سياسة
الباحث الإيطالي: قيم الاتحاد الأوروبي لا تدعم أشكال الانفصالية
روما، 5 أغسطس، أذرتاج
صدر المقال بعنوان "قارباغ الجبلية: قيم الاتحاد الأوروبي لا تدعم أشكال الانفصالية" في النسخة الإيطالية من بوابة EUROACTIVE المعروفة لصحيفة Corriere della Sera الإيطالية المؤثرة، بقلم الباحث الإيطالي والأستاذ المشارك في جامعة سابينزا في روما دانييل بومير وذلك ردًا على المقال المتحيز بعنوان "الصراع الأرميني الأذربيجاني ومسئولية الاتحاد الأوروبي" والذي ألفه الصحفي الإيطالي المنحاز لأرمينيا والمعروف بموقفه المضاد لأذربيجان والمدرج في قائمة الأشخاص غير المرغوب فيهم بسبب زيارته بشكل غير قانوني إلى مناطقنا المحتلة سيمونه زوبيلارو (Simone Zoppellaro).
تفيد أذرتاج أن الكاتب دانييل بومير يقول في مقاله إن آراء سيمونه زوبيلارو بشأن العمليات العسكرية على الحدود الأرمينية الأذربيجانية في يوليو تعكس بلا شك موقف الجانب الأرميني فقط ومحاولاته لتقديم كل خطوة تتخذها أذربيجان تقديما سلبيا لا تعكس الواقع الموضوعي ولم تتفق مع الأبحاث العلمية.
يقوم دانييل بومير بتحليل الادعاءات التي أدلى بها سيمونه زوبيلارو ضد أذربيجان واحداً تلو آخر ويثبت بحجج محددة أنها لا أساس لها من الصحة إطلاقاً. وفقاً لمنظمة الصحة العالمية أن أرمينيا في أسوأ وضع مع COVID-19 مقارنة بالدول المجاورة وعدد الوفيات والإصابات أعلى مما في أذربيجان وتمنع ايطاليا دخول مواطني أرمينيا وليس مواطني أذربيجان الى اراضيها منذ 9 يوليو ولهذه الأسباب بالذات يسود الوضع الداخلي المتوتر في أرمينيا ولذلك تحتاج القيادة الأرمينية صرف الانتباه العام عنه وتحويله إلى الطرف الآخر.
ويشدد دانييل بومير على أن الإصلاحات الجذرية في أذربيجان والتي استمرت أكثر من عامين شملت جميع المجالات بدءً من أسس اقتصاد البلاد إلى تعيين جيل جديد في الإدارة العامة ولم يتفق دانييل بومير مع محاولات سيمونه زوبيلارو في عدم رؤية ديناميكيات إيجابية في العمليات الداخلية لأذربيجان تقديمه أرمينيا كدولة إصلاحية. يشير دانييل بومير إلى أن أذربيجان كانت تتوقع تغيير الموقف العدواني الذي كانت تتخذها السلطة الارمينية السابقة تجاه اذربيجان مع وصول نيكول باشينيان إلى السلطة، إلا أن أسلوب الخطاب الشوفيني القديم لأرمينيا قد بدد تلك التوقعات والآمال.
وتعليقاً على اقتراح سيمونه زوبيلارو المتحيز والغريب للمجتمع الدولي، وخاصة الاتحاد الأوروبي للاعتراف باستقلال ما يسمى بكيان "قارباغ الجبلية"، والتي "تحقق التحول الديمقراطي ويطور المجتمع المدني"، كما في حالة كوسوفو يشير دانييل بومير إلى أنه لم تعترف أي دولة، بما في ذلك أرمينيا، بكيان "جمهورية قاراباغ الجبلية". وبالاستناد إلى مقال صادر على موقع “Eurasianet” (https://eurasianet.org/karabakhs-elections-end-in-a-whimper إلى أنه هناك شكوك جدية "للعملية الديمقراطية" و"المجتمع المدني" حتى في أرمينيا نفسها وفي المنطقة.
ويؤكد المؤلف أن سيمونه زوبيلارو لم يذكر نقطتين رئيسيتين في مقاله: نتيجة حرب 1992-1994 احتلت القوات المسلحة الأرمنية قاراباغ الجبلية والمناطق المحيطة بها ؛ أصبح حوالي مليون أذربيجاني لاجئين ومشرَّدين داخلياً في وطنهم. يستمر هذا الوضع. وبناءً على ذلك، تُطرح الأسئلة التالية: "أي نوع من المجتمع المدني يمكن إنشاؤه في البلد الذي يسكنه مجتمع وحيد القومية تماماً والذي ينتهج سياسة التطهير العرقي بوحشية غير مسبوقة في العالم وما هي حقوق الإنسان التي يمكن حمايتها؟ كيف يمكن أن تقول إن عودة اللاجئين ستكون ممكنة بعد الاستقلال؟ المقام الثاني هو أن استقلال قارباغ الجبلية لا أساس له من الصحة من وجهة نظر القانون الدولي. ونصح دانييل بومير لسيمونه زوبيلارو بقراءة كتاب " قارباغ الجبلية والقانون الدولي" للأستاذ الإيطالي ناتالينو رونزيت ويقول إنه سيجد أسباب هذا فيه. "للأقلية الأرمينية في قارباغ الجبلية الحق في الاستقلال الذاتي لحماية ثقافتها ولغتها وحقوقها الاجتماعية في شكل هيئات حكم ذاتي، وهذا ما يسمى بمبدأ تقرير المصير الداخلي في إطار السلامة الإقليمية للبلدان ؛ ويؤكد دانييل بومير أن هذا المبدأ ينعكس في أربعة قرارات لمجلس الامن الدولي بشأن قارباغ الجبلية ". واستشهد بوضع منحته إيطاليا ل"ألتو الجنوبية"(Alto-Adice) حيث "جفت المياه التي كانت الأسماك الانفصالية تسبح فيها".
في نهاية مقاله، يقول دانييل بومير إنه فوجئ بوجود مؤيد لأشكال الأنفصالية مثل هذا في صفحات وسيلة الإعلام مثل EUROACTIVE وفي منتصف عام 2020. ويلخص المؤلف بقول إن الانفصالية تعني فقط المواجهة والفوضى وتدمير المجتمع المدني. ينهي أفكاره بطرح السؤال التالي: "ألا تطالب المخاطر الواقعة في إسبانيا في الماضي القريب اتخاذ جانب الحيطة فيما يخص باستخدام هذا الأسلوب المماثل"؟ https://euractiv.it/section/societa/opinion/nagorno-karabakh-che-i-valori-comunitari-non-sostengano-forme-di-separatismo/