سياسة
الأستاذ الأرميني الأصل من جامعة الشارقة: لا أدلة عن "ضم" قراباغ إلى أذربيجان من قبل ستالين
واشنطن، 22 ديسمبر (أذرتاج).
تحدث آرسين ساباروف Arsène Saparov العالم الأرميني الأصل أستاذ كرسي العلاقات الدولية في جامعة الشارقة بالإمارات العربية المتحدة في مقابلة أجراها معه الصحفي الأرميني الأصل إيميل ساناميان ونشرها في موقع معهد الدراسات الأرمينية التابع لجامعة كاليفورنيا الجنوبية فيما تحدث عن تاريخ إنشاء إقليم قراباغ الجبلي (ناغورني كراباخ) بشكل اصطناعي من قبل البلاشفة داخل أراضي أذربيجان.
في تعليقه على سؤال عن مصداقية الآراء والأفكار المنتشرة في مجتمع أرمينيا حول "ضم" البلاشفة الروس سورمالي وقارس إلى تركيا ونخجيوان وقراباغ إلى أذربيجان قال ساباروف انه لم يتم العثور على أية وثيقة قد تثبت هذه المزاعم. وأشار إلى أن التاريخ الأرميني يتجه أساسا إلى تقديم الأرمن كـ"شعب مضطهَد" والنظر في الأحداث التاريخية من هذه الوجهة بالذات.
وذكر الأستاذ الدكتور ساباروف أن الوثائق التي اطلع عليها لا تتضمن أي دليل مباشر على قول أو فعل ستالين القائد السوفيتي عن "ضم" قراباغ إلى أذربيجان خلال مدة 12 يوما أي في صيف عام 1921. وأكد أن "البعض يظنون أن اتخاذ مثل هذا القرار من قبل ستالين بكونه إنسانا شريرا أمر عادي". وأشار سباروف إلى انه بحث عن الأدلة لتفهم منطق البلاشفة وذهب إلى أن القرار عن إنشاء إقليم قراباغ الجبلي ذي الحكم الذاتي ضمن أذربيجان جاء نتيجة الوضع الناشئ في تلك الأراضي حينذاك حيث لم يملك الأرمن أي سيطرة على قراباغ.
كما ورد في المقابلة أن أذربيجان كان يرأسها حينذاك الأشخاص من القوميات الأرمينية والروسية وغيرهم. وكان بينهم ليفون ميرزويان الذي ولد في قراباغ وقاد جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفييتية خلال أعوام 1926-1929.
قال ساباروف استنادا على الوقائع التاريخية إن ابخازيا إقليم وحيد استطاع الحفاظ على حكمه السياسي الذاتي أمام روسيا مدة طويلة (حتى ستينيات عام 1800) على خلاف الأقاليم الأخرى في القوقاز. فيما يتعلق بأوسيتينيو اوسيتيا الجنوبية وأرمن قراباغ فلم يكن موجودا كيان باسم أوسيتيا في الأراضي التي أنشئ فيها إقليم ذاتي باسم اوسيتيا الجنوبية، كذلك لم تكن أية وحدة إدارية موجودة في قراباغ سيطرت عليها الأرمن أثناء احتلال الروس المنطقة وما بعده.
ويثبت النتائج التي استخلصها الأستاذ في العلاقات الدولية على أساس الأدلة الدامغة مرة أخرى ان ما كتبه المؤرخون الأرمن زاعمين أن قراباغ كانت تحت سيطرة الأرمن قبل احتلال جنوب القوقاز من قبل البلاشفة و "ضمت" إلى أذربيجان من قبل ستالين بعد غصبها من الأرمن على عكس إرادتهم فإن كل هذه الأفكار كاذبة وغير حقيقية. في الحقيقة، كانت قراباغ تحت السيطرة الكاملة لجمهورية أذربيجان الشعبية. ولم "تضم" هذه الأراضي إلى الأذربيجانيين في يوليو عام 1921 ، بالعكس أنشئ بشكل اصطناعي على ارض أذربيجان إقليم قراباغ الجبلي ذي الحكم الذاتي. والدليل على ذلك هو القرار الصادر عن المكتب القوقازي عن "إبقاء" قراباغ ضمن أذربيجان. في الوقت ذاته، أصبح من السهل توطين الأرمن من البلدان الخارجية وأرمينيا في قراباغ أثناء قيادة الأشخاص الأرمن الأصل في أذربيجان منهم روبين روبينوف وليفون ميرزويان وقدمت لهم الحقوق السياسية الواسعة والسلطة الذاتية.