مجتمع
سفير أذربيجان في السعودية يكتب عن الاولويات والاحتياجات في أنشطة إزالة الألغام في الاراضي المحررة من الاحتلال الارميني
باكو، 31 ديسمبر، أذرتاج
ألف سفير أذربيجان في المملكة العربية السعودية شاهين عبد اللاييف مقالا عن أنشطة أذريبجان واسعة النطاق التي تنفذها في اراضيها المحررة من الاحتلال الارميني بمنطقتي قراباغ وزنكزور الشرقية الاقتصاديتين والاوليات والاحتياجات في هذه القضية المهمة. وجاء في المقال الذي نشرته صحيفة "الجزيرة" السعودية:
" أنشطة إزالة الألغام في أذربيجان: الأولويات والاحتياجات
بقلم السيد السفير/ شاهين عبد اللاييف
سفير جمهورية أذربيجان بالرياض
تؤيد أذربيجان رؤية عالم خال من الألغام الأرضية. كما أكد رئيس جمهورية أذربيجان السيد إلهام علييف في تغريدة له بمناسبة الرابع من أبريل - اليوم الدولي للتوعية بالألغام والمساعدة في الإجراءات المتعلقة بالألغام ، ينبغي بذل المزيد من الجهود على المستوى الدولي لوضع حد للإرهاب المتعلق بالألغام في جميع أنحاء العالم.
أعلنت أذربيجان هدفًا وطنيًا للتنمية المستدامة بشأن إزالة الألغام للأغراض الإنسانية. كما تعمل بنشاط على الترويج لإدخال أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة المخصصة الجديدة بشأن إزالة الألغام للأغراض الإنسانية. وكذلك اقترحت أذربيجان تشكيل مجموعة متشابهة التفكير من الدول الموبوءة بالألغام في إطار حركة عدم الانحياز.
منذ نوفمبر 2020 ، خصصت أذربيجان حوالي 200 مليون دولار أمريكي من ميزانية حكومتها لتطهير جزء من أراضيها من الألغام الأرضية التي نشرتها دولة أرمينيا. نتيجة لهذه الجهود، يتم تطهير الأراضي من الألغام الأرضية.
أذربيجان هي واحدة من أكثر الدول تلوثا بالألغام والمتفجرات من مخلفات الحرب في العالم. تشير البيانات الأولية التي تم جمعها إلى أن الحد الأدنى لعدد الألغام الأرضية يبلغ حوالي 1.5 مليون. ومع ذلك، قد يكون العدد الفعلي للألغام الأرضية أعلى بكثير نتيجة للبيانات التي يتم جمعها حاليًا من خلال المسوحات الفنية وغير الفنية.
تؤثر الألغام الأرضية سلباً على حياة السكان وتظل مصدر التهديد الإنساني في أذربيجان، وتشكل تهديدا علنيا لحوالي مليون شخص، أي ما يقرب من 10٪ من إجمالي سكان البلاد. هؤلاء هم في المقام الأول نازحون لا يستطيعون العودة إلى ديارهم بأمان.
فالألغام الأرضية التي يتم نشرها بشكل عشوائي دون ضرورة عسكرية وبدون علامات أو تسييج لا تزال تحصد الأرواح وتشكل تهديدًا كبيرًا للمدنيين الأبرياء.
منذ البيان الثلاثي الصادر في نوفمبر 2020، قُتل أكثر من 350 أذربيجاني أو أصيبوا بجروح خطيرة نتيجة انفجار ألغام زرعتها أرمينيا في أراضي أذربيجان المحتلة.
تتخذ حكومة أذربيجان مجموعة من التدابير لدعم إعادة إدماج ضحايا الألغام وإعادة تأهيلهم. توفر الحكومة معدات إعادة التأهيل التي تشمل الأطراف الاصطناعية الحديثة والكراسي المتحركة ذات المحركات وكذلك الخدمات الاجتماعية والنفسية. يتم تقديم الدعم النفسي والخدمات المتنوعة لضحايا الألغام.
إن مشكلة التلوث الهائل بالألغام في أراضي أذربيجان هي نتيجة للاحتلال العسكري لأراضي أذربيجان من قبل أرمينيا من عام 1991 حتى عام 2020.وكان زرع أرمينيا الألغام في أراضي أذربيجان أمرًا غير قانوني بداهة بموجب القانون الدولي.كما أنه ينتهك أيضا القواعد المحددة من القانون الإنساني الدولي. لأن الهجوم المسلح لأرمينيا على أذربيجان شكل حربًا عدوانية وبالتالي انتهاكًا لميثاق الأمم المتحدة. كما أن أرمينيا زرعت هذه الألغام دون ضرورة عسكرية، واستهدفت المدنيين عمدا، وفشلت في تحديد حقول الألغام وتوثيقها بشكل صحيح، ورفضت الوفاء الكامل بالتزامها بالكشف عن المعلومات المتعلقة بمواقع حقول الألغام بعد وقف الأعمال العدائية.
بموجب القانون الدولي الإنساني ، تتحمل أرمينيا المسؤولية عن النشر العشوائي للألغام ، وعدم الإفراج عن المعلومات الكاملة حول الألغام المنتشرة وضحايا تلك الألغام.يجب على أرمينيا إن كانت تريد السلام الحقيقي في المنطقة، أن تتعاون بحسن نية للإفصاح عن أي معلومات عملية وتقديم المساعدة المادية والتقنية لعمليات إزالة الألغام.
الألغام التي تم نشرها بشكل عشوائي هي العائق الرئيسي أمام عودة النازحين داخلياً إلى المناطق التي طردوا منها قسراً. من أجل معالجة هذا التهديد الإنساني لتمكين العودة الآمنة والطوعية والكريمة للنازحين داخليًا، حددت حكومة أذربيجان الإجراءات المتعلقة بالألغام كأحد أولوياتها الوطنية كما أنها تضع هدفًا وطنيًا معينًا للتنمية المستدامة بشأن إزالة الألغام. علاوة على ذلك، تروج أذربيجان لوضع هدف عالمي جديد للتنمية المستدامة بشأن إزالة الألغام للأغراض الإنسانية.
حيث إنه تمت المصادقة على "برنامج الدولة الأول بشأن العودة الكبرى إلى الأراضي المحررة في أذربيجان" بموجب مرسوم رئاسي، ينظم القضايا المتعلقة بالعودة الآمنة والطوعية والكريمة للنازحين إلى مواطنهم الأصلية.
يهدف برنامج "العودة الكبرى" إلى إعادة توطين 34500 أسرة في إطار المرحلة الأولى في 2022-2026.
وستتاح لهم الفرصة للعودة إلى أكثر من 80 مستوطنة في مناطق أغدام ،وفزولي ، وقوبادلي ، وجبرائيل ، وكلبجار ، وخوجافاند ، ولاتشين ، وشوشا ، وزانجيلان.
وبشكل عام، من المتوقع عودة النازحين على ثلاث مراحل في السنوات المقبلة. تتوقع خطط العودة الحالية تطهير 33795 هكتارًا من الأراضي للمناطق السكنية في جميع المراحل الثلاث بالإضافة إلى تطهير أراضي إضافية للزراعة والبنية التحتية لدعم المناطق السكنية. قد تخضع الأرض المخططة حاليًا للمناطق السكنية لمزيد من التحديثات.
نظرًا لأهمية إزالة الألغام للأغراض الإنسانية لإعادة الإعمار وإعادة التأهيل وكذلك لإعادة الدمج الاجتماعي والاقتصادي للأراضي المحررة ، فقد تم تحديد هذا الموضوع باعتباره أحد السبل الرئيسية لتقييم احتياجات الإنعاش المشترك الذي تقوم به حكومة أذربيجان حاليًا مع الأمم المتحدة والبنك الدولي والاتحاد الأوروبي في مناطق أغداموفزولي وجبرائيل في أذربيجان.
باعتبارها واحدة من أكثر البلدان الموبوءة بالألغام ، تبذل أذربيجان قصارى جهدها ضد الخطر الإنساني الذي تشكله الألغام الأرضية على السكان المدنيين.إن المساعدة الدولية المتزايدة لأذربيجان من قبل مجتمع المانحين ستساهم بشكل كبير في الحملة العالمية ضد الألغام الأرضية في حين أن النقص الحالي في المساعدة الواجبة يحد من هذه الحملة.نظرًا لأن الألغام تشكل تهديدًا إنسانيًا على مستوى العالم ، فإن أي تمييز في توزيع المساعدة يؤدي إلى تفاقم التهديد الإنساني الذي تشكله الألغام الأرضية ويقلل من قيمة الجهود العالمية لمكافحة الألغام.إن المساعدة الفعالة لتسهيل الإجراءات المتعلقة بالألغام في أذربيجان ستخفف إحدى نقاط التوتر الإقليمية وتسهم بشكل كبير في السلام والتعاون الإقليميين.ستعمل إزالة الألغام في المناطق على تمكين التنمية المحلية والإقليمية على حد سواء ، وبالتالي خلق ظروف مواتية للاستقرار الإقليمي.توفر قدرة وخبرات ANAMA (الوكالة الوطنية لإزالة الألغام من أراضي أذربيجان) المتزايدة التي تحصل عليها من خلال الشراكة مع الجهات الفاعلة الدولية فرصة فريدة للاستفادة منها ومشاركتها في البلدان المتضررة الأخرى.
كما ينبغي التأكيد على أن أي مساعدة تقدمها البلدان الأجنبية والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية داخل الأراضي المعترف بها دوليًا لجمهورية أذربيجان يجب تنسيقها والاتفاق عليها وتنفيذها بشكل كامل مع حكومة أذربيجان مع الاحترام الكامل لسيادة وسلامة أراضي جمهورية أذربيجان.
أذربيجان مستعدة للعمل بنشاط مع الجهات المانحة المحتملة والمنظمات المهتمة بالمساهمة في الأعمال المتعلقة بالألغام في أذربيجان.علاوة على ذلك، تشارك أذربيجان بنشاط في الأحداث الدولية المتعلقة بالألغام الأرضية وتساهم في تبادل الخبرات.
الجدير بالذكر هنا أن المملكة العربية السعودية من الدول السابقة في تعاونها مع جمهورية أذربيجان لتقديم الدعم المالي لتطهير الأراضي الأذربيجانية من الألغام. حيث إنه بتاريخ 16 يناير 2024، وقع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مذكرة تعاون مشترك مع الوكالة الوطنية الأذربيجانية لمكافحة الألغام (أناما)، لتقديم الدعم المالي لتطهير الأراضي الأذربيجانية من الألغام.
قدم الجانب الأذربيجاني الشكر الجزيل للمملكة العربية السعودية الشقيقية على الإسهام المالي السعودي في إزالة الألغام في أذربيجان، مؤكدًا أهمية هذه المنحة المقدمة عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والتي ستسهم - بمشيئة الله - في أعمال إعادة البناء والإعمار الجارية لعودة النازحين إلى بيوتهم في المناطق المستهدفة.
وأكد المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، أن السعودية ممثلة بمركز الملك سلمان للإغاثة، تسعى إلىإزالة الألغام كجزء من عملها الإنساني بهدف تحسين البيئة وحماية المدنيين وخاصة النساء والأطفال، وبناء القدرات، وتوفير البيئة الآمنة، والحفاظ على الصحة العامة، والحد من الآثار الخطيرة للألغام على الفرد والمجتمع.جاء ذلك خلال مشاركته في المؤتمر الدولي الثالث للحد من الأثر البيئي للألغام المنعقد في مدينة باكو عاصمة جمهورية أذربيجان، تحت شعار «التخفيف من الأثر البيئي للألغام الأرضية: تعبئة الموارد من أجل مستقبل آمن وأخضر» خلال يومي 30 و31 مايو 2024،وتابع أنه في يناير الماضي وقع مركز الملك سلمان للإغاثة مذكرة تعاون مشترك مع الوكالة الوطنية الأذربيجانية لمكافحة الألغام (أناما)، لتقديم الدعم المالي لتطهير الأراضي الأذربيجانية من الألغام.
تؤيد أذربيجان من حيث المبدأ اتفاقية "أوتاوا" وتواصل الإسهام في تنفيذ أهداف الاتفاقية.صوتت أذربيجان باستمرار لصالح القرارات المتعلقة بتنفيذ اتفاقية أوتاوا في الجمعية العامة للأمم المتحدة.تتشاطر أذربيجان الرأي القائل بأن الاتفاقية تعاني من قصور خطير من خلال إخفاقها في معالجة مسؤولية الدولة التي نشرت الألغام في أراضي دول أخرى.وترى أذربيجان أن معالجة هذه المسؤولية ليس ضروريا فقط من حيث حظر استخدام الألغام الأرضية المضادة للأفراد، ولكن أيضا تثبيط ومنع العدوان.تتعارض سياسة أرمينيا مع فلسفة اتفاقية أوتاوا وأهدافها ، وتخلق صعوبات عملية في المنطقة.وفي هذا الصدد، سينظر بلدنا في الانضمام إلى الاتفاقية في سياق إزالة الألغام والاستعادة الكاملة للأمن الإقليمي."