سياسة
على أرمينيا أن تكف عن سياستها الماكرة وإلا ستكون عواقبها وخيمة جدا بالنسبة لها
باكو، 21 سبتمبر، أذرتاج
قالت شبنم حسنوفا إن أذربيجان دولة نافذة تقبل من قبل المجتمع الدولي وتحدد تحديدا دقيقا اتجاهات أولوية لسياستها الخارجية واما أرمينيا المعتدية فتقبل من جانب المجتمع الدولي كدولة غير جادة بانتهاج سياسة معاكسة تماما لهذه السياسة. وبالتالي، لن تشارك أذربيجان في مباحثات شكلية مع مثل هذه الدولة. قد نقض رئيس أرمينيا الحالي عملية المباحثات. وتصريحاته السخيفة وخطواته المستفزة وادعاءاته التي لا تمت بصلة إلى الحقيقة تجعل عملية المباحثات لا طائل تحتها على الاطلاق. وحتى اولي الأفكار العقلية في أرمينيا يعترفون بان القيادة الحالية في أرمينيا تقود هذا البلد إلى الهاوية. والأفكار السخيفة التي يدلي بها رئيس الوزراء الأرميني قد انزلت ضربة قاسية على عملية المباحثات. نيكول باشينيان قد جعل عملية المباحثات دون معنى بقوله "قراباغ هو أرمينيا".
أفادت أذرتاج عن حسنوفا المحللة السياسية قولها إن السؤال يطرح نفسه اذن، ما هي الاسبابا الرئيسية لاستفزازات متتالية لارمينيا؟ ولا شك في أنها نقض المباحثات واتهام أذربيجان بذلك والحفاظ على الوضع الراهن دون تغير بالدرجة الاولى. وثانيا، نية حكم باشينيان المتزعزع من عملية جونوت الناجحة للجيش الأذربيجاني بعد مرور شهر من توليه السلطة نتيجة الانقلاب أن تحقق انتصارا ما في يوليو واخذ ثأر. وفي نهاية المطاف فحص حكم أرمينيا المستعد لحرب كبيرة جديدة نبض حلفائها لدى منظمة معاهدة الأمن الجماعي وردود فعلها. "
وأبلغت حسنوفا أن دولة نافذة مثل أذربيجان تشهد كل هذه العوامل بوضوح وصراحة لا تنوي الانضمام إلى سياسة حيلة تنتهجها أرمينيا. ولن ترضى أذربيجان عن تغيير صيغة المحادثات ولا يجوز أن تكون لأذربيجان اتصالات بالنظام العسكري الاجرامي الدمى.
ونوهت المحللة السياسية إلى أن "جميع العالم الدولي يعرف اليوم جيدا أن ممارسة الاستيطان غير الشرعي من جانب أرمينيا لا تكتفي بكونها مضادة للمواثيق الدولية فقط وفي الوقت ذاته تعد جريمة أيضا. والاهم أن رئيس الوزراء الأرميني الذي جاء إلى السلطة من الشوارع ولا يملك أي علم سياسي وأدب لا يحق له نهائيا أن يتحدث بلسان يضع شرطا. وترفض أذربيجان رفضا كاملا هذه الشروط وهي هراء. وأذربيجان تشترط شرطا واحدا وذلك سحب قوات الاحتلال الأرميني من أراضيها المحتلة دون قيد وشرط. ولا يجوز أن يكون على منحى مغاير. واذا تلقي أرمينيا بالقانون الدولي على وجه الأرض فما بال أذربيجان أن تراعي القانون الدولي؟ والاستيطان غير المشروع علاوة على تنظيم حفل تنصيب مفبرك لمن يسمى بقائد للنظام المزعوم في شوشا من الاستفزازات السافرة. وتحاول حكومة أرمينيا أن تقدم الهزيمة في يوليو كأنها ظفر. وفي هذا التقدير يطرح سؤال نفسه وهو أن ذلك اذا كان ظفرا فلماذا توجهت أرمينيا إلى منظمة معاهدة الأمن الجماعي؟ لان احد أسباب الاستفزازات الأرمينية في شهر يوليو كان جس نبض منظمة معاهدة الأمن الجماعي ما يكون رد فعلها؟ لان أرمينيا تستعد لحرب كبيرة جديدة. وتجمع قوات قرب خط التماس. واذا ما كفت أرمينيا عن خططها القذرة وسياستها الماكرة تكون عواقبها وخيمة جدا بالنسبة لها".
وتجدر الإشارة إلى أن نزاع قراباغ الجبلي أحد أكبر نزاعات في التسعينيات اندلع بين جمهوريتي جنوب القوقاز أذربيجان وأرمينيا عام 1988م بسبب مطامع أرمينيا على أراضي أذربيجان. وما برحت أرمينيا تحتل منذ عام 1992م 20% من الأراضي الأذربيجانية التي تضم إقليم قراباغ الجبلي المتكون من 5 محافظات و7 محافظات أخرى غربي البلاد إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي أغدام وفضولي وخوجاوند وتارتار وأغجابدي وجورانبوي متسببة بتهجير أكثر من مليون أذري من أراضيهم ومدنهم وقراهم وبلداتهم فضلا عن مقتل عشرات آلاف الشخص. ورغم استمرار المحادثات بين البلدين منذ وقف إطلاق النار عام 1994م إلا أن عدم التزام أرمينيا بنظام وقف إطلاق النار وضربها بالمحادثات عرض الحائط واستمرارها اتخاذ موقف غير بناء وخرقها للهدنة بشكل شبه يومي كان سببًا رئيسيًا في اندلاع الاشتباكات أحيانا على الحدود بين الجانبين. وتجري محادثات السلام غير المثمرة حتى الآن تحت رعاية مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي المتشكلة من 11 دولة والمترأسة عن جانب روسيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية المندوبات المشاركات في رئاستها.