سياسة
نائب أذربيجاني في ستراسبورغ تحدث عن تدمير درر الحضارة القديمة في سوريا
ستراسبورغ، 28 يونيو (أذرتاج).
إن العيش في الحرب الاستنزافية غير المنتهية صعب جدا لكل شعب وكل بلد. منذ 9 أعوام مضت من مارس عام 2011 وسوريا ترزح تحت الدمار. وواضح أن أياديا طويلة من الخارج تتطاول على هذا البلد الذي يواجه الحرب، ولو كانت تسمى بحرب أهلي. ومعلوم من البداية ان الحرب السورية ليس حربا لهذا البلد وحده. ان المؤامرات السياسية العالمية وتقاطع المصالح والأطماع الكبيرة حولت سوريا إلى نقطة معقدة مأساوية. أمام مشهد ومرأى العالم يحدث أحد أكبر المآسي الإنسانية: فيها قتلى وجرحى ومصابون بمشاكل واضطرابات نفسية يصعب الشفاء منها، أناس مكتئبون وتعساء يصبحون موجة جديدة من اللاجئين.
أفادت وكالة أذرتاج أن هذه الكلمات قالها عضو الوفد الأذربيجاني في الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي الأكاديمي رافائيل حسينوف أثناء مناقشة تقرير "الوضع في سوريا: آفاق للحل السياسي".
وأضاف النائب الأذربيجاني ان أحد الأسباب الخطيرة المقلقة هو استمرار تلقي أخبار تخدم تصعيد حدة التوتر، لا لحل النزاع. وكل تدخل خارجي يلقي الزيت على النار. على سبيل المثال، وأرمينيا ذلك البلد الذي يعرفه المجتمع الدولي كبلد معتدٍ ترسل قوة عسكرية الى سوريا رسميا وعلى مستوى الدولة، بدون وجود أي اتفاق دولي بهذا الشأن. وهذا التدخل يثير استغرابا، بل واحتجاجا حتى داخل أرمينيا ضد هذه الخطوة. إن استغلال القوى الخارجة عن حدود المأساة السورية بهذا الطريق وبالنوايا الماكرة، بالتأكيد، يزيد الوضع تعقيدا. لكن الحرب السورية ليست مصيبة يعاني منها الناس وحدهم. فيها تُدمّر لآلي الحضارة القديمة منذ سنين وهذه العملية مستمرة. ونحن الجميع نخسر في هذه الحرب التي وراءها قوى ماكرة. إن المدن السورية المدمرة والمخربة وآثارها التي يتم محوها ليست ثروات للعرب وحدهم. وهذه الثروات التي بقيت شامخة منذ آلاف ومئات السنين وتمحي الآن من على وجه الأرض للإنجليز والفرنسيين والإيطاليين والألمان والبشرية باسرها. يطمس التاريخ الكامل والعالم يصمت أمام هذا.
"إن ما يحدث في سوريا له تأثير مباشر عليّ وعلى بلدي وشعبي. كل طلقة أطلقت، وكل قنبلة تفجرت في حلب القديمة تؤلم روح الشخص العزيز إليّ وإلى شعبي. يتكلم الشاعر والمفكر الأذربيجاني العبقري عماد الدين نسيمي في كثير من لغات العالم. وهذا الشاعر الإنساني الكبير الذي يمجد كرامة الإنسان من الشعراء القليلين الذين احتفلت اليونسكو بيوبيلهم 3 مرات خلال نصف قرن. في بداية السبعينيات للقرن العشرين احتفت اليونسكو بذكرى مرور 600 عام على ميلاده وفي عام 2017 ذكرى مرور 600 عام على وفاته. والآن أدرجت المنظمة في أجندتها الاحتفال بذكرى مرور 650 عام على ميلاده كعيد أدبي كبير".
وأشار النائب الأذربيجاني في كلمته إلى أن نسيمي تجول بين المدن في آسيا الوسطى والأناضول وايران والعراق لنشر أفكاره المتقدمة وتعليمه الفلسفي وكتب مؤلفاته باللغات الثلاث وهي الأذربيجانية والفارسية والعربية. وقتل الشاعر نسيمي بشكل مأساوي في حلب بسوريا عام 1417 بتحريض من المتعصبين وأمر من القاضي الإسلامي حينذاك على أفكاره الجريئة التي تجاوزت خارج حدود عصره. لكن الشعب لم ينسى هذا الشخص الكبير وأصبح مرقد نسيمي منذ هذه الأزمنة مزارا لأحبائه.