ثقافة
باتخاذ تدابير متكاملة، يمكننا بناء 85% من السياحة في قره باغ خلال 6-8 سنوات
باكو، 3 فبراير، أذرتاج
واجه ممثلو أذربيجان استفزازات أرمينية منذ سنوات عديدة في مختلف الأحداث الدولية. كافح ممثلو قطاع السياحة، على وجه الخصوص بإنفاق الكثير من الوقت والأعصاب ضد محاولات لإظهار الإمكانات السياحية لقره باغ على حده في لوحة العرض "للجمهورية المستقلة" في المعارض والاجتماعات الدولية المرموقة، وبالتالي محاولة إثبات أن هذه الزاوية الساحرة من بلدنا تعود للأرمن.
لحسن الحظ، قد مضت هذه السنوات الطويلة وتم تحرير قاره باغ الجبلية و7 مناطق مجاورة نتيجة الحرب التي استمرت 44 يوماً والتي خاضها جيشنا المنتصر.
ومن القضايا المهمة التي تنتظرنا تحديد مدى جاذبية من حيث السياحة لهذا المكان الجميل الذي يتمتع بإمكانات كبيرة لتطوير جميع قطاعات الاقتصاد ولتقديم قاره باغ إلى العالم كوجهة سياحية جديدة. وقد بدأ بالفعل بعض العمل من قبل الوكالات الحكومية في هذا الاتجاه.
يجيب رئيس جمعية دعم السياحة الصحية والحرارية في أذربيجان رسلان غولييف على أسئلة أذرتاج:
- ما هي مقترحات المنظمات الخاصة العاملة في مجال السياحة؟ كيف يقيمون الإمكانات السياحية لأراضينا المحررة؟
- تعتمد مكانة السياحة في اقتصاد قره باغ على مواردها الطبيعية وموقعها الجغرافي وثرواتها التاريخية وفرص النقل المحتملة. لذلك، فإن إشراك الموارد الطبيعية الغنية في قره باغ والتراث الوطني والثقافي لشعبنا في حركة السياحة سيكون أحد الأعمال المهمة التي يجب القيام بها في الفترة المقبلة. يعد توفر فرص السياحة الصحية من أحد ثروات تمتلكها منطقة قره باغ. في العهد السوفيتي، كانت مركز "الماء المعدني الحراري" (Istisu) في كلبجر والمصحات البولينيولوجية في شوشا وأغدام معروفة في جميع أنحاء الاتحاد السوفياتي. كانت قره باغ تحظى بشعبية كبيرة بين السياح الأجانب والمحليين. منذ الثلاثينيات من القرن العشرين، كانت مرافق المنتجعات والبانسيونات والمصحات في شوشا ومراعي تورشسو ونبع ساكيلي ونبع عيسى وسهل جيدير الأسطوري أماكنة مفضلة للزوار. في الوقت نفسه، قد اعترفت بمناطق الترفيه في خانكندي وأغدام وكلبجار، وكذلك الإمكانات السياحية للمنطقة بشكل عام على المستوى الدولي وكانت تعود الحصة الكبيرة من مئات الآلاف من السياح الذين زاروا بلادنا إلى قره باغ. منذ السبعينيات على وجه الخصوص، استخدم مئات الآلاف من السياح المحليين والأجانب خدمات المنتجعات السياحية التي تم إنشاؤها هنا كل عام.
في ذلك الوقت، تم تطوير بعض المشاريع للاستفادة بشكل أكثر فعالية من هذه الفرص. كانت هناك طرق السياحية الواصلة إلى أذربيجان من مختلف مناطق الاتحاد السوفيتي وتم تنظيم جولات نهاية الأسبوع. عندما ننظر إلى تاريخ الثمانينيات، نرى أن هناك أفكاراً حول تحسين منتجعات شوشا الصحية، وبناء طرق الكابلات.
توقف تطوير السياحة في هذه المنطقة أيضاً بعد احتلال الأرمن قره باغ في التسعينيات. دمر العدو منازل الناس ومنشآت الدولة والمعالم الدينية والتاريخية وكذلك المصحات والمنتجات الموجودة. لكن لا يمكن لأحد أن يدمر ما أعطته الطبيعة غيرها. هناك العديد من الينابيع الحرارية في شوشا وكلبجر ولاتشين وزانكيلان وأغدام وكل منها دواء لكل داء. على حد علمي، هناك أكثر من 300 منبع لمياه مختلفة في لاتشين وفي الماضي كانت هناك مصحة في منطقة مسماة ب"غوتورسو" في زانكيلان ومصحة "شفا" في أغدام.
- برأيك ما الذي يجب عمله لتطوير السياحة الصحية في قره باغ؟
- في رأيي، في المراحل الأولية، من الضروري إعداد خطة وخريطة إعلامية وقاعدة البيانات للمؤسسات القائمة إلى حينها على الأقل. في الوقت الحاضر، يعمل معهد الأبحاث العلمية للتأهيل الطبي التابع لوزارة الصحة. يتم إجراء الإثبات العلمي لجميع المصحات والمنتجعات في أذربيجان والقيام بالعلاج الموصوف هناك على أساس التوصيات العلمية والمنهجية التي يضعها هذا المعهد. في العهد السوفيتي أجرى المعهد أبحاثاً مكثفة عن نفطلان ودوزداغ وغلالتي. نود أن يتم بحث تلك الأرشيفات والكشف عن المحفوظات والدراسات. من ناحية أخرى، يمكن أخذ العينات من المصادر الحرارية في أراضينا المحررة ، ويمكن وضع الأساس لإنشاء العديد من المصحات الطبية. أعتقد أنه بعد فترة من الزمن ستصبح هذه المصحات أكثر المراكز الطبية شهرة في العالم لميواتها العلاجية وسيكون من الممكن جذب آلاف السياح سنوياً.
في المرحلة التالية، هناك حاجة إلى إنشاء مجموعة العمل الدولية بإشتراك وكالة السياحة الحكومية ووزارة الاقتصاد والوكالات الأخرى ذات الصلة. يمكن لمجموعة العمل هذه دعوة الخبراء لإعداد خطط الأعمال وخطط التنمية لتنفيذ مشاريع البنية التحتية. ومن ثم يمكن تنفيذ استراتيجية طويلة المدى لجذب الاستثمار الأجنبي، بما في ذلك بالطبع الحوافز.
اسمحوا لي أن أشير إلى وجود نظام في تركيا يسمى Hattusa Vacation Thermal Club وهو أيضاً عضو في المنظمة الآسيوية العاملة في أوروبا. هناك نظام تقسيم للوقت (timeshare)- نظام المشاركة بالوقت (عطلة رب العمل) وكان لهذا النظام مساهمة كبيرة في حركة السياحة والسياحة العلاجية في العالم بعد الحرب العالمية الثانية. ما يعني هذا النظام ويعني هذا النظام أنه يقدم باقات السياحة طويلة المدى، حيث يمكن للناس الاسترخاء لبضعة أسابيع في السنة، حسب رغباتهم وإرادتهم وعدد الأشخاص. يمكن للناس اختيار شكل الاستراحة حسب فصول السنة ويمكنهم اختيار أعضاء العائلة حسب رغباتهم. المسألة الأولى هنا هي تلبية طلبات المعايير الدولية للاعتماد. بالطبع، ستصدق على برنامج الاعتماد الخاص بأذربيجان أيضاً بناءً على المعايير الدولية. كما تم الإعراب عن الآراء في هذا الصدد في وكالة السياحة الحكومية. فيما يتعلق بتطوير السياحة الداخلية في أذربيجان، يمكن دمج هذه المؤسسات في شبكة واحدة من خلال هذا النظام. تستفيد 250 ألف أسرة حالياً من هذه الفرص في تركيا. إذا اندمجنا في النظام العالمي، فسيكون لأذربيجان أيضاً مكاناً على هذه الخريطة. لقد استفدنا من هذه التجربة. تم تضمين منتجع "غالا ألتي" الصحي في شابران في مسار "المدن الحرارية" للسياحة الثقافية الدولية للرابطة الأوروبية للمدن التاريخية الحرارية. تعمل الرابطة الأوروبية للمدن الحرارية التاريخية كوسيلة للتواصل بين المدن الحرارية. يتم اختيار المدن التي تتقدم لعضوية الرابطة بشكل أساسي على أساس الميزات الثلاث. أولاً، يجب أن يكون للمدينة تاريخ عريق وغني وثانياً، يجب أن تكون غنية بالمياه الحرارية وثالثاً، يجب أن تمتلك بنية تحتية تلبي المتطلبات الحديثة - الفنادق والطرق والمطارات وإلخ. إلى جانب كل هذه الميزات، يعد لعب هذه المدن دور المراكز الموسيقية والثقافية من المزايا الأساسية. ومن الناحية السياحة، تتمثل مهمة المنظمة في تقريب أوروبا الغربية من أوروبا الشرقية، فضلاً عن المساهمة في تطوير السياحة الحرارية في العالم. تضم المنظمة في الوقت الحاضر 13 دولة و36 مدينة. ويعد هذا أيضاً علامة تجارية عالية الجودة. يثق الناس بالفعل في المؤسسات التي هي أعضاء في هذه المنظمات.
تخيلوا الآن أنه إذا تمكنا من جلب شوشا التي تتمتع بتاريخ عريق وثقافة غنية إلى وضع تلبية معايير العضوية في الرابطة الأوروبية للمدن الحرارية التاريخية فإنها ستجذب مئات الآلاف من السياح إلى أذربيجان وقره باغ كل عام .
- ما هي المزايا التي يضمنها التكتل لنا في مجال السياحة الصحية؟
- أحد أهدافنا الرئيسية هو اتباع سياسة التكتل في مجال السياحة الصحية في أذربيجان، بما في ذلك في قره باغ، وبالتالي تنفيذ شبكة تنافسية متعددة التخصصات من المنظمات غير الحكومية والكيانات القانونية العاملة والمتعاونة في هذا المجال. التكتل أمر لا مفر منه لأذربيجان اليوم، لأنه سيفتح فرصاً جديدة للمنافسة والتعاون بين الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم. سيعمل التكتل في مجال السياحة الصحية على ربط أنشطة المؤسسات التكميلية بسلسلة القيمة، بدلاً من تكرار بعضها البعض ضمن حدود جغرافية معينة. تتحقق جميع مراحل في مكان واحد للحصول على منتج السياحة الصحية. يمكن القيام بالتكتل حسب كل من القطاعات الفرعية والمناطق الجغرافية في وقت واحد. ما هي مزايا هذا؟ سيؤدي ذلك إلى زيادة القدرة التنافسية وتوسيع نطاق التعاون وتنويع الأنشطة وابتكارها، بالإضافة إلى التطور السريع وإظهار الدعم المتبادل في مجالات مختلفة ومتشابهة.
وأنواع التكتلات السياحية الصحية شرطياً هي تكتلات جغرافية وقطاعية وأفقية ورأسية. تكون التكتل السياحي على أساس ثلاثة عناصر رئيسية. وأنها تشمل الكيانات التجارية وجميع المؤسسات في مجال الإنتاج والخدمات والتوريد. هناك تتبين الوحدة لدعم الوسائل الإعلامية والمؤسسات المالية والمنظمات غير الحكومية والجمعيات والمؤسسات التعليمية والبحثية والتدريبية والمدارس المهنية. السمات المهمة للتكتل هي أولاً، التركيز الجغرافي وثانياً، ضمان المشاركة الواسعة. السمة الثالثة في مجال السياحة الصحية هي تحقيق التخصص. هناك بالتأكيد يتضح عامل الابتكار. العلامة الخامسة هي وجود روابط وتفاعلات بين مختلف المشاركين والأخير بالطبع هو وجود التعاون وتنميته.
بالإضافة إلى ذلك، كما قلنا، منتجع "غالا ألتي" عضو في الرابطة الأوروبية للمدن التاريخية والحرارية. بمعنى آخر، لأذربيجان أيضاً مكان على هذه الخريطة. يتحقق العديد من برامج الشهادات الدولية فيما يتعلق بـنفطلان، ويجب تواصله. أعتقد أن الوكالات الحكومية القطاعية ذات الصلة والروابط العامة يجب أن تدعم ذلك أيضاً. إن تطبيق شهادة EuroSpa ونظام اعتماد Hattusa Vacation Thermal Club والعضوية في المنظمات الدولية، بالطبع، سيخلق ظروفاً لأسواق سياحية جديدة لضمان تدفق السياح إلى أذربيجان ضمن هذه الشبكة. في المرحلة الأولية، كما ذكرنا أعلاه، يتم إنشاء خريطة للمؤسسات القائمة وإعداد البيانات وتقييم فرص الاستثمار لموارد المياه المعدنية الجديدة بمشاركة الخبراء وإنشاء مؤسسات جديدة. بالطبع، سيكون لإدخال صناديق ترويج السياحة الصحية وبرامج الحوافز المختلفة تأثير إيجابي على عدد السياح القادمين إلى البلاد من أجل السياحة الصحية.
- برأيك، ما هي التسهيلات التي يجب أن تقدمها الدولة أولاً لرواد الأعمال من أجل تحقيق تنمية السياحة في قره باغ؟
- من أجل تحقيق تنمية السياحة في أراضينا المحررة، يجب تعميق دعم الدولة المقدمة حالياً لمختلف رواد العمل. يجب أن يكون هذا الدعم منهجياً. أعتقد أنه أولاً، يجب إنشاء صندوق لدعم تنمية السياحة لدى الرئيس ويجب اعتماد قانون بشأن الحوافز والإعانات.
في التجربة العالمية، على سبيل المثال، تقدم الدولة شرطياً حافزاً قدره 70 مانات أذربيجاني شرطي لكل سائح لوكالات السفر الأجنبية والمشغلين الذين يأتون إلى البلاد للمبيت لمدة لا تقل عن 12-14 يوماً. يجب على الدولة إعادة 65-70 % من الأموال إلى الكيانات التي أنفقتها لتروج لفرص السياحة الصحية لقره باغ في العالم. على سبيل المثال، يدخل مليون سائح البلاد، مما يعني 7 ملايين مبيت، وإذا كان كل سائح ينفق حوالي 1000 مانات أذربيجاني في الأسبوع ، ينفق 70 مليون من الميزانية ويربح البلاد 1 مليار.
تقدم الشركات العاملة في مجال النقل الجوي أيضاً تسهيلات مختلفة. يجب أن تقدم شركة الخطوط الجوية الأذربيجانية خصماً بنسبة 50 % لشركات السياحة التي تنقل السياح إلى منطقة قره باغ السياحية بشرط المبيت من 7 ليال إلى 14 ليلة. من المتوقع أن تتواصل هذه التسهيلات لمدة 3 سنوات. أو تُمنح الشركات العاملة في قره باغ قروضاً بـ1.5% لمدة تتراوح بين 10 و15 عاماً. لدى وزارة الاقتصاد حزم مقترحات لفترة ما بعد الجائحة وينبغي أن تكون هناك حزم من هذا القبيل لفترة ما بعد الحرب. مع الأخذ في الاعتبار العوامل الخارجية والداخلية، ينبغي أن تؤخذ هذه القضايا في الاعتبار فقط في استراتيجية التنمية لقره باغ ويجب اعتماد القانون المعني وبعض البرامج على أساس الوثائق التشريعية والمعيارية. من المتوقع أن تتم الموافقة على "قانون السياحة" هذا العام. يجب توفير الفرص التي نتحدث عنها للمنظمات التي ستقدم الخدمات في منطقة قره باغ عند إعداد سجل السياحة الموحد. القضايا المتعلقة بجذب الاستثمار الأجنبي مهمة للغاية هنا. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن نولي اهتماماً خاصاً لتدريب الموظفين. يجب أن نعطي الأفضلية لموظفينا المحليين في المؤسسات الجديدة. سيكون من المقبول فتح مدارس مهنية للسياحة في منطقة قره باغ وفرع من جامعة أذربيجان للسياحة والإدارة في شوشا.
كما أشار الرئيس في الاجتماعات فإن المركز الثامن والعشرين الذي تحتله أذربيجان اليوم من بين 190 دولة في برنامج ممارسة أنشطة الأعمال (Doing Business) للبنك الدولي يعطي الضوء الأخضر لتنمية السياحة. سيسمح تنفيذ هذه الإصلاحات للشركات ذات السمعة العالمية بالاستثمار مباشرة في بيئة الأعمال.
أعتقد أنه من الممكن إنشاء نظير لوادي السيليكون في قره باغ. على مر السنين، يمكننا الاستفادة بشكل مكثف من عضوية أذربيجان في المنصات الدولية - سواء في منظمة السياحة العالمية أو منظمات السياحة الصحية أو جمعيات السياحة البيئية. زاد انتصار أذربيجان في هذه الحرب من مكانة البلاد في التصنيف العالمي سواء كان سياسياً أم ثقافياً أم غير ذلك. تريد المنظمات التي ترغب في الاستثمار في بلدنا أيضاً المشاركة في أعمال البناء. قد تكون هذه المشاركة مرتبطة أيضاً بالسياحة. وفقاً لتقديراتي، إذا تم تنفيذ هذه القضايا بالتوازي، فيمكننا بناء 85 % من سياحة قره باغ خلال 6-8 سنوات. يمكننا بالفعل تطبيق شعار "قره باغ هي أذربيجان" للرئيس في الوحدة الاقتصادية، بما في ذلك السياحة. يجب على الجميع المساهمة هنا.
شكراً جزيلاً على الحوار الممتع.