سياسة
هل الأرمن أسسوا مدينة رأس الخيمة؟
باكو، 7 مايو (أذرتاج).
يحب الأرمن أن يعيشوا حياة مقيّدة بأساطير وخرافات يلفقونها. ومؤخرا طرحوا أسطورة جديدة تدعى أن أجدادهم أسسوا مدينة رأس الخيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
تتناقل في وسائل الإعلام الأرمينية باللغات المختلفة أخبار تزعم أن منطقة جلفار الجزء الأقدم في مدينة رأس الخيمة أسسوها الأرمن، لا العرب. وكلمة جلفار أرمينية وليست عربية. ويتفاخرون ويتعاظمون بإعلان أن أجدادهم هربوا من حي جلفا في أصفهان نتيجة هجوم الفرسان المنغوليين عليها قبل القرن الرابع عشر ميلاديا وسكنوا في أرض مدينة رأس الخيمة الحالية حيث أسسوا مدينة جلفار. إن الأرمن لا يستحيون من كذبهم الواضح، بل يحاولون إثبات صحة مزاعمهم التي ليس لها أي أساس تاريخي ولفظي ولا جغرافي، زاعمين أن حاكم إمارة الشارقة قال هذا عند أحد مداخلاته لاحد برامج القناة التلفزيونية.
ومن الواضح هنا أن الأرمن يحاولون تزوير وتحريف التاريخ مرة أخرى. حيث أن حي " نو جلفا " (بالفارسية ويعني جلفا الجديدة بالعربية) في أصفهان أنشئ في عهد السلطان الصفوي الشاه عباس، بالتدقيق عام 1603-1604. كان الشاه عباس قد قام بتغيير أماكن ممثلي بعض الشعوب منها الشعوب التركية والأرمن من رعاياه داخل البلد وذلك للأغراض الأمنية.
أما هجوم الجيش المنغولي على أصفهان فحدث عام 1226. انظروا في الفرق بين هذين التاريخين: عام 1603 وعام 1226. والفرق بينهما 377 عاما بالضبط لا أقل ولا أكثر. في هذا السياق فكيف يمكن بناء مدينة قديمة في ارض الإمارات العربية المتحدة الحالية من قبل السكان الأرمنيين لـحيّ قد أنشئ في أصفهان بعد حوالي مرور 3 قرون بعد احتلالها من قبل المغول؟! من جهة أخرى، يسمي الأرمن الحي المذكور في أصفهان بـ "نور جوغا" في لغتهم. وثمة اختلاف لفظي بين " نور جوغا " و جلفار.
ويتضح من خلال الدراسة البسيطة على المصادر الجغرافية والتاريخية العربية العائدة إلى القرون الوسطى أن منطقة باسم جلفار (أو جرفار وجلَّفار) كانت موجودة حتى التاريخ الذي يدعونه الأرمن. ويشير إليها المقدسي في كتابه أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم (القاهرة، مدبولي، 1991، ص71) ، والإدريسي في كتابه نزهة المشتاق في اختراق الآفاق (المجلد الأول، القاهرة، 2002، ص. 150، 158، 162) وياقوت الحموي في مؤلفه معجم البلدان (بيروت، 1993، المجلد الثاني، ص. 154) وغيرهم من المؤلفين.
ولا يمكن إثبات هذا الادعاء حتى من حيث المسافة الجغرافية. ويتساءل، ماذا جلب الأرمن إلى هذه البقعة الصحراوية القاسية الواقعة على ساحل الخليج وعلى بعد آلاف كلومترات من أصفهان؟! وبالتأكيد، لا جواب معقول على هذا السؤال.
نظرا للدور الذي تلعبه جلفار في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، لاسيما إمارة الشارقة، أجريت كثير من الحفريات الأثرية التاريخية في المنطقة. واكتشفت نتيجة لها آثار مبنى مسجد وكثير من الأشياء والأسلحة والأواني القديمة (G.R.D. King, Excavations by the British team at Julfar, Ras al-Khaimah, United Arab Emirates: interim report on the first season (1989), Proceedings of the Seminar for Arabian Studies, vol 20, 1989, pp.79-93).
يا ترى، لماذا لم تكتشف البعثات الأثرية الأجنبية صليبا حجريا (خاتشكار) (يدعي الأرمن انه يرمز إلى الهوية الأرمينية ويحملونه معهم إلى حيث يأتون للعيش للإشارة إلى انتساب هذه الأرض اليهم) أو آثار كنيسة أرمينية؟ يبدو أن "أول سكان" هذه المنطقة لم تتسنى لهم فرصة لدفن الصليب الحجري ليكتشفوه فيما بعد.
شيخعلي علييف