باكو، 7 ديسمبر، قنا، أذرتاج

تحت شعار حتمية الابتكار، انطلقت اليوم أعمال منتدى الدوحة في نسخته الثانية والعشرين وسط حضور عالمي واسع، حيث يجمع المنتدى، على مدى يومين، أكثر من 4500 من الشخصيات البارزة من 150 دولة، بينهم رؤساء دول، وحكومات، ووزراء، وبرلمانيون، وأكاديميون، وقادة أعمال، وممثلون عن المنظمات غير الحكومية ومفكرون، من دول مختلفة حول العالم.

ويركز المشاركون ومن ضمنهم أعضاء وفد أذربيجاني في 80 جلسة على مناقشة الحلول المبتكرة للتحديات الملحة والأكثر خطورة في العالم، بدءا من التوترات الجغرافية السياسية والأمن العالمي، وصولا إلى الأزمات الإنسانية والتطورات التكنولوجية.

وتستكشف هذه النسخة كيف يمكن للتفكير المبتكر إعادة تشكيل المستقبل وقيادة العالم نحو مستقبل أكثر أمانا واستدامة وازدهارا في عالم سريع التغير، انطلاقا من أن الابتكار لا يعد مفيدا فحسب - بل إنه حتمي للتصدي للتحديات العالمية.

وتكتسب جلسات المنتدى هذا العام أهمية كبيرة، في ضوء التحديات الراهنة والتحولات العالمية في السياسة والاقتصاد والأمن والتكنولوجيا، حيث تشمل عناوين تحيط بأهم القضايا الملحة، ومن أبرز عناوين تلك الجلسات التنافسية في عصر الاقتصادات الذكية، وضرورة الابتكار: إدارة التكنولوجيا من أجل التنمية العالمية، ودور الحوار الثقافي في تعزيز التعايش السلمي، وقوة المنصات: الدور المتزايد للمؤثرين الاجتماعيين في الأزمات العالمية.

كما يلقي المنتدى الضوء على الأزمات الراهنة وما أفرزته من تحديات، ومن أبرز العناوين الجلسات في هذا السياق، اتخاذ الموقف: تعزيز القانون الدولي الإنساني والمساءلة، وهل ما زالت اتفاقيات السلام سارية المفعول؟، وتحول توجهات الرأي العام العربي في ضوء الحرب في غزة، وتعزيز ميثاق الأمم المتحدة للمستقبل من أجل السلام العالمي والتنمية المستدامة.

ويعقد المنتدى جلسة حول تعزيز الأمن الاقتصادي: تحقيق التوازن بين التعاون العالمي وسيادة التكنولوجيا، والحوكمة والسياسة العالميتان: ما التقدم المحتمل بعد مرور عام على الانتخاب؟، وتجيب على تساؤل حول إمكانية التغيير في ضوء الانتخابات التي أفرزت حكومات جديدة في أكثر من 50 دولة.

وفي جلسة تحمل عنوان الاتحاد من أجل التغيير: التحالف العالمي ضد الفقر والجوع، يسلط المنتدى الضوء على أبعاد هذا التحالف الذي أعلن في قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل هذا العام، كما تناقش جلسة أخرى سبل دعم النساء في حالات الصراع في جلسة تحمل عنوان المرونة والابتكار: دعم النساء والفتيات في حالات الصراع وما بعد الصراع.

ومن المحاور البارزة لجلسات المنتدى استراتيجيات دبلوماسية تحويلية لمواجهة التحديات الجيوسياسية المعاصرة، والاستثمارات العالمية والشراكات الاستراتيجية: بناء القدرة على الصمود والنمو عبر الصناعات، وهل يمكن لاستراتيجية الدبلوماسية الإنسانية المنسقة أن تحدث تحولا في الاستجابة للأزمات في جميع أنحاء العالم؟

وخصص المنتدى في هذه النسخة جلسات لمناقشة قضايا التعليم والثقافة والتحديات الراهنة ذات الصلة، ومن أبرز تلك الجلسات تدويل التعليم في الأوقات المضطربة: فهم الفرص والتحديات والمخاطر، وقوة الثقافة: الدبلوماسية العالمية في القرن الحادي والعشرين، وتعزيز الحوار والتنوع من خلال الفن، وتمويل المستقبل: معالجة أزمة التعليم العالمي.

ويناقش المشاركون كذلك دور منطقة آسيا والمحيط الهادئ في السلام وحل النزاعات في الشرق الأوسط والعملات المشفرة والذكاء الاصطناعي: الأدوات الجديدة للجرائم الإلكترونية؟، وآسيا الوسطى والعصر الجديد للأمن العالمي في مجال الطاقة، وعصر الفضاء الجديد: المنافسة والابتكار التكنولوجي، والرياضة كقوة للتنمية المستدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ويحفل جدول أعمال منتدى الدوحة، والذي تم تطويره بالتعاون مع مؤسسات عالمية رائدة، بجلسات نقاشية أخرى تتناول قضايا السلام، والوساطة في تسوية النزاعات، والتطورات في منطقة الشرق الأوسط والعالم، في فلسطين ولبنان والسودان وسوريا وأوكرانيا وبنغلاديش، وغيرها، إلى جانب قضايا اجتماعية وثقافية وأمنية مختلفة، كما يستضيف عددا من صناع القرار في حوارات تثري مواضيع المنتدى.

وعلى هامش المنتدى، ينظم مكتب الإعلام الدولي، معرضا تحت عنوان الطريق إلى السلام، يستعرض جهود دولة قطر في مجال الوساطة وبناء السلام الدولي وتأثير هذه الجهود في تعزيز الحوار بين الأطراف المتنازعة حول العالم.

وتتمثل رسالة منتدى الدوحة في توفير منصة رائدة لصانعي السياسات وقادة الأعمال وممثلي المجتمع المدني وأصحاب المصلحة الآخرين للالتقاء وتبادل الأفكار والعمل معا لإيجاد حلول للقضايا الملحة التي تواجه عالمنا. كما ترتكز قيم المنتدى على النزاهة والتفاهم والابتكار، ودعم التنوع في وجهات النظر وتعزيز ثقافة الاحترام المتبادل.

وانعقدت النسخة الأخيرة من منتدى الدوحة في ديسمبر 2023، بحضور أكثر من 3500 مشارك من 120 دولة، بينهم أكثر من 270 متحدثا على مدار الحدث الذي استمر يومين.