اقتصاد
أذربيجان تتخذ الخطوات اللازمة لبناء خط أنابيب الغاز العابر لبحر الخزر
![أذربيجان تتخذ الخطوات اللازمة لبناء خط أنابيب الغاز العابر لبحر الخزر](/files/2022/3/1200x630/16718842124487027222_1200x630.jpg)
باكو، 24 ديسمبر، (أذرتاج)
سيعقد في العام المقبل اجتماع قمة لرؤساء دول أذربيجان وتركيا وتركمانستان في أنقرة. أعلنه رئيس تركيا رجب طيب أردوغان وأشار إلى أنه ستتم مناقشة قضايا التعاون في مجال الطاقة. ومن المتوقع خلال هذه القمة ان تُوقّع الاتفاقية بشأن نقل الغاز التركماني إلى أوروبا عبر أراضي أذربيجان وتركيا.
أفادت وكالة أذرتاج أن أذربيجان تصدر حاليا 10 مليار متر مكعب من الغاز إلى الاتحاد الأوروبي. البنية التحتية التي بنتها أذربيجان لتصدير الغاز قادرة على نقل 30 مليار متر مكعب من الغاز. من الممكن تصدير الغاز الأذربيجاني والتركماني الى أوروبا عبر خطي أنابيب الغاز الطبيعي "تاناب" العابر للأناضول و"تاب" العابرة للبحر الأدرياتيكي وهذا يستلزم بناء خط أنابيب الغاز العابر لبحر الخزر. وكان قد نوقش إنشاء خط الأنابيب هذا في قاع بحر الخزر وتصدير الغاز المنتج في جمهوريات آسيا الوسطى إلى أوروبا منذ التسعينيات. لكن عدم تحديد الوضع القانوني لبحر الخزر واعتراضات روسيا التي تسيطر على سوق الغاز الأوروبية لم يسمح بتنفيذ هذا المشروع.
يتغير المشهد الجيوسياسي في العالم تدريجيا ويُقيِّم رئيس أذربيجان بشكل صحيح التغير في السياسة العالمية ويتخذ الخطوات اللازمة نحو بناء خط أنابيب الغاز عبر بحر الخزر.
تم التوقيع على الوثائق الاذربيجانية التركية التركمانية في 14 ديسمبر بمدينة تركمنباشي بعد اجتماع رؤساء الدول الثلاث. من بين الوثائق الموقعة - "المذكرة المشتركة حول التفاهم المتبادل بشأن تطوير التعاون في مجال الطاقة" ذات أهمية خاصة. تم التوقيع على هذه الوثيقة من قبل باتير أمانوف رئيس مجلس شؤون الدولة "تركمنغاز" وبرويز شاهبازوف وزير الطاقة الأذربيجاني وفاتح دونمز وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي. هذه الوثيقة هي خطوة مهمة نحو تحقيق مشروع خط أنابيب الغاز عبر الخزر.
تركمانستان قادرة على تصدير 35 مليار متر مكعب من الغاز. يبلغ حجم الغاز الطبيعي المنتج والمعد للتصدير في أوزبكستان وكازاخستان حوالي 25 مليار متر مكعب. إذا يُنقل الحجم المذكور من الغاز عبر خطوط أنابيب عبر بحر الخزر وتاناب وتاب، فتتمكن أوروبا من تنويع أمنها للطاقة، وفي الوقت ذاته ستحصل على مصدر بديل للطاقة أيضا. يدعم الاتحاد الأوروبي هذا المشروع سياسيا واقتصاديا. صرح ماروش سيفكوفيتش نائب رئيس المفوضية الأوروبية بأن خط الأنابيب العابر لبحر الخزر مهم للغاية بالنسبة لأوروبا وسيساعد هذا الخط في تحقيق هذا المشروع الدولي من خلال جذب الاستثمارات.
فيما يتعلق بموقف روسيا في مجال الطاقة فيلاحظ أن أولويات السياسة العالمية قد تغيرت اليوم. وتفهم موسكو الرسمية ذلك جيدا. نشرت جريدة "كوميرسانت" نقلا عن كلمات ألكسندر ستيركين رئيس قسم وزارة الخارجية الروسية أن روسيا لا تعارض قيام جمهوريات آسيا الوسطى بإنشاء ممرات جديدة للوصول إلى السوق العالمية. إنه حقهم السيادي.
فإن خط أنابيب عبر بحر الخزر وتصدير الغاز المنتج في تركمانستان وغيرها من جمهوريات آسيا الوسطى إلى أوروبا عبر هذا الخط أمر واقعي تماما. نتيجة لتنفيذ هذا المشروع، لن تكسب أذربيجان ودول المنطقة أرباحا اقتصادية فحسب، بل ستكسب
ضمانا سياسيا أيضا.