أخبار رسمية
الرئيس إلهام علييف يحضر افتتاح المؤتمر العام الثاني عشر للإيسيسكو[ محدث]
باكو، 26 نوفمبر/تشرين الثاني (أذرتاج).
جرى في السادس والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني افتتاح المؤتمر العام الثاني عشر لمنظمة الإيسيسكو في باكو.
وشارك الرئيس الاذربيجاني إلهام علييف والسيدة قرينته مهربان علييفا في افتتاح المؤتمر.
كما حضر افتتاح المؤتمر ممثلون رفيعو المستوى من المنظمات الدولية والدول الأجنبية ووزراء الثقافة والتعليم والدبلوماسيون.
انطلقت الدورة الثانية عشر للمؤتمر العام للإيسيسكو بتلاوة عطرة من القرآن الكريم.
ألقى الرئيس الاذربيجاني إلهام علييف كلمة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر واصفا انعقاد هذا المؤتمر في باكو بأنه حدث مشهود بالنسبة لأذربيجان. وقال الرئيس إلهام علييف إن الإيسيسكو أصبحت منظمة دولية مهمة على الصعيد العالمي وهي حققت نجاحات كبيرة خلال السنوات الأخيرة في سبيل تطوير العلوم والتعليم والثقافة في العالم الإسلامي. وقال الرئيس إن أذربيجان أصبحت واحدة من الأعضاء النشطة في الإيسيسكو مضيفا أنه أقيمت كثير من الفعاليات والاجتماعات في باكو عن طريق هذه المنظمة. وقال الرئيس إن الإيسيسكو دعمت دوما موقف أذربيجان العادل في تسوية نزاع قراباغ الجبلية بين أرمينيا وأذربيجان معبرا عن شكره العميق للمدير العام عبد العزيز بن عثمان التويجري على هذا الدعم. واكد الرئيس أن النزاع يستمر منذ سنوات طويلة وتم احتلال 20 في المائة من الأراضي الأذربيجانية وأصبح أكثر من مليون اذربيجاني لاجئين ومشردين وأن أرمينيا مارست سياسة التطهير العرقي بحق الشعب الاذربيجاني وارتكبت مذبحة خوجالي. وأضاف أن أرمينيا تتجاهل القرارات الصادرة عن المنظمات الدولية حول هذا النزاع وأن قراباغ الجبلية هي ارض أذربيجان التاريخية لافتا الى ضرورة حل النزاع في إطار وحدة أراضي أذربيجان فقط. وقال الرئيس إلهام علييف إن منظمة الامن والتعاون الأوروبي قد أرسلت بعثات الى الأراضي المحتلة وتبين أنه تم تدمير كل شيء وكذلك 10 مساجد هناك. استطرد قائلا: هذه هي همجية ووحشية والإرهاب ضد الثقافة الإسلامية." وقال الرئيس إلهام علييف إن ربط الإسلام بالإرهاب من قبل بعض الدوائر الغربية في السنوات الأخيرة غير صحيح ومرفوض معلنا أن ديننا الإسلامي هو دين التسامح والمحبة والسلام. وقال الرئيس إن أذربيجان تكافح الكراهية ضد المسلمين وهي تولي أهمية بالغة لتبليغ الثقافة الإسلامية في الخارج وإن أذربيجان تخدم تعزيز العلاقات بين الأديان والشعوب. وقال الرئيس إن أذربيجان تقوم بعمل فعال لتعزيز التضامن الإسلامي وتبليغ القيم الإسلامية في العالم. وأضاف الرئيس قائلا: "نحن نفتخر بأن أحد أقدم المساجد في العالم يقع في أذربيجان وهو مسجد الجمعة بشاماخي." كما قال الرئيس إن أذربيجان ستستضيف العاب التضامن الإسلامي الرابعة في عام 2017م مضيفا أن هذا هو مؤشر التعاون بين الحضارات الى جانب كونه حدثا رياضيا كبيرا لافتا الى أن أذربيجان تقدم اسهاماتها لتحقيق التفاهم في العالم وتعايش البشرية في سلام ووئام ومحبة.
وأشار الرئيس إلهام علييف في ختام كلمته الى خدمات المدير العام للإيسيسكو قائلا إن الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري يقوم بدور كبير في تعزيز نشاط المنظمة وتطوير العلاقات الثنائية مقدما له وسام "الصداقة" الاذربيجاني.
ثم ألقى الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو-، كلمة في الجلسة الافتتاحية قال فيها إن المؤتمر ينعقد في مرحلة مهمة من المسيرة التي قطعتها الإيسيسكو منذ انعقاد مؤتمرها التأسيسي في مدينة فاس، مشيرًا إلى أنه قد مضت على إنشاء الإيسيسكو ثلاث وثلاثون سنة ونيّف، كانت حافلة بالإنجازات، مليئة بالمكاسب، مطبوعة بالنجاحات في تحقيق الأهداف التي حددها ميثاقها المعبّر عن الإرادة الجماعية للدول الأعضاء التي قررت أن تكون الإيسيسكو الجهاز الإسلامي المتخصص في التربية والعلوم والثقافة والاتصال، في إطار منظمة التعاون الإسلامي، وذلك في مطلع القرن الخامس عشر الهجري الذي تقوّت فيه الآمال لتحقيق النهوض بالعالم الإسلامي، واستكمال بناء قواعد الانطلاق له نحو الآفاق الواسعة للتقدم والازدهار في الميادين كافة، ومواكبة التطورات الإيجابية البالغة التأثير في حياة المجتمعات الإنسانية المعاصرة.
وقال إن الإيسيسكو واكبت التحولات التي عرفها العالم الإسلامي طوال العقود الثلاثة الماضية، فكانت في الطليعة من العمل الإسلامي المشترك الذي يُعطي للتضامن الإسلامي دعمـًا قويًا، ويساهم في النهوض تربويًا وعلميًا وثقافيًا بالدول الأعضاء التي بدأت بخمس وعشرين دولة ً عند التأسيس، لتصل اليوم إلى اثنتين وخمسين دولة. وذكر أن الإيسيسكو تتطلع إلى أن تنضمّ الدول الخمس الأخرى الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي إلى عضويتها، حتى تـَتـَضَافـَرَ جهودُها وتـَتـَكـَامـَلَ سياساتها من أجل تحقيق أهداف العمل الإسلامي المشترك الرامية إلى إحداث النقلة النوعية في التنمية الشاملة المستدامة للعالم الإسلامي باعتبارها كتلة إسلامية واحدة.
وأضاف قائلا ً : لقد أصبحت الإيسيسكو بيتَ خبرةٍ عاليَ المستوى في مجال اختصاصاتها، له مكانتـُه بين بيوت الخبرة العالمية في ميادين التربية والتعليم والعلوم والتكنولوجيا والاتصال، فكما هي منظمة اليونيسكو على الصعيد الدولي، فكذلك هي الإيسيسكو على مستوى العالم الإسلامي، جهازًا متخصصـًا مكتمل الشروط للقيام بالدور التنموي المتخصص المنوط به، وأداة فعالة من أدوات دعم النمو وضمان اطراده في هذه الميادين الحيوية ذات الصلة بالتنمية الشاملة التي تستفيد من ثمراتها الأجيال الحالية والأجيال القادمة.
وبيَّـن أنه من خلال هذا المنظور الذي يتيح للإيسيسكو الرؤية الشمولية إلى الآفاق الممتدة أمامها، فإنها تحرص على التخطيط المستقبلي الذي يقوم على الدراسات الميدانية والأبحاث التطبيقية ويعتمد توظيفَ الخبرات المتراكمة والدروس المستفادة، للوصول إلى درجة عالية من الجودة في التنظير والدقة في التنفيذ، على جميع المستويات، وحتى يكون عمل المنظمة ذا صلة قوية بالعصر.
وأشار إلى أنه في ضوء البعد الاستشرافي المتبصر لتوجّهات الخطة متوسطة المدى للأعوام (2010-2018) ومضامينها، تم إعداد مشروع خطة العمل والموازنة للأعوام (2016-2018) المعروض على المؤتمر، التي حددت له ثلاثة أهداف استراتيجية رئيسَة للمرحلة المقبلة، تجمع بين تمكين الشباب من دعم العمل الإسلامي المشترك والإسهام في تحقيق التنمية المستدامة، والاستجابة بشكل أفضل للدور المتنامي الحالي والمرتقب للشباب وتلبية الحاجة إلى توجيه طاقاتهم للإسهام بشكل أكبر في جهود التنمية، وبين تعزيز الجودة والحكامة وتكافؤ الفرص في السياسات الوطنية للدول الأعضاء في المجالات التربوية والعلمية والثقافية والاتصالية، وبين تنمية ثقافة حقوق الإنسان والاحترام المتبادل من أجل تحقيق السلم الاجتماعي وضمان العيش المشترك.
وقال إن هذه أهداف مترابطة متداخلة يكمّـل بعضها بعضًا، موضحًا أن هذا المشروع المستقبلي الذي سيعتمده المؤتمر، حدد أولويات العمل، حرصًا على تكثيف الجهود لمواكبة المتغيّرات التي رصدتها الإيسيسكو، ومعالجة القضايا الملحة التي تدخل ضمن اختصاصاتها، والتي تصبُّ جميعُها في دعم التنمية التربوية والعلمية والثقافية والاتصالية للدول الأعضاء.
وذكر أن الحصيلة الوافرة من الإنجازات التي حققتها الإيسيسكو خلال خطة العمل الثـلاثية للأعوام (2013-2015)، الواردة في تقرير المدير العام عن أنشطة المنظمة للأعوام (2012-2014)، وتـقرير المدير العام عن تـقييم عمل المنظمة، المعروضين على المؤتمر، تؤكد مدى التقدم الذي تم إحرازه على جميع المستويات، كما يعكس التقريران قوة الإيسيسكو التي وصفها بأنها قيمة ٌ مضافة ٌ للعمل الإسلامي المشترك بقنواته المتعددة في إطار منظمة التعاون الإسلامي. وقال إن هذا الأمر يضاعف من المسؤولية الملقاة على عاتقنا، ويحمّلنا أمانة الاستمرار في السير في هذا النهج البنـّاء لتحقيق الأهداف المسطرة في ميثاق الإيسيسكو.
وأعلن أن المرحلة الصعبة التي يعيشها العالم اليوم، والظروف الخطيرة التي تكتنف العالم الإسلامي بخاصة، تفرض علينا أن نعمل بشتى الوسائل، لتعزيز تضامننا، وأن نرتفع إلى مستوى التحديات الكبرى التي تواجه الدول الأعضاء دون استثناء، وهي تحديات تجديد البناء واِطراد النماء، ومواكبة التطورات التي يعرفها عصرنا، والتكيف مع المتغيرات، والانخراط في جهود المجتمع الدولي من أجل بناء عالم جديد خالٍ من الصراعات والنزاعات وانتهاك حقوق الشعوب، وضمان أن تحيا في حرية وكرامة وعدالة اجتماعية وسلام.
وقال الدكتور عبد العزيز التويجري : «إذا كنا نلتزم باختصاصات الإيسيسكو ولا نتجاوزها، فإن هذا الالتزام لا يعفينا من الاهتمام والمتابعة والرصد لما يجري في بعض الدول الأعضاء من نزاعات مسلحة وصراعات محتدمة، ومن تنامٍ للإرهاب المتوحش الذي يحرمه الإسلام ويجرم من يقوم به، وتفشٍ للطائفية المقيتة التي تضرب المسلمين بعضهم ببعض وتقطع ما بينهم من وشائج وأخوة، ولما يترتب على ذلك كله من أزمات مستفحلة ومشاكل خطيرة»، مشيرًا إلى أن الأوضاع في بعض المناطق من العالم الإسلامي، قد بلغت أقصى درجات الانفجار والانقسام، بحيث أصبح من أهم واجبات المسؤولين جميعًا، وقادة الرأي والفكر، الإسهامُ في صدّ المخاطر ومعالجة الأزمات بروح التضامن الإسلامي وتغليب المصالح العليا للعالم الإسلامي.
وأضاف قائلا ً: «إننا ندعو إلى السلام والوفاق والوئام بين شعوب العالم الإسلامي، ونرفض النعرات الطائفية، كما نمقت التطرف والتعصب والإرهاب بكل صوره وأشكاله وعدم احترام التنوع المذهبي، والتدخل في شؤون الدول الأعضاء وإثارة المشاكل والتوترات فيها، ونؤكد أن حفظ السلام في العقول والقلوب هو ضرورة لحفظ السلام على الأرض، وليس من سبيل إلى ذلك سوى السعي الحثيث من أجل تطوير مجتمعات العالم الإسلامي وتقدمها والنهوض بمستوى الحياة في المجالات كافة، خصوصًا تلك التي تدخل في إطار المهام الموكلة إلينا».
وأكد المدير العام للإيسيسكو أن العمل الذي تقوم به المنظمة يخدم هذه الأهداف السامية، ويساهم بدرجات متفاوتة، في الوصول إليها، لأن الإيسيسكو تبني العقول التي تصنع السلام، بكل ما يستدعي ذلك من متطلبات وشروط ووسائل وقواعد تلتزم بها المنظمة ولا تحيد عنها.
وناشد الدكتور عبد العزيز التويجري الدول الأعضاء والمجتمع الدولي، التضامنَ مع جمهورية أذربيجان في مطالبتها العادلة باسترجاع إقليم ناغورنو كاراباخ الذي تحتله جمهورية أرمينيا، ودعا إلى دعم الحكومة الآذرية أمام المحافل الدولية لاسترجاع إقليمها المحتل، وأدان بشدة الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها أرمينيا ولا تزال ترتكبها في حق المواطنين الآذريين الواقعين تحت نيـر الاحتلال، وفي حق التراث الحضاري في هذا الإقليم المحتل.
ثم تم تقديم جائزة "محو الأمية" لعام 2015م للإيسيسكو إلى ممثل نيجيريا.
ثم تم التقاط الصورة الفوتوغرافية التذكارية.