أخبار رسمية
الرئيس إلهام علييف يدلي بحديث صحافي للمدير العام لوكالة روسيا اليوم الدولية للأنباء دميتري كيسيليوف (تحديث)
باكو، 18 ديسمبر، أذرتاج
أدلى رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف بحديث صحافي للمدير العام لوكالة "روسيا اليوم" الدولية للأنباء ومؤلف ومقدم برنامج "ويستي نيديلي" على قناة "روسيا 1" دميتري كيسيليوف للشركة الروسية العامة لإذاعة التلفزيون والراديو ووكالة "ريا نوفوستي" الروسية في 17 ديسمبر / كانون الأول الجاري.
تقدم وكالة أذرتاج نص الحديث الصحافي.
س: السيد الرئيس أشكرك قلبيا على موافقتك مع الإدلاء بحديث صحافي للشركة الروسية العامة لإذاعة التلفزيون والراديو ووكالة "ريا نوفوستي" الروسية. وقعت في موسكو مع الرئيس بوتين على البيان في الفعاليات التحالفية المتفاعلة عام 2022م قبل بضعة أيام من انطلاق العمليات العسكرية الخاصة وبالتحديد قبل بضعة ساعات من انطلاقها وقد تغير العالم تغير جذريا منذ تلك اللحظة وما يعني التحالف الآن بين أذربيجان وروسيا؟
ج: نعم والحق معك تماما وتم التوقيع على البيان حول الفعاليات التحالفية المتفاعلة في 22 فبراير / شباط عام 2022م. وكما أشرت إليه إشارة صحيحة قد تغيرت الأوضاع في منطقتنا وفي العالم ككل تغيرا كبيرا ولكن ذلك لم يؤثر على طابع وصيغة التعاون بين روسيا وأذربيجان. واعتبر أن توقيع مثل ذلك البيان يعكس عن عرض ذلك الطريق العظيم الذي قطعناه معا خلال الفترة التي تزيد عن 30 عاما والذي يشمل على عملنا الجاد وزيادتنا من إمكانات التعاون في المجال الاقتصادي التجاري والمجال السياسي على حد سواء واختبرنا بعضنا بعضا في الأوضاع الصعبة المختلفة. فلذلك أنني اعتبر أن واقع توقيع مثل ذلك البيان على حد ذاته يعدّ خطوة سياسية مهمة من جانب روسيا ومن جهة أذربيجان على حد سواء. وهذا هو الشكل الأعلى للفعاليات والتعاون المتبادلين ويسعني القول البتة بأن مثل هذه الوثيقة حادث تاريخي خاصة نظرا لأننا بلدان مجاوران في القوقاز من جهة وفي منطقة بحر الخزر من جهة أخرى ونحن جاران وتنطبق أولويات السياسة الخارجية لبلدينا في كثير من الجوانب.
والبتة أخذنا على الفور بوجهنا حليفين في العمل الفاعل على جوانب مختلفة وحتى لصيغتنا الثنائية ظلت تحت الظلال.
وحصلت زيارة مهمة وكذلك تاريخية قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أذربيجان خلال الفترة التي مضت على توقيع البيان وقد سافرة إلى بلدن مرارا ولكن هذه الزيارة كانت خاصة وتحققت زيارة الدولة هذه في صيف العام الجاري وما قمنا خلال تلك الزيارة بالتصديق على طابع علاقاتنا التحالفي فحسب بل ولكننا حددنا سبل تنمية الفعاليات المتفاعلة الثنائية أيضا. وروسيا وأذربيجان هما شريكان موثوقان اليوم واعتقد أن ذلك لا شك فيه لا في أذربيجان ولا في روسيا. وكما قد قلت سابقا اننا قد أظهرنا خلال الأوقات الصعبة بالنسبة لبلدينا تفهما للأوضاع من جهة وتصرفنا وديا من جهة أخرى على الدوام. وأنا وطيد الثقة في أن الأمر سيكون هكذا فيما بعد أيضا.
طبعا نواصل إيجاد مجالات جديدة مواصلة جادة للتعاون الاقتصادي التجاري ويزداد حجم التبادل التجاري وإن لم تكن بسرعة نرغب فيها ولكن هناك تطور مع ذلك. وأخذنا نصل إلى مستوى ما قبل كوفيد من حيث زيارات الروس إلى أذربيجان وذلك يدل على أن البيئة السياسية من جهة والبيئة البشرية من جهة أخرى تحظيان بإيجابية قصوى لأن تلك الزيارات والرحلات المتبادلة يتم القيام بها من قبل الناس لوجهات يشعر الناس فيها بأنفسهم في الراحة وبالتالي نلاحظ زيادة مهمة في الزيارات المتبادل خلال فترة 2-3 أعوام. ومما يبرهن ذلك ارتفاع عدد الرحلات (الجوية) بين بلدينا في الوقت الحاضر. واعتبر أنها أكثر مرتين على الأقل قياسا إلى السنوات السوفياتية.
فذلك، نحن مرتاحون من تطور علاقاتنا ونشيد بها وأنا متأكد من الحفاظ على هذا التطور الإيجابي وفي العام المقبل أيضا.
س: ومع ذلك، يمر روسيا الآن فترة الحرب ويقولون في الناتو أن التحالف يجب عليه أن يكون جاهزا للحرب مع روسيا خلال 5-7 سنوات قريبة. ويجري الاستعداد العملي لذلك. وقد تم تغيير نظام التعبئة والتجنيد وتحدث أندريه بيلوسوف عن ذلك في الاجتماع العام الموسع لوزارة الدفاع الروسية يوم الاثنين مفيدا أن 100 ألف جندي للناتو يتحشد على مقربة من حدود روسيا خلال 10 أيام و300 ألف جندي خلال مدة 30 يوما و800 ألف جندي خلال مدة 180 يوم وتخطط الناتو نشر الصواريخ متوسطة المدى في ألمانيا عام 2026م على الرغم من إخطار بوتين أن روسيا لن يفعل ذلك ما دامت الناتو لم تفعل ذلك. وابلغ وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف في الاجتماع العام الموسع لوزارة الدفاع بحضور الرئيس أن روسيا يجب عليه أن يكون مستعدا للحرب مع الناتو خلال مدة العقد القريب. وما يعني كل هذا بالنسبة للعلاقات التحالفية بين أذربيجان وروسيا؟
ج: وأود على كل حال أن ابلغ إنني آمل في عدم تأدية الأمور إلى صراع سافر بين الناتو وروسيا.
وأولا بسبب أن الجميع يدرك نتائج كارثية لذلك بالنسبة للعالم قاطبة وجميع البلدان والبتة البلدان المجاورة مع المنطقة. وثانيا إنني آمل على كل حال في أن تغير الإدارة في الولايات المتحدة يعكس كذلك على تغير في السياسة الخارجية فيها أيضا. وتجربة السيد ترمب خلال توليه الرئاسة الأول وكذلك التصريحات التي أدلى بها هو وأعضاء فريقه خلال الحملات الانتخابية وما بعدها تمكننا من الأمل في ذلك. فلذلك فإن تصور سيناريو شروع الناتو وروسيا في حرب شرسة يساوي تصور القيامة العالمية. ومن الواضح أن تلك الحرب لن يكون فيها فائز. ولن يكون ثمة أي بلد حتى لو كان بلدا واقعا بعيدا كل البعد عن منطقة الناتو أو عن أراضي روسيا أن يشعر بنفسه في الأمن. واعتبر أن الحكمة السياسية ستكفي سواء في واشنطن او في موسكو وكذلك في سائر العواصم بعدم تحقق مثل هذه السيناريوهات المخيفة.
وفيما يخص التزامات أذربيجان فإنا نتخذ موقفا ذا مسؤولية للحد القصوى من جميع التزاماتنا وسنستمر على هذا النحو. واعتبر أن أذربيجان يمكن له أيضا أن يساهم في إزالة هذا التوتر وهناك كلمة منسية "ديتينته" خفض التوتر واعتبر أن مثل هذه الكلمة ثمة حاجة إليها في التداول الدولي وآمل في أن تكون مستعملة. ويتم الاعتراف بأذربيجان سواء في الغرب او في الشرق كفاعل مستقل تماما ينتهج السياسة الخارجية المستقلة وذلك حسب خصائص سياسته الخارجية. وسبب ذلك الآخر يعود إلى أن أذربيجان بلد وحيد وهو حليف روسيا وكذلك تركيا عضو الناتو في نفس الوقت ولا بلد آخر في العالم. فلذلك إذا مشينا على مسار السلسلة المنطقية لالتزاماتنا نجد أن التزاماتنا التحالفية متعددة الأنواع. ونحن طبعا ننطلق من الوضع الراهن على ارض الواقع وأود أن أقول مرة أخرى أن جهود أذربيجان لعلها تكن مطلوبة في مرحلة من المراحل. وقد عقدت هنا عدد من اللقاءات على مستوى رئيس الأركان العامة الروسية وقائد اللجنة العسكرية للناتو وكذلك قيادتا الولايات المتحدة وروسيا العسكريتان التقيتا هنا في باكو. ولم يتم اختيار باكو عشوائيا ولا يكثر عدد البلدان التي هي موثوق بها في الغرب وروسيا والشرق في نفس الوقت. كما أن عدد البلدان التي لا تشتغل بالعضوية الرسمية وغير الرسمية لدى الهياكل العسكرية السياسية ليس بكثير فلذلك عند اقتضاء الحال والحاجة فإننا مستعدون للمساهمة في إزالة التوتر.
س: تقبل هذه الحرب في روسيا ليس كحرب مع أوكرانيا بل كقتال حضاري مع الغرب في أراضي أوكرانيا من اجل بناء العالم من جديد لأن السلم أيا كان هو نتيجة للحرب والبتة يعرف أذربيجان ذلك جيدا. وتحدثت عن العلاقات التحالفية مع تركيا وهل هناك حاجة إلى قاعدة عسكرية تركية في أذربيجان؟
ج: لا وقصارى القول لا حاجة ونظرا لنشر مثل هذه المعلومات في بعض من وسائل الإعلام الجماهيرية حينا لآخر اذا وسعت من جوابي عن السؤال فيجب أن أقول إن هذا لا حاجة إليه وبعد استعادة أذربيجان استقلاله يتعاون مع تركيا تعاونا عسكريا منذ عام 1992م. وهذا التعاون العسكري ابتدأ آنذاك ويستمر إلى يومنا هذا. وطبعا تتغير الأشكال بناء على الضرورات ولكن يجب أن أقول إن تركيا وهياكلها العسكرية قامت خلال فترة الـ30 عاما هذه بلعب دور كبير في تحديث جيش أذربيجان وإيصاله إلى المعايير العالية وفقا لإمكانات الجيش من حيث قدراته القتالية وتخطيط العمليات وتحليل الأوضاع والاستطلاعات العسكرية ونحن شكورون جدا لأصدقائنا الأتراك على مثل هذه المساعدات.
والبيان حول التحالف الموقع عليه بين تركيا وأذربيجان قبل مدة عام من البيان الموقع عليه بين أذربيجان وروسيا يتضمن فقرة تنص على المساعدة العسكرية المتبادلة عند حالة تهلكة او اعتداء. يعني ذلك أن هذه التزام أذربيجان وتركيا على حد سواء بأن هذا البلد او ذاك اذا جابه تهلكة خارجية او اعتداء خارجية يجب أن يقوم بمساعدة. فلذلك فإن فقرة البيان المذكور تجعل من العبث تماما إنشاء بنية تحتية عسكرية أية كانت على هذه الأراضي او تلك من حيث الماهية. وأود أن أقول مرة أخرى عائدا إلى التدخل المعلوماتي إن إخفاء او تستير قاعدة عسكرية أية كانت في أي مكان على العالم اليوم أمر مستحيل او شبه ذلك. فلذلك فإن هذه التدخلات المعلوماتية ليست سوى مضاربة سياسية ونجري مع تركيا اكثر من 10 تدريبات عسكرية كل عام نصفها في أذربيجان ونصفها الآخر في تركيا وتوصلنا من حيث الجوهر إلى تنفيذ عمليات عسكرية في المستوى العالي وهذا عامل مهم للاستقرار في القوقاز طبعا. لأن تطور العالم والأحداث اليوم يبرهن مرة أخرى أن العالم قد تغير تغيرا جذريا والحقائق الناشئة بعد الحرب العالمية الثانية وقواعد اللعب المحددة غير صالحة اليوم حتى أن الفاعلات العالمية لا تخفي ذلك ويظهر عامل قوة من جديد في الرغبات السياسية والبلدان التي تدرك ذلك إدراكا أسرع يمكن لها أن تشعر بها في ظروف اكثر أمنا اليوم والحال أنه لا يشعر أي بلد نفسه في الأمن في العالم العصري.
س: هل يخطط أذربيجان مواصلة شراء السلاح الروسي وبأية كمية؟
ج: نعم ولكن يجب أن أقول انه لم يوقع على عقود جديدة بشأن شراء الأسلحة الروسية خلال الثلاث سنوات الأخيرة على الأقل. وسبب ذلك يعود إلى أن الصناعة الدفاعية الروسية تعمل على تسديد حاجات الاستهلاك المحلي وبلغني أن روسيا انسحب مؤقتا للأسباب المعلومة عن سوق الأسلحة الدولية حتى تم تأجيل مدة تنفيذ بعض العقود الموقع عليها قبل 4 أعوام بطلب روسيا. ووافقنا مع ذلك فاهمين الوضع ولا يمكن تنفيذ تلك العقود بسبب هذا الوضع ولكننا نتابع باهتمام مستجدات الصناعة الدفاعية الروسية أيضا. وقد قدمنا طلبات جديدة وقد أرسلناها مؤخرا وعند استعداد الصناعة الدفاعية الروسية نعقد عقودا جديدة طبعا. فلذلك اعتبر هذه العملية عالقا مؤقتا للأسباب الموضوعية.
س: قد أعلن نيكول باشينيان عن لارجعية من علاقاته مع منظمة معاهد الأمن الجماعي ويزيد من تفعيل العلاقات مع فرنسا فماذا يعني ذلك بالنسبة للأمن الإقليمي لا سيما لأذربيجان؟
ج: هذا يعني تهديدا مباشرا وقد قلنا ذلك سواء قولا صريحا أو خلال مفاوضاتي مع رئيس الوزراء الأرميني وبلغناه قلقنا. كما نبلغ القلق المذكور حكومة فرنسا وقيادة الولايات المتحدة هي الأخرى التي اتخذت موقف الدعم أحادي الجانب إلى أرمينيا مبدلة موقفها المتزن من بلدان جنوب القوقاز خلال فترة إدارة بايدن. هناك عدد عديد من الأمثلة التي تدل على أن التهديدات خطيرة بما فيه الكفاية. الأسلحة التي تزود حكومة ماكرون أرمينيا بها هي الأسلحة الهجومية والفتاكة وتشكل تهديدا عمليا لأذربيجان. إننا لا يسعنا طبعا أن نتابع هذه العملية عن بعد نظرا لزيادة امتداد حدودنا مع أرمينيا عن ألف كيلومتر ولوقوع عدد كبير من المناطق السكنية بالقرب من الحدود ولعودة اللاجئين السابقين إلى معظم هذه المناطق السكنية وقد أبلغنا مرارا وتكرارا أرمينيا ورعاتها في وزارة الخارجية الأمريكية أنه يجب وضع الحد لذلك ولكن صوتنا غير مسموع لسوء الحظ فعملية تسليح أرمينيا تتقدم بقفزات. ونتابع قدر الإمكان ماجريات هناك ونظرا لعمق أراضي أرمينيا فليس من الصعب القيام بذلك من حيث الفن اليوم والبتة تتزعم فرنسا في هذه القضية والهند بالمركز الثاني والولايات المتحدة الأمريكية في المركز الثالثة ولا تخفي فرنسا والهند تزويدهما أرمينيا بالأسلحة الفتاكة حتى تبرزان هذا إبرازا سافرا ولكن الولايات المتحدة الأمريكية لا تعترف بذلك والحال أننا تابعنا طائرات النقل العسكرية الهابطة على مطارات أرمينيا والناقلة للأسلحة إليها.
والبتة اضطررنا إلى اتخاذ تدابير مماثلة فتكون ميزانيتنا العسكرية لعام 2025م ميزانية قياسية وهي حوالي 5 مليارات دولار وإنا مضطرون إلى صرف 60 في المائة على الأقل من هذا المبلغ ولن نصرفها لو لا مثل هذه التهديدات بل نوجهها إلى أعمال إعادة بناء قراباغ والى النفقات الاجتماعية وغيرها من المجالات. ولكننا مضطرون إلى ذلك ولنفعل. وهذا في اعتقادي طريق يؤدي إلى الكارثة التي لها أسباب وأولها أن أرمينيا لن تتحمل سباق الأسلحة معنا على الرغم من أنها تحصل على غالبية الأسلحة من الغرب مجانا او بالإقراض وبشطبها طبعا ولن تصبر معنا سباق التسليح على كل حال ويجب عليها ألا تنسى نتائج حرب قراباغ الثانية وعملية مكافحة الإرهاب المنفذة في سبتمبر عام 2023م. كما يجب عليها أن تفهم أنها اذا خططت استفزازا آخر ضدنا هنا في هذه الأراضي لن تجد نصيرا رغم الدعم القصوى المقدم من جانب نظام ماكرون وكذلك وزارة الخارجية الأمريكية لأن ماكرون كيف قدم لها الدعم عامي 2020م و2023م وأيد بها، نعم، أمسك بيدها على الأرجح ولا ادري باي عضو لها أمسك أيضا واليك بهذا القدر. ونعلم جيدا ماذا يقدر عليه فلذلك نبلغ ضمن عملية المفاوضات من جهة ولجنة إعادة الترسيم العاملة بين أرمينيا وأذربيجان من جهة أخرى والقائمين برعاية أرمينية وأنصار سوروس في واشنطن مصطلحا ضرورة وضع الحد لذلك ونواصل التبليغ لألا تكون ثمة حجة علينا في حال استمرار الأمور على هذا النحو.
س: ولكن كانت هناك أوقات يبدو فيها أن معاهدة سلام على وشك التوقيع عليها فما سبب عدم عقدها وكان الجميع حاضرين لها؟
ج: نعم، هاتان العمليتان منفصلتان في الغرب لسبب ما وعلى الرغم من أننا نعتبر أن هاتين العمليتين يجب توحيدهما وإن معاهدة سلام وتسليح أرمينيا ضدنا في نفس الوقت منهجان مغايران ولكنا قد توصلنا إلى تقدم كبير في معاهدة سلام في الحقيقة وذلك أن 15 بندا من إجمالي 17 بندا من تلك الوثيقة تمت الموافقة عليها وبقيت بندان وخلال لقائي الأخير مع رئيس الوزراء الأرميني في قازان كان الذي سمعته وشعرت به أن هذين البندين غير الموافقة عليهما من الممكن أن تقبلا من قبل أرمينيا أيضا وأعني شروطنا نحن وفي هذه الحالة ...
س: وبالتحديد ما هي المواد؟
ج: واحداها هي التجنب المتبادل من الدعاوى القضائية الدولية بعضهما ضد بعض وأظن أن هذه مادة مقبولة بالتبادل وقد استكملنا مؤخرا تحليل الأضرار الملحقة وفعلنا ذلك بالتفصيل ونفقنا 4 سنوات أخرى وكل شيء مسجل فيها بالوثائق والدلائل. وذلك أكثر من 150 مليار دولار وهي الضرر الملحق خلال سنوات الاحتلال. فلذلك اعتبر أن ترك الدعاوى القضائية المتبادلة أمر مقبول بالنسبة لكلا الطرفين. والمادة الأخرى تخص بعدم نشر ممثلي البلاد الأخرى عند حدودنا وما أهمية ذلك بالنسبة لنا؟ لأن بنية الناتو التحتية تم بناؤها من جانب أرمينيا من حدودنا تحت كسوة ما يسمى بمراقبين أوروبيين والحال أن مسألة إرسال هؤلاء المراقبين كانت متفقا عليها معنا في أكتوبر عام 2022م في اللقاء الرباعي بين باشينيان ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل ورئيس فرنسا وأنا وفي ذلك الحين لم تكن فرنسا مشطوبة من عملية التطبيع وكان الاتفاق على أن تركيب محدد من ممثلي الاتحاد الأوروبي يكون هناك خلال مدة شهرين اثنين...
س: مراقبين بالتحديد...
ج: نعم مراقبين بالتحديد ونشر عدد 40 شخصا لمدة شهرين وبعد ذلك تم تمديد تفويض البعثة المذكورة بدون الموافقة معنا عليها والحجة كانت لماذا نوافق معكم وهي بعثة على أراضي أرمينيا وكانت حجتنا على ذلك فلماذا وافقتم معنا عندما كنا نتفق عليها ولا يجوز ذلك وذلك فضلا عن زيادة قوام البعثة إلى أكثر من 200 شخص. وأكثر من ذلك، قد تحولت هذه البعثة إلى بعثة الناتو لأن ممثلين عن كندا انضموا إليها. وبذلك هذه هي المادة الثانية التي يجب علينا أن نتفق عليها.
وثمة نقطتان أيضا يجب على الجانب الأرميني أن ينفذهما والأول هو تعديل الدستور لأن الدستور (الأرميني) يحوي الاستناد إلى بيان الاستقلال الذي بدوره يتضمن الادعاءات الأرضية ضد أذربيجان والذي ينادي إقليم قراباغ الجبلي السابق بجزء من أرمينيا. فلذلك فإن تعديل دستور أرمينيا ليس بهوى مفاجئ بل شرط موضوعي بسيط. وشرطنا الثاني هو إلغاء مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا وبما أن هذه القضية يتم حلها عبر الإجماع فإن تنفيذ الأمر بدون موافقة أرمينيا غير ممكن رسميا. ورغم أن مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا لم تكن نشطة منذ القدم ولكنها موجودة رسميا فإن سؤالنا في أن أرمينيا اذا اعترفت بقراباغ كجزء أذربيجان ومجموعة مينسك كانت قد أسست لمعالجة قضية قراباغ فما هي الحاجة إليها الآن؟ وبتعبير آخر فإن عدم رغبة أرمينيا في إلغائها والتوجه معنا إلى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بطلب تصفية مجموعة مينسك التابعة للمنظمة المذكورة يدل على أن خطط الانتقاميين خطيرة جدا وهاك كل شيء من حيث المبدأ وفي حال حل كل هذا فلا مانع بعدُ أمام توقيع معاهدة السلام.
وفيما بخص سباق التسليح المستمر فهذا طبعا لن يكون جزء من معاهدة السلام ولكنه يكون جزءً لصيغة أخرى من التعامل مع أرمينيا ونواصل بذل جهود لتبليغ الجانب الأرميني أن مثل هذه التصرفات ضارة بأنفسهم قبل كل شيء.
س: هل بقي في قراباغ ولو عدد قليل من الأرمن؟ وما فيها الآن؟
ج: وكانت المعلومات الأخيرة الواردة إلى ما قبل الشهرين تدل على إقامة حوالي 20 ساكنا ارميني الأصل هناك وقبل أن نفذنا عملية مكافحة الإرهاب خلال اليوم الواحد في سبتمبر عام 2023م نشرنا رسميا خطة إعادة اندماج أرمن قراباغ مع دولة أذربيجان وتم عرض ذلك علانيا. وذلك منشور عبر الإنترنت. لأن محاولاتنا العديدة الرامية إلى إقامة اتصال مع ممثلي الجماعة الأرمينية باءت بالفشل حيث كانوا يرفضوننا وما كانوا يريدون لقاء معنا والتحدث معنا. وفي تلك الحالة من اجل الوصول إلى من يقيم فيها والى اهتمامهم نشرنا هذا عبر الإنترنت وكل شيء مذكور فيها بالتفصيل والوضوح ويمكن للجميع أن ينظر فيها من التعليم وحماية البيئة الثقافية وإعادة الاندماج وسبلها إما التقدم بطلب الحصول على تصريح إقامة او الطلب بالحصول على الجنسية ورخصة عمل وكل شيء على هكذا. وإذا كان منهم احد يفكر انهم يعيشون بعد كل ما وقع فيها في ما يسمى بجمهورية قراباغ الجبلية المجهولة فهذه مشكلته وأعني كل شخص بسيط دون تفريق. ولنفرض أن رجلا يغادر أذربيجان إلى روسيا للعمل ويحصل على رخصة إقامة او رخصة عمل ويتم تسجيله ثم يتقدم للحصول على الجنسية وهذه هي عملية وهذا هو الذي قد طرحناه عليهم ولكن هذا كله أصبح مرفوضا والأوضاع هنالك عندما تغيرت والذين بقوا هناك واتضح انهم غير كثير ربما أكثر من 30 شخصا وجزء منهم غادروا فيما بعد ولكن الذين بقوا ما زالوا يحصلون على مساعدة اجتماعية من أذربيجان ومن وزارة العمل والضمان الاجتماعي وعلاجهم وتموينهم بالمواد الغذائية ومعيشتهم مضمونة بالكامل فلذلك فإن القضية ملخصة إلى هذا.
وبالتوازي مع ذلك توجهت جماعة المهاجرين من أرمينيا الذين تم ترحيلهم قسرا من هنالك في أواخر 1980 وأوائل 1990 وهم حوالي 300 ألف أذربيجاني إلى قيادة أرمينيا رسميا بطلب تهيئة ظروف ملائمة لهم للعودة ولإعادة اندماجهم.
س: وفي أرمينيا؟
ج: في أرمينيا. وإن ترحيلهم من هنالك في أوائل 1990م لا يفيد أنهم لا يحق لهم العودة ولم نتلق حتى الآن ردا من قيادة أرمينيا كيف ترى عملية إعادة اندماج الأذربيجانيين في أراضيهم التاريخية. واعتقد أن هاتين العمليتين اذا مشيتا بالتوازي فيمهد ذلك أحسن جو اجتماعي للسلام. لأن السلام ليس بالتوقيع تحت معاهدة سلام بل وهو إجماع عام أيضا. وأما الجروح والخسائر التي أصبنا بها كما يقال خلال سنوات الاحتلال لم تشف بعدُ رغم مرور 30 عاما ويعني ذلك لزوم وقت وذلك يطلب بيئة عامة واتصالا وتواصلا والتحدث بلغة بشرية وهاك موجز الأوضاع الحالية.
س: وتشارك شركات روسية في إعادة بناء قراباغ؟ تحدث لنا عن ذلك.
ج: نعم، قد انطلق مؤخرا مشروع بناء روضة الأطفال بتوجيه حاكم مقاطعة أستراخان وقد زارنا مؤخرا وكذلك زار محافظة قبادلي حيث يتم بناء تلك البنية التحتية الاجتماعية ونشكر جزيلا على هذا الاهتمام. وثمة عدة شركات من روسيا تشارك بصفتها مزودة السلع والخدمات لإعادة البناء. كما هناك مقاولات روسية ولا يسعني القول بانها كثيرة واعتبر أن عددها يمكن أن يكون أكثر لأن نطاق أعمال إعادة البناء والإنشاء واسعة للغاية وذلك يحوي قبل كل شيء مشاريع البنية التحتية والطرق وخطوط سكة حديد والأنفاق والجسور وقصارى القول ثمة عدد كبير من الشركات الروسية التي لها خبرة طيبة في هذا المجال فلذلك نحن ...
س: هل لك أن ترحب ب...
ج: نعم دون شك من شأننا أن نرحب بهذا ونرحب به ومن جهة المساعدة في حالة مقاطعة أستراخان ومن جهة مشاركة بسيطة في المشاريع. وثمة مشاريع استثمارية وأول مشروع استثماري على فكرة تم تحقيقها من قبل تتارستان وهو مركز صيانة "كاماز" بمحافظة جبرائيل الذي تم تدشينه من جانب رئيس تتارستان وأنا وبالمناسبة ألتقي اليوم رئيس تتارستان والوفد التتارستاني يزور باكو ويعني ذلك أنه كان أول مشروع استثماري أي مشروع استثمارات أجنبية أول كان روسيا أيضا وبذلك ننتظر الاستثمارات ونحن مسرورون بالمقاولين أيضا.
س: ممتن جدا وهل هناك في أذربيجان حاجة إلى محطة طاقة نووية؟
ج: دعني اكشف شيئا عن أجندتنا للطاقة من اجل أن يكون واضحا للمتابعين أين نحن وما نفعله. واحتياطات الغاز الطبيعي المبرمة في أذربيجان عند مستوى 6ر2 تريليوني متر مكعب ونظرا للحقل النفطي الذي يتم استغلاله من قبلنا منذ 30 عاما بلغت احتياطاته المبرمة من 500 مليون طن 5ر1 مليار طن حسب التقييمات الأخيرة فإن نفس الشيء يمكن القول به لحقولنا للغاز والغاز المكثف أيضا وأعني أن رقم 6ر2 تريليوني متر مكعب هي احتياطات مقدرة قبل 10 سنوات ومن المفهوم أننا لا نحتاج إلى موارد إضافية للطاقة بمثل هذه الأحجام من الإمكانات وبحجم الصادرات البالغ 25 مليار متر مكعب وزد عليه انا نفذنا في منطقتي قراباغ وزنكزور الشرقية خلال 3 سنوات أخيرة مشاريع بناء محطة الطاقة الكهرومائية الصغيرة بطاقة تبلغ 300 ميغاوات وخلال العامين المقبلين تبلغ 500. وذلك فضلا عن تطويرنا الفاعل لموارد طاقة الشمس والرياح على حساب استثمارات أجنبية وتقييم البنك الدولي احتياطات طاقة الرياح في مجرد بحر الخزر 157 الف ميغاوات والى عام 2030م تعطينا الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها والتي يستمر العمل عليها 6 الاف ميغاوات ويعني كل هذا جزء من الرد على السؤال عن هل نحتاج إلى محطة طاقة نووية والآن انتقل إلى الآخر واعتبر أنه يثير اهتماما اكثر وذلك قبل كل شيء من حيث قطاع آخر للاقتصاد.
س: وهو مجال ككل.
ج: طبعا وهو مجال وهو إمكانات وهو كوادر وهو شيء جديد تماما لم نملكه من قبل وأولا هو ميل موجود عبر العالم ولا نريد التأخر عنه فلذلك قد وجهت توجيهات لدراسة إمكانية هياكل مجربة ومجربة وعلمية وللأغراض العلمية مفاعلات صغيرة من اجل أن ننظر ماذا يمكن لها أن يعطينا من وجهة النظر المذكورة.
ونظرا لأن هذه المحاولة ثمنها باهظة ولأن مشاريع طاقة الشمس والرياح يتم تنفيذها في أذربيجان من قبل المستثمرين الأجانب ولا تخصص الدولة شيئا بل تحصل ببساطة على تلك الإمكانات فطبعا نود لو نهتم أكثر بمشاريع استثمارية واذا أبدت شركة من بلد ما ذلك الاهتمام فمن شأننا أن نكون مشاركين في الاستثمار أيضا. فاعتبر أن يكون ذلك مشروعا طيبا للاستثمارات لأن دراسة الجدوى لبناء خط السلك الكهربائي من هنا أذربيجان إلى أوروبا من خلال قعر البحر الأسود على وشك الاستكمال وبالتحديد هذه الأيام المقبلة او الأسابيع القريبة او ربما الشهرين الاثنين وفي المرحلة الابتدائية قدرته 4 آلاف ميغاوات ولكن نظرا لحاجات البلدان الأوروبية إلى الطاقة ولأنها تستثمر كثيرا نعلم بأنها تشعر بالعجز على كل حال. فلذلك تكون في حاجة إلى موارد إضافية للطاقة النظيفة الخضراء وأعني أن ذلك من شأنه أن يكون محركا حسنا. كما أن الأسعار الداخلية للطاقة الكهربائية في أذربيجان في مستوى يجعل الاستثمارات في هذا القطاع وتسويق الطاقة الكهربائية للمستهلكين مقبولة بالنسبة للشركات من حيث التجارة وبذلك حاولت أن أرد على السؤال وهو ليس بنعم وليس بلا وهو على الأرجح نعم ولكن... فتنطلق فيما بعد واجباتنا المنزلية.
س: واستضاف أذربيجان مؤخرا القمة المناخية الضخمة وما هي الصعوبات التي واجهتموها وما هي النتائج الرئيسية لتلك القمة؟
ج: اهم صعوبة كانت في اننا كان لنا متسع ضيق من الوقت حيث أن البلدان تملك كالقاعدة مدة عامين للاستعداد وفي هذه الحالة كان الوقت مجرد 11 شهرا وذلك لأن أرمينيا كانت تقاطع ترشيح أذربيجان حتى بقاء 2-3 أيام لاتخاذ قرارا في ديسمبر / كانون الأول من العام الماضي وبما أن الأمر كان يطلب الإجماع كانت قضية هل تكون كوب29 في باكو ام لا عالقة حتى الأيام الأخيرة. فلذلك كانت لدينا مجرد 11 شهرا للاستعداد وكان ذلك أكبر صعوبة. وبما أننا كنا مضطرين إلى أماكن من اجل استضافة 70 الف ضيف ولكن كان عدد الضيوف المسجلين 76 الفا وكذلك إعادة تصنيف أرصدة الفنادق نظرا لغياب أرصدة فندقية مطلوبة عندنا لمثل هذا العدد من الضيوف وكذلك تحديد أماكن تواجد الضيوف ومن اجل ذلك تم تحديد مختلف مناطق الراحة والسياحة وكذلك المباني السكنية المبنية وغير المسخرة للاستخدام بعدُ وكان من الواجب ترقيتها إلى مستوى فندقي وقصارى القول كان ذلك عملا منظما ضخما ولكننا حققنا الأمر تحقيقا وخلال جميع الفترة التي نظمت تلك القمة العالمية لم نتلق كما اعلم سوى 10 شكاوى بشأن التنظيم وتم على الفور التعامل معها وسويت وكان الضيوف مرتاحون وممتنون جميعا.
والصعوبة الثانية اذا يمكن أن نطلق عليها صعوبة كانت يمكنني أن أصفها بحالة غير مريحة وشعور العدوان الخالي تماما من الدوافع والغضب المعين المختلط بالحسد والحقد مع مشاعر تجاهل أذربيجان انه كيف يكون أن البلد حصل على الحق في استضافة مثل هذا المؤتمر فأخذوا وصفنا في مختلف وسائل الإعلام الغربية بـ"بترو ستايت" دولة النفط وعلى الرغم من انه لا يحوي شيئا سيئا ولكنني عندما كنت ألقي كلمة في حفل الافتتاح قلت إنه اذا كانون يسموننا ببلد النفط في القرن الـ19 عندما كنا نصدر اكثر من 50 في المائة من النفط العالمي فكان ذلك من الطبيعي ولكن اليوم عندما وسائل الإعلام الوهمية التابعة لبلد ينتج حوالي مليار طن من النفط وأعني الولايات المتحدة الأمريكية مقابل ما يبلغ عندنا مجرد 30 ، تسمينا ببلد النفط، بترو ستايت...
س: الثلاثين؟
ج: نعم، لدينا استخراج النفط البالغ حوالي 30 مليون لا أكثر. وعندما جارة ذلك البلد وكنت أعنى كندا، يستخرج بعشر مرات أكثر مما عندنا يسمينا ببترو ستايت فهذا ظلم. ولكن مجموعة من وسائل الإعلام الوهمية المذكورة وذلك على فكرة ليس بتعبيري أنا بل استأجرته من الرئيس ترمب وأعجبني كثيرا واجده شاملا جدا ومعنونا بالتحديد فهي الأربعة الكاذبة كما نسميها وهي واشنطن بوست ونيويورك تايمز وفيغارو ولي موندي أطلقت بالتعاون مع رعاتها في وزارة الخارجية الأمريكية بصفتها منظمة غير حكومية حملة تشويه وهجمات يومية وكل يوم أن عدد المقالات ربما يزيد عن 20 مقالا يوميا وما كان ذلك يثير صعوبات بل كان يثير مشاعر الاشمئزاز وطبعا كان من الصعب أن يحقق نتيجة لأننا لسنا بفاعل عالمي في هذا المجال وحصة أذربيجان في انبعاثات الغاز العالمية مجرد 1ر0 في المائة في حين حصة الولايات المتحدة الأمريكية 12 في المائة ولدى الاتحاد الأوروبي اكثر ...
س: ويقلصونها طبعا.
ج: نعم يقلصونها.
س: نعم يقصلونها أضعافا مضاعفة.
ج: ولكني استرشد بالأرقام البسيطة التي كانت رسمية فلذلك استخدمنا طبعا جميع خبراتنا الدبلوماسية وبالدرجة الأولى خبرة رئاسة حركة عدم الانحياز وهناك 120 بلد وخبرة العضوية الفاعلة لدى منظمة التعاون الإسلامي من اجل باء جسور في سبيل التوصل إلى نتيجة. ولم يكن الأمر سهلا. ولكننا نسمي هذا المؤتمر باختراق باكو بدون سبب لأنه تيسر لموافقة البند الـ6 من اتفاقية باريس الذي كان مطروحا على بساط البحث منذ عام 2015م أي كانت القضية بشأن سوق الكربون عالقة خلال اكثر من 10 أعوام. وتوصلنا إلى ذلك هنا في باكو وأصبح فاعلا. يتيح ذلك البلدان ببيع الحصص ومحاولة الحفاظ على الانبعاثات العالمية في حدود مرغوب فيها. والبند الثاني الذي كان بعض يعتبره غير ناجح ولكني اعتبره نجاحا أننا تيسر لنا أن نوافق مبلغ النفقات السنوية للمواضيع المناخية. وهذا المبلغ أصبح 300 مليار دولار. وكان الطلب بتريليون. ولكن من المفهوم لم يكن هناك أحد مستعدا لإعطائها ولكننا اذا انطلقنا من أن الرقم الموافق عليه سابقا كان 100 مليار دولار وهنا 300 مليار فتسميتها بغير ناجح طبعا أمرٌ صعب على اللسان. كما ثمة مسائل كثيرة أخرى. وتم طرح 14 مبادرة من قبل أذربيجان وغالبية البلدان انضمت إلى هذه المبادرات باستثناء بلدان مثل فرنسا ولكسمبورغ ولماذا فرنسا أمر مفهوم. ولكن لكسمبورغ حذت حذو فرنسا على الأرجح. وهاكم على هذا النحو يمكنني وصف هذا المؤتمر وطبعا مشاركة 197 بلد و80 رئيسا للدول والحكومات و76 ألف مشارك مسجل وكل هذا في ظل مساعي المقاطعة وكان ذلك عرضا للبلد.
س: وبهذه المناسبة يمكن أن نهنئ أذربيجان، بدون شك.
ج: شكرا.
س: أنت بنفسك ذكرت فرنسا وكيف تواجه أذربيجان هجمات الأخبار الوهمية والرئيس الفرنسي أقدم كذلك على هجمات على أذربيجان لدى الجمعية العامة الأممية وردا عليه قمت بتذكير أراضي فرنسا ما وراء البحار التي تجابه الاستعمارية الجديدة الحقيقية وفي تلك اللحظة تدخل جوزيب بوريل في الأمر وهاجم من جانبه على أذربيجان وماذا يعني ذلك هلا يمكن انتقاد أوروبا؟ وما هو الأمر؟ وماذا يجري بصراحة؟
ج: إنهم لم يتعودوا أن يلقنهم أحد دروس العدالة. بل تعودوا لتلقين الآخرين درسا وتعودوا أن الجميع يركعون أمامهم ويسألونهم شيئا ويتشاورون معهم ولا يفعلون شيئا إلا برخصة منهم. وهكذا تعود عدد من البلدان الاستعمارية سابقا والاستعمارية الجديدة حاليا أن تعيش وتفكر وذلك أمر في عمق تفكيرهم. ولم تكن لدينا أية مشكلة مع فرنسا من حيث المبدأ أبدا. وأقول لك أكثر ربما كنا نتعاون مع فرنسا أكثر مما كنا مع آي بلد أوروبي آخر قبل أن أخذ في فرنسا ماكرون زمام السلطة وكان والدي عندما انتخب رئيسا عام 1993م قام بزيارة رسمية أولى له إلى فرنسا وذلك بسبب انها دعته لزيارة قبل غيرها. وحينما أصبحت رئيسا عام 2003م كان أول بلد دعاني لزيارة هي فرنسا وكانت زيارتي الأولى إليها. ثم كنا نتعاون تعاونا فاعلا وعدد كبير من الشركات الفرنسية تعمل هنا. وثمة مدن التوأمة مع 13 مدينة فرنسية.
س: التوأمة؟
ج: نعم طبعا ولكن كل هذه الطموحات والتصرفات غير المبررة الصادرة عن حكومة ماكرون قد ألقت كل ذلك في الحفرة. لأنه عندما انطلقت حرب قراباغ الثانية قامت قياما واضحا بجانب المحتلين وكانت أول إشارة من هذا القبيل إلى أن علاقاتنا ليس فيها كل شيء على ما يرام ومن جانبهم ولكنهم في نهاية المطاف أصبحوا مضطرين إلى قبول هذه النتائج ولكنهم رغم ذلك واصلوا بذل كل شيء لإضرار العملية. والسيد بارنيه الذي طرد مؤخرا من منصب رئيس الوزراء كان قد زار قراباغ زيارة غير قانونية بصفته سياسيا فرنسيا بعد عام 2020م. أعني أن كل هذا من محاولات التدخلات أدى إلى تزلج علاقاتنا إلى الأزمة وازداد تدهور الأوضاع فيما بعد أيضا. وبعد سبتمبر عام 2023م حاولت مرة أخرى طرح هذه القضية على بساط بحث مجلس الأمن الدولي وفشلت 5 مرات وقد دعمنا عدد من البلاد منعها حتى إدراج هذه القضية في الأجندة. ثم اتخذوا طريقا آخر كما يقال نسلك مسلكا آخر والى الاتحاد الأوروبي من اجل السعي إلى فرض عقوبات على أذربيجان. ولماذا؟ ولأننا استعدنا سيادتنا؟ فشلت مرة أخرى. وبعد ذلك كما يقال غضبت كل الغضب علينا فتستخدم في الوقت الحاضر كل منهج وأسلوب من اجل تشويه سمعتنا.
وفيما يخص ماضيها الاستعماري فهناك بعض يقبلوا هذا كرد منا ولكني اعتبر أن هذا يحمل طابعا أعمق وفي الحقيقة ربما يمكن أن ينظر إلى الأمر هكذا في البداية الأولى ولكن الآن عندما توغلنا في أعماق هذا الموضوع عندما نجد وجه الاستعمارية الفرنسية القبيحة وعندما يتواصل ممثلون تواصلا فاعلا مع سكان الاستعمارات الفرنسية وفي بلادهم وفي باكو وفي سائر الأماكن فنرى في حقيقة الأمر ما كان مستورا من المجتمع الدولي طوال السنوات المديدة ولماذا؟ ولأنه ما كان أحد أن يشتغل ويحصل على صداع له. لأنها مشغولة بالابتزاز والبلطجة وحتى نحن عندما دخلت علاقاتنا مرحلة الحرب الباردة كنا نتلقى في البداية رسائل مفادها أنكم لا تنسوا أننا بلد عظيم.
س: وما هو مستور؟ وذكرت أن ثمة شيئا مخفيا وما هو سري؟
ج: كيف لا؟ استغلال همجي للثروات الطبيعية.
س: هل تقصد كاليدونيا الجديدة؟
ج: نعم وليس بوحدها وهناك 13 او 15 مثل نيو كاليدونيا وقد وقعت التسونامي في إحداها مؤخرا في جزيرة مايوت وبثت قناة يورونيوز الأمس أن 75 في المائة من سكان جزيرة مايوت يقيمون تحت حد الفقر وان 30 او 40 في المائة من المساكن عتيقة. ولكنها تعد أراضي فرنسا قانونا على الرغم من أنها جزء من جزر القمر وهي احدى جزر دولة القمر وفرنسا تستولي عليها استيلاء غير قانوني وعلى أي حق؟
وفي كاليدونيا الجديدة قتلوا 13 مسالما خلال أعمال الشغب وأصابوا أكثر من 100 شخص واعتقلوا أكثر من 1000 شخص مع انهم اخذوا زعماء التظاهرات الشعبية إلى فرنسا والقوا القبض عليهم في السجن. وذلك يعني دكتاتورية ماكرون. وهذا نظام ماكرون. وعندما اتحدت عن ذلك طبعا يرسلون عليّ كل كلب بصفته منظمة غير حكومية او وسائل الإعلام وذلك يعني اننا وأعني المجتمع الأذربيجاني أخذنا الحفاظ على هذا الموضوع في أجندات يومية باعتبارها ردا فالآن يتسم الأمر بصفة أجدّ ونحن طبعا قائمون قلبيا إلى جانب هؤلاء الناس المحرومين من حقوقهم وماذا نقول حول كاليدونيا الجديدة عندما هنا في مركز أوروبا يحظرون اللغة الكورسيكية في كورسيكا وان اللغة الكورسيكية لا يجوز أن تستعمل في الأماكن العامة. ما معنى ذلك؟ هل هذه ديمقراطية؟ هل هذه حقوق الإنسان؟ يعني أن فرنسا لو كانت ذات يوم بلدا كبيرا وبلد مفكرين عظماء وبلد علماء كبار وكتّاب مرموقين ولكنها اليوم ليست والآن نظام ماكرون يحوّل فرنسا بالفعل إلى دولة فاشلة وانظروا أورد لكم عدة أمثلة الفشل في إفريقيا منطقة السواحل وقالوا لهم وداعا. ونيجر وبوركينا فاسو ومالي وحان دور تشاد الذي قد طلب منها والسنغال حيث استبدل رئيس برجل الروح الوطنية. وهذا مجرد بداية. والفشل في لبنان كل الفشل. والفشل في أذربيجان والفشل في جورجيا وانظروا ماذا يحدث في السياسة الداخلية. مجرد لعبة التدبيح لا أكثر. يتم تعيين رئيس وزراء جديد وزوجه او زوجته ولا أدرى من هو من عندهم لمنصب وزير الخارجية. وبعد ذلك بسبب الفشل في الانتخابات إلى البرلمان الأوروبي يجعلونهما كبش فداء فيتم تعيين بارنيه المنتشل من النفتالين الذي يجعلونه أيضا كبش فداء والآن يبحثون عن آخر وهلا يكون من الأنسب ان يبدأ من نفسه؟ كما كانوا يقولون فيما قبلُ وفي العهد السوفياتي أن يأخذوا في الأمر بالانتقاد الذاتي. وانظروا يخفض موديز تصانيف فرنسا من شهر إلى آخر وتدنى إلى الألف الصغير وصغير وأصغر وضئيل.
س: هناك دين خارجي هائل.
ج: فشل تلو آخر. ومن هو مؤلف هذا الفشل؟ السيد ماكرون. وهذا يجب التفكير فيه ولا في سبل الحاق أضرار بأذربيجان وقد كسروا أسنانهم علينا ولهم أن يحفظوا ما بقي لهم منها.
س: كيف تقيم ما يحدث حاليا في جورجيا؟
ج: وأرى أن الأوضاع في جورجيا أخذت في الاستتباب. ونحن مسرورون من ذلك. جورجيا بالنسبة لنا أهم شريك وصديق مقرب وعلى طول القرون المديدة كان شعوبنا متعايشة في السلم والوئام فلذلك فإن زعزعة الاستقرار او التهديد لزعزعة الاستقرار في جورجيا ضار بالنسبة لأذربيجان كما هو ضار بالنسبة لجورجيا فذلك نحاول من جهتنا ونبذل كل شيء من استتباب الأوضاع في جورجيا وان تكون الشؤون داخل المسار السياسي والمستقرة وان تتطور جورجيا بنجاح.
ورجوعا مرة أخرى إلى التأثير الخارجي حيث اتضح أن جورجيا فيها آلاف من المنظمات غير الحكومية التي تحصل على تمويل من الغرب والناس الذين يعملون في تلك المنظمات إما يتقاضون الراتب وربما عشرات الاف ولو ليس أكثر ونحن عارفين جيدا ماذا يعني ذلك.
لأننا مررنا من خلال الفترة هنا في بلدنا عندما كان أكالون للمنح المالية ومانحون لها يشعرون بأنفسهم مريحين جدا ولكننا وضع الحد لذلك فذلك يجب أن يتم تسجيل كل منحة سواء هل قدمت من جانب مؤسسة أية كانت أذربيجانية ام خارجية والجهات ذات الصلة تفحص مسألة إصدار رخصة ام عدم إصدار.
س: هل ذلك يوافق مع مصالح أذربيجان الوطنية؟
ج: نعم طبعا وثانيا أن المساعدة يجب أن تكون غير مزعجة. لأن إدارة بايدن بماذا تبقى في التاريخ؟ بكثير ومن ضمنه الإزعاج وذلك انها تقول نريد أن نساعدكم ونرد شكرا لا حاجة وتقول لا نريد أن نساعدكم ولديهم مؤسسة تسمى يوسايد التي تريد مد المساعدة ولكنها لسبب ما لا تساعد في مناطق هي تحتاج إليها.
س: هي محظورة في روسيا.
ج: وهي غير محظورة عندنا بعدُ ولكني اعتقد أن ترمب يمكن أن يحظرها.
س: وفي روسيا حظرناها بأنفسنا.
ج: أنتم حظرتموها؟ أصبتم إصابة كبيرة. وأقول انها من الممكن أن تتركنا وهي ترغب بالإزعاج في المساعدة ولكننا كما يقال رجال ذوي الرشد نفهم كل شيء فلذلك قمنا بتسوية كل هذا هنا. وعلى سبيل المثال لا يمكن لوسائل الإعلام الجماهيرية الأذربيجانية أن تحصل على تمويل من مصدر خارجي حتى 1 في المائة ولا يجوز لها ولماذا؟ وإننا لا نمول الإعلام في الولايات المتحدة الأمريكية؟ صحيح؟ فلماذا يحتاجون إلى تمويل إعلامنا؟ وعلى هذا النحو يلقون القذر والخبائث من خلال مواردها التابعة لها مثل صوت أمريكا وراديو الحرية ليل نهار وعلى بلدنا ويلقون الظلال على انتصارنا على أرمينيا. فلذلك يبدو لي أن جورجيا فاتتها فترة معينة لتسوية كل هذه الأعمال وعندما فعلت فكما اتضح قد تأخرت بشيء ولكنه من الأحسن أن الأوضاع في البلد أخذت في السير نحو الاستقرار ومن جديد كما ترون أذنا ماكرون. ولا يستطيع الرجل أن يقعد في بلاده لا بل يجب عليه أن يتدخل في جورجيا أيضا. وماذا شهدناه في تلك المراسم المنظمة لدى كاتدرائية نوتردام دو باري؟ البابا فرانسيسك رفض المراسم ولم يعف ماكرون عن ذلك الخزي الأولمبي البتة. وقد أصاب. بل زار كورسيكا. كما لو أراد الضغط على مكان لإثارة إيلام أكثر.
وبذلك عودة إلى مسألة جورجيا وهو أوسع بكثير مما يبدو. واعتقد أن تلك البلدان التي تسرحونها إلى الأمام من اجل أن تتقدم بمسائل عقوبات وهلم جرا ولأنه اذا يمكن القول قياسا فإن هذا قتال من اجل القوقاز. وأرمينيا معلوم إلى اين هي ذاهبة. وهي قد خرجت من منظمة معاهدة الأمن الجماعي بالفعل وحسب ما بلغنا من المعلومات والموثوق فيها فان السبب الوحيد الذي يعود إليه عدم انسحابها منها قانونا هو انها ما تلقت حتى الآن ضوءً اخضر من وزارة الخارجية الأمريكية وعندما حصلت عليه فتنسحب على الفور. وأما أذربيجان فهو لاعب مستقل ومتخصص بما فيه الكفاية وقادر على الدفاع عن نفسه. فلذلك فإن جورجيا هو عامل مهم للقتال من اجل القوقاز وكيف يكون؟ هل يكون تقليديا بناء على قيمنا القوقازية التقليدية؟
وبالمناسبة، أشرت إلى بوريل وقد أصبح خارج اهتمامي وفي الختام أود أن أرسل إليه إشارات عدة وعلى الرغم من أنني قد تحدثت عن ذلك خلال احدى كلماتي التي ألقيتها في كوب29 حتى اقتبسته منه ما قد قال هو بأن أوروبا هي حديقة مزدهرة والباقية من العالم كلها غابات وأنا قلت إنه لو أننا غابات فأبعدوا أنفسكم عنا وعلى كل حال اعتقد أن ما يخص ببوريل فإنه لو عاش قبل عدة عقود من قبل كان وزيرا حسنا للشؤون الخارجية للدكتاتور فرانكو ولكنه ليس بيده أن يعيش في الحقبة الأخرى.
س: يعد أذربيجان أكثر بلدان القوقاز من حيث استعمال اللغة الروسية، الأمر الذي على حد ذاته أمر مبرهن بدراسات معهد اللغة الروسية باسم بوشكين أيضا وان اللغة الروسية تحظى بالنسبة لك موضع الاعتناء الخاص وكيف يمكن لك ذلك وماذا يعطي هذا أذربيجان؟
ج: يمكن بسهولة لأنها مطلوبة في المجتمع ولا تقييد عليها أبدا وبالتحديد خلال فترة ولاية والدي وولاتي انا لم يكن ولن يكون وبالعكس نسعى بكل طرق إلى بناء ظروف إضافية من اجل أن يتقن الناس اللغة الروسية ولدينا أكثر من 320 مدرسة فيها التعليم باللغة الروسية وعلى وجه العموم يتعلم اللغة الروسية او يتلقى الحصص المدرسية باللغة الروسية نحو مليون تلميذ وتلميذة عندنا و800 الف تلميذ يتعلمها كلغة ثانية. ولدينا جامعتان جامعة موسكو الحكومية وأكاديمية سيتشينيف. وكثيرا ما تزورنا فرق ثقافية وإبداعية ومسرحية ويمكن القول بأن الزيارات تكون نظاميا. فلذلك فإنها مطلوبة وهي حية وكما يقال تشعر بنفسها جيدا. وماذا يعطينا هذا؟ أولا من وجهة نظر عملية فإن معرفة أية لغة أخرى تثريك وأما الإتقان في اللغة يمكنك من التوغل بالكامل في الآداب وكذلك في الدراسات العلمية وعلماؤنا معظمهم يحصلون على المعلمات من الموارد الروسية وذلك يمكن مواطنينا من التواصل مع أصدقائهم وزملائهم ليس الروس فقط بل ولكن في كثير من بلدان رابطة الدول المستقلة أيضا وأعني أن التواصل جار من خلال اللغة الروسية. وأنا بدوري أتواصل مع الرؤساء من بلدان الرابطة باللغة الروسية وفرقنا تتواصل بالروسية أيضا. وحينما نلتقي نتحدث باللغة الروسية. وهذا ما تعطينا اللغة الروسية وزد عليه أن هذا عامل مريح للجماعة الروسية في أذربيجان. وهذا أحد العوامل الإيجابية في العلاقات الدولية بين بلداننا وهذا يتحدث عن انه أرجع مرة أخرى إلى ما كنا بصدد أن مثل هذا التعامل مع اللغة الروسية لا يزعج على الإطلاق اللغة الأذربيجانية ولا هويتنا ولا ثقافتنا وبالعكس يضمن ذلك جوا وديا. وليس من باب الصدفة إن نتميز في هذه الحالة بل بكيفية تحقق القضايا المتعلقة بالتعاون الديني والاتصالات الثقافية أيضا وليس من باب الصدفة أن باكو مكان تنظيم المنتدى العالمي للحوار الثقافي وأعني أن كل هذه مربوطة بعضها ببعض واعتقد أن سياستنا قد برهنت انها صحيحة وأما الذين يسعون إلى تقييد اللغة لدوافع سياسية فيرتكبون خطأ كبيرا.
س: وقد قلت ذات يوم إنك لن تسمح بإنشاء عش للمهاجرين في أذربيجان يهدف إلى نشاط مخرب في روسيا وقد حصل كما قلت وهل لزم بجهود؟
ج: لا بل كفى بما قلت وقد انصتوا لي واختاروا وجهات أخرى بالجوار.
س: وموجزا، الهام حيدر أوغلو، ماذا تتمنى للروس في العام المقبل؟
ج: أول ما يطرأ على البال هو طبعا السلم كي تضع الحرب أوزارها عام 2025م ويعود الناس إلى البيوت ويعيشون في السلم وطبعا أن يتعلموا التفاهم بعضهم بعضا. والبتة نظرا لمثل سياسة العقوبات هذه ضد روسيا أود أن أتمنى للقيادة مثل التأكد في قواها والحسم في فريق الرئيس في مواصلة بذل كل شيء في سبيل خفض التأثيرات السلبية لسياسة العقوبات لأنه من المفهوم انه بدون عواقب لا تمر الأمور وكذلك كما كل مجتمع يتضافر ويتضامن خلال الأوقات الصعبة ونجد ذلك التضامن في روسيا والتمنيات للمواصلة هكذا.
وهناك نقطة أود أن ادل عليها وقد تناولتها جزئيا عند الرد على أحد الأسئلة وذلك أن ما يقرب بلدينا وشعبينا وقيادتنا؟ وهو التمسك بالجذور القومية والقيم الوطنية وذلك يمكن القول بأنه من النوادر في كثير من الأقاليم وإما الإدارة الخارجية وإما الانحطاط الأخلاقي الكامل وإما كلاهما معا وأعني أن ذلك يميزنا تمييزا كبيرا وتلك النزعات التي نشهدها عبر العالم بما فيه انتخابات ترمب رئيسا عامل من العوامل التي تدل على انه هو معنا كما يقال على متن نفس القارب فيما يخص القيم التقليدية. واعتقد انه يكون من الممكن تحويل النزعة المهلكة للبشرية وتلك الفجور والتفاخر بالظلامية التي شهدناها في افتتاح أولمبياد باريس تحويلا كاملا وذلك يفعله زعماء ويفعله مجتمع يثق في زعيمه ونفعله نحن معا. بالضرورة. وإلا نكون في الأقلية. ولا يجوز لنا أن نكون في الأقلية.
وأتمنى كذلك في العام المقبل مزيدا من السعادة والرفاهية للروس أجمعين.
س: شكرا جزيلا، إلهام حيدر أوغلو، على الحديث صحافي الممتاز.
ج: شكرا لك.