سياسة
جورجيا: أرمينيا مصدر النفايات الإشعاعية في المنطقة وتهرب المواد المشعة إلى الخارج لعصابات إرهابية
تفليس، 4 مايو / أيار، أذرتاج
اصبح توقيف 6 أشخاص منهم 3 مواطنين من أرمينيا كانوا يحاولون تهريب اليورانيوم في جورجيا محط اهتمام المجتمع الجورجي في الأيام الأخيرة.
ويرى محللون وخبراء وساسة في جورجيا أن المواد المضبوطة على الرغم من أنها لا تصلح لإنتاج صلاح نووي فإنها مصدر خطر بالغ على المجتمع باعتبارها مواد إشعاعية ملوثة.
وقال مدير مركز الدراسات الإرهابية والسياسية في جورجيا أستاذ جامعة تفليس الحكومية المحلل السياسي بدري ناجكيبيا في تصريح لوكالة أذرتاج إن "منطقة جنوب القوقاز تتسم بأهميتها وتعقدها وتعد جورجيا وأذربيجان جسرين بين الغرب والشرق. ولكنني يجب أن أشير بمشاعر الأسف الشديد إلى أن هناك بعض القوى والبلدان لا تريد تطور الدولتين وتعززهما. فلذا، تصنع أمامنا موانع بمختلف الطرق. وتم في جورجيا توقيف 6 أشخاص منهم 3 من مواطني أرمينيا في جورجيا عند محاولتهم تسويق اليورانيوم المستخدم لسلاح نووي او مفاعل نووي. كما تم القبض بعد بضعة أيام مضت على هذا الحادث على عدة أشخاص آخرين وبحوزتهم حوالي 2 كغ من اليورانيوم أيضا. وكانوا قد وجدوا لهم مشتريا لبيع تلك المواد الخطرة مقابل ملايين دولار أمريكي. ويطرح هنا سؤال نفسَه: من أين يمكن إحضار هذه المواد المشعة؟ ولا مفاعل ذرية في جورجيا منذ اكثر من 20 عاما، لان المواد الإشعاعية قد تم إخراجها من جورجيا قبل 20 سنة. وأما أذربيجان فما كان بها مفاعل نووي أبدا. ويمكننا القول إذن، بان مصدرا حقيقيا في جنوب القوقاز، هو في أرمينيا. واذا نغض الأنظار من كون بضعة من المعتقلين من مواطني أرمينيا، يمكننا الاستنتاج إلى أن هذه المواد تحضر من أرمينيا. ويعرف الجميع أن محطة الطاقة الكهروذرية في أرمينيا مصدر إشعاعي خطير جدا على المنطقة وسائر البلاد المجاورة. كما يمكن أن نعتقد أن هذه المواد الخطيرة تسربت إلى أيدي مجهولين خلال سنوات سابقة ولا سيما خلال فترات الفوضى ويتم إبرازها حاليا. ولا شيء يستغرب هنا او ما يجب إخفاؤه، لأن هذا هو أكبر احتمالات موجودة."
وشدد المحلل السياسي الجورجي على أن احدى القوى المهتم بالحصول على مثل هذه المواد هي جماعات إرهابية عبر العالم. لان الحصول على تقنية نووية وسلاح نووي أمنية كل جماعة إرهابية. كما ثمة بعض البلدان التي تبذل جهودا من اجل الحصول على هذا السلاح. ومن جهة أخرى، هذا يعد وسيلة خطيرة للابتزاز أيضا. وعلى كل حال، فان وقوع عنصر اليورانيوم في أيدي الإرهابيين أمرٌ يثير قلقا عميقا جدا: " صحيح، ويقال أن عنصر اليورانيوم المضبوط من أولئك الأشخاص المعتقلين لا يمكن إنتاج سلاح نووي منه ولكننا يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أيضا أن القضية ليست في صنع سلاح فقط، بل إن اليورانيوم مادة بالغة الخطورة على حد ذاتها. من الممكن تسميم بهذه المادة البيئة وأحواض المياه للشرب وقصارى القول، جميع النباتات والحيوانات تسميما بالغا."
وإعادة الخبير الجورجي ناجكيبيا في تصريحه للذاكرة أحداث أغسطس 2008 في جورجيا في سياق احتمال تعرض المشاريع الضخمة المحققة في المنطقة باستخدام مثل هذه المواد الخطرة وقال "لنتذكر أحداث 4 أغسطس عام 2008م وبالدرجة الأولى ارتكاب عمل إرهابي على خط أنابيب النفط باكو - تفليس - جيهان في تلك الفترة، ما أشعل نيران الحرب ففقدنا 20 في المائة من أراضينا خلال حرب الخمسة أيام. فلذلك، لا استبعد في الوقت الحاضر عن أن أيا من المشاريع او الخطوط النقلية او الطرق يمكن أن تتعرض لعمل إرهابي محتمل."