سياسة


خبير روسي: قد فهمت فرنسا أن "أسلوب التهديد" لا ينفع في المعاملة مع أذربيجان

خبير روسي: قد فهمت فرنسا أن

باكو، 29 أبريل، أذرتاج

قال المحلل السياسي الروسي رئيس شبكة الخبراء والتحليل "بوليت روس" ويتالي أركوف، معلقا على زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا مؤخرا باكو وتصريحاتها هنا، إنه يكون من السخافة أن تتنازع فرنسا، التي لها مصالح في المنطقة، مع أذربيجان بحيث إن "أسلوب التهديد" لا ينفع في المعاملة مع باكو وقد كانت أذربيجان اكثر عنادا من فرنسا ومن المسرور أن باريس قد أدركت ذلك.

وقال أركوف إن فرنسا إيمانويل ماكرون تدعي بالزعامة لدى الاتحاد الأوروبي المتجدد وأما ألمانيا اولاف شولتس فتفقد زعامتها بقطعها علاقاتها الرئيسية مع روسيا بسبب النزاع في أوكرانيا وفيما يخص بولندا التي تتطلع على ذلك فهذا البلد ضعيف بكل وضوح. وفي صفوف العوامل الضرورية في سبيل نيل ذلك الهدف الأول هو إقامة علاقات بناءة مع الجميع قدر الإمكان وليس على نطاق الاتحاد الأوروبي بوحده والهدف الثاني هو، كما هو الحال في مثال الولايات المتحدة، أن يمتلك دور وساطة أكثر قدر الإمكان في نزاعات اكثر كي يزيد بذلك أهمية وهمية ووزن وهمي له على الصعيد العالمي.

وأضاف الخبير أن أذربيجان بلد زعيم منطقة جنوب القوقاز ومزود جسيم لاحتياطيات الهيدروكربونات وقد ازداد مرارا أهمية ذلك في ظل أزمة الطاقة التي تخيم على أوروبا وكذلك له عرى جغرافية وتاريخية مع كل من روسيا وتركيا وإيران التي تعد أطراف فاعلة دولية مهمة بالنسبة لفرنسا من حيث الأراضي والمجتمع. ورأي باكو وموقفها لهما وزن كبير لدى موسكو وأنقرة وطهران وإنه يكون من الحماقة أن تتنازع فرنسا التي لها مصالح في المنطقة مع أذربيجان بحيث إن "أسلوب التهديد" لا ينفع في المعاملة مع باكو وأصبحت أذربيجان أكثر عنادا من فرنسا ومن المسرور أن باريس قد أدركت ذلك، ولو متأخرا.

وشدد الخبير على أنه لا يمكن قياس فرنسا مع بريطانيا التي تتحرك أكثر بالحيطة والحذر ووراء الكواليس والتي حصلت على نتائج مهمة في سبيل تعزيز نفوذها في البلدان والمناطق عن طريق تطبيق قوة لينة حقيقية، موضحا أن أذربيجان وتركيا منضمتان في صفوف أولويات لندن وإذا تستطيع لندن أن تجد حلا وسطيا وراء الكواليس من جديد مع موسكو التي ما زالت موجودة هنا تاريخيا فهي لن تسمح لباريس بزيادة تأثيرها هنا.

وزاد الخبير الروسي أن "فرنسا تنزل من جديد إلى مستوى خطاب مشفق ومسرحي تقليدي وتتخذ مواقف أحادي الجانب في عملية المباحثات كلها وحتى فيما لا يجب المعارضة فيه من خلال اتخاذ موقف الأنانية وهي تسعى إلى إملاء موقفها وذلك يسبب في كثير من الحالات بمواجهة باريس مشكلات جادة وكأننا نشهد أن فرنسا تنسحب قسرا من البلاد والمناطق التي كانت قوية فيها عبر التاريخ وتفقد نفوذها عليها ومثال ذلك في افريقيا او جنوب شرق آسيا وبهذا السبب سوف تنتهي ظهور فرنسا ماكرون في جنوب القوقاز بتأثير مسرحي بنتائج غير نافعة بالنسبة لباريس. وأما قيادة أذربيجان الحكيمة فتوسع التعاون الاقتصادي فيما يصلح لها مع الجمهورية الخامسة وتتابع بحيرة مبادرات لا يمكن تحققها مسبقا لماكرون وفي الوقت ذاته تملي إرادتها السياسية. ولن تتجه باكو في هذه الحالة نحو باريس قط ولن تتشاور معها نهائيا."

وابلغ أركوف عندما رد على سؤال عن تزايد الحالات المضادة لروسيا في أرمينيا أن ما نشهد اليوم هو نتيجة محاولات المنظمات الموالية للغرب المسيطرة على هذا البلد ورئيس الوزراء نيكول باشينيان أن يكونوا عبادًا للسيديْن. وتابع أن "نيكول المقتدر" قرر بالخطأ بان الكرملين متعلق بأزمة أوكرانيا وقد تدهورت علاقاتها مع "الغرب الجماعية" ولا سيما مع الاتحاد الأوروبي تدهورا إلى درجة أنه قد حان الحين المناسب لانتشال أرمينيا من تحت تأثير روسيا. وإن باشينيان قادر على الدعاية الذاتية الحسنة لدرجة ما كما انه شعبوي وديماقوجي حسن ولكن التجربة تدل على انه ليس باستراتيجي على الإطلاق ولعله قد ضمن مستقبلا جيدا في الغرب لنفسه وعائلته التي تورطت في الفساد ومن حوله ولكن لن يسمح أحد لباشينيان بجلب أرمينيا كليا إلى الغرب."

كما أشار الخبير إلى أن عددا كبيرا من التطورات الملاحظة اليوم في أرمينيا قد تحققت بصورة عامة وفي الآونة السابقة بهذه الدرجة أو تلك في جورجيا وأوكرانيا ومولدوفا المجاورة.

وقال الخبير في الختام إن "هذه السيناريو على الرغم من انطباقها بشيء مع "مسرح سياسي" ملموس فإن قاعدتها كما كان سابقا وذلك لأن "أصحاب السيناريو" قائمون "وراء الكواليس" في وزارة الخارجية الأمريكية وإدارة المخابرات المركزية الامريكية."

© یجب الاستناد بالارتباط التشعبي (hyperlinks) إلى أذرتاج في حالة استخدام الأخبار
في حالة وجود خطأ في النص نرجوكم ارساله الينا من خلال استخدام ctrl + enter بعد تحديده

الاتصال بالمؤلف

* املأ الحقول المشار إليها برمز

الأحرف المشار إليها آنفا