سياسة
"نيويورك تايمز" تنشر مقالاً عن الدمار في مقاطعتي فضولي وأغدام لأذربيجان
واشنطن، 14 ديسمبر، أذرتاج
نشرت صحيفة نيويورك تايمز(The New York Times) مقالاً بقلم كارلوتا كول، رئيسة مكتب اسطنبول لهذه الصحيفة بعنوان "الإصابات والوضع المأساوي والدمار بعد حرب قره باغ الجبلية". زارت كارلوتا كول الأراضي المحررة من الاحتلال الأرميني واطلعت على الوضع الرهيب جراء عدوان أرمينيا على أذربيجان منذ 30 عاماً.
تفيد أذرتاج أن الكاتبة تشير إلى أن كل من يزور المناطق المحررة مؤخراً من الاحتلال الأرمني يواجه مشهداً يذكرنا بميدان الحرب العالمية الأولى. توجد خنادق ومخابئ فارغة على طول الطريق لعدة كيلومترات وقرى مدمرة وخرائب المنازل بلا أسقف أو أبواب أو نوافذ.
تدل الدبابات والمدرعات التي تركها الأرمن في التلال على القوة التدميرية للطائرات المسيرة للجيش الأذربيجاني. من الواضح أن الجنود الأرمن تراجعوا خوفاً خلال حرب الأسابيع الستة.
كانت مدينة فضولي ذات يوم مدينة مزدهرة. تم تدمير المباني العامة في وسط المدينة التي كان يبلغ عدد سكانها حوالي 30 ألف نسمة كانوا يعملون بشكل رئيسي في الزراعة. كان مصير مدينة أغدام الواقعة شمال فضولي أكثر مأساوية.
ويشار في المقال إلى أن نزاع قره باغ الجبلية كان من أصعب النزاعات الإقليمية في العالم. عندما تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في عام 1994، احتلت أرمينيا ليس فقط قره باغ الجبلية، ولكن أيضاً الأراضي المجاورة وطردت أكثر من 800 ألف أذربيجاني مقيم هناك.
استعاد الجيش الأذربيجاني السيطرة على مقاطعتي فضولي وأغدام بعد ستة أسابيع من العمليات العسكرية المكثفة وانتهت العمليات العسكرية بالبيان عن وقف إطلاق النار بوساطة روسية.
كما تشارك كارلوتا كول انطباعات الجنود الأرمن الذين شاركوا في الحرب ضد أذربيجان. أصيب الجنود الأرمن بالرعب عند ذكر الطائرات المسيرة القاتلة. وبحسبهم، كانت ضربات الطائرات المسيرة دقيقة لدرجة أن الجنود الذين دخلوا ساحة المعركة بالدبابات وفتحوا النار واضطروا إلى القفز منها الفرار إلى الملاجئ. قال القائد الأرمني العقيد ألكسانيان: "لقد كان جحيماً حقيقياً".
تكتب المؤلفة أيضاً عن الدمار الذي شاهدته في مدينتي فضولي وأغدام. قال النازح السابق من فضولي نور الدين نامازعليف إن قريبه سير الحرب في التسعينيات أُجبر على هدم منازل في أغدام.
قال رئيس السلطة التنفيذية في مقاطعة أغدام واقف حسنوف إن المسجد المركزي في المدينة الذي يعود إلى القرن التاسع عشر كان المبنى الوحيد الباقي في المنطقة. استخدم الأرمن هذا المبنى كحظيرة وقاموا بتلويثها. ودُمرت المطبعة والسينما والمركز الثقافي في فضولي ودُمر المسجد الرئيسي في المدينة. تكتب المؤلفة أن كروم العنب في هذه المنطقة قد دمرت بالكامل.
تعهد المسؤولون الأذربيجانيون التعايش في السلام مع الأرمن الذين يعيشون في الأراضي المحررة وسيمنحون نفس الحق المتساوي مثل المواطنين الآخرين. حاول الوسطاء تهيئة الظروف لعودة اللاجئين الأذربيجانيين إلى بعض المناطق، بما في ذلك أغدام وفضولي ولكن أرمينيا منعت ذلك لسنوات وحاولت الاعتراف باستقلال قره باغ الجبلية أو فصلها عن أذربيجان. لم توافق القيادة الأذربيجانية على هذه الشروط.
عامل مفاقم آخر هو أن السياسيين والنشطاء الأرمن في جميع أنحاء العالم بدأوا في الادعاء بأن الأراضي المحتلة، بما في ذلك تلك المجاورة لقره باغ الجبلية السابقة تنتمي إلى أرمينيا. زار رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في أغسطس 2019 قره باغ الجبلية وقال: "أرساخ هي أرمينيا". الى جانب ذلك، كانت الصنادق الممولة من قبل أعضاء الشتات الأرمن على إعادة توطين الأرمن في المناطق الأذربيجانية المحتلة والواقعة خارج اقليم قره باغ الجبلية ذاتي الحكم السابق، تدعي خلال السنوات العديدة إن هذه المناطق هي أيضاً "أراضي أرمينيا الشرعية".
مكتب واشنطن لوكالة أذرتاج