ثقافة
قرية خيناليق وإمكاناتها السياحية
باكو، 9 سبتمبر / أيلول، (أذرتاج)
تقع قرية خيناليق لمحافظة قوبا الأذربيجانية -إحدى أعلى المناطق السكنية في العالم على ارتفاع 2200 مترا فوق سطح البحر، ويزورها معظم السياح الوافدين إلى قوبا. ويتميز سكان "خيناليق" عن باقي القرى الأذربيجانية بتراثهم الفريد ولغتهم الخاصة بهم بسبب صعوبة الوصول إلى قريتهم.
ويعتبر سكان القرية انفسهم "أحفاد نوح" يربطون تاريخهم بقصة سفينة نوح قائلين ان سفينته رست في "خيناليق". تاريخ قرية خيناليق حوالي 5000 عام.
كما تحتضن القرية على بعد 5-6 كم من مركزها على أحضان جبل قيزيل قايا اعلى معبد النار في أذربيجان، وربما في العالم. يسمى المحليون المعبدَ الذي لا يزال يحتفظ بشعلته الطبيعية بـ"جا يوفر جيغا" بلغتهم المحلية.
ويبلغ عدد سكان قرية خيناليق حوالي 2000 نسمة. أما عن التغيرات المناخية فهي تختلف بشكل كبير خلال الصيف والشتاء، تتراوح درجات الحرارة بين 20 درجة مئوية إلى 18 درجة مئوية.
قليل من الناس من سكان القرية يتحدثون لهجة خيناليق وهم من الذين ينتمون إلى عائلة اللغات القوقازية في الشمال الشرقي من البلد، بينما تجد الكثيرين يتحدثون اللغة الأذربيجانية أيضا.
ويوجد بعض الأماكن التاريخية التي تضمها القرية مثل عدد من المساجد التي يرجع تاريخها إلى القرنين الـ12 و15، هذا إلى جانب العديد من المقابر القديمة الواقعة بين الجبال.
هناك أيضا العديد من الكهوف المقدسة القديمة.
شييدت المنازل فى قرية خيناليق من الحصى وتمتد أعلى التل، تشبه المباني ذات الطوابق المتعددة. وقد تم تعيين خيناليق بإعتبارها محمية طبيعية، وبالتالي يحظر البناء في المنطقة.
حاليا، تضم القرية 380 منزلا. تتميز بشكل موحد للأسقف وقد بنيت على مستوى مرتفع،و هى ملتصقة جنباً إلى جنب؛ وذلك لأن التلال شديدة الإنحدار،كما يتم بناء حدائق صغيرة داخل باحات المنازل.
ويرجع عُمر تلك البيوت إلى ما بين 200 إلى 300 سنة، هذا إلى جانب وجود العديد من أنقاض المباني القديمة في القرية.
تشتم من المنازل رائحة القرى الريفية الأصيلة، كما تكتشف تزينها بالسجاد المطرز والملون فوق الأرض وعلى الجدران وهى الصناعة رقم 1 التى تشتهر بها آذربيجان .
لقد حافظ سكان قرية كينالوج على طريقتهم التقليدية في الحياة. حيث تقام حفلات الزفاف وغيرها من الاحتفالات بما يتفق تماما مع الطقوس الموروثة من جيل إلى آخر.
زراعة الأراضي هناك ترتبط بهطول المطر، مع تربية الحيوانات كالأغنام. تشتهر القرية ايضاً بنسيج الصوف. من أهم منتجاتها حياكة الشالات التى تُفيد فى التدفئة شتاء، كما ان الشال اشتهر هناك بأنه كان الزى الوطني لأكثر الأشخاص ثراء فى تلك القُرى الفقيرة.
هناك أيضاً واحدة من الأنشطة الرئيسية لأهالى القرية تنفذ من قبل السكان المحليين ألا وهى جمع وتحضير الاعشاب كعلاج من الأمراض. كما يتم جمعها وتجفيفها لاستخدامها لاحقاً في صُنع المواد الغذائية وبيعها للسياح.
مع بداية شهر أغسطس يبدأ موسم العسل في القرية. وهي تشتهر بالعسل المحلي الذي لا يختلف على جمال مذاقه ورائحته اثنان. كما يؤكد السكان المحليين أن العسل هو علاج لسبعين نوع من الأمراض.
أما في فصل الخريف، يحتفل الأهالي بموسم لحوم الماعز الذي يختلف طعمه أيضاً عن أى طعم أخر فى أى مكان بسبب مذاقه الخاص به.