سياسة
عدم زعزعة الدولة العلمانية أكبر جزاء على طالبي أحداث كنجة
![عدم زعزعة الدولة العلمانية أكبر جزاء على طالبي أحداث كنجة](/files/2018/2/1200x630/15317555194089449331_1200x630.jpg)
باكو، 16 يوليو، أذرتاج
مجتمع أذربيجان يناقش هذه الأيام مناقشة فاعلة الاحداث الكارثية الواقعة في كنجة ثاني اكبر مدن الجمهورية. ويتيقن الرجل للمرة التالية عند التفكير في الاحداث الواقعة من ان التاريخ له خاصية التكرر. وقد سبق ان حدثت مثل هذه الحالات في احدث تاريخ أذربيجان ان القوى الحاقدة والحاسدة إنجازات البلد حاولت اثارة اعمال شغب وخرق الاستقرار عقب كل طفرة حققتها الجمهورية في حياتها. ولنتذكر خريف عام 1994 وفي سبتمبر ذلك العام تم في 20 سبتمبر توقيع اتفاقية القرن التي وضعت حجر الأساس لتنمية أذربيجان الاقتصادية السريعة وقدراتها الحالية وبعد مضي أسبوع على يوم التوقيع جرى اغتيال رجلي السياسة والدولة الشهيرين للجمهورية جراء عمل إرهابي وهما نائب رئيس المجلس الوطني عافية الدين جليلوف ورئيس الإدارة الخاصة لدى الرئيس الأذربيجاني شمسي رحيموف. وبعد بضعة أيام على ذلك جرى في البلد السعي الى انقلاب عسكري في 3-4 أكتوبر.
ونضطر الى القياس طوعا او كرها. جرى في 29 مايو هذا العام حفل افتتاح ممر الجنوب للغاز الرسمي. وسيغيّر هذا المشروع المنطلق بمبادرة أذربيجان والمنفذ بمشاركتها المباشرة والزائدة كلتفتها عن 40 مليار دولار خارطة طاقة أوروبا. وفي 12 يونيو تم تشغيل خط أنبوب الغاز العابر للأناضول تاناب جزء ممر الجنوب للغاز في مدينة أسكي شهر التركية. وينقل هذا الخط غاز أذربيجان الطبيعي الى أوروبا. وفي نهاية المطاف، نظم استعراض عسكري مهيب في 26 يونيو في ميدان أزادليق / الحرية / في باكو ليعرض قدرات أذربيجان العسكرية ذلك البلد الذي نال انشاء جيش مزود ومجهز لاحدث الأسلحة والقدرات القتالية العصرية ليحتل الجيش الأذربيجاني مكانه المتين في صفوف اقوى الجيوش العالمية الـ50 عبر العالم. وحاولت قوى حاقدة وحاسدة تقدم أذربيجان الحاسم المتتالي ونفوذها النامي عبر العالم زعزعة الاستقرار والهدوء في البلد واثارة فوضى واعمال شغب. وتعرض رئيس السلطة التنفيذية لمدينة كنجة ائمار ولييف لمحاولة اغتيال مسلح وبعد أسبوع على ذلك سعت مجموعة من المتطرفين بذريعة دينية الى اثارة اعمال شغب في المدينة. وللأسف، اريق الدماء باستشهاد ضابطي الشرطة عند التصدي لاعمال غير شرعية.
وانتبهوا، وفي كلا الحادثين نجد نهجا موحدا وتقنية نفسها للقوى المعادية لاذربيجان. ولكنها قد خطأت لأن أذربيجان التي كانت تخطو اول خطواتها في سبيل بناء الدولة القانونية والمستقرة والديمقراطية بقيادة الزعيم الوطني العام حيدر علييف توصلت عام 1994 الى حماية البلد ودفاعه عن الفوضى والاعتزاز والآن، قد ازدادت قدرات الجمهورية وامكاناتها اضعافا مضاعفة ولا شيء يأمل فيه الحاقدون والحاسدون في ظروف تشكل أجهزة انفاذ القانون القادرة على ضمان الاستقرار وقانون النظام العام بدعم هياكل السلطات النافذة القادرة على النشاط المفيد. غير ان هناك عاملا رئيسيا يرجع البتة الى الوحدة بين السلطة والشعب. وقد شدد الرئيس إلهام علييف على ذلك في كلمة القاها في اجتماع تشاوري عقده بمشاركة رؤساء وقادة أجهزة انفاذ القانون تشديدا خاصا. والحق ان هذه الوحدة قوة كبيرة قادرة على حماية البلد خلال حقب الاهتزازات والاعتزاز. وهذه الوحدة قد أظهرت نفسها في أكتوبر عام 1994 أيضا عندما تجمع ألوف من الناس امام مبنى الديوان الرئاسي لاجل الدفاع عن السلطة القانونية بدعوة من الزعيم العام حيدر علييف. كما ان هذه الوحدة قد ظهرت ظهورا باهرا من جديد فيما بعد أيضا في سائر الأحيان الصعبة والضيق بالنسبة للبلد ومن جملتها احداث كنجة الواقعة في هذه الأيام الأخيرة: كي يبدي الشعب الأذربيجاني انه واقف الى جانب دولته والرئيس ولن يمكن من تحقيق سيناريوهات ماكرة تستهدف تحويل البلد الى ميدان جريان الأحداث الدموية والإرهاب المستمرة اليوم في بعض البلاد العالمية والشرق الأوسط.
واكثر جانب الاحداث الواقعة قذرا هو ان منظمين ومنفذين لهذه الخطط السيئة يستترون تحت الكسوة الدينية والخطابات الدينية سعيا منهم الى التلاعب بمشاعر الناس الدينية المادة الحساسة والهشة للغاية. والحال ان الإرهاب والتطرف لا ثقة ولا ايمان ولا جنسية ولا وطن ولا شيء مقدس له. ولا يجوز حرمان الناس باستغلال اسم الله من الحياة التي إياها وهبهم الخالق البارئ المصور لان ذلك ذنب لا براءة له بأي شكل من الأشكال. وبالمناسبة، يخصص دين الإسلام قيمة اعلى لحياة كل انسان كما هو الحال في سائر الدينين السماويين.
ان الأذربيجانيين هم شعب أنشأ اول جمهورية ديمقراطية برلمانية في الشرق الإسلامي ويرجع تاريخ دولانية الشعب الأذربيجاني الى ميديا واتروباتينا. وقد نلنا استعادة استقلال البلد الذي قضى عليه الجيش الـ11 الشيوعي عام 1920 بثمن تضحية اكثر من 100 شهيد أرواحهم. كما ان الدولة العلمانية والبلد الديمقراطي هما خيارا غالبية سكان البلد اختيارا واعيا. فما تريد مجموعة قليلة شقية من المتطرفين؟ هل تتمنى إخداع ملايين الأذربيجانيين بقيمها الكاذبة الماكرة؟
ولا شك في واقعة: قوى لا تريد تنمية أذربيجان واستقرارها اتخذت هذه الخطوة ضد الدولة واستقلالها. وقد أشار رئيس الدولة إلهام علييف الى هذه النقطة في الاجتماع المنعقد في 13 يوليو بمشاركة رؤساء وقادة أجهزة انفاذ القانون: هذه الاعمال الإرهابية الدموية ارتكبت من اجل اثارة توتر في الجتمع واخافة المجتمع. وارتكبت هذه الاعمال الإرهابية تحت شعارات دينية. هذه بحد ذاته جريمة كبرى ضد دين الإسلام. لان دين الإسلام دين السلام والرحمة. ودولة أذربيجان والشعب الأذربيجاني يحميان دائما قيمها الوطنية والدينية. وأذربيجان احد البلدان الأكثر تبليغا عبر العالم الثقافة الإسلامية.
وعلى الجهلاء الذين سعوا خلال الأيام الأولى الماضية على اطلاق نار في كنجة الى جعل المجرمين "ابطال" عبر شبكات التواصل الاجتماعي ان يفهموا هذا فهما جيدا. ولحسن الحظ لا يكثر عددهم وعليهم ان يستحيوا. ويجب عليهم ان يفهموا ان أذربيجان لا ثغرة فيها للتطرف وبسبب بالدرجة الأولى ان الشعب نفسه لا يقبل ذلك. ولان التطرف يجهله هذا الشعب. كما نوه اليه الرئيس في خطابه: هؤلاء المجرمون ليسوا بمسلمين. والمجرمون والذين يقفون وراءهم لن ينالوا منالهم الماكر. دولة أذربيجان والشعب الأذربيجاني لن يمكنا من ذلك. وقد استنكر جميع الشعب الأذربيجاني استنكارا لا لبس فيه ولا مواربة هذه الجرائم الدموية وعبر عن كراهيته إزاء مرتكبي هذه الجرائم.
وأود ان اشير الى نقطة أخرى. معاملات وحركات متطرفين وخائنين سعوا الى اثارة اعمال شغب في كنجة لم تقدر على القاء ظل على الحدث الهام للغاية الواقع في حياة البلد في تلك الأيام. وقد تم التوقيع بالأحرف الأولى على وثيقة "أولويات الشراكة" بين أذربيجان والاتحاد الأوروبي بين الرئيس إلهام علييف ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك على هامش اجتماع قمة الناتو في بروكسل. هذا انجاز عظيم لان تلك الوثيقة تؤكد تأكيدا واضحا ان الاتحاد الأوروبي يؤيد بسلامة أراضي أذربيجان واستقلالها وسيادتها وحرمان حدودها. كما وصفت استكمال مشروع ممر الجنوب للغاز المنفذ بمبادرة أذربيجان باهم الأولويات للاتحاد الأوروبي بالتزامن مع بيان وزارة الخارجية الامريكية بنفس الشأن. كما اشارت الى مساهمة أذربيجان اسهاما كبيرا في الحوار بين الثقافات والاهتمام بتطوير التعاون في هذا المجال. واكد مسؤولون كبار للاتحاد الأوروبي في حساباتهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي على ان وثيقة "أولويات الشراكة" قد أعطت دفعة جديدة لتطوير العلاقات بين أذربيجان والاتحاد الأوروبي. هذا نجاح دبلوماسي عظيم للسياسة التي ينتهجها الرئيس إلهام علييف. والتناقضات بين أيدينا: خطوات موجهة الى استقبال أذربيجان النير في اسرة بلاد أوروبا والسياسة التي تفضل مصالح الدولة والشعب على كل شيء والتي وجهت الى ضمان حياة الناس الهادئة والمستقرة والمزدهرة وحماية وتنفيذ القيم العالمية العامة من جهة ومعاملات وتحركات غير قانونية لمجموعة قليلة من المتطرفين تسعى الى سوق البلد الى مستنقع القرون الوسطى والفوضى وحرمان البلد من آفاق اية كانت واثارة تصادم أهلي من جهة أخرى. وينبغي لان يتم تدوين تغريدات حول هذه التناقضات اكثر من تقديم كائنين لا يستحقون التسمية بانسان ويتسعدون لخدمة الشياطين من اجل مصالحهم المادية على شبكات التواصل الاجتماعي ولا عرضهم كـ "ابطال".
وعمليات البحث والتحري والتحقيق الشامل التي أقيمت من جانب أجهزة انفاذ القانون بشأن احداث كنجة مكنت من الكشف عن شبكة متطرفين متشددين حيث اتضح ان المتطرفين خططوا لتكرار احداث كنجة في سائر مدن الجمهورية ومن ضمنها مدينة سومغايت وقد اعتقل عشرات منهم ولا ريب في انهم سيلقون عقوبات تليق بهم. ولن يفلت احد من المسؤولية الاجرامية. وقد اعلن ذلك الرئيس إلهام علييف.
واكبر عقوبة على هؤلاء المرتكبين وقادتهم وعونتهم في الخارج هي الوحدة المتينة بين الشعب والسلطة وعدم زعزعة دولة أذربيجان.
بلقم أصلان أصلانوف
رئيس مجلس إدارة وكالة أذرتاج
رئيس مؤتمر وكالات الانباء العالمية
رئيس منظمة وكالات انباء بلدان آسيا والمحيط الهادي اوانا