علم وتعليم
مصر ترمم تكية الشيخ الصوفي الأذربيجاني الأصل أبراهيم الكلشني في القاهرة
باكو، 4 مايو (أذرتاج).
بدأ الصندوق الدولي للآثار، بمنحة من صندوق السفراء الأميركي، في تنفيذ برنامج التوثيق الأثري لمجمع تكية وقبة إبراهيم الكلشني في منطقة الدرب الأحمر التاريخية بوسط القاهرة، وفقاً للمعايير الدولية العالية، وإعداده نموذجاً يحتذى به في مشروعات أخرى بمصر. وقال محمد عبد العزيز، المشرف العام على مشروع تطوير القاهرة التاريخية، إن "المشروع يتضمن دراسات علمية للمكان، وإعداد مقايسات لأعمال ترميم التكية والقبة، ودرء الخطورة لبعض الأماكن الموجودة بداخلها".
وطال الإهمال مجمع تكية وقبة الكلشني، الذي يُعد أول مؤسسة دينية تأسست في القاهرة بعد الفتح العثماني في عام 1517، وبناه إبراهيم الكلشني، وهو شيخ صوفي ذو مكانة رفيعة، ولد في مدينة بردعه في أذربيجان عام 1420 ميلاديا، عاش في القاهرة وعاصر الفترة بين الحكمين المملوكي والعثماني وتوفى الكلشني عام 1534 بعد أن وصل عمره إلى 114 عام.
وقال عبد العزيز في بيان نشرته صحيفة "الاهرام" المصرية إن "الأهمية الحقيقية للمشروع المقترح، تتمثل في فرصة وضع الموقع كدراسة حالة تسهم في تعزيز قدرات المهنيين المحلين المتخصصين في التراث لرعاية التراث الغني للقاهرة التاريخية... وإن تنفيذ مشروع تكية الكلشني يهدف في صميمه إلى الحفاظ على المواقع التاريخية والتخطيط لاستخدامها ومتابعتها وصيانتها".
وأضاف إن فريق العمل سيقوم بإجراء مسح شامل للموقع بالصور الفوتوغرافية، ووضعه في قاعدة بيانات رقمية، واستكمال الرسومات الهندسية وتوثيقها بواسطة برنامج الأوتوكاد؛ على أن يستمر الجدول الزمني لهذا المشروع حتى سبتمبر (أيلول) المقبل... كما سيتم تقييم الحالة الإنشائية لبقايا التكية القائمة، وتقرير حالة الحفاظ التراثي، الذي من خلاله تحدد وزارة الآثار التدخلات الفيزيقية اللازمة؛ نظراً لأن كثيراً من البقايا الموجودة في حالة غير مستقرة، ولا سيما التخوف المتعلق بالمياه الجوفية الموجودة بالقاهرة التاريخية، حيث تمت سابقاً أعمال تخفيض منسوب المياه الجوفية وتطوير البنية التحتية في المنطقة المجاورة؛ لذا سيضم المشروع دراسة شاملة للمشكلات المتعلقة بالمياه الجوفية في الموقع الأثري، والأخذ في الاعتبار وجود فراغات المقبرة تحت الأرض وما حولها، وجميعها تحتاج إلى الحفاظ والحماية في ظل وجود أي مقترح للتدخل. موضحاً: بناءً على التقييم الإنشائي سيقوم الصندوق العالمي للآثار بإشراك المهندسين المعماريين والإنشائيين في عمليات تثبيت الهيكل الإنشائي لمواجهة التدهور المادي المستمر، وذلك من خلال سند وتأمين محيط المنشآت التراثية بالتكية.
ويتكون مجمع تكية وقبة الكلشني من ضريح قائم بذاته على الطراز المملوكي ويقع على منصة مرتفعة وسط الفناء، ما يعد سمة مميزة تختلف عن تخطيطات هذه الفترة... كما أنه محاط بمسجد ومطبخ ومحال تجارية وشقق مخصصة لأتباعه وأفراد أسرته.
وأشار عبد العزيز، إلى أن الصندوق العالمي للآثار له خبرته الواسعة في العمل مع الجهات الحكومية المختصة بالتراث في جميع أنحاء العالم. قد أنجز اكثر من 600 مشروع في أكثر من 100 بلد... ومنذ نشأته في عام 1965 استثمر أكثر من 250 مليون دولار في التوثيق والحفاظ والتخطيط لأكثر من 50 عاماً من العمل.