سياسة
أذربيجان تطالب من منظمة الامن والتعاون الأوروبي بزيادة ضغط على أرمينيا لحل نزاع قراباغ
باكو، 17 مارس / أذار، أذرتاج
قيل في اجتماع استقبل فيه اليوم في 17 مارس رئيس اللجنة الحكومية لشؤون اللاجئين والمشرَّدين نائب رئيس الوزراء علي حسنوف المبعوثَ الخاص إلى جنوب القوقاز للرئيس الحالي لمنظمة الامن والتعاون الأوروبي جونتر بخلر والوفد المرافق له ان معالجة نزاع قراباغ الجبلي القائم بين أرمينيا وأذربيجان تقتضي بزيادة ضغط على أرمينيا من اجل التوصل إلى تنفيذ قرارات المنظمات الدولية النافذة وبفرض عقوبات جادة عليها.
واعرب نائب رئيس الوزراء عن يقينه من نتائج إيجابية ستنجم عن المباحثات التي تقام نظاميا مع ممثلي منظمة الامن والتعاون الأوروبي خاصة حول نزاع قراباغ الجبلي القائم بين أرمينيا وأذربيجان. وقال حسنوف ان العلاقات بين الطرفين رفيعة مشددا على اصدار مجلس الامن الدولي وسائر المنظمات الدولية إلى جانب هذه المنظمة قرارات واضحة حول نزاع قراباغ الجبلي: "نأسف بشدة على بقاء جميع هذه القرارات حبرا على الأوراق حتى الآن. ونأمل في تنفيذ مطالبها. ولكننا تعمّنا فكرة عند متابعة التطورات الجارية اليوم عبر العالم تؤدي إلى ان معالجة هذا النزاع سيلزمنا وقتا طويلا جدا."
واعرب الضيف عن الامتنان من زيارة باكو مبلغا انه مطلع على المنطقة بسبب توليه منصب سفير ألمانيا في جورجيا لمدة الخمس سنوات مشددا على انه على علم واسع بنزاع قراباغ الجبلي القائم بين أرمينيا وأذربيجان. وزاد ان أذربيجان قط شقت طريقا صعبا جدا عن طريق اجراء المباحثات طويلة الاجل حول معالجة المشكلة وهي تعيش في وضع النزاع خلال مدة تتجاوز عن العشرين سنة الأخيرة. وذكر ان غرض زيارته دراسة واسعة التطورات الجارية في أذربيجان والمنطقة ككل وتبادل الآراء، معربا عن ثقته في إضافة التعاون الفاعل الموجود بين أذربيجان والمنظمة ذخرا إيجابيا إلى معالجة نزاع قراباغ الجبلي.
وقدم نائب رئيس الوزراء معلومات مفصلة حول نزاع قراباغ الجبلي إلى بخلر والوفد المرافق له منتقدا فعالية مجموعة منسك التابعة للمنظمة في عملية حل المشكلة. وشدد على ابداء المجتمع الدولي موقفا مزدوجا من حل النزاع وقال "وإلا فقد وجدنا حتى الان تنفيذ القرارات الصادرة عن الهيكل الأسمى للعالم مجلس الامن الدولي وكذلك عن منظمة الامن والتعاون الأوروبي ومجلس أوروبا وسائر المنظمات والهياكل الدولية بصدد معالجة هذا النزاع، حيث ان الهياكل والمنظمات المذكورة لتنفذ بعض القرارات في الحال عند اقتضاء الحال، الامر الذي يقودنا ان نسأل عن حق وصواب: لماذا لا تعالج مشكلة قراباغ الجبلي؟ ان هذا السؤال يظل عالقا منذ 24 سنة وهذا هو السبب الرئيس الذي يؤدي إلى انخفاض الثقة لدينا في المنظمات والهياكل الدولية."
وقال حسنوف ان عدد النزاعات على الصعيد الدولي يزداد منذ بضعة العقود الأخيرة موضحا ان الدول الكبرى مهتمة بصنع نزاعات من اجل تسهيل إدارة العالم: "فلذلك، ما زالت الأوضاع الدولية متوترة ولم يلقَ أي من النزاعات القائمة على العالم حلا حتى الان. لان الدول الكبرى تستغل هذه النزاعات لخدمة مصالحها."
وأشار إلى ان أذربيجان قد فتحت أبوابها على مصراعيها عقب إعادة بناء استقلالها امام العالم قاطبة وباشرت لعب دور مهم في ضمان امن الطاقة في أوروبا مشددا على ان أوروبا لا تبذل من جهد جاد بالمقابل لمعالجة النزاع المذكور: "لا نطلب من العالم بأسره سوى معالجة هذا النزاع ومن الممكن حل هذه المشكلة عبر مباحثات في حال وجود إرادة. ونطلب بزيادة ممارسة الضغط على أرمينيا من اجل التوصل إلى تنفيذ أرمينيا مطالب قرارات الهياكل والمنظمات الدولية بصدد معالجة هذا النزاع إضافة إلى فرض عقوبات جادة عليها."
وزاد نائب رئيس الوزراء حسنوف ان أهالي أرمينيا هم الاخرين قد تعبوا من هذا النزاع ويتطلعون إلى تطبيع العلاقات أيضا: "إننا نحن الاخرين نريد هذا. لان اكثر من مليون نسمة من مواطنينا يعيشون في حالة اللاجئين والمشرَّدين والى متى؟ ان النظام الأرميني الحالي قد استغل هذا النزاع لاخذ زمام السلطة في البلد، فلذلك، ان المسبب الرئيس لعدم معالجة هذا النزاع هو القيادة الاجرامية في أرمينيا والجالية الارمينية وكنيسة اجميادزين ورعاتهم في الخارج، لان هذه الدولة لا موقف مستقل لها على الاطلاق."
ولفت حسنوف إلى تطور أذربيجان بسرعة في السنوات الأخيرة مع توسع علاقاتها الدولية مشددا على انشاء بلدات ومدن تستجيب للمعايير الحديثة للاجئين والمشرَّدين على مختلف انحاء البلد: "قد تم إنشاء 94 بلدة ومدينة خلال فترة الـ15-16 سنة الأخيرة لنقل 250 الف لاجئ ومشرد إليها. وتم تنفيذ كل هذا على حساب أموال صندوق النفط. وتحتل أذربيجان المركز الأول على مستوى العالم من حيث مبلغ الأموال المنفقة للاجئ واحد خلال مدة سنة واحدة. ان مستوى الفقر في أذربيجان كان في 2003م 49% وتم خفضه إلى 5 % في الوقت الحاضر وأنزل هذا المستوى بالنسبة للاجئين والمشردين من 75% إلى 12% حاليا. وتم التوصل إلى كل هذه المؤشرات بفضل توجيه أموال القطاع النفطي إلى تنفيذ المشاريع الاجتماعية الاقتصادية. وما هي إلا نتائج للاعمال الملموسة المنفذة بالضرورة في البلد."
وقال نائب رئيس الوزراء ان أذربيجان قد خرجت من الازمة العالمية الجارية بخسائر قليلة مؤكدا ان أذربيجان لم تخفض من أموال القطاع الاجتماعي في ميزانية العام الجاري على الرغم من تخفيض أسعار النفط تخفيضا اصطناعيا عبر العالم.
وابلغ ان أرمينيا تواجه في السنوات الأخيرة انحطاطا واسع النطاق في جميع المجالات والمرافق الاجتماعية مفيدا ان مؤشرات منظمة الهجرة العالمية تدل على مغادرة اكثر من 1.5 مليون مواطن من أرمينيا في الفترة المذكورة. وزاد ان بعثة تقصي الوقائع التابعة لمنظمة الامن والتعاون الأوروبي قد زارت الأراضي الأذربيجانية المحتلة مرتين لتكشف عن ارتكاب النظام الأرميني الاجرامي جرائم إسكان مواطنيها قسرا وغير مشروع على الأراضي الأذربيجانية المحتلة.
وشدد على تقوية أذربيجان قدرات جيشها مبلغا "ان القانون الدولي يمنحنا حقا لتحرير أراضينا المحتلة. ان الرئيس الهام علييف قد ابلغ مرارا ان أذربيجان لن تتنازل عن أي شبر من أراضيها ابدا."
ورفع المبعوث الخاص عن شكره على المعلومات المفصلة مفيدا "اننا نحن الاخرين مؤيدو عمل المنظمات الدولية أكثر نشاطا كما تطلب أذربيجان. ونعول على قدرة المنظمات الدولية على مساهمة لمعالجة النزاعات والمشاكل الموجودة." وأكد المبعوث الخاص على ضعف نشاط المنظمات الدولية في الأزمنة الأخيرة لافتا إلى ضرورة تنفيذ مطالب قرارات مجلس الامن الدولي وسائر المنظمات الدولية.
وقال ان أذربيجان أحرزت إنجازات مهمة بتطورها السريعة في جميع المجالات في السنوات الأخيرة مشيدا بالتعاون الناجح لاذربيجان مع البلاد المجاورة وبصفتها مبادرة بمشاريع الطاقة العالمية.