الجماعات الترابية الإفريقية تسعى إلى تعزيز قدراتها في مواجهة التحديات المناخية

الرباط، 18 فبراير، أذرتاج
انطلقت أمس بالعاصمة المغربية الرباط فعاليات " ماستر كلاس" الدولي حول التدريب الترابي والتغير المناخي بهدف تعزيز قدرات الجماعات الترابية في مواجهة التحديات المناخية.
أفاد مراسل وكالة أذرتاج بالرباط حسب المغرب العربي للأنباء أن هذا الاجتماع الذي تم تنظيمه بمبادرة من الأكاديمية الإفريقية للجماعات الترابية والمعهد الوطني للتهيئة والتعمير يتوخى تعزيز تبادل الخبرات وأفضل الممارسات بين مسؤولين وخبراء مغاربة وسنغاليين حول القضايا المتعلقة بالاحتباس الحراري والتحديات البيئية واستراتيجيات التكيف والتخفيف من آثارها.
وفي كلمة بالمناسبة أكد الأمين العام لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية جون بيير إيلونغ مباسي أن تنظيم هذا الماستر كلاس بالمغرب يأتي بالنظر إلى التجربة “الغنية” التي راكمتها المملكة في مجال إدماج قضايا المناخ في مخططات التنمية الترابية مشددا على ضرورة التوجه إلى الجماعات الترابية “لتجذير هذه الثقافة وتطويرها".
كما دعا إلى ضمان مواكبة حقيقية للجماعات الترابية حتى تنجح في هذا التحدي وكذا تنفيذ استراتيجيات تولي أهمية بالغة للاعتبارات المناخية وتأثيراتها على الساكنة المحلية.
وأضاف أن “هذا اللقاء يعد فرصة مثالية للاستلهام من التجربة المغربية والوقوف عن كثب عند سبل إدماج الانشغالات المناخية في مخططات التنمية بالجماعات الترابية السنغالية".
من جانبه أوضح رئيس جمعية عمداء السينغال عمر با أن هذه المبادرة تندرج في إطار مجهود جماعي لتعزيز التخطيط المناخي في النطاقات الترابية وتشجيع التنمية المستدامة الدامجة مضيفا أن المغرب قام بإصلاحات قانونية وتنظيمية ومالية تهدف إلى النهوض بإعداد تراب مبتكر.
ودعا عمر با إلى تطوير بنية تحتية متكيفة مع التحديات البيئية مشددا على ضرورة وضع قضايا الاستدامة وتثمين الموارد الطبيعية والتدبير الفعال للمناطق الحضرية وتشجيع الطاقات المتجددة في صلب السياسات العمومية الترابية.
وشدد على أن “تأثير التغيرات المناخية يتطلب اليوم مقاربة متجددة تتأسس على الوقاية من المخاطر والتخطيط الهيكلي وتكييف السياسات المعمقة".
من جانبه قال مدير المعهد الوطني للتهيئة والتعمير عادل الزبادي إن هذه التظاهرة تهدف إلى تكوين أطر الجماعات المحلية في السنغال انسجاما مع الجهود الدؤوبة التي تبذلها المملكة لتعزيز علاقاتها مع شركائها في إفريقيا جنوب الصحراء من خلال تعزيز التعاون والتضامن الإفريقي.
وأضاف أن الأمر يتعلق بتجسيد للتعاون جنوب – جنوب القائم على شراكة فعالة وتكامل إقليمي وطيد واستخدام جماعي للموارد والتكنولوجيات الحديثة لمواجهة التحديات المشتركة وخاصة التغيرات المناخية.
من جهتها قالت عمدة بلدية غولف سود في السنغال خديجة ماهيكور ضيوف إن هذا اللقاء يشكل فرصة للاستلهام من التجربة المغربية مؤكدة أن السياق الحالي يفرض على الجماعات الترابية إدماج قضايا المناخ خاصة في التنمية الترابية.
وقالت “نحن بصدد بلورة مخططات تنموية تحترم قضايا البيئة والطاقة التي لم يعد من الممكن تجاهلها في مختلف النطاقات الترابية التي نتشرف بإدارتها".
وبعدما أشادت ببعد التدريب الترابي أضافت أن الأمر يتعلق بأداة مصممة لإدماج التخفيف من آثار المناخ بشكل أفضل في مختلف مشاريع التنمية المستدامة المتوخاة.