سياسة
دبلوماسي مصري: نقدّر دائما روح التسامح والاعتدال التي تسود في أذربيجان
باكو، 6 أبريل / نيسان (أذرتاج).
نُقدر دائماً في هذا الشأن روح التسامح والاعتدال التي تسود أذربيجان والتي تعتبر رادعاً حيوياً لأية محاولة لنشر التعصب او التطرف، ففي الوقت الذى يتغلغل الإرهاب والعنف والتطرف فى العديد من دول العالم، تقدم أذربيجان نموذجاً متميزاً يحتذى به فى كيفية التعايش بين الأديان والثقافات المختلفة بما يجعلها منبر هام للحوار والتفاعل مع الأخر، ويعضد ذلك استضافة أذربيجان العديد من الفعاليات الدولية الهامة التي تعزز الحوار بين الثقافات والتفاعل بين الحضارات، وتؤكد أهمية توظيف التنوع الفكري والثقافي والعقائدي لإثراء الحضارة الإنسانية.
جاءت هذه الكلمات في مقال تحت عنوان " مصر: بيت العرب" تلقته وكالة أذرتاج من صاحبه هيثم جلال القائم بالأعمال في السفارة المصرية فى باكو. وتبث الوكالة نص المقال:
إستضافت مصر يومى 28 و29 مارس 2015 القمة العربية السادسة والعشرين والتى تزامنت مع الإحتفال بمرور 70 عام على تاسيس جامعة الدول العربية. وقد جاء إنعقاد هذه القمة وسط ظروف عربية مضطربة ومناخ إقليمى متوتر وواقع دولى متأزم، ومن ثم كان يتحتم على القمة العربية مواجهة العديد من التحديات التى تجابه الأمن القومى للأمة العربية من خلال إقرار خطط للتحرك المشترك تتسم بالتوازن والمصداقية وعبر أليات ذات فعالية وتأثير ملموس.
تستشعر مصر حدة الأخطار المحدقة بالأمة العربية والتى باتت تشكل تحدياً لوجودها وتهديداً لهويتها العربية، وتسعى إلى خلخلة البنية الإجتماعية والثقافية للمجتمعات العربية وتفكيك الروابط المتعددة بينها من خلال التفرقة بين المواطنين العرب وفقاً للدين اوالمذهب او العرق، وذلك بدعم من أطراف خارجية تراودها أحلام توسعية تجاوزها الزمن ولم يعد لها مكان فى ارض الواقع. وتدرك مصر جيداً ان التمهل او التراخى مع تلك الأخطار سيسمح لتلك الأطراف الخارجية بالعبث ببنية الدول العربية من أجل تحويلها إلى كيانات صغيرة منقسمة على انفسها يسودها الوهن وينتظرها التداعى والإنهيار.
أبرزت مصر خلال القمة أهمية مجابهة تحديات رئيسية فى مقدمتها:
- إستفحال وتغول دور الجماعات الإرهابية فى العديد من الدول العربية وسعيها لتقويض اى سلطة سياسية او نظام إجتماعى يحمى كيان الدولة، وذلك من خلال العمل على ترويع وبث الرعب فى نفوس الأمنين والتباهى بالقتل والتخريب وإهانة الكرامة الإنسانية، وتعيش تلك الجماعات الإرهابية فى وهم مزدوج بين قدرتها على إجتثاث الهوية الأصيلة للمجتمعات العربية وبين سعيها لإقامة نموذج لكيانات متطرفة مضطربة تدعى الحكم بإسم الإسلام، وذلك فى الوقت الذى تتعمد فيه تلك الجماعات الإرهابية إرتكاب كل ما نهى عنه الإسلام، وتحقق كل ما يصبو اليه أعداء الإسلام.
- إصلاح وتطوير المؤسسات الدينية كأداة رئيسية لمواجهة الافكار الدينية المتطرفة التى تستقطب العديد من شباب الأمة العربية وتمهد الطريق لإنضمامهم للجماعات الإرهابية، وتسمح لأطراف خارجية بإستغلالهم وتوجيهم فى تحقيق مأربهم فى تقويض أمن وإستقرار الدول العربية، وقد أكدت مصر ضرورة مراجعة الخطاب الدينى وتفنيد أية أفكار تدعو إلى الغلو والتعصب ورفض الأخر، وإبراز الوجه الصحيح للدين الإسلامى الذى يدعو إلى التسامح والإعتدال والتعايش المشترك بين كافة الاديان والثقافات.
- تنفيذ سياسات إقتصادية وإجتماعية متوازنة تكفل الحد من الأمية والفقر والبطالة وتوفير فرص العمل وظروف الحياة المناسبة للشباب، بما يكفل توظيف وإستثمار طاقتهم وتجنيبهم الوقوع فريسة لقوى التطرف والإرهاب.
- ضرورة مواجهة لجوء الجماعات الإرهابية إلى إستخدام التقنيات الحديثة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل نشر أفكارها المتطرفة والتحريض على العنف والكراهية، وقد دعت مصر لتضافر كافة الجهود لوضع مبادئ للاستخدام الآمن لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتفعيل الاتفاقات الدولية المنظمة لذلك.
أكدت مصر اهمية تضافر جهود المجتمع الدولى من أجل مجابهة الإرهاب وتحقيق الأمن والإستقرار فى العديد من الدول العربية التى تشهد إنقسامات ونزاعات داخلية بدعم من أطراف خارجية، ودعت إلى اهمية التوصل إلى تسوية عادلة لتلك الصراعات، تكرس مفهوم الوطن الواحد وسيادة الدولة المدنية ، وتكفل حق الشعوب العربية فى العيش فى امان وسلام وتحقيق أهدافها وتطلعاتها. وشددت مصر على ضرورة تسوية القضية الفلسطينية بإعتبارها القضية الرئيسية للأمة العربية من خلال مفاوضات جادة ومثمرة ترتكز على قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وتكفل إنهاء الإحتلال الإسرائيلى ووقف الإستيطان غير المشروع، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
جددت مصر دعوتها بشأن ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووى وأسلحة الدمار الشامل،وأشارت إلى ضرورة العمل على خروج مؤتمر مراجعة معاهدة عدم الانتشار خلال شهرى أبريل ومايو 2015 بنتائج إيجابية ولاسيما فيما يتعلق بتنفيذ القرار الصادر عن مؤتمر مراجعة عام 1995 حول إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وكافة أسلحة الدمار الشامل الأخرى فى الشرق الأوسط .
تمثلت ابرز نتائج القمة العربية الأخيرة فى موافقة الدول العربية على إنشاء قوة عربية مشتركة لمواجهة التحديات وصيانة الأمن القومي العربي،وسوف تضطلع بمهام التدخل العسكري السريع وما تكلف به من مهام أخرى لمواجهة التحديات التي تهدد أمن وسلامة أي من الدول الأعضاء وسيادتها الوطنية وتشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي بما فيها تهديدات التنظيمات الإرهابية، وذلك بناء على طلب من الدولة المعنية، دونما انتقاص من سيادة أى من الدول العربية واستقلالها وبما يتّسِق وأحكامِ ميثاقى الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، وفى إطار من الاحترام الكاملِ لقواعد القانون الدولى ومن المنتظر الاتفاق على تفاصيل إنشاء هذه القوة العربية المشتركة خلال 4 أشهر من الآن، وتكون مشاركة الدول العربية فى هذه القوات إختيارية وليست إلزامية.
لا ريب فى ان هذه القمة أبرزت أهمية عودة مصر للقيام بدورها المحورى بإعتبارها قلب الأمة العربية النابض، فمصر على مدار تاريخها العريق كانت نبراساً وملاذاً للأمة العربية، ولن تتوان مصر فى تلك اللحظات الفارقة عن تقديم كافة اوجه الدعم اللازم لحماية أمن وإستقرار الأمة العربية، فمصر كانت وستظل دائماً بيت العرب!
نُقدر دائماً في هذا الشأن روح التسامح والاعتدال التي تسود أذربيجان والتي تعتبر رادعاً حيوياً لأية محاولة لنشر التعصب او التطرف، ففي الوقت الذى يتغلغل الإرهاب والعنف والتطرف فى العديد من دول العالم، تقدم أذربيجان نموذجاً متميزاً يحتذى به فى كيفية التعايش بين الأديان والثقافات المختلفة بما يجعلها منبر هام للحوار والتفاعل مع الأخر، ويعضد ذلك استضافة أذربيجان العديد من الفعاليات الدولية الهامة التي تعزز الحوار بين الثقافات والتفاعل بين الحضارات، وتؤكد أهمية توظيف التنوع الفكري والثقافي والعقائدي لإثراء الحضارة الإنسانية.