سياسة
نجاة أرمينيا ومستقبلها يتوقفان على امتناعها من مزاعمها الإقليمية على اراضي البلدان المجاورة
باكو، 24 ديسمبر، أذرتاج
تضافرت أحزاب المعارضة في أرمينيا بعد التوقيع على بيان الاستسلام للإطاحة برئيس الوزراء نيكول باشينيان، وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة والتعويض عن الهزيمة المذلّة لأذربيجان. والسؤال: هل من الواقعي أن تتحقق رغبات المعارضة هذه ؟ نظراً لبعد أرمينيا كل البعد عن الديمقراطية، فمن الممكن أن تطيح المعارضة بباشينيان بالقوة أو حتى تقضي عليها بالإرهاب. لا داعي للمفاجأة إذا حدث هذا. لأن هناك خبرة في الإطاحة القسرية باليفون تير بتروسيان من السلطة والحادث الإرهابي في البرلمان وإطلاق النار على النواب والإطاحة بسيرج سركسيان من قبل باشينيان وغيرها من الأعمال غير القانونية. ستؤدي الخطوات التالية من هذا القبيل الى تعميق أزمة الدولة الأرمنية والمجتمع الأرمني.
أدلي عضو البرلمان ومدير معهد دراسات القوقاز في الأكاديمية الوطنية للعلوم في أذربيجان البروفسور موسى قاسملي بهذ البيان لوكالة أذرتاج.
وقال البروفسور موسى قاسملي إنه لا شك في أن القوة التي قد تستولي على السلطة بعد باشينيان ستفشل منذ البداية في محاولاتها لاستئناف الحرب من جديد. أولاً، لا تملك أرمينيا الموارد البشرية لإكمال صفوف الجيش. هناك أزمة ديموغرافية في هذا البلد والناس يغادرون البلاد بسبب الحكم السيء والديكتاتورية والفساد والرشوة المستشرية. يتناقص عدد السكان عاماً بعد عام. ثانياً، إن افتقار أرمينيا للقوة المالية والاقتصادية والعسكرية لبدء الحرب سيؤدي حتماً إلى هزيمة مأساوية أخرى. لا تبشر المواجهة والحرب مع أذربيجان بالخير لأرمينيا الضعيفة.
إذن، يطرح السؤالي التالي: ما هو خلاص أرمينيا؟ بادئ ذي بدء، سيستفيد الجانب الأرميني إذا اتبع توصيات رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف. يعتمد خلاص أرمينيا ومستقبلها على التخلي عن مزاعمها الإقليمية التي لا أساس لها ضد بلدان المنطقة، بما في ذلك أذربيجان وإيجاد أرضية مشتركة مع الدول المجاورة والعيش في علاقات حسن الجوار. إذا اختارت يريفان هذا المسار فسوف يخلق جواً من التعاون في المنطقة وأنها أيضاً ستستفيد منه وإلا فقد تحدث تغييرات في الخريطة السياسية للعالم.