أخبار رسمية
أذربيجان تحيي بقيادة الرئيس علييف ذكرى ضحايا مجزرة خوجالي
باكو، 26 فبراير / شباط، (أذرتاج)
شارك الرئيس إلهام علييف وقرينته السيدة مهربان علييفا اليوم السادس والعشرين من فبراير / شباط في حفل إحياء الذكرى الرابعة والعشرين لمذبحة خوجالي.
وقد اصطف حرس الشرف بجوار النصب التذكاري الخاص بذكرى ضحايا هذه المذبحة.
وضع الرئيس إلهام علييف إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري احتراما لذكرى ضحايا المذبحة.
كما وضع باقات من الزهور أمام النصب التذكاري كل من رئيس الوزراء الأذربيجاني آرتور راسيزاده، ورئيس المجلس الوطني أوقطاي اسدوف، ورئيس الديوان الرئاسي رامز مهدييف وسيدة أذربيجان الأولى رئيسة مؤسسة حيدر علييف الخيرية مهربان علييفا.
وقد شارك في الحفل مسئولون آخرون بالحكومة وأعضاء المجلس الوطني ورؤساء اللجان والشركات ورؤساء الطوائف الدينية، وكذلك آلاف من مقيمي العاصمة باكو وضيوفها إلى جانب سكان خوجالي الذين نجوا من هذه المذبحة.
ووضع المشاركون باقات من الزهور الحمراء أمام النصب التذكاري.
وترحموا على أرواح شهداء أذربيجان الباسلين.
X X X
إن الجريمة التي ارتكبتها القوات المسلحة الأرمينية بدعم ومساعدة الفوج 366 مشاه التابع للجيش السوفيتي السابق والمتمركز بمدينة خانكاندي خلال ليلة السادس والعشرين من فبراير 1992م في مدينة خوجالي الأذربيجانية تعتبر من الأحداث التي لا مثيل لها بسبب نتائجها الرهيبة سواء في تاريخ الحرب القراباغية أو في تاريخ الحروب العالمية. وقد دخل المدينة الكثير من المعدات الثقيلة التابعة للفوج 366 الذي كان ضباط أرمنيون بين أفراده وتم تدمير البيوت السكنية والبنية التحتية الاجتماعية للمدينة وحرقها بالكامل. وقام المجرمون بقتل الناس الأبرياء بمنتهى الوحشية التي اضطروا لمغادرة المدينة في حالة من الذعر والهلع.
وراح ضحيته 613 شخص من الأذربيجانيين الأبرياء، من بينهم 106 نساء، 63 طفلاً، و70 مسنا، وأصبح 487 شخص من السكان المسالمين معوقين بعد إصابتهم بالرصاص وأخذ 1275 شخصا رهائن، منهم 150 شخصًا لا يُعرف مصيرهم حتى الآن. وفي هذه المذبحة تم القضاء على ثماني أسر بالكامل، وفقد 25 طفلا والديهم، وفقد 130 طفلا احد والديهم، وقُتل فيها مدنيون أذربيجانيون أبرياء بوحشية غير مسبوقة وتعرض الأسرى والرهائن للتعذيب الشديد. وقد تم انتهاك فيها الحقوق الأساسية للأذربيجانيين بشكل جماعي وصارخ، وعلى رأسها حق الحياة وهو حق أساسي.
إن هذه الإبادة الجماعية التي ارتكبها المعتدون الأرمن الذين لم يتعرضوا لأي عقاب حتى الآن، هي وحشية حقيقية بقسوتها لا يمكن تصورها، وبوسائل التعذيب غير الآدمية وحقيقة تاريخية لا لبس فيها. ويرى القانون الدولي أن الإبادة الجماعية هي عمل ضد السلام والبشرية ويعد من أخطر الجرائم الدولية. وجاء في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 96 (1-د) المؤرخ في 11 كانون الأول/ديسمبر 1946م أن الإبادة الجماعية تهين كرامة الإنسان مع انتهاكها لحق الحياة للجماعات البشرية، وتحرم البشرية من القيم المادية والمعنوية التي يتم تكوينها من قبل الناس. يتعارض تماما مثل هذه الأفعال مع روح الأمم المتحدة وأهدافها والقيم العالمية.
إن الأساس القانوني لجريمة الإبادة الجماعية تم تبنيه بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 260 ألف (د-3) المؤرخ في 9 كانون الأول/ديسمبر 1948م، وحُدد في اتفاقية "منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها". وتصادق الدول المشاركة في هذه الاتفاقية علي أن الإبادة الجماعية، سواء ارتكبت في أيام السلم أو أثناء الحرب، هي جريمة بمقتضى القانون الدولي، وتتعهد بمنعها والمعاقبة عليها.
إن ارتكاب الجرائم التي وقعت أثناء مجزرة خوجالي مع سبق الإصرار والترصد بغرض القضاء بشكل جماعي وممنهج على الأبرياء لهو خير دليل على أن ما حدث جريمة إبادة جماعية بكل المعايير الدولية والمحلية. ويجب أن تنال هذه المجزرة ما تستحقه بوصفها جريمة ضد الإنسانية. وقد تم تطبيق جميع الأفعال التي تؤكد أنها إبادة جماعية وذلك في الاتفاقية المذكرة أثناء اعتداء أرمينيا على أذربيجان.
إن منطقة قراباغ الجبلية والمحافظات السبع المحتلة المجاورة لها جزء لا يتجزأ من أراضي أذربيجان، كما يثبته القانون الدولي ومن جملته القرارات الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والتي تحمل أرقام 822، 853، 874، 884، وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤرخ في 14 آذار/مارس 2008م بشأن "الوضع في الأراضي الأذربيجانية المحتلة"، وقرار الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا رقم 1416 الصادر في عام 2005م، وتوصيتها رقم 1690 الصادرة في عام 2009م اللذين يشيران إلى احتلال الأراضي الأذربيجانية من قبل القوات المسلحة الأرمينية، وسيطرة الانفصاليين عليها.
إن القرار الذي أصدره البرلمان الأوروبي في الثالث والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر 2013م بشأن منطقة قراباغ الجبلية يشير إلى أن المجتمع الدولي يدعم الموقف الأذربيجاني العادل ويعترف بواقع الاحتلال. وأكد القرار المتخذ من قبل البرلمان الأوروبي، لأول مرة على ضرورة حل نزاع قراباغ الجبلية (ناغورني كاراباخ) وفقا للقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي وطالب بسحب القوى المحتلة بدون شرط وقيد وسحبا كاملا على الفور من أراضي أذربيجان المحتلة. للأسف لم يتخذ أي إجراء بهذا الشأن، وأن النزاع مازال عالقا بسبب الموقف غير البناء لأرمينيا التي لا تولي أهمية للقرارات الدولية بالذات.
وقد كشف الزعيم الوطني للشعب الأذربيجاني حيدر علييف الجوهر الحقيقي لمذبحة خوجالي وأعطى المجلس الوطني الأذربيجاني تقييما قانونيا وسياسيا لمذبحة خوجالي. ويشدد رئيس الجمهورية إلهام علييف دائما على تسوية هذا النزاع في إطار وحدة أراضي أذربيجان فقط، وضرورة انسحاب القوى المحتلة من أراضي أذربيجان المحتلة.
منظمة التعاون الإسلامي أول منظمة دولية اعترفت بأرمينيا كدولة معتدية، ومجزرة خوجالي كالإبادة الجماعية. وتهدف حملة " العدالة نحو خوجالي" التي ينفذها منتدى شباب منظمة التعاون الإسلامي في أكثر من 40 دولة إلى إطلاع المجتمع الدولي على حقائق مأساة خوجالي.
وتم المصادقة على "خطة الإجراءات المتعلقة بإحياء الذكرى السنوية الرابعة والعشرين لمذبحة خوجالي" بقرار رئيس ديوان الرئيس ومن المقرر عقد مؤتمرات صحفية وإقامة حفلات تأبينية بهذه المناسبة ونشر المعلومات والمواد المرئية في وسائل الإعلام وقنوات التلفزيون الأجنبية عن مذبحة خوجالي وتنظيم دروس خاصة في المؤسسات التعليمية عنها.
وقد تبنى مجلس النواب لولاية فرجينيا الغربية في الولايات المتحدة الأمريكية قرارا حول مذبحة خوجالي. ويشير القرار إلى أن الأحداث التي شهدتها مدينة خوجالي هي جزء لا يتجزأ من العدوان العسكري والتطهير العرقي اللذين تنفذهما القوات العسكرية الأرمينية في منطقة قراباغ الجبلية الأذربيجانية منذ عام 1988م. وقبل هذا القرار، تبنت المجالس التشريعية لولايات كاليفورنيا، وماساتشوستس، وتكساس، ونيو جيرسي، ومين، ونيو مكسيكو، وأركنساس، وجورجيا، واوكلاهوما، وتينيسي، وبنسلفانيا، وكونيتيكت، وفلوريدا، وميسيسيبي وفيست فيرجينيا واينديانا ويوتا ونيبراسكا وهاواي ومونتانا وآريزونا الأمريكية قرارات مماثلة وطالبت بمعاقبة مرتكبي المجزرة في مدينة خوجالي.
لقد اعترفت برلمانات دول العالم مثل كندا، والمكسيك، وكولومبيا وبيرو، وجمهورية باكستان الإسلامية والبوسنة والهرسك، ورومانيا، والتشيك، والأردن بوالسودان وهوندوراس وغواتيمالا وباناما مذبحة خوجالي.
وتبنى المجلس الوطني السلوفيني مؤخرا قرارا بشأن النزاع القراباغي بين أرمينيا وأذربيجان. يأتي في القرار اقتراح موجه إلى الحكومة السلوفينية لدعم القرارات الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة بشأن النزاع في إطار المساعي الموجهة إلى التسوية السلمية لهذا النزاع. يصف هذا القرار مجزرة خوجالي التي ارتكبت على يد القوات المسلحة لأرمينيا بالجريمة ضد البشرية.