مجتمع
التجربة الصينية في مكافحة فيروس كورونا - تقرير أذرتاج من ووهان
ووهان، 17 ديسمبر، أذرتاج
ربما قبل عام كان عدد قليل جداً من الناس في العالم، وكذلك في أذربيجان على علم بوجود مدينة تسمى ووهان في الصين. في الأيام الأخيرة من شهر ديسمبر من العام الماضي، بدأ الالتهاب الرئوي المجهول في االتفشي في ووهان. في الأيام الأولى، لم يتمكن أطباء من التوصل إلى نتيجة محددة حول علاج المرض لعدم معرفتهم السبب.
أبلغ بين بين، كبير الأطباء في مستشفى الأمراض الرئوية في ووهان أذرتاج أن المرافق الطبية كانت في وضع صعب في تلك الأيام: "كان مستشفانا من أوائل المستشفيات التي عالجت مرضى COVID-19. قمنا بزيادة عدد الكوادر الطبية والمعدات الطبية لاستقبال المرضى وعلاجهم، وأعدنا إنشاء وحدات العناية المركزة. على الرغم من الأصل غير المعروف للفيروس وعدم اليقين بشأن فعالية التدابير الوقائية، واصل العاملون الصحيون المخاطرون بحياتهم تنفيذ عملهم.
سرعان ما اكتشف أن المرض ناجم عن سلالة جديدة من فيروس كورونا. وفقاً للبيانات الأولية، انتقل الفيروس إلى البشر من الحيوانات البرية والخفافيش التي تباع في سوق المأكولات البحرية في ووهان. لكن الخبراء الصينيين، الذين أجروا أبحاثاً في الأشهر التالية زعموا أن الفيروس دخل ووهان من الخارج.
أجبر الانتشار السريع للفيروس في مدينة ووهان الحكومة على اتخاذ إجراءات صارمة. في 23 يناير، أعلنت مدينة ووهان، عاصمة مقاطعة هوبي والعديد من المدن الأخرى في المقاطعة مغلقة تماماً، وتم تعليق جميع طرق الوصول إلى المدينة، وحظر وسائل النقل العام والسيارات الخاصة. لإعطاء القراء تصوراً كاملاً عن هذا الإغلاق، يمكننا القول إنه في هذا النظام، لم يُسمح لأحد بمغادرة المنزل، ولا حتى الذهاب إلى السوق أو المتجر أو الخروج إلى الفناء باستثناء موظفي السلطات. تم إحضار المواد الغذائية والضروريات اليومية الأخرى للسكان من قبل موظفي مرافق المباني والأحياء. يقول لو، سائق التاكسي الذي نستخدمه في ووهان: "كانت تلك الأيام صعبة للغاية. جلسنا في المنزل طوال اليوم نشاهد التلفيزيون ونتحدث إلى أقاربنا وحتى جيراننا عبر الهاتف والإنترنت فقط. لقد فهمنا أن هذا الوباء خطير للغاية. بغض النظر عن مدى صعوبة ذلك، كنا نؤمن بأننا سنتغلب على هذا الوباء من خلال اتباع قرارات الحكومة وتوصيات الخبراء بشكل كامل، وقد حدث ذلك".
في تلك الأيام، تم إنشاء مستشفيين متنقلين في ووهان لعدة أيام لاستيعاب المرضى، بالإضافة إلى تحويل الساحات الرياضية ومجمعات المعارض والمؤتمرات إلى مستشفيات مؤقتة. جاءت الكتائب الطبية من مدن أخرى في البلاد لمساعدة ووهان.
تباطأ تفشي الفيروس منذ أوائل مارس في الصين، وخاصة في المدن ذات أنظمة الحجر الصحي الصارمة، بما في ذلك ووهان، بفضل التزام السكان التزاماً صارماً بقرارات الحكومة ونصائح الخبراء وتعليماتهم. في أواخر مارس، أعيدت وسائل النقل العام في المدينة، ورفع حظر الدخول والخروج في 8 أبريل. ومع ذلك، ، تنصح الحكومة السكان بعدم مغادرة أحيائهم إلا إذا احتاجوا لذلك، وارتداء أقنعة واقية بغية منع حدوث موجة ثانية من تفشي الفيروس.
قال الأذربيجاني الوحيد في ووهان منذ ذلك الحين وطالب الدكتوراه في جامعة الصين المركزية للتعليم: "عندما تم إجلاء المواطنين الأذربيجانيين في ووهان، كنت في الحجر الصحي لمدة 14 يوماً لأنني أتيت إلى هنا من مدينة أخرى. لذلك، كان إخلائي غير ممكن. بشكل عام، كانت أيام نظام الحجر الصحي الصارم صعبة للغاية بالنسبة لنا، وكذلك بالنسبة للطلاب الأجانب إلى جانب سكان ووهان. تغيرت حالتهم النفسية لأن الناس كانوا معزولين تماماً عن الحياة الاجتماعية. لكن الناس أدركوا أن البقاء في المنزل هو أفضل قرار، وقبل كل شيء، من أجل صحة أنفسهم وأقاربهم، فضلاً عن أمن الصين والمدينة بأكملها.
لم نخطأ أن نقول إن أهل ووهان كافحوا معاً ضد COVID-19. في تلك الأيام، حاول الجميع أن يكونوا مفيداً قدر الإمكان في مجالهم وتطوع كثير من الناس لدعم عمل السلطات. قال ما فيليان إنه على الرغم من أنه لم يكن يخدم المقصف الذي كان يمتلكه خلال فترة الحجر الصحي الصارمة التي استمرت ثلاثة أشهر إلا أنه لم يتم إغلاقه ليوم واحد: "في تلك الأيام الصعبة، كان هناك عدد قليل جداً من المطاعم والكافيتريات في المدينة. تم إغلاق كل مكان تقريباً. ذهب طاقم المطعم إلى المستشفيات وقاموا بالطهي للأطباء والمرضى. قمنا بتوزيع المعكرونة على المستشفيات مجاناً. أردنا المساعدة إن كان قليلاً.
وهكذا، تمكنت ووهان التي يبلغ عدد سكانها حوالي 10 ملايين نسمة، من العودة إلى الحياة الطبيعية تاركة وراءها نظام حجر صحي صارم لمدة 76 يوماً. لعبت قرارات الحكومة الصينية فيما يتعلق بالوضع الوبائي واتباع الناس لهذه التعليمات دوراً مهماً في هذا العمل. على الرغم من أنه لم يعد مطلوباً من ووهان ارتداء قناع واق في العراء، إلا أن الغالبية العظمى من السكان يرتدون أقنعة. بمعنى آخر، أصبح ارتداء القناع عادة. كما يقول أهل ووهان لن ينسوا أبداً تلك الفترة الصعبة التي استمرت 76 يوماً. ومع ذلك، سيُذكر بلا شك في تاريخ ووهان الحديث باعتباره عام الانتصار على الوباء.
شاهين جعفروف
المراسل الخاص لوكالة أذرتاج
ووهان