سياسة
فضح أكاذيب سفارة أرمنيا في بلغاريا
صوفيا، 13 أغسطس، أذرتاج
ردت سفارة أذربيجان في بلغاريا بحجج دامغة على بيانات سفارة أرمينيا في صوفيا والناجمة عن معلومات كاذبة.
تفيد أذرتاج أن سفارة أرمينيا في بلغاريا قد حرَّفت حقيقة الصراع الأرمني الأذربيجاني وجوانبه التاريخية والقانونية وحاولت تضليل الجمهور البلغاري. ذكر ممثل دولة الاحتلال في بياناته الافتراضات "التاريخية" والأكاذيب حول إنشاء ولاية قارباغ الجبلية ذات الحكم الذاتي و"متطلبات" القانون الدولي في إطار هذا الموضوع والادعاءات التي لا أساس لها حول الاستفزاز على الحدود الأرمنية الأذربيجانية.
رداً على المحاولات الخبيثة والافتراءات لسفارة أرمينيا اتصلت سفارة أذربيجان في بلغاريا على الفور بوسائل الإعلام البلغارية ذات الصلة وطالبت بنشر التوضيحات لموقف الجانب الأذربيجاني. لهذا الغرض، تم إرسال خطاب رسمي إلى وسائل الإعلام ذات الصلة وعلى عكس ممثل دولة الاحتلال تم الكشف عن النية الخبيثة لبيانات سفارة أرمينيا مستشهدة بكل من الحقائق التاريخية والوثائق القانونية. ونُشر موقف سفارة أذربيجان على صفحات بوابات الأخبار البلغارية realno.com وclub.bg وnovini247.com.
ينص موقف سفارة الأذربيجان على أنه في 12 يوليو، هاجمت القوات المسلحة الأرمنية مواقع الجيش الأذربيجاني باستخدام الأسلحة الثقيلة والمدفعية. ونتيجة للاستهداف المتعمد للسكان المدنيين في المناطق الحدودية لأذربيجان تعرضت البنى التحتية للدمار، بما في ذلك المباني السكنية لأضرار بالغة، وقتل وجُرح بعض المدنيين. أبلغ الجانب الأذربيجاني المجتمع الدولي، بما في ذلك المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن التعليقات حول محطة ميتسامور للطاقة النووية جاءت رداً على تقارير إعلامية تفيد بأن الجانب الأرميني يعتبر خزان مينغاتشيفير هدفاً عسكرياً له في أذربيجان. في نفس الوقت، لم تستهدف القوات المسلحة الأذربيجانية أبداً المدنيين أو البنية التحتية ولم ترد إلا على الهجوم المسلح لأرمينيا باستخدام حقها في الدفاع عن النفس وفقاً للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.
وأشير إلى أن الاستفزاز الأخير لأرمينيا أثبت أن دولة الاحتلال غير مهتمة بحل النزاع. كما تم لفت انتباه "التحليل العسكري" للاستفزاز في مقاطعة توفوز إلى الموقف من المبادرات العدوانية للقوات المسلحة الأرمينية في مقاطعتي شهبوز وجولفا. ولوحظ أن أرمينيا تدعي أن القوات المسلحة الأذربيجانية هاجمت مواقع العدو بسيارة "أواز" (UAZ). لا يمكن تفسير هذا ادعاء، لأن أذربيجان التي إذا كانت تعتزم الهجوم لا تشن الهجوم بسيارة UAZ واحدة، ولكن بوسائل قوية ومدمرة موجودة في ترسانة جيشها.
ورداً على التكهنات حول "أرمينيا الكبرى" تم التأكيد على أن دولة أورارتو القديمة التي لا صلة لها بالارمن، التي كانت موجودة في القرنين التاسع والسادس قبل الميلاد كانت متعددة القوميات والشعوب على النقيض من ارمينيا الحالية التي تشكلت نتيجة للإبادة الجماعية والترحيل ضد الشعوب الأخرى. تشير نقوش الملك الآشوري سالمانصار الأول إلى أن "أرض أوروادري" تتكون من 8 بلدان و51 مدينة وتوضح النقوش التي تعود إلى فترة توكولتي نينورتا أنها تتكون من 43 مملكة. بالمقارنة مع التاريخ الحديث، يمكن أن تكون أورارتو دولة أرمينية بقدر ما يمكن اعتبار الاتحاد السوفيتي الذي كان يتكون من 15 جمهورية كدولة أرمينية. ثم يشار إلى أن هجرة قبائل الهاي أي الأرمن من البلقان ووصولهم إلى آسيا الصغرى يصادف القرن الثامن قبل الميلاد وكيف استطاعوا بناء دولة أورارتو في القرن التاسع قبل الميلاد؟ كتب الباحث الأرمني الشهير نيكولاي أدونش في كتابه الصادر عام 1912 أن الهاي انتقلوا من تراقيا إلى آسيا الصغرى في القرن الثامن قبل الميلاد.
لفتت السفارة الأذربيجانية الانتباه إلى أصل اسم قارباغ وتأسيس اقليم قارباغ الجبلية داخل جمهورية أذربيجان السوفياتية الاشتراكية وأكدت أن قارباغ الجبلية هي جزء من المنطقة الجغرافية المسماة بقارباغ واسم هذه المنطقة هو مزيج من كلمتين أذربيجانيتين. وقد أشير إلى أن المنطقة التي كانت تاريخياً جزءاً لا يتجزأ من أذربيجان وستظل كذلك على عكس ادعاءات الأرمن. لم يتخذ قرار إنشاء ولاية قاره باغ الجبلية ذاتية الحكم داخل جمهورية أذربيجان السوفياتية الاشتراكية على أساس موقف ستالين الشخصي، كما يدعى الأرمن زوراً، بل اتخذته الهيئة الجماعية المكونة من اثنين من الأذربيجانيين والعديد من الأرمن والآخرين أي مكتب القوقاز للحزب البلشفي. تم تكريس وضع قاره باغ الجبلية كمنطقة حكم ذاتي داخل جمهورية أذربيجان السوفياتية الاشتراكية في دستوري الاتحاد السوفياتي لعامي 1936 و1977. كان للحكم الذاتي حقوق أساسية ضمنت مطالب شعوب المنطقة.
بعد ذلك، بالتركيز على الجوانب القانونية للنزاع، يشار إلى أنه وفقاً للمادة 78 من دستور الاتحاد السوفيتي، لا يمكن تغيير الحدود بين الجمهوريات الاتحادية إلا بموافقة متبادلة من الجمهوريات ذات الصلة، إذا وافق عليها الاتحاد السوفيتي. تم تضمين هذا الحكم في دستوري جمهورية أذربيجان السوفياتية الاشتراكية وجمهورية أرمينيا السوفياتية الاشتراكية. رداً على الاستئناف المؤرخ في20 فبراير 1988 بشأن نقل قاره باغ الجبلية من أذربيجان إلى أرمينيا اعتبر مجلس السوفيات الأعلى لجمهورية أذربيجان السوفياتية الاشتراكية والسوفييت الأعلى لاتحاد الجمهوريات السوفياتية الاشتراكية ذلك غير قانوني ورفضه في 17 يونيو و18 يونيو 1988. في نفس الوقت، أشير إلى وجود نهج مماثل في سياسة الدول الأوروبية تجاه الدول المستقلة التي ظهرت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. وفي هذا الصدد، ورد هذا الموقف في البيان الذي اعتمده مجلس أوروبا في 10 ديسمبر1991 بشأن عملية تفكك الاتحاد السوفيتي. تأكيداً على أهمية احترام أحكام وثيقة هلسنكي النهائية وينص البيان على أن حدود جميع الدول الأوروبية مصونة ولا يمكن تغييرها إلا من خلال السلام والاتفاق.
في نهاية الموقف، ورداً على ادعاءات أرمينيا بتقرير المصير، يؤكد على أن مطالبات تقرير المصير باطلة عندما تكون مصحوبة بانتهاكات للقانون الدولي، ولا سيما القواعد الملزمة (jus cogens) التي تحظر استخدام القوة أو تهديد السيادة والسلامة الإقليمية. نظراً لأنه من غير الممكن الحصول على الأراضي من خلال استخدام القوة غير المشروعة، فإن الدول ملزمة بعدم ممارسة الثقة القانونية في الاعتراف بالسلطة على الأراضي المكتسبة بشكل غير قانوني. وقد أعلنت محكمة العدل الدولية هذا الموقف علانية وتم اتباعه باستمرار في ممارسات الدول. جدير بالذكر أن قرارات مجلس الأمن الدولي رقم 822 (1993) و853 (1993) و874 (1993) و884 (1993) اعتمدت بالإجماع هذا المطلب ولم تذكر "الحق في تقرير المصير"، وبل أيضاً أدين استخدام القوة ضد أذربيجان واحتلال أراضينا.