سياسة
صاحبه غفاروفا: صمت المجتمع الدولي وعدم اتخاذه إجراءات عقابية أدى إلى استمرار الاحتلال الأرمني لمدة 30 عاماً
باكو، 25 نوفمبر، أذرتاج
أدى صمت المجتمع الدولي وعدم اتخاذها تدابير عقابية إلى استمرار الاحتلال الأرميني لمدة 30 عامًا.
وأبلغت إدارة الصحافة والعلاقات العامة في البرلمان أذرتاج أن رئيسة المجلس الوطني صاحبه غفاروفا عبرت عن هذه الأفكار في كلمتها الملقاة في المؤتمر الدولي المنعقد بمبادرة مشتركة من مجلس الأمة التركية الكبرى ولجنة الهجرة واللاجئين والمشردين بالجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا (PACE) في 24 نوفمبر تحت عنوان "حماية الأطفال النازحين وإنقاذ الأطفال المفقودين".
في المؤتمر الذي حضره أيضاً كل من رئيس مجلس الأمة التركية الكبرى مصطفى شنتوب ورئيس الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا ريك دايمس تحدث رئيسة المجلس الوطني عن أهمية وحيوية القضية التي تمت مناقشتها بالنسبة للمجتمع الدولي. ذكّرت صاحبه غفاروفا أنها كانت تركز على مشاكل الأطفال المهاجرين وتحاول جذب المزيد من الاهتمام للمجتمع الدولي بهذه القضية أثناء رئاستها للجنة الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا المعنية بالهجرة واللاجئين والمشردين في 2016-2018.
وأشارت إلى أنه بحلول نهاية عام 2018، نزح 31 مليون طفل من أوطانهم حول العالم مستشهدة ببعض الأرقام التي تظهر خطورة المشكلة. قالت: "بين سنوات 2014 و2018 فقط توفى 1600 طفل مهاجر، أي طفل واحد كل يوم. إني متأكدة من أن هذه الأرقام أكثر في الواقع وأنها أكثر إثارة للقلق لأنه لم يتم تسجيل وفيات العديد من الأطفال المهاجرين.
أكدت رئيسة المجلس الوطني التي ألفتت الانتباه إلى تقرير الأمم المتحدة الصادر في مايو 2020 أنه في عام 2019 وحده، اضطر 19 مليون طفل على الفرار من منازلهم بسبب الصراعات واعمال العنف. هذا يعني أن 12% من المهاجرين في العالم اليوم هم الأطفال، وبعبارة أخرى، واحد من كل ثمانية مهاجرين طفل. هذه الأرقام مروعة ويجب أن تدق أجراس الإنذار. أدى تفشى وباء COVID-19 مؤخراً إلى تفاقم الوضع.
أعربت رئيسة المجلس الوطني صاحبه غفاروفا عن ارتياحها لحقيقة أن الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا وغيرها من المنظمات الدولية تولي المزيد من الاهتمام لمشكلة الأطفال المهاجرين، لكنها أعربت عن أسفها لأن الوضع لم يتغير إلى الأفضل. وذكَّرت بأنها نفسها كانت بين 22 عضواً في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا والذين وقعوا مشروع البيان "الأطفال اللاجئون المفقودون والمهاجرون في أوروبا" في أكتوبر 2017 مشيرة إلى أنها ترى أسباب قلة ثمرة العمل المنجز في هذا المجال في "مكافحة النتائج". وقالت إن الأسباب تعود إلى الحروب والصراعات العسكرية وتحديات المناخ والفقر ومشاكل عالمية أخرى. لايقام بكفاح فعال ضدها.
أبلغت رئيسة المجلس الوطني المشاركين في المؤتمر أن أذربيجان هي أيضاً دولة فيها عدد كبير من اللاجئين والمشردين وتعاني من هذه المشكلة لسنوات عديدة. وقالت إنه في أوائل التسعينيات، تعرضت أذربيجان لسياسة الاحتلال لأرمينيا، مما أدى إلى مشكلة مليون لاجئ ومشرد، هذا يعني أن 1 من كل 8 مواطنين في البلاد هم من اللاجئين والمشردين . أدى صمت المجتمع الدولي وإفلات أرمينيا من العقاب لمدة 30 عاماً إلى استمرار احتلال أرمينيا لـ 20 % من الأراضي الأذربيجانية إلى حين تحرير قواتنا المسلحة أراضينا في الحرب الوطنية التي دامت 44 يوماً.
وشددت المتحدثة بشكل غير مباشر على أن صمت المجتمع الدولي وتقاعسه، ولا سيما المنظمات الدولية يؤدي في نهاية المطاف إلى تعقيد القضايا العالمية، بما في ذلك مشكلة المهاجرين.
وأشارت صاحبه غفاروفا إلى أن انفلات الاستقرار في سوريا والعراق وليبيا واليمن ومنطقة البحر الأبيض المتوسط ككل، فضلاً عن الصعوبات التي تخلقها لتركيا، هي نتيجة لعدم كفاءة المنظمات الدولية. وذكّرت المتحدثة بأن تركيا تحتضن حالياً 3.6 مليون لاجئ من سوريا وحدها، وقالت إن الدولة الشقيقة تستحق أكبر امتنان لها، لكنها أشارت إلى أن المجتمع الدولي يجب أن يقعد ويفكر.
وفي الختام، أعربت رئيسة المجلس الوطني عن امتنانها لمجلس الأمة التركية الكبرى ومصطفى شنتوب شخصياً ورئيسة الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا ريك دايمز ولجنة PACE للهجرة واللاجئين والمشردين التابعة للجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا على دعمهم في عقد مثل هذا المؤتمر الهام ودعوتها لحضور هذا الحدث كضيف شرف.