عناية خاصة للإعلام المغربي بالذكرى 102 لميلاد حيدر علييف

الرباط، 12 مايو، شعيب بغادى، أذرتاج
خصصت المؤسسات الإعلامية المغربية حيزا هاما من اهتماماتها بمناسبة حلول الذكرى الـ 102 لميلاد الزعيم الوطني لجمهورية أذربيجان، حيدر علييف، حيث كرست وصفه بالشخصية المحورية في التاريخ المعاصر لأذربيجان.
ونشرت مختلف الصحف المغربية، من جرائد ورقية ومواقع إليكترونية باللغتين العربية والفرنسية، مقالات أبرزت الدور الحاسم الذي لعبه حيدر علييف في بناء الدولة المستقلة الأذربيجانية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، مضيفة أن إرثه السياسي ما زال يؤثر بشكل عميق وإيجابي على التوجهات الاستراتيجية للبلاد داخلياً وخارجياً.
واستغل الإعلام المغربي المناسبة للتذكير بالزيارة الرسمية التي قام بها حيدر علييف إلى مدينة الدار البيضاء المغربية عام 1994، حيث اعتبرتها نقطة تحول مهمة في إرساء وتعزيز العلاقات الدبلوماسية بين أذربيجان والمملكة المغربية، جاءت في إطار سياسة الانفتاح على العالم العربي والإسلامي والأفريقي، الهادفة إلى تنويع الشراكات السياسية والاقتصادية للدولة الأذرية الفتية.
وتجدر الإشارة أن اللقاء الذي جمع بين حيدر علييف والملك الحسن الثاني في الدار البيضاء، كان بمثابة لحظة رمزية عكست وأكدت الاحترام المتبادل والإمكانات الكبيرة للتعاون بين البلدين، هذا وقد كان المغرب من أوائل الدول في شمال إفريقيا التي أقامت علاقات دبلوماسية مع أذربيجان المستقلة، مما يبرز الأهمية الجيوسياسية التي توليها الرباط لمنطقة القوقاز الجنوبي.
ومن بين المحتويات التي اشتركت الصحف الإعلامية المغربية في نشرها، أنه منذ ذلك اللقاء التاريخي، شهدت العلاقات الثنائية تطوراً ملحوظاً، من خلال قيم مشتركة مثل احترام السيادة، والتعاون جنوب-جنوب، والحوار بين الثقافات.
كما ذكرت بكون التعاون الثنائي الحالي بين البلدين في مجالات متعددة تشمل الدبلوماسية البرلمانية، والتبادل الثقافي، والتعاون الاقتصادي، كما ينعكس تعميق هذه العلاقة بين البلدين، في مشاريع حديثة، لا سيما في مجالات الطاقة، واللوجستيات، والتعليم حيث تشير الزيارات الدبلوماسية المتبادلة، والمنتديات الاقتصادية المشتركة، والتبادل الأكاديمي إلى التزام مشترك ببناء شراكة مستدامة.
كما ذكر الإعلام المغربي ببقاء حيدر علييف في الذاكرة الوطنية الأذربيجانية كرجل دولة صاحب رؤية واضحة، أدرك مبكراً أهمية اتباع سياسة خارجية متوازنة ومتعددة الاتجاهات، حيث كانت زيارته إلى الدار البيضاء أحد أولى الخطوات الملموسة في هذا الاتجاه.
وبمناسبة الذكرى الـ 102 لميلاده، تجدد جمهورية أذربيجان تكريمها له كمؤسس دولتها الحديثة، عبر مواصلة النهج الذي بدأه، والاستمرار في البناء جسور بين الثقافات، وترسيخ السلام الإقليمي، وتعزيز التعاون الدولي.