أخبار عالمية
"نِفر حُتب" ينفض تراب الأبدية.. يستقبل زواره بالكرنك
باكو، 13 فبراير (أذرتاج)
تتواجد مقبرة "نِفر حُتب" رقم TT49 فى منطقة الخوخة بالبر الغربي فى الأقصر، أما زوجته فكانت تُدعي "مريت آمون" من عصر الدولة الحديثة عهد الملك "آي" (1327- 1323 ق.م) الذي تولى العرش بعد وفاة الملك الذهبي توت عنخ آمون خلال حكم الأسرة الثامنة عشر.
بدوره يؤكد الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار في تصريح لـ"بوابة الأهرام"، حسبما أفادت أذرتاج نقلا منها، إن المقبرة تخص أحد كبار رجال الدولة في ذلك الوقت، والمدعو "نِفر حُتب"، والذي حمل العديد من الألقاب التي تدل على رفعة شأنه ومكانته الاجتماعية الكبيرة، ومنها: "كاتب آمون المعظم، والمشرف على عاملات النسيج الجميلات الخاصات بالمعبود آمون".
ومن دراسة مناظر المقبرة، نرى التغيرات في الممارسات الجنائزية التي حدثت بعد فترة حكم العمارنة، والمقبرة بها منظر هام على أحد جدران المقبرة يصور معبد الكرنك والواجهة الغربية له وظل هو الأكثر تأثيرًا عند دراسة معابد الكرنك، وارتبط اسم المقبرة وصاحبها بالكرنك.
ويضيف شاكر، أن الارتباط بالكرنك مثلما كان يعمل فيه في عصر الدولة الحديثة، ولا يوجد كتاب أو مقالة علمية عن معابد الكرنك، إلا وفيه ذكر لمقبرة "نِفر حتب" والمنظر الموجود على جدرانهاـ ويظهر فى هذا المنظر قدس الأقداس، والصرح الثالث للكرنك، والذي كان فى عصر بناء المقبرة هو الصرح الذي يتقدم معبد الكرنك، والأهم أنه مصور أمام هذا الصرح بحيرة مستطيلة الشكل جدرانها مشيدة من الحجر وتربطها بنهر النيل قناة طويلة.
وافتتح اليوم الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بمرافقة السفير جونزالو أوريولابيتا سفير الأرجنتين بالقاهرة، وعدد من ممثلي سفارة الأرجنتين بالقاهرة مقبرة نفرحتب بمنطقة الخوخة بالبر الغربي بالأقصر، وذلك بعد الإنتهاء من أعمال ترميمها بواسطة البعثة الأرجنتينية التابعة لجامعة بوينس أيرس برئاسة. د. فيوليتا بريرا وتحت إشراف المجلس الأعلى للآثار.
وأوضح د. مصطفى وزيري، أن افتتاح المقبرة يضيف مزار سياحياً جديداً غاية في الأهمية والتفرد لمزارات البر الغربي بالأقصر في ظل ما تشهده المحافظة من توافد كبير للسائحين خلال الموسم السياحي الشتوي، خاصة وأن المقبرة تحتوي على عدد كبير من المناظر والنقوش غاية في الجمال والدقة.
وأشار د. فتحي ياسين، مدير عام آثار مصر العليا أن مشروع ترميم وصيانة المقبرة بدأ عام 2000، حيث قامت جامعة بوينس أيرس (الأرجنتينية) بتسجيل ودراسة النصوص الموجودة بالمقبرة قبل البدء في ترميمها، إلا أن أعمال الترميم الفعلي بدأت عام 2013، حيث قام فريق من المرممين الألمان بصيانة وتنظيف اللوحات الجدارية بالمقبرة، ومعالجة الأجزاء الحجرية المفككة والشروخ وتثبيت الملاط المنفصل وطبقات الألوان على النقوش.
ومن جانبها أعربت د. فيوليتا بريرا عن سعادتها بالانتهاء من ترميم المقبرة وافتتاحها بعد سنوات من أعمال الترميم بها، مثنية على التعاون الكبير مع المجلس الأعلى للآثار خلال فترة ترميم المقبرة.