الإسلامية من ناحية، وبين غيرها من دول العالم من ناحية أخرى؟
ج: أود التوضيح أن العلاقات بين الدول الإسلامية هي علاقات متينة وممتازة غالباً، وما يجمع العالم الإسلامي أكثر بأضعاف عن ما يحدث من إشكاليات يمكن تجاوزها بالفهم الصحيح وتعميق قنوات الحوار والتفاهم بعيداً عن المزايدات والتدخل في الشؤون الداخلية لكل دولة، وأرى أن ما يحدث من فتور في طبيعة هذه العلاقة أحياناً هو بسبب طريقة التفكير لمختلف القضايا الراهنة من جهة، وبسبب افتقار أحد الأطراف لمبادئ الحوار الهادئ العقلاني القائم على الاحترام والتفاهم والتآلف بدلاً من الشقاق والاختلاف من جهة أخرى.
وينعكس ما أشرت إليه بطبيعة الحال على علاقة دول العالم الإسلامي بدول العالم الأخرى أيّاً كان حجمها وقوتها ونفوذها العسكري والتكنولوجي والاقتصادي والسياسي وغيره، ولذلك أعتقد أن مبادرة عام التضامن الإسلامي تأتي ضمن الجهود الدولية التي تسهم فيها إيجاباً أكثر من دولة لتعميق الفهم المشترك وتوحيد الصفوف، وهي أيضاً بمثابة تصحيح الوضع القائم وترميم البيت من الداخل لتحقيق الرؤية الواحدة لما فيه مصلحة الشعوب الإسلامية بمختلف مكوناتها السياسية والاجتماعية والعرقية والدينية والطائفية.
س: كيف تقيمون العلاقات بين أذربيجان والإمارات في ظل الروابط المميزة التي تجمع بين القيادتين في البلدين الصديقين، وكيف تقيمون سياسية أذربيجان الخارجية تجاه العالم العربي والإسلامي بشكل عام؟
ج: بالنسبة للعلاقة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية أذربيجان الصديقة هي علاقة استراتيجية في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك في ظل التوجيهات السامية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان - رئيس الدولة (حفظه الله) – وحرص كبير من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم – نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي (رعاه الله) - على إثراء هذه العلاقة الاستراتيجية ومتانة الصداقة بين البلدين، واهتمام بالغ من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان – ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة – بأن تكون هذه العلاقة إيجابية على الدوام وقوية في مختلف المجالات والقطاعات الحيوية المشتركة.
س: كما تعرفون في أذربيجان يعيش ممثلو الديانات والثقافات والحضارات المختلفة في سلام ووئام، وتحتضن أذربيجان العديد من المناسبات والأحداث الدولية، ما هو دور أذربيجان في حماية قيم التعددية الثقافية والتسامح والقيم الدينية المعنوية وتعزيز الحوار بين الديانات والثقافات؟
ج: حقيقةً لجمهورية أذربيجان الصديقة قيادةً وحكومةً وشعباً إنجازات على أرض الواقع تعكس فلسفة التواصل الإنساني والحوار الحضاري بين مختلف الديانات والثقافات في كنف من الحوار والتعايش المشترك والقبول بالآخر، أما رأيي لدور أذربيجان أو غيرها من دول العالم الإسلامي، بل ودول العالم أجمع أيضاً هو رفض كافة أشكال ومظاهر وصور التطرف والغلو والإرهاب والإقصاء والتمييز العنصري، والعمل سوياً عبر برامج وخطط ومبادرات مشتركة لتجذير ثقافة التسامح والوئام بين كل مكونات وشرائح وفئات مجتمعاتنا دون تمييز ولا بغض ولا كراهية ولا تعصب.