سياسة
The Jewish Press تكتب عن سياسة اليونسكو التعسفية ضد أذربيجان
واشنطن، 5 فبراير، أذرتاج
صدر في نشرة The Jewish Press الأمريكية مقالاً بقلم المحللة الإعلامية البارزة في مركز دراسات سياسة الشرق الأوسط ومراسلة وكالة “Resource” الإسرائيلية للأنباء راشيل أبراهام.
تفيد أذرتاج أن هذا المقال مكرس لسياسة اليونسكو التعسفية والتمييزية ضد أذربيجان.
تشير المؤلفة إلى أنه قبل بضع سنوات، انسحبت الولايات المتحدة وإسرائيل من اليونسكو بسبب سياستها التعسفية ضد إسرائيل.
ليست إسرائيل بدولة وحيدة تتهم اليونسكو بانحياز ضدها. يقول المحلل السياسي المتخصص في العلاقات الإسرائيلية الأذربيجانية ورئيس البيت الأذربيجاني في إسرائيل أريه غوت إن السلطات الأرمنية احتلت منطقة قره باغ الجبلية لأذربيجان منذ 28 عاماً وحولت جميع المساجد الأذربيجانية إلى إسطبلات للخنازير والأبقار. ولكن تجاهلت منظمة اليونسكو هذا الوضع لمدة طويلة. نتيجة لاحتلال قره باغ من قبل القوات المسلحة الأرمينية في التسعينيات، دمرت أرمينيا 927 مكتبة وأكثر من 60 مسجداً و44 معبداً و473 من المعالم التاريخية والقصور والمتاحف في المنطقة ونهبت بشكل غير قانوني أكثر من 40 ألفاً من المعروضات المتحفية. ومع ذلك، لم تستجب اليونسكو بشكل كاف لهذه الأحداث.
وشدد أريه غوت على أن اليونسكو "قلقة للغاية" ودون أي مبرر بشأن مصير الآثار المسيحية في الأراضي المحررة من قبل أذربيجان، ورغم أن أذربيجان بلد متعدد الثقافات ومتسامح تضمن حماية جميع المعالم الثقافية والدينية، بما في ذلك الآثار الإسلامية واليهودية والمسيحية. ويكون من الأمثلة الحية على ذلك الترميم الأخير لكنيسة القديسة ماري الألبانية القوقازية في قرية نيج بمقاطعة غابلا، بدعم من مؤسسة حيدر علييف.
بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من المنشورات المعروفة عن احتلال أرمينيا لمنطقة قره باغ الجبلية الأذربيجانية وتدمير التراث الثقافي لأذربيجان. على سبيل المثال، في عام 2007 تم إعداد كتاب بعنوان "الحرب ضد أذربيجان هي هجوم على التراث الثقافي" وقدم إلى اليونسكو. يحتوي هذا الكتاب على قائمة المعالم الثقافية والدينية التي دمرتها أرمينيا في الأراضي المحتلة بأذربيجان ويقدم معلومات مفصلة عن الأرمن المتحيز لهذه الآثار وتعرض الكنائس الألبانية القوقازية على أنها كنائس أرمنية. ومع ذلك، لم تستجب اليونسكو بشكل كافٍ.
تثير البعثة التي أنشأتها اليونسكو وبعض الدول بعد انتصار أذربيجان في حرب 44 يوماً عدداً من الأسئلة: لماذا لم ترسل اليونسكو مثل هذه البعثة إلى المنطقة من قبل؟ لماذا لم تتفاعل اليونسكو عندما دمرت مساجد في الأراضي الأذربيجانية المحتلة وعندما كانت الخنازير والأبقار محفوظة في تلك المساجد؟ يضيف أريه غوت قائلاً: "إن رد الفعل الحالي لليونسكو يعطي الانطباع بأن الآثار المسيحية أهم من الآثار الإسلامية واليهودية. وهذا يدل على أنه في حين يجب حماية جميع المعالم الدينية والثقافية، بغض النظر عن انتمائها، فإن اليونسكو وبعض الدوائر السياسية تميز بوضوح على أساس الانتماء الديني. كل هذا مثال ساطع على النفاق السياسي والمعايير المزدوجة. من الواضح أن الواقع الجديد الذي نشأ في منطقة جنوب القوقاز نتيجة انتصار أذربيجان يقلق الكثيرين فهم لا يستطيعون التصالح مع هذا الواقع.
يواصل أريه غوت ويقول: "للأسف، شاركت اليونسكو في هذه العمليات عن علم أو بغير علم".
وشدد الخبير على أن "اليونسكو هي منظمة دولية ويجب أن تتصرف بموضوعية وحيادية وفقاً لتفويضها. لا ينبغي لمسؤولي اليونسكو إثارة القضايا المتعلقة بالأجندة الوطنية لدولة هم من رعاياها. لا ينبغي لليونسكو أن تصبح أداة للتأثير السياسي لأي دولة. خلافاً لذلك، فإنه يضر بشكل خطير بصورة واستقلال المنظمة. حماية التراث الثقافي واجب عالمي للبشرية ولا ينبغي استخدامه لأغراض سياسية. موقف أذربيجان عادل ولا يتغير. أي أن أذربيجان لم تعارض أبدا مهمة اليونسكو. كان هذا هو الحال بالأمس وهو نفسه اليوم. إذا سمح الوضع الأمني بذلك، ينبغي الاتفاق على التفويض الدقيق للبعثة وتشكيلتها بين أذربيجان واليونسكو. يجب احترام وحدة أراضي أذربيجان وسيادتها.
وتجدر الإشارة إلى أن أذربيجان لم تعرب عن موقفها تجاه هذا الانحياز الواضح في شكل الانسحاب من اليونسكو. وفقاً لأريه غوت تقوم وزارة الثقافة الأذربيجانية حالياً بإعداد تقرير عن حالة جميع مواقع التراث الثقافي الموجودة في منطقة قره باغ الجبلية في أذربيجان والتي تعرضت للنهب والتدمير بالكامل خلال 28 عاماً من الاحتلال الأرمني. تخطط باكو لتقديم التقرير إلى اليونسكو حتى يمكن محاسبة أرمينيا على أعمالها. يكتب أريه غوت: "لا ينبغي أن تمر الجرائم ضد الإنسانية دون عقاب. قره باغ هي أرض أذربيجان وأي نشاط يتم القيام به يجب أن يتم بالتنسيق مع أذربيجان. وبخلاف ذلك، سيعتبر عدم احترام مباشر لوحدة أراضي أذربيجان وسيادتها وسيتم التعامل معه بشكل مناسب. " يجب أن تتحمل أرمينيا، كما هو الحال في جميع المجالات، المسؤولية عن الإبادة الثقافية والإرهاب المرتكب من أجل محو آثار الشعب الأذربيجاني في هذه الأراضي".
مكتب واشنطن لوكالة أذرتاج