سياسة
يشار علييف: القيادة الأرمنية حاولت صرف انتباه الجمهور الأرميني عن الأزمة الاقتصادية والمالية والسياسية العميقة الداخلية بهذا العمل العدواني
واشنطن، 8 أغسطس، أذرتاج
بعث المندوب الدائم لجمهورية أذربيجان لدى الأمم المتحدة يشار علييف برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بخصوص العدوان الأرميني المتواصل على أذربيجان.
وجاء في الرسالة أنه: "في 12 يوليو 2020، هاجمت القوات المسلحة الأرمينية في انتهاك صارخ للقانون الدولي في اتجاه مقاطعة توفوز الأذربيجانية باستخدام المدفعية وقذائف الهاون". في الأيام التالية، تعرضت قرى أغدام ودوندار قوشجو وعلي بيلي في مقاطعة توفوز الأذربيجانية المكتظة بالسكان للنيران. ونتيجة للعدوان الأرميني قُتل مواطن من قرية أغدام عزيز عزيزوف يبلغ من العمر 76 عاماً، بالإضافة إلى 12 ضابطاً وجندياً من القوات المسلحة الأذربيجانية وأصيب العديد من المواطنين الأذربيجانيين. ولحقت أضرار جسيمة بالمنشآت المدنية في المنطقة.
وجاء في الرسالة أن الغرض من هذه الأعمال سيئة القصد للقوات المسلحة الأرمينية هو توسيع العدوان والسيطرة على المرتفعات في أراضي أذربيجان، وبالتالي على المناطق السكنية الأذربيجانية وخطوط أنابيب النفط والغاز ذات الأهمية الاستراتيجية، بما في ذلك خلق الأخطار لممر الغاز الجنوبي وخط سكة حديد باكو- تبليسي- كارس الواقعيين بالقرب من منطقة التصعيد العسكري (على بعد 15-25 كم و10-12 كم).
تحاول القيادة الأرمينية تحويل انتباه الجمهور الأرميني عن الأزمة الاقتصادية والمالية والسياسية المتفاقمة في البلاد بسبب عدوى فيروس كورونا (COVID-19) بالاستفادة من هذا العمل العدواني.
وأشار الدبلوماسي إلى أن هجوم أرمينيا على أذربيجان بدأ بعد التصريحات والإجراءات الاستفزازية لمسئولين في يريفان والمعادية لسيادة ووحدة أراضي أذربيجان. يكفي التذكير ببعض هذه البيانات التي هي أمثلة واضحة على السياسة العدوانية المستمرة لدولة عضو في الأمم المتحدة.
قال وزير الدفاع الأرميني السابق سيران أوهانيان في عام 2013 رداً على سؤال "هل تستطيع القوات المسلحة الأرمينية توجيه الضربة أولاً؟": " لا أستبعد أي شيء، لأن النظرية عن استفادة قواتنا المسلحة للدفاع عن البلد أدرجت تشمل العديد من الإجراءات الدفاعية والاستباقية على حد سواء.
هدد الرئيس الأرميني السابق سيرج سركسيان في مقابلته الصحافية في أغسطس عام 2014 بإطلاق صواريخ باليستية قصيرة المدى ضد المدن الأذربيجانية الكبرى قائلاً: "إن القيادة الأذربيجانية تعرف جيداً ما هي الموارد الموجودة في ترسانة القوات المسلحة الأرمنية. إنهم يعلمون جيداً أنه لدينا صواريخ باليستية فعالة على مسافة تزيد عن 300 كيلومتر ويمكن لهذه الصواريخ أن تحول أي منطقة سكنية مزدهرة إلى خراب مثل أغدام.
اعترف رئيس الأركان العامة لأرمينيا الجنرال موفسيس هاكوبيان في 21 سبتمبر 2017: "نحتاج حقاً إلى مناطق واسعة لضمان أمن جمهوريتنا بشكل أفضل".
هدد قائد قوات الاحتلال الأرميني نائب رئيس أركان الجيش الأرميني الفريق ليفون مناتساكانيان في المؤتمر الصحفي في 24 يوليو 2018 بشن ضربات صاروخية على البنية التحتية المدنية لأذربيجان قائلاً: "إن هذا جزء من خططنا التكتيكية. بشكل عام، تتطلب المهارات القتالية ضربات على هذه المنشآت، وكذلك الأهداف العسكرية في حالة استئناف الأعمال العدائية. سيؤدي ذلك إلى الإضرار باقتصاد العدو ومنع توفير الإمدادات الكافية للقوات المسلحة. لا أرى ضرورة لذلك بعد ... ولكن إذا كان من الضروري، فلن نتردد لثانية واحدة في ضرب تلك الأهداف".
قال وزير الدفاع الأرميني ديفيد تونويان في 30 مارس 2019: "إنني بصفتي وزير الدفاع أعلن أنني هو من عبر عن صيغة " الأرض مقابل السلام". وسنفعل عكس ذلك: حرب جديدة بهدف مناطق جديدة ". وأضاف: "سنتخلص من هذا الوضع الخندقي وحالة الدفاع المتواصل ونضيف وحدات قادرة على القيام بعمليات قتالية في أراضي العدو".
ويشار فيما بعد أيضاً إلى أنه حتى الآثار المدمرة لعدوى COVID-19 لم تمنع أرمينيا من ارتكاب استفزازات مسلحة. من الواضح أن تصريح أرمينيا بأنها تدعم دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار عبر العالم والتزامها بهذه الدعوة هو كذبة سافرة. لا شك في أن هدف أرمينيا ليس إنقاذ الناس المحتاجين للمساعدة والتخفيف من معاناتهم بالعكس، هو توسيع سياسة العدوان وضم الأراضي وتحقيقها بأمان.
بدلاً من إعداد السكان للسلام تكرر القيادة الحالية لأرمينيا سياسة الضم التي انتهجتها أسلافها قولاً وفعلاً. لقد طعن التصعيد الأخير في شكل مفاوضات أرمينيا وانتهك عملية السلام وشوه قواعد ومبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي والوثائق الأخرى المتعلقة بحل النزاع وإطالة أمد احتلال الأراضي الأذربيجانية وتعزيز الوجود العسكري لأرمينيا في هذه الأراضي. هو تغيير الطابع الثقافي والمادي. لا علاقة لمثل هذه الأعمال بالتسوية السلمية للصراع.
لقد لفتت جمهورية أذربيجان مراراً وتكراراً انتباه المجتمع الدولي إلى حقيقة أن استمرار العدوان الأرميني وتواجد أرمينيا غير المشروع في الأراضي الأذربيجانية المحتلة هو السبب الرئيسي للحرب والتصعيد المتكرر على الأرض. يكتب الدبلوماسي الأذربيجاني: "نعلن باستمرار أن أذربيجان، كدولة تعاني من احتلال أراضيها والتهجير القسري لمئات الآلاف من مواطنيها هي الطرف الأكثر اهتماماً بإيجاد حل سريع وطويل الأمد لهذا الصراع".
ومع ذلك، لن تنتظر أذربيجان وسترد بشكل مناسب على استفزازات أرمينيا وخرق وقف إطلاق النار. وهكذا، لضمان أمن سكانها وتدمير نقاط نيران العدو ولمنع العدو من مواصلة أعمال العدوان وللسيطرة على الوضع اتخذت القوات المسلحة الأذربيجانية التدابير المضادة اللازمة لصد الهجمات المسلحة الأخيرة التي شنتها أرمينيا. لقد أظهر صمود وشجاعة القوات المسلحة الأذربيجانية مرة أخرى أن أذربيجان لن تتسامح مع انتهاك سيادتها وسلامتها الإقليمية ولن تتسامح مع احتلال أراضيها. على عكس أرمينيا، تعمل أذربيجان فقط في إطار حق الدفاع عن النفس وفقاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون العرفي الدولي.
من الضروري إعادة التأكيد على أن العدوان وعواقبه العسكرية ليست حلاً للصراع ولن تؤدي أبداً إلى العواقب السياسية التي تسعى إليها أرمينيا. وخلصت الرسالة إلى أن "تسوية النزاع ممكنة فقط على أساس قواعد ومبادئ القانون الدولي مع الاحترام الكامل لسيادة جمهورية أذربيجان وسلامتها الإقليمية. وأضاف ان "اذربيجان لا ترى حل النزاع خارج هذه الاطر ممكنا وتشارك في عملية التسوية على اساس هذا المفهوم".
مكتب واشنطن لوكالة أذرتاج