أخبار رسمية
الرئيس الأذربيجاني يحضر افتتاح المنتدى العالمي السابع لتحالف الحضارات لمنظمة الأمم المتحدة
باكو، 26 أبريل / نيسان، (أذرتاج)
يقام اليوم حفل افتتاح المنتدى العالمي السابع تحت شعار "التعايش في المجتمعات المتساوية الحقوق: تحديات وأهداف" لتحالف الحضارات لمنظمة الأمم المتحدة في باكو.
وحضر حفل افتتاح المنتدى الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف والسيدة قرينته مهربان علييفا.
ثم ألقى الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف كلمة في الحفل.
كما ألقى المندوب السامي لتحالف الحضارات لمنظمة الأمم المتحدة ناصر عبد العزيز النصر.
ألقى وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغاليو ورئيس جمهورية تركيا رجب طيب أردوغان كلمتين بعد عرض كلمة أرسلها الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون إلى مشاركي المنتدى.
إن المنتدى الذي يشارك فيه رؤساء الدول والحكومات والأشخاص الرسميون والشخصيات العامة والسياسية المعروفة وممثلو المنظمات الدولية الموثوقة والعلماء نظم من قبل تحالف الحضارات لمنظمة الأمم المتحدة واليونسكو ومنظمة السياحة العالمية والإيسيسكو ومجلس أوروبا.
كلمة رئيس الدولة في افتتاح المنتدى العالمي السابع لتحالف الحضارات الاممي في أذربيجان
ألقى رئيس أذربيجان الهام علييف كلمة في افتتاح المنتدى العالمي السابع لتحالف الحضارات لمنظمة الأمم المتحدة المنعقد في عاصمة أذربيجان باكو. تقدم وكالة أذرتاج نص كلمة رئيس الدولة.
- السادة، الرؤساء، أصدقاء المحترمون، الضيوف الكرام،
احييكم قبل كل شيء في بلادنا، واشعر بامتنان من استقبال كل منكم في أذربيجان. ونفتخر باستضافة المنتدى العالمي السابع لتحالف الحضارات للأمم المتحدة. ونقبل هذا باعتباره دليلا على الإشادة بفعالياتنا في مجال تشجيع قيم الحوار الثقافي والتعددية الثقافية.
أولا، اقدم شكري إلى مؤسسي التحالف وهما تركيا واسبانيا، من خلال الرئيس التركي المشارك هنا اليوم اردوغان ورئيس الوزراء الاسباني زاباتيرو، على المبادرة المهمة للغاية التي تستمر منذ اكثر من 10 سنوات. وكانت فكرة تأسيس التحالف علامة حكمة أخي الرئيس اردوغان ورئيس الوزراء زاباتيرو ووجدت هذه الفكرة تأييدا عن جانب المجتمع الدولي. كما اود ان ارفع شكري للمندوب السامي الاممي لتحالف الحضارات السيد النصر، على قيادته وذخره للحث على قيم السلام والتضامن والصداقة.
ويسرنا اجتماعُ ممثلي اكثر من 140 بلدا اليوم في باكو من اجل مناقشة القضايا المهمة المتعلقة بتحالف الحضارات. وأذربيجان مكان تجتمع فيه طوال القرون الأديان والثقافات والحضارات. ولسنا جسرا جغرافيا بين الشرق والغرب فقط فحسب بل اننا جسر ثقافي أيضا. يقيم منتسبو مختلف الأديان والثقافات في أذربيجان في ظروف السلم والعزة. ان التسامح الديني والتعددية الثقافية موجودان هنا دائما. وأفكار التعددية الثقافية موجودة في أذربيجان دائما قبل ظهور كلمة "تعددية ثقافية".
ونتيجة كل هذا، أصبحت أذربيجان بلدا كثير القوميات والجماعات الدينية. ويعيش هنا منتسبو جميع الأديان والاعراق في ظروف السلام والأمن. وهذا اكبر ثروتنا فنفتخر بتاريخنا. كما نعتز بآثارنا التاريخية التي تعكس بنفسها الثقافات الشتى. وتحتضن اذربيجان احد اقدم مساجد العالم بمدينة شاماخي المدينة القديمة الأذربيجانية ويعود تاريخ انشاؤه الى عام 743م.
كما تقع في أذربيجان احدى الكنائس القديمة أيضا، وهي كنيسة يرجع تاريخها إلى عهد البانيا القوقازية القديمة، بضاحية مدينة شاكي المتوغل تاريخها في القدم أيضا. وتخصص حكومة أذربيجان أموالا كبيرة لانشاء المساجد والكنائس المسيحية الارثوذكسية والكاثوليكية وكذلك المعابد اليهودية واصلاحها. هذا هو سياستنا ونمط حياتنا. وحافظت أذربيجان طوال القرون على هذه الثروة القيمة بغض النظر عن الأوضاع السياسية والاجتماعية الجارية. ولم يتجاوز عمر استقلال بلدنا عن 25 عاما، ولكنه دولة قديمة لها جذور تاريخية عميقة وثقافية.
ان التعددية الثقافية هي سياسة الدولة بالنسبة لنا. وننظم مختلف الاجتماعات لمناقشة مثل هذه القضايا المهمة. وننظم كل سنتين منتدى الحوار الديني في أذربيجان. كما نستضيف نظاميا المنتدى الإنساني الدولي في باكو. ويهدف كلتا الفعاليتين إلى جمع منتسبي مختلف الأديان من اجل تأسيس تفاهم مهم وزيادة نطاقه.
كما استضافت أذربيجان اجتماع القمة لزعماء الأديان العالمية المكرس للقضية المهمة مثل الحوار الديني. وارى، ان هذا الموضوع من اهم المواضيع التي تحتل مكانها في اجندات العالم حاليا ويزداد دور تحالف الحضارات أيضا. وللأسف، نشهد إلى جانب كل هذا، نزعات تثير قلقا كبيرا في منطقتنا وفي أوروبا والشرق الأوسط وعلى مساحة الاتحاد السوفييتي السابق. ونصف الاصطدامات الناشبة على الدوافع العرقية او الدينية بالنزعات الخطرة للغاية.
وأرى ان مثل هذا الاجتماع المنعقد في باكو، المنتدى العالمي السابع، سيكرس لمناقشة هذه القضايا الملحة ليضيف ذخره إلى عمل التضامن والسلام والتفاهم والشراكة.
وقد سبق ان بادرنا عام 2008م بمسار باكو، الذي أصبح منصة واسعة مهمة للحوار الثقافي أيضا. وأذربيجان احدى بضع الدول التي تتمتع بعضوية لدى منظمة التعاون الإسلامي ومجلس أوروبا في نفس الوقت، الامر الذي أتاح لنا فرصة لدعوة وزراء الثقافة للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي للمشاركة في اجتماع باكو لوزراء الثقافة للدول الأعضاء لدى مجلس أوروبا عام 2008م. واجتمع اكثر من 100 وزير مثلوا عن كلتا المنظمتين في باكو لأول مرة في التاريخ.
كما جمعنا في باكو في السنة التالية، 2009م وزراء الثقافة لمنظمة التعاون الإسلامي ودعونا وزراء الثقافة للدول الأوروبية للمشاركة أيضا. وتم اطلاق اسم "مسار باكو" على هذا الحدث ونفتخر بان هذه المبادرة الإيجابية يرجع اصلها إلى مدينتنا القديمة. ان هذا المسار في تطور مستمر ويجد دعما وتأييدا متزايدا، ليتحول إلى مبادرة عالمية ويساهم في التضامن والتفاهم والحوار الثقافي. الموقع الجغرافي الأذربيجاني معلوم لدى الجميع، كما ان مبادراتنا تستهدف تعزيز مواقف البلد باعتباره جسرا بين الثقافات والحضارات. ان كل بلد قادر على زيادة الاسهام في التفاهم فعليه ان يفعل هذا.
ونحن فخورون جدا بان باكو استضافت السنة الماضية الدورة الأولى للألعاب الأوروبية. وسنستضيف العام المقبل الدورة الرابعة لالعاب التضامن الإسلامي في باكو. يعني هذا، ان رياضيي الدول الأوروبية والإسلامية تمكنوا لهم المشاركة في الألعاب في المدينة ذاتها خلال مدة سنتين على التوالي. ولا تتعلق المسألة بمجرد الرياضة وعدد الميداليات والإنجازات، بل الامر يتناول في نفس الوقت الصداقة والتفاهم والتضامن والشراكة أيضا.
ولا شيء بيينا لنقسمه، ونقيم كل منا في الكرة الأرضية الواحدة. وتريد الشعوب كلها حياة في ظروف السلام والامن والأمان وحماية عائلاتهم وتربية أولادهم. وتبلغ الأديان جميعها نفس القيم الإنسانية والرحمة والتضامن والسلام. ويطلب العالم اليوم بتوحيد مساعينا وتضافرنا إياها. ان هذا الاجتماع، هذا المنتدى مؤشر واضح على ان فكرة التعددية الثقافية لها دعم عظيم من جانب المجتمع الدولي. وكما قلت سابقا، يشارك اليوم في اعمال هذا المنتدى ممثلو اكثر من 140 بلدا.
ولا بديل للتعددية الثقافية. البتة، من المعلوم عندنا ، هناك آراء ورؤى مختلفة بهذا الشأن. ويدعي البعض بان التعددية الثقافية قد فشلت، ولكن هناك نماذج إيجابية أيضا. ان التعددية الثقافية هي سياسة الدولة عندنا وهي نمط الحياة في أذربيجان.
لنلقي نظرة على بدائل وما هي؟ لنجدها بدائل خطرة للغاية تتمثل في كراهية الأجانب وكراهية الإسلام والمعاداة للسامية والعنصرية والتمييز والكراهية. وبهذا السبب، أرى ان تعزيز قيم التعددية الثقافية ستنتج عنه نزعة إيجابية تنبثق عن السياسة العصرية. ويجب على جميع الساسة المسؤولين ان يضيفوا ذخرهم إلى هذه الدينامكية الإيجابية.
ان أذربيجان دولة شابة نسبيا، كما اشرت إليه سابقا. وسنحتفل هذا العام بالذكرى السنوي الـ25 لاعادة بناء استقلالنا. وكانت هذه السنوات سنوات تحويل نظامينا السياسي والاقتصادي. وكانت سنوات بناء مقومات الدولة. وارى اننا قد توصلنا إلى انجاز جميع اهدافنا المهمة.
تحولت أذربيجان إلى عضو صاحب النفوذ في المجتمع الدولي. أذربيجان عضو لدى كل من منظمة الأمم المتحدة ومنظمة الامن والتعاون الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس أوروبا وحركة عدم الانحياز وعدد من المنظمات الدولية الأخرى. ولنا تأييد دولي قوي جدا. ان انتخاب أذربيجان لعضوية غير دائمة لمجلس الامن الدولي عام 2011م بدعم 155 بلدا عضوا كان مظهرا من مظاهر هذا الدعم العظيم. كما أتى فوزا عظيما لاذربيجان ودليلا على احترام عميق بالبلد.
وتوفقنا خلال مدة قصيرة جدا، مدة 25 سنة، ان نقدم انفسنا بوجهنا شريكا دوليا موثوقا فيه وبلدا ذا سياسة خارجية مستقلة ومضيفا ذخره إلى التنمية الإقليمية والامن والاستقرار والتعددية الثقافية. وكانت سنوات الاستقلال سنوات انشاء مؤسسات ديمقراطية في البلد. وقد توصلنا إلى تحقيق كل هذا، حيث تضمن في أذربيجان كل الحريات بما فيها حرية الصحافة والانترنت. اكثر من 70 في المائة من سكان البلد هم مستخدمو الانترنت. وذلك فضلا عن ضمان حرية التجمع والدين وسائر الحريات الرئيسة. وهذا بدوره، يكوّن أرضية حسنة للتنمية الاقتصادية السريعة. وكانت الإصلاحات الاقتصادية المنفذة في أذربيجان محققة بالتوازي مع الإصلاحات السياسية.
وآسفين بشدة على ان فترات بناء مقومات دولتنا تزامنت مع عامل فاعل تمثل في اعتداء ارمينيا الجارة الحربي على أذربيجان. واسفرت هذه الاعتداءات الحربية عن احتلال جزء غير قليل من أراضي أذربيجان المعترف بها دوليا. ان قراباغ الجبلي جزء لا يتجزأ من أذربيجان التاريخية وهذا مثبت قانونيا أيضا. وعندما تقدمت أذربيجان بطلب الانضمام إلى عضوية منظمة الأمم المتحدة كانت منطقة قراباغ الجبلي داخل أراضي أذربيجان وخارطتها المثبتة في وثائق العضوية الدولية.
ولكن منطقة قراباغ الجبلي أصبحت محتلة بالكامل جراء اعتداء أرمينيا الحربية المذكورة، والاحتلال شمل ايضا المحافظات السبع المطلة على المنطقة المحتلة في قراباغ الجبلي. كما أدى هذا الاحتلال الأرمني إلى تشريد اكثر من مليون اذربيجاني. وقد ارتكبت أرمينيا ضدنا تطهيرا عرقيا وأن 20 في المائة من أراضينا تحت احتلال أرمينيا منذ اكثر من 20 عاما.
وتعرض كل شيء كان قائما على أراضينا المحتلة للهدم والتدمير. وقد بعثت منظمة الامن والعاون الأوروبي ببثعة تقصى الوقائع إلى الأراضي الأذربيجانية المحتلة مرتين وقد قدمت البعثتان تقارير مرعبة مخيفة تدل على ان جميع منشآتنا وآثارنا التاريخية ومساجدنا ومقابرنا مدمرة مهدمة. ويمكنكم ان تشهدوا هنا، في وسط باكو، كيف يجري صون التراث الديني للشعب الأرمني من جانبنا. وقد تم اصلاح الكنيسة الأرمنية وهي تقع في مكان تم بناؤها اول مرة. ولكن جميع مساجدنا الواقعة على أراضينا المحتلة تم تدميرها ونهبها وسلبها تماما.
وتبنى المجتمع الدولي قرارات مناسبة لانهاء هذا الاحتلال. وفي عدادها قرارات مجلس الامن الدولي الاربعة، اعلى المنظمات الدولية صاحبة النفوذ، التي تطالب بسحب قوات الاحتلال الأرمنية من أراضينا المحتلة على الفور وبدون قيد وشرط. ونأسف بشدة على ان أرمينيا لا تبالي ببساطة بهذه القرارات ولا تنفذها مشهد المجتمع الدولي.
وأود ان اشير هنا إلى اهم عنصر وهو آلية تنفيذ واجراء قرارات صدرت عن المنظمات الدولية النافذة. ونجد ان قرارات مجلس الامن الدولي يجري تنفيذها خلال مدة بضعة أيام حتى عدة ساعات عقب صدورها أحيانا، وأما اذا خصنا الامر، فهاكم تمر اكثر من 20 عاما على صدور القرارات الأربعة المذكورة فما زالت المشكلة عالقة والقرارات غير منفذة.
كما أصدرت منظمة الامن والتعاون الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي والجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا وحركة عدم الانحياز قرارات مثيلة تطلب بسحب قوات الاحتلال الأرميني من أراضينا المحتلة. اما أرمينيا فلا تبالي بهذه القرارات الدولية ولا نجد من ضغط دولي يمارس على أرمينيا لاجبارها على مراعاة معايير القانون الدولي.
وقد ارتكبت الإبادة الجماعية ضد الشعب الأذربيجاني. وقد اعترفت 10 دول بوقوع مجزرة خوجالي. واسفرت هذه المجزرة الفظيعة عن مقتل همجي للمائات من الاذربيجانيين بينهم 200 امرأة وطفل ومسنّ. ولا وصف لهذا إلا بجريمة ضد الإنسانية ويبدي مرة أخرى مدى خطر تعرضنا له وما زلنا.
وينبغي للنزاع القائم بين أرمينيا وأذربيجان ان يعالج وفقا لمعايير القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الامن الدولي ووثيقة هلسينكي الختامية. ويجب ان تحرر أراضينا لتمكين مواطنينا من العودة إلى بيوتهم ومسقط رؤوسهم.
وتعرضنا في مطلع 1990م لكارثة إنسانية عظيمة تمثلت في طرد اكثر من 250 الف اذربيجاني من أرمينيا إضافة إلى نزوح اكثر من 700 الف أذربيجان من منطقة قراباغ الجبلي والمحافظات السبع المحتلة المطلة عليه لاجئين إلى الأقاليم الأذربيجانية. وبالنظر إلى كون عدد سكان أذربيجان آنذاك اقل من 8 ملايين نسمة فعلى الأرجح كانت أذربيجان تحتل المركز الأول من حيث عدد اللاجئين والمشرَّدين والنازحين عبر العالم.
ونعلم ان اسكانهم وانشاء ظروف معيشية ضرورية لهم أمر صعب للغاية. وكنا في تلك الأحيان محرومين من المصادر المالية في عداد بلاد العالم الفقيرة. البتة، كنا نتلقى آنذاك دعما دوليا معينا ولكننا قد تغلبنا على هذه القضية بانفسنا أصلا.
وعلى الرغم من انشائنا حتى يومنا هذا اكثر من 90 بلدة جديدة واسكاننا بها 20 الف لاجئ ومشرَّد سنويا فما زال بعضهم في ظروف صعبة باقامتهم في مباني المدارس وروضات الأطفال والمساكن الطلابية القديمة. ولا ندخر شيءا من اجل تحسين ظروفهم المعيشية ولكن الامر يلزم بزمن غير قليل.
واعنى بهذا اننا نفهم جيدا اليوم الأوضاع التي تواجهها بعض بلدان العالم بصدد اللاجئين. هذا بلا شك كارثة إنسانية وعلى جميع المجتمع الدولي ان يشارك في حل هذه القضايا. ويجب ان يقدم دعم ملموس إلى البلدان التي قبلت عددا كبيرا من اللاجئين وليس بدعم شفهي بل دعم مالي جاد. وأود ان أؤكد مرة أخرى، من المعلوم لدينا جيدا مدى صعوبة كل هذا باعتبارنا بلدا ما برح يعاني من الاحتلال. ان صعوبة هذا موجودة من كل جانب، سياسيا واقتصاديا ومعنويا واجتماعيا وغيرها.
وعلى الرغم من استمرار الاحتلال فان البلد يتطور. وتوصلنا إلى اكبر مؤشر للنمو الاقتصادي العالمي خلال العقد الماضي، فترة 2004-2014م. كما تيسر لنا خفض مستوى الفقر خفضا حادا، من 50 في المائة إلى 5 في المائة. كما ان مستوى البطالة هبط إلى 5 % أيضا. ونستثمر في التعليم. ويقرب مستوى التعلم في أذربيجان من 100 %. وقد تم انشاء اكثر من 3 الاف مدرسة متوسطة في البلد في السنوات الأخيرة او تم إصلاحها بالكامل. وهذا فضلا عن انشاء اكثر من 500 مستشفى على نطاق البلد، ما أدى إلى انخفاض حالات وفيات المواليد الجدد انخفاضا كبيرا.
وتدافع أذربيجان عن المساواة بين الجنسين دفاعا كاملا. وبالتحديد، تملك النساء في أذربيجان حق التصويت منذ 100 سنة، أي منذ 1918م عندما تم انشاء جمهورية أذربيجان الشعبية. وبالمناسبة، كانت هذه الجمهورية اول جمهورية ديمقراطية في العالم الإسلامي.
ونستثمر كذلك في حماية البيئة. وكانت هنا، في شبه جزيرة ابشرون، أراض ملوثة بسبب استخراج النفط واضطررنا إلى تطهير هذه الأراضي وانشأنا مكانها حدائق ومتنزهات وأماكن عامة. بالعبارة الأخرى، نحقق تقدما مهما جدا بشأن الأهداف الإنمائية الالفية للأمم المتحدة وإننا في سبيل مستقيم.
ولم يؤثر الانخفاض الحاد في أسعار النفط في أيامنا هذا، في اقتصادنا تأثيرا كبيرا عندما تعاني جميع البلدان المستخرجة للنفط من الازمة الاقتصادية وانني على يقين من اننا سنتوصل إلى اهدافنا الرئيسة عام 2016م أيضا.
أذربيجان معروفة بغنائها بموارد الطاقة. لكن هدفنا الأساسي هو تحويل "الذهب الأسود" النفط إلى الرأسمال الإنساني. فلذلك، قد أدى استثمار مجال التعليم وتعزيز الضمان الاجتماعي والإصلاحات المنفذة إلى ظروف ضمنت تنوع اقتصادنا، ما يخفض التوقف على النفط بدوره.
والى جانب هذا، كنا مبادرين بمشروع الطاقة الضخم، ممر الجنوب للغاز. هذا هو مشروع شراكة الطاقة والامن الطاقوي. كما اننا عضو فاعل في هيئة مؤلفة من البلدان المشغولة بتشجيع ممرات النقل نظرا لموقعنا الجغرافي. اذا ألقينا نظرة في عدد البلدان المشاركة ظهر بوضوح مدى التعاون الإقليمي الذي يدون الحديث عنه. واسمحوا لي بان اعدّ أسماء تلك البلدان. ولا تعني هذه الممرات للطاقة والنقل مجردَ نقل الطاقة والشحنات، ولكنها ممرات التعاون أصلا. ان أعضاء ممر الجنوب للغاز هي أذربيجان وجورجيا وتركيا وبلغاريا واليونان والبانيا وإيطاليا. إنني في ثقة ان تنضم بلدان البلقان إلى هذا المشروع في المرحلة القادمة أيضا.
ان ممر الشرق والغرب او ما يعرف بمشروع طريق الحرير ظهر بمبادرة البلدان الثلاثة وهي أذربيجان وجورجيا وتركيا. واليوم، نجد المشروع يتسع بسرعة وهو يشمل على آسيا المركزية والصين ومن تركيا إلى اتجاه أوروبا. وسيكون هذا طريقا جديدا للحرير. كما ان ممر الشمال والجنوب مشروع تشارك فيه أذربيجان مشاركة فاعلة أيضا. هذا المشروع يحيط ببلدان أوروبا الشمالية وروسيا وأذربيجان وايران وباكستان والهند.
ان هذه المشاريع هي مشاريع الشراكة. لان كل هذه الدول تصبح مربوطة بعضها مع بعض. واذا اصبحتم مترابطين بعضكم ببعض وفي حال مطمئنين بعضكم من بعض فيؤدي هذا إلى وضع يزيد من مستوى توقع والامن والتعاون.
ان المصالح الاقتصادية مثل الامن الطاقوي والنقل ومشاطرة القيم مثل تكوين ظروف احسن للشعب بالتغلب على الصعوبات الطارئة وجميع الصيغ المقامة للتعاون الدولي على أساس التسامح الديني والتفاهم والتعددية الثقافية، قيمنا المشتركة الموجودة في قاعدة كل هذا سيزيد من تحسين حياة شعوب المنطقة، كما اراه انا.
دعوني اعبر مرة أخرى عن امتناني لجميع الضيوف الكرام على مشاركتهم معنا في هذا الاجتماع الدولي المهم مع تمنياتي نجاحا لاعمال المنتدى العالمي.