سياسة
المجتمع العالمي سيحصل على معلومات عن مصدر أولي حول أحداث سومغايت
باكو، 27 نوفمبر / تشرين الثاني، (أذرتاج)
قال فلاديمير كالينيجينكو " إن الإبادة الجماعية بحق الأرمن في سومغايت لم تحدث لأن أحداث سومغايت لو دبّرها الجانب الأذربيجاني لما نجا منها أحد من الأرمن في المدينة."
هذه كلمات اللواء فلاديمير كالينيجينكو الذي قام بتحقيق القضية الجنائية في أحداث سومغايت وهو كبير المحققين للقضايا الخاصة لدى النيابة العامة للاتحاد السوفييتي عام 1988م وأدرجتها الصحفية المحللة المرموقة سعادة قديروفا في كتابها بعنوان "حول أحداث سومغايت من المصدر الأولي"، الذي تم إشهاره مساء الأمس 26 نوفمبر / تشرين الثاني 2015م في مقر وكالة أذرتاج الأذربيجانية.
وجاء في حفل الإشهار أن مؤلفة الكتاب سعادة قديروفا هي عضوة الاتحاد الدولي للصحفيين والاتحاد الروسي للصحفيين ورئيسة قسم العلاقات مع الهياكل الإعلامية الدبلوماسية لوكالة تاس الروسية وخبيرة مجال السياسة الخارجية والمحللة السياسية. وتخرجت من جامعة موسكو الحكومية باسم لومونوسوف وجامعة دنفر الأمريكية.
وافتتح رئيس التحرير في أذرتاج ياشار قولوزاده حفل تقديم الكتاب وقال إن فكرة تدوين الكتاب تعود إلى وكالة أذرتاج. وذكر أن ميزة الكتاب الأساسية هي أن المعلومات الموضوعية على لسان المحقق الذي أجرى تحقيق أحداث سومغايت تنص على أنه تلقى من موسكو في حينه تعميما يطالب بعدم بدء التحريات في ملابسات الحادث خاصة عدم الكشف عن مدبري أحداث سومغايت. وشدد خاصة على أن أحداث سومغايت كانت حملة كريهة مدبرة بالمكيدة الكبرى ضد أذربيجان والأذربيجانيين تهدف إلى تأليب المجتمع الدولي ضد الشعب الأذربيجاني ووصف الأذربيجانيين بصفة "همجي" و"سفاك للدماء" في العالم وتكوين فكرة حول استحالة تعايش الأذربيجانيين والأرمن معا في مكان واحد.
وتحدثت محررة الكتاب رئيسة تحرير أذرتاج تاميلا نورييفا عن فكرة تدوين كتاب على أساس مقابلة مع المحقق القضائي لأحداث سومغايت. وقالت إن هذا الموضوع قد وضعت فيه كتب كثيرة عن جانب المؤلفين الأذربيجانيين. لكن المهمة التي وضعها على عاتقنا المديرُ العام لوكالة أذرتاج أصلان أصلانوف كانت تدمير أسطورة حول "همجية" الأذربيجانيين المزعومة من خلال إعداد مواد بناء على أفكار وآراء شخص شارك مباشرة في فضح هذا الملف الجنائي. وأضافت نورييفا " أننا كنا نريد الحقيقة في أحداث سومغايت. وهذا الكتاب مصدر موثوق به. لأنه يحمل شهادات شخص كان يملك آنذاك صلاحية كبيرة."
وقالت المؤلفة سعادة قديروفا حول كيفية إعداد الكتاب : " إن الجور على أذربيجان بسبب أحداث سومغايت يقلقني كثيرا. وعلى الرغم من انني لست من مواليد أذربيجان وغير مقيمة هنا فإنني لا اشعر بثقل هذا الجور والظلم عليّ اقل ممن هو مولود هنا. واجد أن هذا الكتاب يأتي لبنة في بناية تبنى من اجل الدفاع عن هجمات مغرضة متحيزة كلها."
وألقت الكاتبة الشهيرة نائبة البرلمان الأذربيجاني الميرا اخوندوفا كلمة في حفل التقديم قيّمت فيها عاليا مهنية المؤلفة. وأفادت النائبة اخوندوفا أن قيمة هذا الكتاب الرئيسية هي أن المحقق فلاديمير كالينيجينكو أثبت الواقعين المهمين الاثنين وأولهما أن هذه الأحداث لا يجوز على أي شكل من الأشكال أن تعد "إبادة جماعية للأرمن" وثانيهما أن تلك الأحداث منظمة من قبل الأجهزة الاستخباراتية الخاصة للاتحاد السوفييتي آنذاك. وقالت إن "فلاميدير كالينيجينكو محقق ذو ضمير لأنه لا ينحاز لا إلى جانب أذربيجان ولا إلى جانب أرمينيا ولكنه واقف إلى جانب العدالة." مشددة على ضرورة تقديم وعرض هذا الكتاب في موسكو أيضا.
وقيّم نائب المجلس الوطني الأذربيجاني عاصم ملازاده هو الآخر عمل سعادة قديروفا الصحفيّ عاليا واقترح بنشر هذا الكتاب على شبكات الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي باستخدام تكنولوجيا المعلومات الحديثة مع نقله إلى اللغات الأخرى لتمكين المجتمع الدولي من أن يعرف من هو مدبّر أحداث سومغايت وما استهدفوه بها.
وألقت في الحفل كلمة نائبة رئيس نقابة المحامين "الاتحاد الاوراسي" توكزبان سلطانوفا مفيدة أن قيمة هذا الكتاب تعود بالدرجة الأولى إلى تدوينه على أساس ما قاله مشارك مباشر في تحقيق ملابسات الأحداث. وقالت المحامية سلطانوفا خاصة " إن الأرمن يصفون أحداث سومغايت بالإبادة الجماعية للأرمن عبر نشر معلومات كاذبة حول هذه الأحداث في حين أن محقق الأحداث المذكورة يقول إن أعمال الشغب المرتكبة في سومغايت أودت بحياة 26 شخصا منهم 21 أرمينيا و5 أذربيجانيا وهو الذي يفيد أن أحداث سومغايت لن توصف إلا بأعمال شغب جماهيرية وتحدث مثل هذه الأحداث في جميع أنحاء العالم بما فيها أوروبا وروسيا أيضا." كما تجد المحامية أنه من الممكن التوصل إلى تقييم عادل لأحداث سومغايت من خلال تكوين رأي عام بناء على هذا الكتاب.
والتقى المدير العام لوكالة أذرتاج أصلان أصلانوف قبل حفل إشهار الكتاب بمؤلفته سعادة قديروفا.
وقيل في اللقاء إن العلاقات بين وكالتي أذرتاج وتاس بالمستوى العالي وتتعاون كلتا الوكالتين عن كثب على المستوى الثنائي وضمن هياكل الإعلام الدولية على حد سواء. وجاء فيه أن طبع كتاب في أحداث سومغايت إسهام كبير في الكشف عن وقائع حقيقية في هذه الأحداث، حيث أن شرح الوقائع في الكتاب على لسان المشارك المباشر في تحقيق تلك الأحداث يكسب ببالغ الأهمية من حيث تحديد الحقيقة.
وذكرت قديروفا أن أسرة أذرتاج الإبداعية لها خدمة كبيرة في إعداد هذا الكتاب وأعربت عن شكرها للمدير العام على ذلك.
كما شهد اللقاء تبادل الآراء حول تنفيذ مشاريع مشتركة في تاريخ أذربيجان وثقافتها.