سياسة
وام: " جمهورية ناختشيوان تحتفل بمرور 90 عاما على الحكم الذاتي"
" تحتفل جمهورية ناختشيوان التي تتمتع بالحكم الذاتي داخل أراضي جمهورية أذربيجان بمناسبة مرور 90 عاما على حصولها على الحكم الذاتي.
وتحظى الجمهورية بميزة طبيعية نادرة حيث تعبر عبر أراضيها 7 مناطق إقليمية من أصل 11 الأمر الذي يجعل المنطقة غنية بالنباتات والحيوانات والأنهار والجبال المتنوعة.
ويبلغ عدد الأنهار يتراوح بها 400 نهر بأحجامها الكبيرة والصغيرة إلى جانب ينابع المياه الغازية الطبيعية التي يبلغ عددها 200 ينبوع .كما تتحمل الأراضي الناختشيوانية 3000 نوع نباتي و373 نوعا حيوانيا و226 نوعا من الطيور وعشرات القمم الجبالية.
أما نشأة كلمة "ناختشيوان" فتتباين آراء العلماء في هذا الأمر غير أن الرواية الشعبية والمصادر التاريخية تتحدث عن أن عبارة "ناختشيوان" تأتي من كلمتي "نقش العالم" و"زينة العالم" وبالتوازي تتداول بين الشعب الرواية الأخرى التي تقول بأن تسمية "ناختشيوان" تتصل بنبي نوح وبالتحديد "بالطوفان" وتعني "نوحتشووان" "مسكن أصحاب نوح" "ديار نوح" وقبر النبي نوح هو الآخر يوجد في مدينة ناختشيوان ..كما تأتي التفسيرات الأخرى لكلمة "ناختشيوان" بحيث تحمل معنى "ديار المياه المعجزة والطيبة" أم "بلاد المياه الغازية العلاجية".
وتعتبر جمهورية ناختشيوان ذات الحكم الذاتي من أول المستوطنات البشرية القديمة وأحد المراكز الثقافية العريقة وقام على هذه الأرض التراث التاريخي والعلمي والثقافي الغني للشعب الأذربيجاني وكتب المؤرخ ستيفان أوربيلاني الذي عاش في القرن الأوسط قائلا إن أساس مدينة ناختشيوان تم وضعه عام 1539 قبل الميلاد وتثبت المصادر المكتوبة والمواد الأثرية المستكشفة على أراضي ناختشيوان وكذلك الكتابات الصخرية الشهيرة "قاميقايا" والآثار التاريخية الثقافية الأخرى تثبت أن عمر ناختشيوان يناهز 5 آلاف سنة.
وإثر إستعادة أذربيجان لاستقلالها حصلت جمهورية ناختشيوان ذات الحكم الذاتي على وضع دولة ذات حكم ذاتي ضمن دستور جمهورية أذربيجان الذي اعتمد عام 1995 وبناء على دستور أذربيجان الجديد تم الإعداد لدستور جمهورية ناختشيوان ذات الحكم الذاتي الجديد الذي صادق عليه المجلس الأعلى في 28 أبريل عام 1998 ثم أقره المجلس الوطني لجمهورية أذربيجان في 29 ديسمبر من نفس العام.
ويتميز الاقتصاد الحديث لجمهورية ناختشيوان ذات الحكم الذاتي عن اقتصادات المناطق الأذربيجانية الأخرى بهيكله المتعدد ويرتبط ذلك بموقعها المعزول عن الأراضي الأذربيجانية الأساسية جغرافيا وضرورة توفير الطلبات المحلية من خلال الإمكانيات الداخلية عبر بناء المجالات الإنتاجية المتوافقة وانطلاقا من النصف الثاني من القرن العشرين شهدت الجمهورية إنشاء المجالات الإنتاجية الجديدة إلى جانب توظيف الموارد الطبيعية الغنية المستكشفة وتزويد الصناعات بالتقنيات والتكنولوجيات العصرية.
ويحتل تحويل المحاصيل الزراعية المحلية والتعدين مكانا خاصا في الصناعة كما تتوافر صناعات الإلكترونيات ومعالجة المعادن والمواد الإنشائية والصناعة الخفيفة وتختص الزراعة في الغالب في مجالات زراعة القمح وتربية المواشي وزراعة الخضراوات والإنتاج السمكي.
وفيما يتعلق بالناتج المحلي الذي يجسد مستوى النمو الاجتماعي الاقتصادي فارتفع عام 2013 الى 5ر53 ضعفا ليبلغ 339ر2 مليار مانات "3 مليارات دولار أمريكي" بالمقارنة مع ما كان عليه عام 1995 ونصيب الفرد من الناتج المحلي يشكل 5423 مانات "6300 دولار أمريكي".
في سياق متصل يتم في ناختشيوان تشغيل 708 مجالات إنتاجية وخدمية خلال فترة 1 يناير عام 1996 1 يناير عام 2014 ..وازدادت حصة القطاع الخاص في الناتج المحلي ليصل إلى 2ر87 في المائة وذلك نتيجة الظروف المواتية المكونة لتطوير المشاريع الحرة والملكية الخاصة والأعمال الصغيرة.
وتحتضن جمهورية ناختشيوان ذات الحكم الذاتي 1162 أثرا تاريخيا ثقافيا بحيث تحمل 58 منها أهمية عالمية على سبيل المثال مجمع أصحاب الكهف الديني الثقافي وتربة النبي نوح ..كما تمتلك 455 أثرا أهمية على مستوى البلاد في حين تحظى 649 من العدد الإجمالي بأهمية محلية.
وتركيزا على مجمع أصحاب الكهف فكان هذا المكان على مدى السنين ي نسب إلى الميسيحية وي فترض بوجوده في آسيا الصغرى أو فلسطين بل في دول العالم الأخرى وذلك حسب عدد من الكتب الأدبية ولم تذكر هذه الكتب أصحاب الكهف بناختشيوان إلا أن التدقيقات والدراسات التي أجريت في الآونة الأخيرة قد أثبتت أن الكهف الذي يأتي في القرآن الكريم يقع على أراضي ناختشيوان ويحتوى محراب المسجد المتوفر في نهاية الكهف على كتابة مصنوعة من لوحة رخامية كبيرة الحجم "145 في 35" تتضمن في وسطها داخل الإطار الآيات القرآنية من 9 إلى 12 و17 و18 من صورة الكهف.
من جهة أخرى تشيع الأساطير بشأن توفر قبر النبي نوح في ناختشيوان حيث يفترض بأن سفينة نوح مست أثناء "الطوفان" جبل الثعابين بناختشيوان ورست على سفح الجبل بالقرب من قمة قابيجيك وتسمية هذا المكان بقاميقايا وتوافر المراعي الصيفية في هذه الأراضي المسمية بموطن نبي بما في ذلك وجود المسكن البشري القديم المسمى بعقب نوح يسمح كل ذلك باحتمال واقعية تلك الأساطير.
في سياق متصل تنعكس في الروايات الخاصة بالنبي نوح ما ينم عن وجود قبري نوح وأخته في مدينة ناختشيوان في الوقت ذاته نقل الباحثون وسواهم أمثال إ. شوبين و ديوبو-دي مونبيري و ك.أ. نيكيتين و.م. سيسويف عن وجود قبر نوح في ناختشيوان.
لقد تشكل على هذه الأرض العتيقة التراث التاريخي والعلمي والثقافي الغني للشعب الأذربيجاني بدرجة أن يمكن تسمية ناختشيوان بديار المتاحف نظرا لعددها البالغ 23 متحفا ومنها متحف ناختشيوان التاريخي الحكومي ومتحف حيدر علييف ومتحف السجاد الحكومي الناختشيواني والمتحف تحت السماء وغيرها.
كما تنشط في جمهورية ناختشيوان ذات الحكم الذاتي 235 مكتبة على وجه العموم بالإضافة إلى 8 نظم مكتبية ممركزة في المدن والمحافظات.
وتقع الجمهورية على مساحة تساوي 5502 كم مربع ويصل عدد سكانها إلى 4ر435 ألف نسمة "حسب الإحصاء الصادر في شهر يناير 2014 ويعد رئيس المجلس الأعلى الذي يتكون من 45 نائبا مصدرا للسلطة العليا وذلك بموجب دستور جمهورية أذربيجان ودستور جمهورية ناختشيوان ذات الحكم الذاتي."