مجتمع
ولي العهد السعودي يعلن عن مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر
باكو، 30 مارس (أذرتاج)
في مبادرة غير مسبوقة في المملكة العربية السعودية والشرق الأوسط لاقت مبادرة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، حول مشروع الشرق الاوسط الأخضر ترحيبا عالميا غير مسبوق باعتبار أهميتها وآثارها الايجابية للإنسانية.
حيث أن «مبادرة السعودية الخضراء»، و«مبادرة الشرق الأوسط الأخضر» اللتين سيتم إطلاقهما قريباً، سترسمان توجه المملكة السعودية والمنطقة في حماية الأرض والطبيعة ووضعها في خارطة طريق ذات معالم واضحة وطموحة ستسهمان بشكل قوي بتحقيق المستهدفات العالمية.
جاء ذلك في بيان تلقت وكالة اذرتاج نسخة منه من سفارة المملكة لدى اذربيجان. كما قيل في البيان ان المملكة ستعمل بهذا الصدد مع جميع شركائها الدوليين من منظمات ودول لتطوير هاتين المبادرتين وما يندرج ضمنها من مبادرات والجداول الزمنية لتحقيقها، وسوف يتم الإعلان عن تفاصيل مبادرة السعودية الخضراء خلال الأشهر القادمة، والعمل على إطلاق تجمع إقليمي بحضور الشركاء الدوليين لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر في الربع الرابع من عام 2021م.
وقال ولي العهد السعودي في تصريح صحافي نقلته وكالة الأنباء السعودية «واس»: «بصفتنا منتجاً عالمياً رائداً للنفط ندرك تماماً نصيبنا من المسؤولية في دفع عجلة مكافحة أزمة المناخ.
وأضاف أن المملكة والمنطقة تواجهان الكثير من التحديات البيئية، مثل التصحر، الأمر الذي يشكل تهديداً اقتصادياً للمنطقة حيث يقدر أن 13 مليار دولار تستنزف من العواصف الرملية في المنطقة كل سنة، كما أن تلوث الهواء من غازات الاحتباس الحراري يقدر أنها قلصت متوسط عمر الانسان بمعدل سنة ونصف السنة.
«وسنعمل من خلال مبادرة السعودية الخضراء على رفع الغطاء النباتي، وتقليل انبعاثات الكربون ومكافحة التلوث والحفاظ على الحياة البحرية».
وسوف تتضمن عدداً من المبادرات الطموحة من أبرزها زراعة 10 مليارات شجرة داخل السعودية، مما يعني زيادة في المساحة المغطاة بالأشجار الحالية إلى 12 ضعفاً، تمثل مساهمة المملكة بأكثر من 4 في المائة في تحقيق مستهدفات المبادرة العالمية.
«كما ستعمل على رفع نسبة المناطق المحمية إلى أكثر من 30 في المائة من مساحة أراضيها. إضافة إلى عدد من المبادرات لحماية البيئة البحرية والساحلية».
وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز: «ستعمل مبادرة السعودية الخضراء على تقليل الانبعاثات الكربونية بأكثر من 4 في المائة من المساهمات العالمية، وذلك من خلال مشاريع الطاقة المتجددة التي ستوفر 50 في المائة من إنتاج الكهرباء داخل المملكة بحلول عام 2030 ومشاريع في مجال التقنيات الهيدروكربونية النظيفة التي ستمحي أكثر من 130 مليون طن من الانبعاثات الكربونية».
ولا يزال هناك الكثير الذي يتوجب القيام به وأن المملكة مصممة على إحداث تأثير عالمي دائم وستبدأ العمل على مبادرة الشرق الأوسط الأخضر مع دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط لزراعة 40 مليار شجرة إضافية في المنطقة، مشيراً إلى أن البرنامج يهدف لزراعة «50 مليار» شجرة وهو أكبر برنامج إعادة تشجير في العالم.
تعتبر حصة إنتاج الطاقة النظيفة في الشرق الأوسط لا تتجاوز اليوم 7 في المائة، وأن التقنيات التي تستخدم في إنتاج النفط في المنطقة ليست ذات كفاءة، وستعمل المملكة مع دول المنطقة على نقل المعرفة ومشاركة الخبرات، مما سيسهم في تخفيض انبعاثات الكربون الناتجة عن إنتاج النفط في المنطقة بأكثر من 60 في المائة، مضيفاً أن هذه الجهود المشتركة ستحقق تخفيضاً ما نسبته أكثر من 10 في المائة من المساهمات العالمية.
وأشار ولي العهد السعودي أن هاتين المبادرتين تأتيان تعزيزاً للجهود البيئية القائمة في السعودية خلال السنوات السابقة وفق رؤية 2030، نظير الرغبة الجادّة بمواجهة ما عانته من تحديات بيئية تمثلت في ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض نسبة الأمطار وارتفاع موجات الغبار والتصحر، وجزء من جهودها لتعزيز الصحة العامة ورفع مستوى جودة الحياة.
قامت المملكة بإعادة هيكلة شاملة لقطاع البيئة، وتأسيس القوات الخاصة للأمن البيئي في عام 2019م، ورفع نسبة تغطية المحميات الطبيعية من 4 في المائة إلى ما يزيد على 14 في المائة وزيادة الغطاء النباتي في المملكة بنسبة 40 في المائة خلال الأربع سنوات الماضية، منوهاً بأن المملكة تمكنت من الوصول لأفضل مستوى الانبعاثات الكربونية للدول المنتجة للنفط، وغيرها من المبادرات التي بدأت على أرض الواقع وحققت نتائج إيجابية ملموسة في الوضع البيئي العام وحماية الشعب المرجانية.
وأشار ولي العهد السعودي: «بالنظر إلى الوضع الراهن، نرفض الاختيار بين الحفاظ على الاقتصاد أو حماية البيئة. نؤمن بأن العمل لمكافحة التغير المناخي يعزز القدرة التنافسية، ويطلق شرارة الابتكار، ويخلق الملايين من الوظائف، ويطالب اليوم الجيل الصاعد في المملكة وفي العالم، بمستقبل أنظف وأكثر استدامة.