سياسة
مجلة مصرية: " باكو مدينة التسامح والشمس"
القاهرة، 14 يناير/كانون الثاني (أذرتاج).
تم إدراج في مجلة " الأهرام العربي" المصرية الأسبوعية مقالة تحت عنوان " باكو مدينة التسامح والشمس".
طبقا لما أفادت به السفارة الأذربيجانية لدى جمهورية مصر العربية أن صاحبة المقالة هي السيدة سوزي الجنيدي التي تشغل منصب نائب رئيس تحرير جريدة "الأهرام"، والتي شاركت في منتدى باكو الدولي الأول في موضوع "الدولة والدين: تعزيز التسامح في العالم المتغير" المنعقد في الفترة ما بين 19-21 ديسمبر/ كانون الاول 2012 في العاصمة الأذربيجانية باكو. وتبدأ السيدة سوزي الجنيدي مقالتها بهذه السطور وتقول فيها: " ربما كان أكثر ما تحتاجه مصر في المرحلة التاريخية الصعبة التي تمر بها الآن، هو إعلاء قيم التسامح وقبول الآخر من اجل لم شمل وحماية البلاد من الانقسام، لعل لنا في دولة مثل أذربيجان أسوة حسنة في هذا الأمر، فقد استطاع شعب أذربيجان العبور بنجاح من مرحلة صعبة في التسعينيات بعد انتهاء الاحتلال السوفيتي لهم، وفي تلك المرحلة فقدوا 20 في المائة من أرضهم وهي منطقة قراباغ الجبلية في الجنوب الغربي، والتي أعلنت نفسها مستقلة من أذربيجان في عام 1991م، لكن هذا الاستقلال لم يتم الاعتراف به دبلوماسيا من جانب أي دولة ولا تزال تعتبر جزءا من اذربيجان بحكم القانون وتحتلها القوات الأرمينية، بالرغم من كل ذلك فإنهم نجحوا في النهاية في أن يصبحوا نموذجا للتسامح الديني والعرقي بل ويحاولون نشر مفاهيم التسامح وقبول الآخر في العالم."
ثم تكتب سوزي الجنيدي ما رأتها خلال زيارة لها إلى باكو وتقول: "تظهر قيمة التسامح في باكو حتى على مبانيها التي تعكس ثلاث حقب في فترة العهود القديمة حيث قلعة العذراء ومباني المدينة القديمة في هصر الاسكندر الأكبر إلى البنايات الكبيرة التي ترمز لعهد الاحتلال السوفيتي من 1920 إلى 1990، إلى البنايات الفاخرة التي تمت إعادة بنائها لتعطي الشكل الأوروبي وإضاءتها باستخدام احدث الطرق والأشكال الهندسية الجملية لتعطيك انطباعا في مدينة أجمل من باريس عاصمة النور إلى ناطحات السحاب الحديثة بشكل يشعرك بأن باكو قد استوعبت كل التأثير الخارجي من جاراتها إيران وتركيا وروسيا."
وذكرت في مقالتها أن باكو تشهد حراكا كبيرا، إذ تنعقد فيها كثير من المؤتمرات الدولية المختلفة كما أن جمهورية أذربيجان توصف بالبلد المتسامح مستندة إلى ما قاله السفير إلشاد إسكندروف لـ "الأهرام العربي" : " قيمة التسامح أصبحت عملة نادرة في العالم الآن نراها أغلى من البترول والغاز الموجود بكثرة لدينا، لأن التسامح أمر فريد في حين أن البترول موجود في أماكن أخرى وربما لا يعرف الكثيرون انه في القرن السادس عشر الميلادي تم السماح ببناء معبد لعبدة النار في أذربيجان ليتسنى للتجار الهنود الذين يأتون بالبضائع إلينا ممارسة شعائر دينهم ويوجد لدينا حاليا دور للعبادة لكل الأديان، كما لا توجد أي تفرقة بين سني وشيعي، فالجميع يصلي في نفس المسجد والمعروف أن أذربيجان أعلنت إقامة الجمهورية عام 1918م، قبل تركيا بعامين، كما منحت الحقوق السياسية للمرأة عام 1919م، وقبل دول عديدة في أوروبا وأمريكا، ولكن البلاشفة احتلوا أذربيجان عام 1920. فنحن نموذج للدولة العلمانية التي تقوم على التفهم الروحي للإسلام."
كما تطرقت سوزي الجنيدي في مقالتها إلى العلاقات المصرية الأذربيجانية مؤكدة أن هذه العلاقات لها جذور تاريخية قديمة. وذكرت نقلا عما قال السفير شاهين عبداللايف سفير أذربيجان في مصر أن التعاون بين البلدين أقيم على المشاريع الاستثمارية في مجال البترول وهي مشاريع تعرضت لبعض العراقيل بعد ثورة يناير بسبب المشاكل الاقتصادية والأمنية، إلا أنها عادت للعمل أخيرا كما سيتم عقد اللجنة المشتركة بين البلدين العام الحالي بعد أن تم تأجيلها وكذلك هناك اهتمام بفتح خط طيران مباشر من باكو إلى القاهرة وشرم الشيخ، وخصوصا ان العديد من السياح الأذربيجانيين يرغبون في زيارة مصر وهناك اتفاق تم في هذا الإطار لم يتم تنفيذه، مؤكدا أن أذربيجان تتطلع للتعاون مع مصر في سائر المجالات.
اسيا حاجيزاده
مراسلة وكالة (أذرتاج) الخاص