عقد المؤتمر العلمي المكرس لتراث ألبانيا القوقازية في الفاتيكان







الفاتيكان، 11 أبريل، أذرتاج
عقد مؤتمر علمي دولي بعنوان "المسيحية في أذربيجان: التاريخ والمعاصرة" المكرس لتراث ألبانيا القوقازية في جامعة غريغوريان البابوية في الفاتيكان بتنظيم مشترك من طرف مركز باكو الدولي للتعددية الثقافية ومعهد التاريخ والإثنولوجيا التابع لأكاديمية العلوم الوطنية في أذربيجان وسفارة أذربيجان لدى الكرسي الرسولي والطائفة المسيحية الألبانية الأودية.
قال السفير الأذربيجاني لدى الكرسي الرسولي إلغار مختاروف في كلمته خلال حفل الافتتاح إن المؤتمر مكرس لدراسة التاريخ الغني للمسيحية في أذربيجان والتنوع الديني والتعددية الثقافية. وأشار الدبلوماسي إلى أن أذربيجان التي تقع عند مفترق طرق أوروبا وآسيا كانت على مر العصور مكانًا تلاقت فيه العديد من الحضارات والثقافات والأديان. ومن هذا المنطلق فإن إقامة مثل هذا الحدث المهم في جامعة غريغوريان البابوية ذات المكانة الرفيعة تحمل أهمية خاصة.
وذكر السفير مختاروف انه "على مدار تاريخه الغني والمتنوع لعبت المسيحية دورًا هامًا في تشكيل المشهد الثقافي والروحي لهذه المنطقة. منذ الأيام الأولى للمعتقد المسيحي وحتى يومنا هذا شهدت أذربيجان وجود المجتمعات المسيحية وتراثها حيث يساهم كل منها بشكل فريد ومستدام في بناء هيكل المجتمع. وتظهر المصادر التاريخية أن أذربيجان كانت واحدة من الأراضي القديمة للمسيحية. كما أن أذربيجان هي موطن كنيسة ألبان الرسولية وهي واحدة من أقدم الكنائس في العالم. الكنائس المسيحية القديمة الأديرة والمعابد التي استمرت حتى العصر الحديث تُظهر بشكل واضح كيف كانت أذربيجان مرتبطة ارتباطًا تاريخيًا بالمسيحية".
أشار السفير مختاروف إلى أن واحدة من أبرز سمات أذربيجان هي نهجها تجاه التعددية الثقافية. تتمتع البلاد بفرص فريدة لتعزيز التعايش السلمي بين الأشخاص من مختلف الأصول العرقية واللغات والأديان. يعيش المسلمون والأرثوذكس والكاثوليك المسيحيون واليهود والعديد من الجماعات الدينية الأخرى معًا في تناغم حيث يساهم كل منهم في البناء الاجتماعي والثقافي والسياسي للأمة وقال "التمسك بالتعددية الثقافية ليس فقط إرثًا تاريخيًا بل أيضًا جزءًا نشطًا من الهوية الحديثة لأذربيجان. العلمانية موجودة في الذاكرة الجينية للشعب الأذربيجاني. هنا عاش اليهود لآلاف السنين دون اضطهاد وازدهرت الكنائس المسيحية وصلى المسلمون في المساجد. على الرغم من أن غالبية السكان في أذربيجان مسلمون إلا أن البلاد هي جمهورية علمانية ومفتوحة لجميع الأديان. تؤكد القيادة الوطنية بشكل مستمر على أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية والتراث الديني وتعزيزهما. كانت أذربيجان دائمًا داعمة للإنجازات في مجال الحوار بين الأديان. من خلال الحوار ولدينا الفرصة لبناء جسور من الفهم والاحترام والرحمة بين الثقافات والمعتقدات".
أشار المدير التنفيذي لمركز باكو الدولي للتعددية الثقافية روان حسنوف إلى أن المركز يولي اهتمامًا خاصًا لدراسة تراث ألبانيا القوقازية مؤكدا على ان "هناك عدة أسباب لذلك. تُعرف أذربيجان كدولة إسلامية حيث ينتمي حوالي 95 في المائة من سكان أذربيجان إلى الديانة الإسلامية ومع ذلك فإن قيم التعددية الثقافية والتسامح في أذربيجان على مستوى عالٍ وهي دولة علمانية. إلى جانب التراث الإسلامي الغني في أذربيجان هناك أيضًا تراث مسيحي ويهودي. يمكن اليوم لجميع ممثلي الأديان في مجتمعنا ممارسة معتقداتهم الدينية بحرية. يمكننا أن نفخر بالقول إن أقدم مسجد في القوقاز ومسجد شاماخي وأقدم كنيسة وكنيسة ألبان كيش يقعان في أذربيجان. نحن نحرص على الحفاظ على هذه التنوعات الثقافية والدينية".
رئيس الطائفة المسيحية الألبانية الاودية الباحث الكبير في جامعة باكو الحكومية روبرت موبلي أشار إلى أن أذربيجان هي أرض مقدسة تقدّر التنوع وتحترم جميع الشعوب والأديان وتحمي حقوقهم وحرياتهم. وأضاف أن أذربيجان هي دولة تُقدّر التناغم والتعايش المشترك حيث يُعطى قيمة كبيرة لكرامة الإنسان.
وأشار إلى أنه في أذربيجان لا توجد أي مشاكل تتعلق بالجماعات الدينية حيث يتم ترميم الكنائس والمعابد اليهودية من قبل الدولة.
واستمر المؤتمر بجلسات عمل تناولت مواضيع مثل "المجتمعات المسيحية الحديثة في أذربيجان كدعائم للمجتمع المتعدد الثقافات" و"أذربيجان: الجغرافيا التاريخية والدولة" و"المسيحية في أذربيجان: مصادر وتاريخ الدراسات" و"التراث الأثري الإثنوغرافي اللغوي والثقافي لألبانيا القوقازية". في هذه الجلسات تم الاستماع إلى تقارير من مختصين في علم الألبان من تركيا وكازاخستان وأوزبكستان وكوريا الجنوبية وروسيا وبولندا وإيطاليا وجورجيا وألمانيا وفرنسا وكندا والولايات المتحدة وليتوانيا وقد تم مناقشة الموضوعات المطروحة.