أخبار رسمية
حفل افتتاح قمة قادة "كوب29" في باكو (تحديث)
باكو، 12 نوفمبر، أذرتاج
أقيم حفل افتتاح قمة زعماء أنشطة فعاليات الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (كوب 29) والدورة التاسعة عشر للقاء الأطراف في بروتوكول كيوتو والدورة السادسة للأطراف لاتفاقية باريس في العاصمة الأذربيجانية باكو في 12 نوفمبر تشرين الثاني اليوم.
أفادت وكالة أذرتاج أن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش استقبلا رؤساء الدول والحكومات ورؤساء الوفود المشاركين في القمة.
والتقطت صورة جماعية عقب حفل الاستقبال.
ثم ألقى رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف كلمة في حفل افتتاح قمة الزعماء.
* * *
كلمة الرئيس إلهام علييف
- الأمين العام للأمم المتحدة المحترم،
رؤساء الدول والحكومات المحترمون،
السيدات والسادة،
أرحب بكم جميعا في أذربيجان.
وغالبية ضيوفنا من الذين يزورون أذربيجان لأول مرة وآمل في انهم يسعهم أن يتعرفوا إلى بلدنا عن كثب وعلى تاريخه وتقاليده وثقافته.
وأود أن ارفع الشكر للأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش وأمانة الكوب على الدعم المقدم إلى أذربيجان في سبيل كوب29. كما أهنئ رئيس الإمارات أخي العزيز صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وفريقه أجمعين بمناسبة الإجماع التاريخي الذي تم التوصل إليه في دبي في أثناء كوب28 وأنا ممتن من الدعم الذي قدموه للاستعدادات لفعاليات كوب29.
وفي ديسمبر العام الماضي منحت أذربيجان بشرف استضافة فعاليات كوب29 بقرار حوالي 200 بلد بالإجماع ونصف هذا القرار بدليل على الاحترام ببلدنا والإشادة بالدور الفاعل الذي نلعبه على الساحة الدولية.
إن أذربيجان بلد واقع عند مجمع الشمال مع الجنوب والغرب مع الشرق وليس ذلك مرتبطا بالجغرافيا فقط. ونستطيع بناء جسور السياسة والثقافة والطاقة والتجارة والنقل بين مشاركين دوليين مختلفين. والمشاريع الضخمة التي بادرتها أذربيجان قد غيرت سبل الطاقة والنقل في أوراسيا وأسفرت عن بناء صيغة تعاون متعدد الأطراف.
وعلى الرغم من احتلال أرمينيا للفترة المستمرة خلال 30 سنة 20 في المائة من أراضي أذربيجان المعترف بها على المستوى الدولي ونزوح وتشريد مليون أذربيجاني من مسقط رؤوسهم فقد استطعنا بناء بلد قوي مالك الاقتصاد مكتفي الذات والسياسة المستقلة وأحرزنا النصر التاريخي في حرب قراباغ الثانية قبل الأربعة أعوام.
واستعدنا بالكامل قبل العام سيادتنا وفقا لنظام الأمم المتحدة والقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي الأربعة التي ظلت حبرا على الأوراق خلال الـ30 عاما. وقد نفذنا تلك القرارات بأنفسنا وقمنا بعادة بناء القانون الدولي والعدالة وقضينا على الاحتلال الأرميني. وستبذل أذربيجان باعتبارها رئيسا لفعاليات كوب29 كل ما في وسعها في سبيل التوصل إلى التفاهم العام بين البلدان المتقدمة والنامية وبين الجنوب العالمي والشمال العالمي. وقد رأست أذربيجان بقرار 120 بلد بالإجماع وخلال مدة الأربعة أعوام منظمة حركة عدم الانحياز ثاني أكبر المنظمات الدولية بعد الأمم المتحدة رئاسة ناجحة.
أذربيجان عضو لدى منظمة التعاون الإسلامي التي تضم حوالي 60 بلدا أيضا. وقعت أذربيجان معاهدات مع 10 أعضاء للاتحاد الأوروبي واتخذت بيانات في الشراكة الاستراتيجية. وكل هذه تمكننا من التفكير في مستطاعنا مد المساعدة في بناء جسور بين المشاركين المهمين المختلفين في قضية تغير المناخ. كما أننا نلعب دورا فاعلا في الحوار بين الثقافات.
ونقيم بالتعاون مع تحالف الحضارات للأمم المتحدة منتدى باكو للحوار الثقافي كل عامين وان التعددية الثقافية هي سياسة الدولة عندنا وهي نمط الحياة لدينا. إن الشعب الأذربيجاني يتعايش في ظروف السلام والوئام بغض النظر إلى اختلاف الأعراق والأديان بين أفراده.
وأود الآن أن أتحدث قصيرا عن أجندة أذربيجان الخضراء وإمكاناتنا الفنية في الطاقة المتجددة 135 غيغاوات في البر و157 غيغاوات في البحر وقد قامت شركة مصدر الإماراتية في العام الماضي بتدشين محطة الطاقة الشمسية بطاقة 230 ميغاوات في احدى محافظاتنا. وتقوم شركة اكوا باور السعودية في الوقت الحاضر بإنشاء محطة طاقة الرياح بطاقة 240 ميغاوات.
ويتم توقيع اتفاقية مع شركة بي بي التابعة للمملكة المتحدة على هامش فعاليات كوب29 على إنشاء محطة الطاقة الشمسية بطاقة 240 ميغاوات بمحافظة جبرائيل المحررة من الاحتلال الأرميني قبل الأربعة أعوام. وبفضل هذا المشروع سيتم توفير إزالة الكربون لدى محطة سنغاتشال احدى أعظم محطات النفط والغاز في العالم.
ونخطط بناء محطات طاقة الرياح والشمسية والمائية بطاقة 6 غيغاوات حتى عام 2030م. ولكن هذه ليست بجميع ما نخططه بل تم التوقيع على اتفاقيات ومذكرات تفاهم حول مشاريع الطاقة المتجددة بطاقة 10 غيغاوات أيضا.
كما نخصص اهتماما بأسواق الصادرات ونعمل حاليا مع شركائنا عملا فعالا على تحقيق مشروع أمن الطاقة المهم الآخر الذي ينص على إمداد سلك الطاقة الكهربائية من خلال قاع البحر الأسود بدءً من بحر الخزر.
ويمكننا ذلك من تصدير الطاقة الخضراء إلى أوروبا وإمكانات هذا السلك الفنية تبلغ 4 غيغاوات. وعلى فكرة، تستكمل أعمال دراسة الجدوى له قريبا ولكن هذا مجرد الابتداء على كل حال.
كما أن أجندتنا الخضراء تشمل على مختلف أقاليم أذربيجان وبذلك جرت مناداة مناطق نخجوان وقراباغ وزنكزور الشرقية الأذربيجانية بمناطق الطاقة الخضراء وذلك يعني ربع أراضينا.
والآن أحب أن أتحدث موجزا عن الجانب الآخر لأمن الطاقة وذلك مرتبط بالنفط والغاز وأنا أدرك أن هذا الموضوع ليس شعبيا بالدرجة الكافية في المؤتمر الخاص بتغير المناخ ولكن توضيحاتي تصبح غير كاملة بدون ذلك وأود أن استهل بمعلومات ببساطة. إن أول بئر للنفط حفرت صناعيا عبر العالم كانت في أذربيجان وقد حفرت عام 1846م في باكو وهي غير واقعة بعيدة عن هنا ولا يلزم وقت إلا 10-15 دقيقة. كما أن أول بئر للنفط في البحر محفورة من جانب عمال النفط الأذربيجانيين في بحر الخزر في أواسط القرن العشرين الماضي وكان نصف استخراج النفط العالمي في القرن التاسع عشر من نصيب أذربيجان أيضا.
ولو أطلق بعض من ساسة الغرب ووسائل الإعلام الجماهيرية الغربية علينا اسم دولة نفط كان ذلك من المفهوم إلى درجة ما ولكنهم اذا يطلقوا علينا اسم دولة النفط وفي يومنا هذا فذلك ظلم وجور ويدل على عجز الثقافة السياسية والمعارف السياسية فقط. ولأن أذربيجان لا تملك اليوم سوى 7ر0 في المائة في استخراج النفط العالمي وسوى 9ر0 في المائة في استخراج الغاز العالمي ولكن وسائل الإعلام الجماهيرية المعتادة لنشر الأخبار الكاذبة للبلد رقم واحد في العالم من حيث استخراج النفط والغاز الذي يستخرج النفط بحجم يزيد 30 مرة عما هو في أذربيجان منه تسمينا بدولة النفط.
ويكون من الأنسب أن ينظروا على الأقل إلى أنفسهم والى البلد بجوارهم الذي يستخرج النفط بأكثر من 10 مرات مما في أذربيجان وحصة أذربيجان في انبعاثات الغاز العالمية مجرد 1ر0 في المائة ويجب علي أن ابلغ هذه الأرقام والمعطيات اهتمام ودقة الحاضرين والمشاركين لأننا صرنا عرضة لحملات التشويه والافتراء المنسقة والمنظمة تنسيقا وتنظيما حسنا في اثر انتخاب أذربيجان مستضيفة فعاليات كوب29.
إن وسائل الإعلام الجماهيرية للأخبار الكاذبة للغرب ومنظماتها غير الحكومية وبعض من سياسييها كأنهم يستبقون في نشر المعلومات المضللة والأخبار الخاطئة حول بلدنا والقيام باتهامنا بامتلاكنا نفطا يشبه باتهامنا بسبب أن باكو فيها أكثر من 250 يوم مشمس خلال العام.
ولا يجوز أن تقيم البلدان على حساب معايير أخرى وعلى سبيل المثال أن مستوى البطالة في أذربيجان 4ر5 في المائة ومستوى الفقر 2ر5 في المائة وفيما يخص أجندتنا الخضراء فإنني قد أعطيت صورة خططنا. وكيف تدير البلدان ديونها الخارجية؟ ديون أذربيجان الخارجية تشكل مجرد 5ر7 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.
وبذلك هناك معايير مهمة كثيرة أخرى مثل هذه يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار عند تقييم مؤشرات البلد ولا يجوز الاعتماد على الثروات الطبيعية التي أهداها الله تعالى وقد قلت قبل عدة شهور أن جميع من يريدون شن هجمات عليّ وأعنى والإعلام الدولي لا يستندون الآن إلا إلى كلماتي هدية أهدانا الله تعالى.
واليوم أود أن أقول في هذه الصالة وهنا مرة أخرى إن هذه هدية أهدانا الله تعالى وكل ثروة طبيعية سواء هل كان النفط او الغاز او الرياح او الشمس او الذهب او الفضة او النحاس وكل هذه من الثروات الطبيعية ولا يجوز اتهام البلدان بسبب وجودها فيها وبسبب أنها تعرضها على الأسواق بسبب الطلب بها فيها بل الناس يحتاجون إليها. وقصارى القول فإن رسالتي هكذا وإننا بوجهنا رئيسا لفعاليات كوب29 البتة نصبح من المنادين الأقوياء للتحول الأخضر ونفعل ذلك ولكننا في الوقت ذاته يجب علينا أن نكون واقعيين.
وفيما يخص مسألة الاتهام الأخرى فإن أذربيجان والمفوضية الأوروبية وقعتا قبل العالمين على إعلان الشراكة الاستراتيجية في مجال الطاقة ولكن ذلك لم يكن من فكرتنا بل كان مقترح المفوضية الأوروبية وأتت رئيسة المفوضية الأوروبية باكو قبل العامين لأجل توقيع تلك الوثيقة لأنهم كانوا يحتاجون إلى غازنا بسبب تغير الأوضاع الجيوسياسية ورجونا مساعدة فوافقنا وإذا هناك حاجة إلى مساعدة منا فنحن مستعدون دائما لمد المساعدة. وقلنا طيب نمد يد المساعدة إلى أوروبا في مجال أمن الطاقة. وكان عدد البلدان التي كان يشتري غازنا عند التوقيع على ذلك الإعلان قبل العامين وأعني عدد البلاد الأوروبية اثنين والآن تشتري 8 بلدان.
تقع 8 بلدان من 10 بلدان لها وصول إلى غاز أذربيجان في قارة أوروبا. كما سألتنا المفوضية الأوروبية أن نزيد حجم الغاز المصدر إليها مرتين إلى عام 2027م وذلك منصوص عليه في الإعلان الموقع عليه في باكو قبل العامين من جانب رئيسة المفوضية الأوروبية ومن جانبي أنا ولكنه للأسف الشديد فإن ازدواجية المعايير وعادة تلقين درس للبلدان الأخرى والنفاق السياسي قد تحولت إلى أسلوب النشاط لدى عدد من السياسيين والمنظمات غير الحكومية التي تخضع لرقابة الدول وسائل الإعلام الجماهيرية للأخبار الكاذبة في بعض البلدان الغربية.
وإن رسالتي الأخيرة إلى الدوائر التي تشجع على المقاطعة منذ حوالي العام فإنها قد استفادت من كل ما في وسعها من الأدوات لكي تبدأ حملة مقاطعة فعاليات كوب29 في باكو ولدي أنباء سيئة لها: عندنا 72 ألف مشارك مسجل ووافد من 196 بلد ومن بينهم 80 مشارك من الرؤساء ونواب الرؤساء ورؤساء الوزراء وبالتالي فإن العالم جمعاء قد اجتمع في باكو ونقول للعالم أجمعين: أهلا وسهلا بكم في أذربيجان!
وشكرا.
* * *
ثم ألقى الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريش والمديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ميمونة محمد شريف كلمتين.
ثم عرض على المشاركين نداء مصور خاص وجهه رائدا الفضاء لناسا من المحطة الفضائية الدولية.
بعد ذلك عرض برنامج ثقافي.