سياسة
27 سنة تمضي من احتلال محافظة أغدام من قبل قوات الاحتلال الارميني
باكو، 23 يوليو، أذرتاج
تحيي أذربيجان اليوم الذكرى السنوية الـ 27 لاحتلال قوات الاحتلال الأرميني محافظة أغدام الأذربيجانية خارج إقليم قراباغ الجبلي المحتل منذ عام 1991.
أفادت أذرتاج أن الأحداث التي وقعت فترة يونيو – يوليو عام 1993 في كنجة وباكو مكنت الأرمن من توسيع العمليات الحربية في جبهة قراباغ خاصة باتجاه محافظة أغدام. وحدات الدفاع الذاتي المحلية التي كانت تدافع عن أغدام دخلت معارك دموية مع وحدات المسلحة الأرمينية المحتلة غير ان المقاتلين اضطروا الى التراجع بحكم غياب أي دعم لتسقط عاصمة المحافظة مدينة أغدام بعد القتالات الدموية التي دارت مدة 43 يوما دون انقطاع.
وأضرمت وحدات الاحتلال الأرميني النار على البيوت والمباني ودمرت مؤسسات الثقافة والفنون ونهبت وسلبت ممتلكات السكان وقتلت الذين لم يتمكنوا من مغادرة المدينة من المسالمين العزل قتلا همجيا.
وتم احتلال 882 كم مربع من 1094 كم مربع من مساحة محافظة أغدام وشرد اكثر من 128 ألف من سكان المحافظة من مسقط رؤوسهم.
نتيجة الاحتلال الغدر تم هدم وتدمير 122 قرية و24 ألفا و446 مبنى سكني و48 مؤسسة صناعية وإنشائية و160 مبنى مدرسي و65 مؤسسة طبية و373 مؤسسة ثقافية ومسرح واحد و3 مساجد ومتحفين بالإحراق والنهب والسلب بجانب ارتكاب الاحتلال الأرميني جرائم حربية خطيرة خلال احتلال المحافظة.
تعد محافظة أغدام من أكثر المحافظات المحتلة وشبه المحتلة من حيث عدد الشهداء والقتلى والجرحى حيث ان عدد الذين ضحوا بأرواحهم من اجل الدفاع عنها يبلغ 6 آلاف شهيد ومنه 16 شهيدا هم الأبطال الوطنيون. وأصبح 128 ألف ساكن بالمحافظة من إجمالي 160 ألف نسمة لاجئين ومشردين ونازحين قسرا. ويسكنون حاليا في مناطق سكنية تقع على 62 محافظة عبر الجمهورية. وألحق الاحتلال بالمحافظة أضرارا مادية ومعنوية تقدر 3 مليارات و135 مليون دولار. كما ان البلد فقد باحتلال أغدام منطقة كانت تملك اقتصادا قويا وتراثا ثقافيا غنيا.
وبفضل جهود الزعيم الوطني العام حيدر علييف تم التمكن من الدفاع عن باقي أراضي المحافظة من الاحتلال. وجرت إعادة بناء البنية التحتية والاتصالات المدمرة بتمهيد ظروف ضرورية للحياة والمعيشة عليها. واستؤنفت فعاليات الإدارات والمؤسسات والاقتصادات ما مكن من إنعاش الاقتصاد عليها مع إقامة علاقات واتصالات للاجئين والمشردين من المحافظة على مختلف أرجاء الجمهورية بالأراضي المنتعشة من محافظة أغدام. وعلى الرغم من فقدان أغدام ثلثي مساحة أراضيها فإن أغدام تعيش وما زالت بكونها محافظة حتى الآن.
الرئيس إلهام علييف الذي يواصل نهج الزعيم العام السياسي بنجاح قد وسع من حدود اعتناء واهتمام الدولة بمحافظة أغدام بما ان كل زيارة يقوم بها رئيس الدولة لمحافظة أغدام أتت معها بنطاق ودينامي جديدين إليها.
وتقع العاصمة الإدارية للمحافظة شبه المحتلة حاليا بقصبة قوزانلي. ولقيت أراضي أغدام غير المحتلة تنفيذ مشاريع كبيرة للإعمار والإصلاح بالقصبة والقرى المحيطة بها.
ويتمنى اليوم سكان أغدام المشردون ان يعودوا الى مسقط رؤوسهم عودة عاجلة كما ان كل أغدامي على يقين من ان العَلَم ثلاثي الألوان للدولة التي تتزايد قدرة يوما لآخر بقيادة الرئيس إلهام علييف سيترفرف على كل أرجاء أذربيجان ومن جملتها الأراضي المحتلة وليس ذلك اليوم ببعيد.
وتجدر الإشارة إلى أن نزاع قراباغ الجبلي أحد أكبر نزاعات في التسعينيات اندلع بين جمهوريتي جنوب القوقاز أذربيجان وأرمينيا عام 1988م بسبب مطامع أرمينيا على أراضي أذربيجان. وما برحت أرمينيا تحتل منذ عام 1992م 20% من الأراضي الأذربيجانية التي تضم إقليم قراباغ الجبلي المتكون من 5 محافظات و7 محافظات أخرى غربي البلاد إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي أغدام وفضولي وخوجاوند وتارتار وأغجابدي وجورانبوي متسببة بتهجير أكثر من مليون أذري من أراضيهم ومدنهم وقراهم وبلداتهم فضلا عن مقتل عشرات آلاف الشخص. ورغم استمرار المحادثات بين البلدين منذ وقف إطلاق النار عام 1994م إلا أن عدم التزام أرمينيا بنظام وقف إطلاق النار وضربها بالمحادثات عرض الحائط واستمرارها اتخاذ موقف غير بناء وخرقها للهدنة بشكل شبه يومي كان سببًا رئيسيًا في اندلاع الاشتباكات أحيانا على الحدود بين الجانبين. وتجري محادثات السلام غير المثمرة حتى الآن تحت رعاية مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي المتشكلة من 11 دولة والمترأسة عن جانب روسيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية المندوبات المشاركات في رئاستها.