مجتمع
استعراض فريق فرسان خيول قراباغ من أذربيجان أثار إعجاب الملكة البريطانية
باكو، 13 مايو (أذرتاج).
اختتم مهرجان ويندزور الدولي التقليدي للخيول، الذي أقيم على شرف أفراد الأسرة الملكية في المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية.
أفادت وكالة أذرتاج نقلا عن جهاز حرس الحدود أن استعراض فريق الفرسان وفرقة الرقص الأذربيجانية على خيول قراباغ في عرض بموضوع "كلاغاي أذربيجان وخيول قراباغ" أثار إعجاب الملكة البريطانية إليزابيث الثانية وأعضاء الأسرة الملكية وغيرهم من المتفرجين.
أعلن مقدم المهرجان قبل استعراض الفريق الأذربيجاني مؤكدا ان تاريخ الكلاغاي في أذربيجان أكثر من 1500 عام واهدي أحد منه إلى الملكة فيكتوريا في المعرض الكبير المقام في لندن عام 1851.
وشاهد عشرة آلاف شخص ميدانيا وملايين شخص عبر شاشات التلفزيون فعاليات كل يوم مهرجان ويندزور الدولي التقليدي للخيول، بما فيها استعراض فرسان الخيول القراباغية تحت أصداء الموسيقى الوطنية الأذربيجانية ورقصات الفرقة الأذربيجانية.
وأشارت بوابة Dailymail.co.uk الشهيرة على شبكة الأنترنت في بريطانيا العظمى في تقريرها المصور عن مهرجان ويندزور الدولي للخيول والفروسية ان العرض المقدم بمشاركة الخيول القراباغية أحد العروض المفضلة لدى الملكة إليزابيث الثانية.
بعد مشاهدة استعراض الفريق الاذربيجاني في 11 مايو اجتمعت الملكة البريطانية إليزابيث الثانية مع أعضاء الوفد الاذربيجاني المكون من نائبي رئيس الاتحاد الاذربيجاني للفروسية ساكت محمدوف وبهروز نبييف والرياضية خديجة قولوبايلي. كما حضر اللقاء زوج جلالة الملكة دوق ايدنبورغ الأمير فيليب وحفيد جلالة الملكة دوق ساسيكس الأمير هاري وغيرهما من كبار المسئولين. وأهديت الى الملكة إليزابيث الثانية لوحة رسم "بنت الربيع" للرسام الاذربيجاني ساكت محمدوف والكلاغاي الاذربيجاني. قدمت للملكة البريطانية معلومات مفصلة عن صورة بنت الربيع على الربيع التي ترمز عيد النيروز احد الأعياد القديمة في أذربيجان وصور ناتاوان بنت حاكم قراباغ وخيول قراباغ وآلات الطرب الوطنية وزهرة "خاري بلبل" احد أنواع اورخيدي.
من جانبها أعربت الملكة إليزابيث الثانية عن شكرها على الاستعراض المهيم للفريق الاذربيجاني والهديتين لوحة الرسم والكلاغاي غطاء الرأس الشعبي للنساء في اذربيجان.
يشار إلى أن كلاغاي هو الغطاء التقليدي الشعبي للأذربيجانيات منذ ما يزيد عن 1500 عام. هو يعتبر رمز العصمة والجمال.
أبهر الوفد الأذربيجاني والفرسان الأذربيجانيون المشاركين في المهرجان بتقديم عروض جميلة وأداء الموسيقى "آي لاتشين" و"إينجه بيلليم" والرقصات الشعبية "ياللي" الفي آلات الطرب القومية منها بالابان وتوتاك وزورنا وتار وكامانجا ونغارا.
خلال عرض مضى 7 دقائق، رفع الفرسان الأذربيجانيون أعلام أذربيجان وبريطانيا العظمى ورفرفوها واستعرض الراقصون مشاهد المبارزة وتقديم أحد عادات الشعب الأذربيجاني وهي إلقاء المرأة الأذربيجانية كلاغاي (غطائها الرأسي) في الأرض في ساحة القتال لإيقاف القتال باعتبارها أحد رموز حب السلام لدى الشعب الأذربيجاني.
وشهد المهرجان مشاركة نخبة من أبرز الخيول من مختلف أنحاء العالم تتنافس في مختلف المسافات لتضفي المتعة والإثارة إلى عشاق السباقات.
يشار الى ان حصان "قاراباغ" الأصيل يعد من أشهر أنواع الخيول القومية الأذربيجانية، وموطنه هو إقليم "قاراباغ". ويمكن القول بأن هذا النوع من الخيول تحديدا ينتشر انتشارا واسعا في أنحاء أذربيجان كافة، ويتكيف ويتلاءم مع جميع أقاليم بلدنا. كما تعد خيول "قاراباغ" رمزا للتراث القومي وفخرا للأذربيجانيين.
وتربى الخيول النموذجية من هذا النوع في مزرعة خاصة بتربية الخيول في منطقة أغدام، وتعد هذه المنطقة بدورها مركزا لتربية حصان "قاراباغ" وتكثيره.
ولأن منطقة أغدام تقع حاليا ضمن الأراضي الأذربيجانية المحتلة من قبل القوات الأرمينية، فقد تم نقل الخيول كافة من هناك إلى منطقة "آغجابدي"، ووزعت على مراعي "لامبران" الشتوية هناك.
ويتميز حصان "قراباغ" بأنه هادئ ومستأنس، كما أنه يتميز بلونه الذهبي، لذلك يطلق عليه لقب "الإشراق الذهبي". ومن أهم المميزات التاريخية لهذا الحصان قدرته على تذليل واجتياز المناطق الجبلية الوعرة، فهو يستخدم بشكل أساسي حاليا في السباقات المختلفة، لأنه يتمتع بالسرعة الفائقة. وعلى سبيل المثال: فقد حقق حصان "قراباغ" رقما قياسيا عالميا في منطقة أغدام؛ إذ قطع مسافة ألف متر خلال دقيقة وتسع ثواني.
ويذكر أن خيول "قاراباغ" الأصلية تعد من أقدم أنواع الخيول في العالم، وموطنها أعالي جبال إقليم "قاراباغ". ويعد حصان "قاراباغ" الحالي حيوانا ليس بضخم؛ فهو متوسط الطول إذ يبلغ ارتفاعه 144-145 سم ورأسه صغير الحجم وصدره واسع وعريض، كما أن عضلاته قوية للغاية. ورغم أن أرجل حصان "قاراباغ" وحوافره قصيرة، فإنها متينة وقوية.
هذا، وتتميز خيول "قاراباغ" الأصيلة بحركاتها السريعة والرشيقة، وبنيتها المنسجمة. وبفضل هذه المزايا تحديدا، غالبا ما يشبهون هذه الخيول بالغزلان في نماذج الأدب الشعبي الأذربيجاني. وتتميز خيول "قاراباغ" الأصيلة أيضا بألوانها الجميلة، فتتباين ألوان شعرها ما بين الأصفر والأسمر والرمادي والذهبي. وثمة نوعان أساسيان لهذا الحصان؛ هما طويل الأرجل سريع الركض ذو الجسم والوزن الخفيف، وقصير الأرجل ذو الجسم المتين والضخم. ومنذ عدة قرون وهذا النوع من الخيول كان مفخرة لإسطبلات حكام إمارة "قاراباغ"، إذ إنها كانت ولا تزال تتميز بقوة التحمل والإخلاص لصاحبها. وتربى عبر العصور في جبال "قاراباغ". وبالإضافة إلى ذلك فإن هذه الخيول تعرف بقدرتها على عبور الممرات الجبلية الضيقة، هذا إلى جانب قوة تحملها الصعاب. وتركب خيول "كراباخ" باستخدام السروج بشكل أساسي، لأنها قادرة على احتمال قطع المسافات الطويلة وعبور الممرات الجبلية بالسير بسرعة 10 كيلومترات في الساعة. وقد حقق هذا الحصان رقما قياسيا عالميا في سباقات الخيول عام 1955 م بقطع مسافة 1600 متر في دقيقتين وتسع ثواني.
وتتمتع خيول "قاراباغ" بجسم نحيف ورشيق، ولها أرجل جافة، تظل كذلك حتى بعد العمل الشاق في الأراضي الوعرة. كما تتميز أيضا بحوافرها القوية وبقدرتها على استعادة نشاطها عقب بذل المجهود الكبير، وكذلك بقدرتها على عبور المسافات الطويلة التي تصل أحيانا إلى مئات الكيلومترات. كما أن حصان "قاراباغ" يكتفي بقليل من الأعلاف. ويتميز بالجمال والصحة الوفيرة، والوفاء. وهذا كله ما هو إلا جزء يسير من مزايا هذا الحصان الأصيل.
قد شاركت الخيول القراباغية في فعاليات اليوبيل الـ75 لمهرجان رويال أسكوت الملكي البريطاني وعيد ميلاد الملكة البريطانية إليزابيث الثانية في فترة ما بين 10-13 مايو. تشتهر خيول قراباغ (أو قره باغ) عبر العالم بكثرة إنجابها ولونها الخاص وطبيعتها الملائمة وتحملها وقوتها ومعاملها اللينة مع صاحبها وصدقها ووفائها به.
قد شاركت 3 أحصنة قراباغ الأذربيجانية لأول مرة في مهرجان وندزور للفروسية عام 1956 حيث اهدي حصان قراباغ الملقب بـ"زمان" إلى الملكة إليزابيث الثانية بمناسبة عيد ميلادها.
قد شاركت خيول قراباغ في مهرجان الخيول المنظم بمناسبة اليوبيل التسعين للملكة إليزابيث الثانية.
قد نصب تمثال برونزي لحصان قراباغ في التاسع عشر من ديسمبر للعام الماضي، الملقب بـ"آلخان" في مركز الفروسية في فناء قصر "هامبتون كورت" الملكي، ذلك على هامش مهرجان الخيول الدولي الأولمبي الماضي في لندن.