ثقافة
صحيفة "الدستور" الأردنية تكتب: مهرِبان علييفا.. رُكن التقدّم وتميّز المَرأة
باكو، 30 سبتمبر (أذرتاج).
بثت صحيفة "الدستور" الأردنية مقالا للصحفي والكاتب الأردني المحنك مروان سوداح عن السيدة الأولى لجمهورية أذربيجان. تعيد وكالة أذرتاج نشر مقاله:
"مؤخراً، نشرت «الدستور» صفحة كاملة تتناول شخصية ونشاطات السيدة الأولى لجمهورية أذربيجان، مهرِبان علييفا، النائب الأول لرئيس الجمهورية، اشتملت أنشطتها في المجالات الخيرية، الصحية والعلاجية، الاجتماعية والسياسية والثقافية، حيث برزت في فضائين محلي ودولي، وبتقلّدها أوسمة وجوائز دولية رفيعة المستوى، تؤهلها لمزيد من الأدوار العالمية، وفي مناحي إنسانية، وتدعيم السلام الدولي وصداقة الشعوب وتآخيها وبخاصة في مواجهة النزاعات الحادة التي يشهدها عالم اليوم حربياً وإعلامياً وسياسياً، وفي المجالات الإسلامية والعلاقات الأذرية الأُردنية والعربية، إلى جانب السيدات الأول في عالمنا العربي، وفي مقدمتهن جلالة الملكة رانيا العبدالله المعظمة حفظها الله.
في السيرة الذاتية للسيدة علييفا يُلفت الانتباه بشدة اهتمامها الخاص بقضايا الأطفال، وملفات اللاجئين والمُشرّدين، وتنمية الوعي الثقافي لمختلف الشرائح والطبقات الاجتماعية، وتوفير حياة كريمة لأبناء وطنها الصَّغير مساحةً، لكنه الكبير في أهميته الاستراتيجية في منطقة القوقاز، وحوض بحر قزوين وجنوب غرب آسيا.
شخصياً، تربطني بأذربيجان علاقات قديمة جداً منذ نصف قرن، بخاصة مع القسم العربي لإذاعة باكو السوفييتية «سابقا»، والجوائز التي نِلتها منها، ومعرفتي لعددٍ من شخصياتها الدبلوماسية والسياسية. ولهذا، فقد تمكنت من زيارة أذربيجان بدعوة من حكومتها عن طريق الأخ المرحوم، إيلمان أراسلي، السفير الأول لجمهورية أذربيجان لدى البلاط الملكي الهاشمي. وأذكر بأنني دهشت لهذا التطور الأذري في كل المناحي، وانفتاح الدولة على مختلف الحضارات والثقافات والأديان والطوائف والمُعتقدات، وتطورها الذي يلمسه الزائر فور سيره في شوارعها وطرقاتها وأزقتها القديمة النابضة بعبقِ التاريخ، وملاحظته الدقيقة لناسها في الأماكن العامة، حيث تراهم يرتدون الأزياء الشعبية والعصرية، ويتسامرون فيها بهدوء في فضاءِ باكو الجميلة والنظيفة جداً. هناك، التقيت رجال الصحافة والأعلام، وعدد من الشخصيات الحكومية والاجتماعية، وبالطبع اجتمعت على وجه الخصوص بصديقي الصحفي الأذري الكبير والشهير في أذربيجان، الأخ بخادير إيمانغولييف، الذي تربطني به وشائج الصداقة والمحبة والروابط العائلية منذ سنة1978، حيث درَسْنا الصحافة في السنة الأُولى سوياً في (جامعة موسكو م.ف. لومونوسوف الحكومية)، وسكّنا في مسكن طلبة واحد، وعلى طابق واحد في مسكن (داس) الضخم الذي يمثل مدينة متكاملة الخدمات، وكانت أُمورنا واهتماماتنا مشتركة منذ ذلك الحين وإلى اليوم، وقد تناولنا بالبحث والعرض في صحافتينا الوطنيتين قضايانا الأُردنية والعربية والأذرية، عَلّنَا نتمكن من تطوير علاقات شعبينا ضمن الدبلوماسية الشعبية، بجهودنا الشخصية الفردية.
بخادير سبق وحدثني كثيراً عن قيادة بلاده ونجاحاتها وعلاقاتها العربية وتواصل الحضارة العربية مع الحضارة الأذرية، وعن السيدة الأولى مهرِبان علييفا المحترمة، وأنشطتها التي تلفت الانتباه، والتي يصعب الحديث عنها في مقالة سريعة ومحدودة المساحة كهذه، وقد لفت انتباهي على نحو محدد، إعلاء السيدة علييفا لقيم التسامح والسلام، الذي هو من أسمى أهداف مؤسسة حيدر علييف على نطاقين أذري ودولي، والذي ينعكس على أرض أذربيجان في مفاهيم التنوّع الديني الموجود فيها، حيث تتعايش فيها جميع الأديان جنباً إلى جنب بمنتهى الانسجام والتناغم ودون أية مشكلات من أي شكل ونوع، ولهذا نلاحظ أن السيدة مهرِبان علييفا تشتهر بتنظيم متواصل للفعاليات العالمية التي تدعو لحوار أبناء الأديان المختلفة وإرساء السلام الشامل، ولهذا بالذات، قامت هذه المؤسسة ببناء وترميم الكثير من المساجد والكنائس الكاثوليكية والأُرثوذكسية ضمن مبادرتها «أذربيجان.. أرض التسامح»، ما يؤهلها إلى دور متعاظم في هذا المجال الذي تغدو أهميته متنامية لدى شعوب اليوم، رغبة بنبذ العنف والمواجهات، ولإحلال الوئام والتقدم السلمي للبشر والربح المشترك.
نشدُ على يدي السيدة الأولى مهرِبان علييفا، ونُعظِّم أنشطتها الإنسانية لمزيد من صَلاح العالم، ونتأمل تطور وتعمّق متواصل لصِلاتها بالأُردن وعالمنا العربي، والتنسيق في مجالات التعاون المشترك."