علي حسنوف: "زيارة الرئيس إلهام علييف إلى إيران وضعت حجر أساس لمرحلة جديدة من العلاقات الأذربيجانية الإيرانية"
باكو، 10 ابريل/نيسان (أذرتاج).
أجرى علي حسنوف مدير قسم الشؤون الاجتماعية والسياسية برئاسة الجمهورية مقابلة مع وكالة الصحافة الأذربيجانية (APA) حول زيارة رسمية قام بها الرئيس إلهام علييف إلى إيران. تقدم وكالة (أذرتاج) نص المقابلة لقرائها.
الأستاذ علي، أية مسائل تم مناقشتها خلال زيارة رسمية قام بها الرئيس إلهام علييف إلى إيران؟
كما تعلمون أن هذه هي الزيارة الرسمية الثالثة للرئيس الأذربيجاني إلهام علييف لإيران. وقد التقى الرئيسان الأذربيجاني والإيراني في شهر يناير من العام الجاري في مدينة دافوس وناقشا أوجه مختلفة للعلاقات الثنائية. وقد انقضت زيارة الرئيس إلهام علييف لإيران في التاسع من ابريل على أعلى المستويات من التقدير، وأسهمت إسهاما كبيرا في تطوير العلاقات بين البلدين، وستخدم تطور التعاون الثنائي بشكل تصاعدي وتعزيزه. والتقى الرئيس إلهام علييف في إطار الزيارة مع كل من فخامة الرئيس الإيراني حسن روحاني والمرشد الأعلى الإيراني السيد علي خامنئي وعدد من المسئولين الرسميين. وشهدت هذه اللقاءات مناقشات واسعة حول جميع جوانب العلاقات الإيرانية الأذربيجانية. وتم خلال المحادثات التي جرت بين الرئيس إلهام علييف ونظيره الإيراني حسن روحاني مناقشة الوضع الحالي للتعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية وآفاقه، وتم تبادل الآراء حول الإمكانيات الحقيقية المتعلقة بتطوير القدرات الموجودة. وتم خلال هذا اللقاء التأكيد على وجود إمكانيات جيدة لتوسيع علاقات التعاون بين البلدين في مجالات الاستثمار والطاقة والنقل وإدارة الطوارئ والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والبنية التحتية والثقافة والشباب والرياضة وغيرها.
وجرى حفل توقيع الوثائق في مختلف المجالات بين إيران وأذربيجان عقب انتهاء لقاء انفرادي بين رئيسي البلدين. وتم توقيع بين الجانبين "مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الشباب والرياضة"، و" مذكرة تفاهم للتعاون في مجال إدارة الطوارئ"، و" مذكرة تفاهم حول المسائل المتعلقة بالأرصاد الجوية"، و" اتفاقية بشأن إنشاء واستغلال محطتي الطاقة الكهرومائية "أوردوباد" و"مارازاد". لا شك في أن الوثائق التي تم توقيعها ستسهم إسهاما في تطوير علاقات التعاون القائمة بين البلدين.
إن الترحاب الذي لوحظ أثناء زيارة الرئيس إلهام علييف إلى إيران والمحادثات التي جرت في جو من الود والتفاهم قد استمرت أيضا خلال لقاء الرئيس مع المرشد الأعلى الإيراني السيد علي خامنئي. وأكد سماحة المرشد الأعلى الإيراني السيد علي خامنئي يقينه بأن زيارة الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف إلى إيران ستخدم توسيع التعاون بين بلدينا كما أعلن مرة أخرى أن إيران تدعم وحدة أراضي أذربيجان. أود الإشارة إلى أن موقف إيران المبدئي في تسوية نزاع قراباغ الجبلية بين أرمينيا وأذربيجان الذي يكتسب أهمية بالغة بالنسبة لأذربيجان جاء أيضا في بيان صحفي أدلى به الرئيس الإيراني حسن روحاني. وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن جميع النزاعات في المنطقة بما فيها نزاع قراباغ الجبلي يجب تسويتها في إطار مبادئ وقواعد القانون الدولي وأضاف أن طهران ترى بأن تغيير الحدود الجغرافية في المنطقة أمر غير مقبول ومرفوض.
هل تم خلال المناقشات التطرق إلى بعض القضايا التي تثيرها وسائل الإعلام من حين لآخر وتسبب بعض القلاقل في العلاقات بين إيران وأذربيجان؟
أثبتت الأجواء العامة للمناقشات أنه ليس هناك عوامل خطيرة قد تؤثر سلبا على تطور ونمو العلاقات بين إيران وأذربيجان. إن إيران وأذربيجان دولتان صديقتان وجارتان تمتلكان العديد من الخصائص الثقافية والتاريخية والدينية المشتركة. إن البلدين لهما سياسة داخلية وخارجية مستقلة تخدم مصالحهما الوطنية ولهما خيار استراتيجي، كما أن لديهما مواقف تجاه الأحداث الجارية في العالم والمنطقة. إن هذه المسائل وكذلك المصالح المشتركة والخاصة تؤخذ بعين الاعتبار في العلاقات الثنائية بين الدول. وبالإضافة إلى ذلك، نحن شاهدنا من حين لآخر محاولات بعض القوى لتقويض العلاقات الثنائية بين إيران وأذربيجان، وخلق جو عدم الثقة بين البلدين. وتم التطرق إلى هذه المسائل أيضا خلال لقاءات رئيسي البلدين، وأن الرأي العام تمثل في أنه يجب تحديد مثل هذه الحالات والتصدي لها في حينها.
وجاء في اللقاء أن وسائل الإعلام في كلا البلدين تقع عليها مسؤولية كبيرة في هذا المجال. وفي بعض الحالات يتم نشر معلومات غير موضوعية ومغرضة ومغلوطة دون التحقق منها في وسائل الإعلام. للأسف أن مثل هذه الحالات تلاحظ من حين لآخر في الإعلام الإيراني وكذلك في الإعلام الأذربيجاني. لذلك اتفق رئيسا البلدين على زيادة الاتصالات بين الجهات ذات الصلة بالبلدين للتصدي لمثل هذه الحالات، وإنشاء لجان مشتركة مختلفة وضمان أدائها الفعال. اعتقد أن هذه القرارات ستلعب دورا مهما في إزالة الحالات السلبية التي لوحظت في السنوات الماضية.
كيف تقيمون النتائج العامة للزيارة؟ وكيف ستؤثر زيارة الرئيس الأذربيجاني على التطور المستقبلي للعلاقات الإيرانية الأذربيجانية؟
إن سير الزيارة، والاتفاقيات التي تم توقيعها وخاصة لقاء رئيسي البلدين، وبيانهما الصحفي يتيح لنا القول بأن العلاقات القائمة بين إيران وأذربيجان وهما دولتان جارتان وصديقتان وشريكتان ستشهد تطورا بشكل تصاعدي فيما بعد أيضا. إن خطوط التطور المستقبلي للعلاقات بين البلدين واضحة وهناك تطابق في الآراء بينهما بشأن الأحداث الجارية في المنطقة والعالم. وأعرب الرئيسان عن حرصهما على تطوير التعاون بشكل ناجح في كافة المجالات مشيدين بالإمكانيات الموجودة. وأعرب الرئيس إلهام علييف عن ارتياحه لمستوى التعاون بين إيران وأذربيجان سواء على الصعيد الثنائي، أو في إطار المنظمات الدولية. إن الموقف الذي يعرضه رئيسا البلدين يتيح لنا القول بأن سياسة توسيع التعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية ستعطي نتائج مثمرة في المستقبل. وأكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن إيران لا يوجد بها أية عقبات لتطوير العلاقات بين البلدين على كافة المستويات. وسير المحادثات يدل على أن العلاقات الودية القائمة والتعاون المفيد بين البلدين يعود بالنفع على الشعبين وسيخدم ضمان السلام والأمن بالمنطقة في المستقبل.
واعتبر أن زيارة رسمية قام بها الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف إلى إيران كانت بداية مرحلة مهمة لتطوير علاقات الصداقة والشراكة وتعميق التعاون المفيد بين البلدين. وزيارة فخامة الرئيس إلهام علييف لإيران أثبتت مرة أخرى أن العلاقات الإيرانية الأذربيجانية أقيمت على أسس راسخة ومتينة وتخدم المصالح المتبادلة.