سياسة
محلل سياسي: الاستفزازات الأخيرة صدقت مرة أخرى على عدم اخفاء أرمينيا تمجيدها فكرة الفاشية
باكو، 24 سبتمبر، أذرتاج
ولم تمض 3 اشهر على احداث طاووس حتى اعادت قوات الاحتلال الأرميني الاقدام على ارتكاب استفزاز جديد في تلك الأراضي. وذلك مظهر سافر يدل على أن رئيس الوزراء للبلد العدواني ينوي حربا وقد صدقت الاحداث الأخيرة مرة أخرى على أن أرمينيا لا تخفي تمجيدها فكرة الفاشية كأنها تتذوق من قتل الأهالي المسالمين. وفقدنا جنديا اخر خلال الاستفزاز الأخير. ولامبالاة المنظمات الدولية إزاء شروع أرمينيا في حرب غير معلنة قد زادت من داء الكلب الذي أصيبت بها أرمينيا. كما أن حماة مؤيدين بفكرة الفاشية يستحسنون هم الاخرون هذه الفكرة.
أفادت أذرتاج عن مهمان اسماعيلوف المحلل السياسي قوله في تصريح له للوكالة إنه ليس من باب الصدفة شروع قوات الاحتلال الأرميني في عمليات مسلحة من جديد في اتجاه قرية اغدام لمحافظة طاووس الأذربيجانية المجاورة للحدود الأذربيجانية الأرمينية في حين لم تزل عواقب اضرار الحقتها عند هجومها المستهدف لمواقع الدفاع الأذربيجاني باستخدام القصف المدفعي في 12 يوليو العام الحالي في نفس المكان. وهناك من يحرضهم إلى الحرب. واظهرت الاحداث الأخيرة مرة أخرى أن نيكول باشينيان لا يهتم المحادثات والسلام. وقد ابلغ الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في كلمة ألقاها في الاجتماع رفيع المستوى المكرس للذكرى الـ75 المنعقد على هامش الدورة الـ75 للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة أن رئيس الوزراء الأرميني يخرق عمدا ومستهدفا صيغة وفحوى المحادثات المنظمة بوساطة المندوبين المشاركين في رئاسة مجموعة منسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وتعبيره "قراباغ ارمينيا" ضربة كبيرة على عملية المحادثات. ويتقدم بشروط لا أساس لها في عملية المحادثات. وقد رفضت من قبلنا شروطه السبعة غير المقبولة المتقدم بها ضد أذربيجان. ولنا شرط وحيد من اجل التوصل إلى السلام وذلك سحب قوات الاحتلال الأرميني من جميع الأراضي المحتلة الأذربيجانية. وجميع العالم يعترف قراباغ الجبلي بجزء لا يتجزأ من أذربيجان.
وأضاف أن الاستفزاز العسكري لقوات الاحتلال الأرميني ليس بحدث اول حيث أن الاستفزازات الحربية المثيلة المنظمة على طول خط الجبهة والمناطق المجاورة لها خلال مدة بضعة الأشهر الأخيرة قد أودت بحياة الجنود والمسالمين العزل فما بال المنظمات الدولية التي تقدم نفسها كحامية حقوق الانسان وحرياته خاصة المندوبون المشاركون في رئاسة مجموعة منسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي تعهد بمهمة الوساطة في تسوية نزاع قراباغ الجبلي القائم بين أرمينيا وأذربيجان تظل صامتة إزاء حرب غير معلنة للارمن المعتدين وقتلهم الجنود والمسالمين واستهدافهم المناطق السكنية والبنية التحتية لا بل ازدواجية المعايير السائدة على المجتمع الدولي وحماية دولة أرمينيا التي تنتهج سياسة فاشية وتمجيد الفاشية من الأسباب الرئيسة التي تروج المزيد من اشتعال النزاع في المنطقة.
وأشار المحلل السياسي إلى أن استهداف قوات الاحتلال الأرميني من جديد 21 سبتمبر القرى المجاورة للحدود باتجاه محافظة طاووس الأذربيجانية باستخدام الأسلحة الثقيلة دليل آخر في الوقت ذاته على رياء سياسي تنتهجها المنظمات الدولية. لان ارتكاب أرمينيا مثل هذه الاستفزازات في اثر بيانات المنظمات الدولية حول معالجة النزاع يدل قبل كل شيء على أن قيادة أرمينيا تنوي بصراحة مواصلة الاعتداء والعدوان الحربي ولا تؤيد بالسلام والمحادثات السلمية فلذلك من الواضح أن المنظمات الدولية بما فيه مجموعة منسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا تشارك أرمينيا في المسؤولية عن كل هذه الجرائم الدموية.
واكد اسماعيلوف أن العدو يتلقى ردا يليق به هذه المرة أيضا ولكن المنظمات الدولية هي الأخرى عليها أن تكف عن الرياء السياسي أيضا.
وزاد أن حب أرمينيا الحرب يكلفها ثمنا باهظا والمجتمع الدولي يعرف جيدا أن قوات الاحتلال الأرميني ضعيفة امام قوات الدفاع الأذربيجاني ويعرفون جيدا قدرات الجيش الأذربيجاني. وقد اعلم رئيس الدولة في حديثه الصحفي للقنوات المحلية محذرا الأرمن انهم اذا ما كفوا عن خططهم القذرة ستكون نتائج بالنسبة لهم وخيمة للغاية.
وتجدر الإشارة إلى أن نزاع قراباغ الجبلي أحد أكبر نزاعات في التسعينيات اندلع بين جمهوريتي جنوب القوقاز أذربيجان وأرمينيا عام 1988م بسبب مطامع أرمينيا على أراضي أذربيجان. وما برحت أرمينيا تحتل منذ عام 1992م 20% من الأراضي الأذربيجانية التي تضم إقليم قراباغ الجبلي المتكون من 5 محافظات و7 محافظات أخرى غربي البلاد إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي أغدام وفضولي وخوجاوند وتارتار وأغجابدي وجورانبوي متسببة بتهجير أكثر من مليون أذري من أراضيهم ومدنهم وقراهم وبلداتهم فضلا عن مقتل عشرات آلاف الشخص. ورغم استمرار المحادثات بين البلدين منذ وقف إطلاق النار عام 1994م إلا أن عدم التزام أرمينيا بنظام وقف إطلاق النار وضربها بالمحادثات عرض الحائط واستمرارها اتخاذ موقف غير بناء وخرقها للهدنة بشكل شبه يومي كان سببًا رئيسيًا في اندلاع الاشتباكات أحيانا على الحدود بين الجانبين. وتجري محادثات السلام غير المثمرة حتى الآن تحت رعاية مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي المتشكلة من 11 دولة والمترأسة عن جانب روسيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية المندوبات المشاركات في رئاستها.