سياسة
صحيفة "Behörden Spiege" الألمانية تنشر مقالاً عن أذربيجان
برلين، 13 فبراير، أذرتاج
أجرى الصحفي بيتر سلاما الذي يعمل كصحفي مستقل مقابلة مع سفير أذربيجان في ألمانيا رامين حسنوف وتم نشر مقال على أساس هذه المقابلة بعنوان "المنفتح على العالم والغني بالثقافة والعلماني" في صحيفة "Behörden Spiegel ".
في بداية المقال تقدم معلومات عن أراضي أذربيجان وسكانها وموقعها الجغرافي وإلخ. ويشار إلى أن أذربيجان تقع على ملتقي الثقافات والحضارات القديمة، وكذلك في وسط طريق الحرير القديم. ويعد البلد مهداً للعديد من الثقافات وله طبيعة ساحرة. يربط التاريخ المشترك منذ 200 عام أذربيجان مع ألمانيا. في النصف الأول من القرن التاسع عشر انتقلت طائفة "شواب" من ألمانيا إلى القوقاز بدعوة من الإمبراطورة الروسية كاثرين الثانية واستقروا في أذربيجان، وشيدوا مناطق سكنية مثل هيلينفيلد وأنينفيلد وجورجسفيلد. لذلك، تقوم العلاقات الثنائية بين ألمانيا وأذربيجان منذ فترة طويلة على أساس الثقة المتبادلة، فضلاً عن التعاون المتكافئ في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية والتعليمية والصحية.
يقدم المقال معلومات عن السفير الأذربيجاني. ويشار إلى أنه كان يعمل في سفارة بلدنا في ألمانيا منذ عام 1999 ومنذ عام 2016 يعمل سفيراً.
بالإشارة إلى المقابلة مع رامين حسنوف قيل ما يلي حول العلاقات الأذربيجانية الألمانية: "ألمانيا هي شريكنا المهم وأذربيجان باعتبارها أكبر اقتصاد في جنوب القوقاز هي أهم شريك لألمانيا في المنطقة. كما أصبحنا ثامن أكبر مصدر للنفط إلى ألمانيا العام الماضي ونرى ألمانيا كواحدة من البلدان الرئيسية لتنويع اقتصادنا".
ويشير الكاتب إلى أن العلاقات الثقافية والإنسانية بين البلدين في مستوى ممتاز. وأشار إلى أن اللغة الألمانية هي لغة أجنبية محبوبة وشعبية في أذربيجان. قال السفير إن مواطنيه مهتمون جدًا بألمانيا وبذلوا قصارى جهدهم لدعمها كسفارة. وأشار إلى أنه من المهم بالنسبة للسفارة، وكذلك إقامة اتصالات مباشرة مع مختلف مناطق ألمانيا وتطوير العلاقات بين المجتمعات.
ويتطرق الكاتب أيضاً لنزاع قره باغ الجبلية السابق، مؤكداً على أن قره باغ تنتمي إلى أذربيجان تاريخيا وبموجب القانون الدولي. وعلق السفير رامين حسنوف على الصراع قائلاً: "بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، هاجمت أرمينيا بلدنا واحتلت قره باغ الجبلية و7 مناطق محيطة لها لأذربيجان ونفذت عمليات تطهير عرقي هناك. غطى الاحتلال 20 % من أراضي أذربيجان وجعل واحداً من كل 10 أشخاص في البلاد لاجئاً ومشرداً داخليًا. فشلت جميع جهود الوساطة ومحادثات السلام داخل مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. "لقد حاولت أرمينيا التستر على احتلال الأراضي ذات السيادة الأذربيجانية من خلال إقامة نظام مصتنع في قره باغ الجبلية وتبرير هذا الوضع الذي يتعارض مع القانون الدولي ومبدأ تقرير المصير للشعوب".
يشير المؤلف إلى أن الصراع المستمر منذ 30 عاماً تصاعد في الخريف الماضي، وأن هذه الحرب انتهت في اقصر وقت بالمقارنة مع حرب 1991-1994 وشهدت تطبيق مستجدات عسكرية أكثر بالمقارنة مع حرب 2016. يشار إلى أنه في هذه الحرب، حددت طائرات بدون طيار أهداف العدو ودمرتها، بالإضافة إلى تسجيل فيديو لعرضها على العالم. ويضاف إلى ذلك أن نزاع قره باغ الجبلية الذي حدث بشكل رئيسي في الأراضي التي يسكنها الأرمن والتي تنتمي إلى أذربيجان قديم بقدر قدم العداء بين الطرفين. يذكر المؤلف أن أرمينيا التي هُزمت نتيجة الهجوم المضاد الناجح لأذربيجان وأُجبرت على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في 10 نوفمبر 2020. وقدم السفير معلومات مفصلة عن البيان الثلاثي الموقع في 10 نوفمبر 2020.
وبحسب كاتب المقال، يمكن اعتبار صورة أذربيجان في ألمانيا أكثر سلبية بسبب أطروحات الصحافة القائلة بأن "الأخبار السيئة هي أخبار جيدة" أو "الانحراف عن القاعدة كآلية للتأثير". يشرح السفير هذا السبب على النحو التالي: "كثيراً ما نلتقي بالصحفيين الذين لم يسبق لهم زيارة أذربيجان، لكنهم يكتبون عن بلدنا ويدعون أنهم خلقوا صورة حقيقية. للأسف، يؤدي ذلك في كثير من الحالات إلى انتشار معلومات أحادية الجانب عن بلدنا وظهور قوالب نمطية يصعب تصحيحها لاحقاً. نحن نعلم أن الصحافة النقدية تحظى بتقدير كبير في ألمانيا. لكن النقد يجب أن يكون موضوعياً وقائماً على الحقائق. لقد كنا دائماً ولا نزال منفتحين على النقد الموضوعي والمبرر. "أذربيجان بلد متسامح يعيش فيه العديد من المجموعات العرقية وممثلي الديانات والثقافات المختلفة في سلام وانسجام".
يشير المؤلف إلى أن الاتصال بين مختلف الدول والعقليات والثقافات في المنطقة جعل أذربيجان واحدة من أقدم المراكز الثقافية في العالم. يقول السفير رامين حسنوف: "ميزة أخرى لبلدي هي علمانيته. في عام 1918 تم تأسيس أول جمهورية في الشرق الإسلامي في أذربيجان. ومنحت المرأة حق التصويت في بلدنا قبل عدة أشهر من ألمانيا. كما تم تقديم أول أوبرا وباليه في العالم الإسلامي في أذربيجان. بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، كان خيار أذربيجان الاستراتيجي أن تكون لها دولة علمانية وديمقراطية. في السنوات الأولى بعد حصولنا على الاستقلال في عام 1991 وعلى الرغم من جميع التحديات والتهديدات الجيوسياسية، بدأت بلادنا العديد من المشاريع والأفكار للتعاون الدولي وأثبتت نفسها كشريك موثوق. مثال على ذلك هو مساهمتنا في أمن الطاقة في الاتحاد الأوروبي. تمت إعادة استثمار عائدات مشاريع الطاقة في تنويع اقتصادنا والتنمية الناجحة لدولتنا واكتساب تقنيات جديدة وتنمية الشباب.
ويشير الصحفي إلى أن السفارة تعمل أيضاً على إزالة الصعوبات التي يواجهها المواطنون الأذربيجانيون بسبب قيود السفر المفروضة منذ مارس من العام الماضي لمنع انتشار جائحة الفيروس التاجي. قال السفير رامين حسنوف إن السفارة تحاول دائماً أن كون حل مشاكل مواطني البلاد سهلاً. وفي الوقت نفسه، أشار بامتنان إلى التعاون رفيع المستوى مع السلطات الألمانية لضمان عودة المواطنين الأذربيجانيين. يقول المؤلف إن أذربيجان تكافح حالياً جائحة COVID-19. إذا كان هناك في بداية الوباء 6 مختبرات في البلاد، فقد وصل عددها الآن إلى 40. أنفقت الحكومة 2.5 مليار دولار لمنع الآثار السلبية لوباء الفيروس التاجي. وأشار السفير إلى أنه حوالي نصف سكان البلاد استفادوا من هذه المساعدات. وأضاف أن منظمة الصحة العالمية وصفت أذربيجان كقدوة في مكافحة الوباء. وأضاف أن "أذربيجان قدمت تبرعاً طوعياً بقيمة 10 ملايين دولار لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة جائحة فيروس كورونا وقدمت مساعدات إنسانية ومالية لأكثر من 30 دولة".
وقال السفير رامين حسنوف في المقال إن ألمانيا بلد جميل ومتنوع وخلال فترة عمله كسفير هنا وجد دائماً ابتكارات لنفسه. يُضاف إلى أن ألمانيا تعد من أكثر مراكز العلوم والتكنولوجيا والمعرفة تقدماً في العالم. وبحسب ما قاله السفير الأذربيجاني، فقد لاحظ مؤخراً أن ألمانيا أخذت على عاتقها مسئولية أكبر على المستوى الدولي وأكثر نشاطاً في التعامل مع التحديات الدولية وتعمل كقوة رائدة في تعزيز التعددية القطبية. وأكد السفير أن هذه الجهود الدولية لألمانيا أصبحت عاملاً مهماً في توصيفها.