سياسة
“إلهام علييف: يحتاج العالم الإسلامي اليوم إلى الوحدة والتضامن كما لم يحدث من قبل”
باكو، 24 ديسمبر (أذرتاج).
أدرجت العديد من وسائل الاعلام الإماراتية في صفحاتها مقالا عن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف والإنجازات التي تحرزها أذربيجان في فترة قيادته للجمهورية. تعيد أذرتاج بث أحد هذه المقالات:
"إن أذربيجان بتاريخها العريق الممتد على مدى قرن من الزمان من الطبيعة الجميلة، والمنتجعات الصيفية والشتوية المميزة، والمأكولات الرائعة، والأهم من ذلك كله، الدفء الخاص الذي يسود العلاقات الودية التي تجمع الشعب الأذربيجاني بالشعب الإماراتي. هي أحد الوجهات المفضلة لدى مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة.
بعد حصولها على استقلالها في عام 1991، تمكنت أذربيجان من مجابهة كافة التحديات التي واجهتها، فعملت على تطوير اقتصادها، ووقعت عقود تعاونٍ مع شركات عالمية رائدة بهدف استكشاف الكميات الاحتياطية لديها من النفط والغاز، وفي نهاية المطاف تم تصنيفها ضمن الدول الأكثر ريادةً في منطقة جنوب القوقاز.
وتجدر الإشارة إلى أن الإمارات العربية المتحدة وجمهورية أذربيجان تتمتعان بعلاقات ودية وثيقة مبنية على الثقة والتفاهم المتبادلين. حيث تتعاون الدولتان في منتديات أحادية ومتعددة الأطراف. وفي الوقت الحاضر، يتمتع مواطنو دولة الإمارات العربية المتحدة والمقيمون فيها، بإمكانية الحصول على تأشيرات إلكترونية وتأشيرات زيارة مباشرة لدى وصولهم إلى المطار الدولي في أذربيجان. ويشير ذلك إلى العلاقات الرفيعة المستوى التي تجمع البلدين.
تسعى حكومة أذربيجان في الوقت الحالي نحو تنويع مصادرها الاقتصادية القائمة على النفط والغاز، إلى جانب تطوير مصادر الطاقة لديها، وتتبع خططًا استراتيجية مدروسة تضمن عمل القطاع غير النفطي بديناميكية عالية، وذلك من خلال تطوير وسائل النقل، والموارد الزراعية، وقطاعات السياحة والصناعة وتأسيس مناطق التجارة الحرة وغيرها.
ومن هنا، تم تمديد عقد "أذربيجان - جيراق - جونشلي" للتنقيب عن احتياطيات النفط في بحر قزوين مع شركات دولية حتى عام 2050. ووفقًا لبنود العقد، فإن حصة أذربيجان في الائتلاف هي الأكثر وستتلقى 3.6 مليار دولار إضافية.
وفي حدث هام آخر، تم افتتاح مشروع ممر غاز الجنوب، ضمن مبادرة انطلقت في 29 مايو 2018. ويهدف هذا المشروع إلى تصدير الغاز الطبيعي الأذربيجاني إلى الأسواق الأوروبية، ويتألف من 4 مراحل تم الانتهاء من ثلاثة منها، وهي استكشاف حقل غاز "شاهدنيز -2" مع احتياطيات 1.2 تريليون متر مكعب، وخط أنابيب جنوب القوقاز وخط أنابيب"TANAP"، ويوشك خط أنابيب البحر الأدرياتيكي على الانتهاء.
وساهم الموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به أذربيجان على مفترق الطرق ما بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، في جعلها بمثابة جسر يربط بين أجزاء القارة الأوراسية. وكان أبرز أحداث عام 2017 افتتاح طريق باكو - تبليسي - كارس للسكك الحديدية، وعليه أقيم الحفل في ميناء باكو للتجارة الدولية على البحر بمشاركة رؤساء ووزراء وشخصيات رفيعة من أذربيجان وتركيا وكازاخستان وجورجيا وأوزبكستان وطاجيكستان وتركمانستان. وكان هذا حدث تاريخي بالنسبة للمنطقة الأوراسية بأكملها، إذ أنه يعني استعادة طريق الحرير القديم عن طريق خط السكة الحديدية، وقد سهل هذا الخط وصول بلدان آسيا الوسطى وأفغانستان إلى الأسواق الأوروبية والأسواق العالمية الأخرى، ومن المتوقع أن يساهم مستقبلًا فينقل 3 ملايين مسافر، و17 مليون طن من البضائع سنوياً. الأمر الذي سيساهم في تعزيز التدفق السياحي في المنطقة أيضًا.
وعلاوة على ما سبق، سيتم قريبا إكمال ممر نقل آخر عبر أذربيجان، سيكون من شأنه تسهيل نقل البضائع من جنوب آسيا إلى روسيا وشمال أوروبا. وبالإضافة إلى مشاريع التواصل المذكورة، أيدت أذربيجان مبادرة "حزام واحد طريق واحد" الصينية.
ومن النجاحات الأخرى التي حققها رئيس أذربيجان إلهام علييف، توقيع اتفاقية بحر قزوين التي طال انتظارها بين الدول المطلة على بحر قزوين في 12 أغسطس 2018. وفي الواقع، ستساهم هذه الاتفاقية في تعزيز التعاون بين الدول الساحلية، وستعمل على حماية البيئة والموارد الحيوية في بحر قزوين، وتضمن الأمن في المنطقة.
إن أذربيجان بلد فريد يقع على مفترق طرق الحضارات. وهي عضوة في المنظمات الإسلامية والأوروبية، ما جعلها تستوعب قيم الحضارتين، مشكلةً جسرًا طبيعيًا بينهما.
ومن المهم أيضا أن نذكر أن جمهورية أذربيجان تولي اهتماما كبيرا لمناقشة المسائل الإنسانية، وتستضيف عدداً من الأحداث الدولية الواسعة النطاق حولها. إذ استضافت باكو المنتدى العالمي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، وقمة باكو للقادة الدينيين في العالم، والمنتدى العالمي للحوار بين الثقافات أربع مرات، ومنتدى باكو الإنساني الدولي 6 مرات. الأمر الذي يعكس سعي أذربيجان المستمر لعزيز سبل التعاون الإنساني الدولي. وفي السياق ذاته، استضافت باكو في 25 أكتوبر 2018 منتدى باكو الإنساني الدولي السادس. الذي شهد حضورًا لافتًا لأكثر من 400 مشارك من أكثر من 90 دولة من مختلف أنحاء العالم ومن بينها دولة الإمارات العربية المتحدة، بمشاركة الرئيس إلهام علييف ونائب الرئيس الأول مهريبان علييفا.
ومن الجدير بالذكر، أن أذربيجان قد استضافت الألعاب الأوروبية الأولى، وأولمبياد الشطرنج العالمي، وكأس كرة القدم لمن هم أقل من 17 عاما، وكأس العالم للجمباز، وفورمولا -1. حيث تعرف جمهورية أذربيجان بكونها بلد رياضي. وفي الفترة ما بين 12 وحتى 22 مايو 2017، استضافت باكو ألعاب التضامن الإسلامي التي جمعت أكثر من 3 آلاف رياضي من54 دولة إسلامية. والتي استقطبت مشاهدة مليار شخص من 50 دولة حول العالم.
تشتهر أذربيجان بالحفاظ على التراث الثقافي الإسلامي، الذي انتشر على نطاق واسع في أراضي أذربيجان في القرنين السابع والثامن الميلاديين. وخلال فترة رئاسة السيد الهام علييف للجمهورية، تمت استعادت المعالم الدينية والمساجد والمعابد. إذا لم يكن في أذربيجان سوى17 مسجدًا خلال الحقبة السوفيتية، أما الآن يبلغ عددها حوالي 2200 مسجد.
وفي مقاله "تعزيز التضامن الإسلامي هو تحدي الزمن" المنشور في صحيفة منظمة التعاون الإسلامي، صرح الرئيس إلهام علييف بالقول:" يحتاج العالم الإسلامي اليوم إلى الوحدة والتضامن كما لم يحدث من قبل. ولذلك، فإن إعلان عام 2017 "عام التضامن الإسلامي" في أذربيجان هو رسالة حسن نية للمجتمع الإسلامي وللعالم بأسره".
إن نشاط الرئيس إلهام علييف مرحب به ومدعوم بقوة من قبل الشعب الأذربيجاني الذي عزز من جديد ثقته الراسخة بالرئيس إلهام علييف من خلال منحه فوزًا ساحقًا في الانتخابات الرئاسية الاستثنائية التي جرت في 11 أبريل 2018. ويعكس فوز الرئيس الحالي الرابع على التوالي شعبيته الهائلة كزعيم."