سياسة
مجلس الشيوخ الإيطالي يعقد جلسات الاستماع حول الاستفزازات الأرمينية الأخيرة
روما، 30 يوليو، أذرتاج
بمشاركة السفير الأذربيجاني في إيطاليا محمد أحمد زاده ، عقدت اللجنة الدائمة للشئون الخارجية بمجلس الشيوخ الإيطالي جلسات الاستماع بشأن الاستفزازات العسكرية الأخيرة لأرمينيا ضد أذربيجان. وفي افتتاح الجلسة، قال رئيس اللجنة الدائمة للشئون الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور فيتو بتروسيلي إن مجلس الشيوخ الإيطالي قلق للغاية بشأن الأحداث وشدد على أهمية المناقشات حول هذه القضية.
تفيد أذرتاج أن السفير محمد أحمد زاده قدم عرضاً مفصلاً حول هذا الموضوع. وتحدث الدبلوماسي في كلمته عن الجذور التاريخية للصراع الأرمني الأذربيجاني وإعادة توطين الأرمن في أذربيجان وإقامة الدولة الأرمنية في أراضينا التاريخية وتوسيعها على حساب اراضينا. وتحدث السفير أيضا عن الترحيل المخطط للأذربيجانيين من أراضيهم التاريخية في أرمينيا الحالية وإنشاء اقليم قراباغ الجبلية المتمتعة بالحكم الذاتي في الجزء الجبلي من منطقة قراباغ الأذربيجانية.
وكما تحدث الدبلوماسي عن المطالبات الإقليمية الجديدة لأرمينيا ضد بلدنا منذ عام 1988 والعدوان العسكري على أذربيجان وعواقبه. ودعا إلى تبني العديد من الوثائق من قبل المنظمات الدولية، بما في ذلك أربعة قرارات لمجلس الأمن للأمم المتحدة والتي تتجاهلها أرمينيا بالكامل والأعمال المدمرة للجانب الأرميني لإطالة عملية التفاوض، وكذلك تعزيز الوضع الراهن في الصراع والأنشطة غير القانونية في الأراضي المحتلة. وشدد على المحاولات المتواصلة لانتهاك وقف إطلاق النار.
وتحدث الدبلوماسي بالتفصيل عن المغامرة العسكرية الجديدة لأرمينيا في اتجاه مقاطعة توفوز ضد أذربيجان في 12 يوليو والأسباب التي دفعت القيادة الأرمينية وأهدافها. وأشار إلى أن البنية التحتية الاستراتيجية للنقل التي تنقل موارد الطاقة في أذربيجان إلى الدول الغربية والأسواق العالمية، بما في ذلك عبر خط أنابيب النفط باكو - تبليسي - جيهان إلى إيطاليا وممر الغاز الجنوبي الذي سينقل الغاز الطبيعي في غضون بضعة أشهر تمر قرب مقاطعة توفوز. وقال إنه ليس من قبيل المصادفة أن الاستفزازات العسكرية الأرمينية وقعت قبل عدة أشهر من التعبئة الكاملة لممر الغاز الجنوبي.
وفي الوقت نفسه، أوضح الدبلوماسي أن أرمينيا نشرت العديد من المعلومات الخاطئة حول الأحداث الجارية وأن الجماعات الأرمينية الراديكالية نفذت هجمات وتخريب ضد البعثات الدبلوماسية الأذربيجانية والموظفين الدبلوماسيين والأذربيجانيين الذين يعيشون في الخارج، مشيراً إلى مواصلة الضغوط على وسائل الإعلام الأجنبية والشخصيات العامة المؤثرة والسياسيين. كما أعرب الدبلوماسي عن شكره للبرلمانيين الإيطاليين على دعمهم لموقف أذربيجان العادل وإصدار البيانات ذات الصلة.
وبالإشارة إلى "البيان المشترك حول تعزيز الشراكة الاستراتيجية متعددة الأبعاد" الموقع بين البلدين خلال زيارة الدولة التاريخية التي قام بها الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف إلى إيطاليا، حيث أبدت هذه الوثيقة عن دعم إيطاليا لاستقلال أذربيجان وسيادتها وسلامتها الإقليمية وحدودها المعترف بها دولياً. وأعرب عن تأييدها لتسوية النزاع على وثيقة هلسنكي النهائية وبموجب مبادئها الأساسية، ولا سيما السيادة والسلامة الإقليمية وحرمة الحدود الدولية. لذلك، بصفتها أول رئيس لمؤتمر مينسك لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، تتمتع إيطاليا بذاكرة مؤسسية ومصالح اقتصادية واستراتيجية كبيرة في أذربيجان، ولا يقتصر التعاون الاقتصادي بين البلدين على إمدادات النفط والغاز وكذلك تشارك الشركات الإيطالية في المشاريع الكبرى في أذربيجان في السنوات الأخيرة. وأشار السفير إلى تجربة نماذج الحكم الذاتي المحلية الناجحة في إيطاليا وشدد على أنه سيكون من المهم والمفيد لإيطاليا أن تكثف جهودها لحل النزاع الأرمني الأذربيجاني قراباغ الجبلية.
استمرت جلسات الاستماع بتعليقات وجلسات الأسئلة والأجوبة من قبل أعضاء مجلس الشيوخ الإيطالي حول الأحداث. وشدد غالبية أعضاء مجلس الشيوخ على أهمية حل النزاع من خلال الحوار والمفاوضات وأهمية قرارات مجلس الأمن الدولي في حل النزاع وضرورة زيادة جهود الحكومة لحل النزاع آخذاً لاعتبار مصالح إيطاليا.
واستناداً إلى أسئلة أعضاء مجلس الشيوخ ، تحدث السفير محمد أحمد زاده عن موقف بلدنا من تسوية النزاع والمصالح الإقليمية البحتة للصراع وحقيقة أنه لا يقوم على أي عوامل دينية كما يدعي الأرمن مؤكداً على ضرورة زيادة مساعي المجتمع الدولي، بما في ذلك مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في تسوية النزاع.
تم بث الحدث على الهواء مباشرة على القناة التلفزيونية الرسمية لمجلس الشيوخ الإيطالي Senato TV وعلى شبكة التواصل الاجتماعي لمجلس الشيوخ.