سياسة
صحيفة "ايل باييس" الإسبانية: يعود النازحون الأذربيجانيون إلى ديارهم بعد انقطاع دام 30 عاماً
مدريد، 26 ديسمبر، أذرتاج
نشرت صحيفة "ايل باييس" الإسبانية الرائدة مقالاً بعنوان " يعود النازحون الأذربيجانيون إلى ديارهم بعد انقطاع دام 30 عاماً".
ويشير المقال إلى أن حوالي مليون نازح أذربيجاني طردهم الأرمن في التسعينيات نتيجة نزاع قره باغ الجبلية يستعدون للعودة إلى أراضيهم الأزلية المحررة من الاحتلال.
تفيد أذرتاج أنه جاء في المقال أن مراسل الصحيفة في أذربيجان أندريس مورينسا التقى بالنازحين الأذربيجانيين وينقل انطباعاتهم إلى القراء. يقول النازحون إنهم لن ينسوا الأيام التي طردهم المحتلون الأرمن فيها من منازلهم. قال النازحون الأذربيجانيون: "الأرمن لم يكونوا أصحاب أراضينا وأن كلمة" فاشية "هي كلمة خفيفة جداً لوصف الأرمن".
إحدى هؤلاء النازحين هي سمايه عيساييفا، المدرسة التي تبلغ من العمر 65 عاماً من مقاطعة لاتشين التي أصبحت تحت سيطرة أذربيجان بعد انتصارها في الحرب المستمرة في غضون ستة أسابيع. تتحدث المدرِّسة عن أيامها في لاتشين وتقول إنها تأمل في العودة إلى هناك قريباً. يقول قريبها عاصف إنه حتى أحفاده الذين لم يروا لاتشين من قبل يريدون العودة إلى هناك.
كتب أندريس مورينسا أنه نتيجة للصراع، احتل الأرمن قره باغ الجبلية والأراضي المجاورة لها وطردوا مليون أذربيجاني من ديارهم.
يشير المقال إلى أن اللاجئين الأذربيجانيين سيعودون إلى ديارهم بعد إزالة الألغام من المناطق المحررة وإعادة البنية التحتية للمنطقة التي مزقتها الحرب. يُقال إن الشركات الأوروبية تولي اهتماماً كبيراً للاتفاقيات الخاصة بإعادة إعمار المنطقة، ولا سيما شركة Ansaldo Energia الإيطالية التي تلقت بالفعل طلباً بإعادة تأهيل محطات توليد الكهرباء في المناطق المحررة. والعمل جار بالفعل في بعض المناطق المحررة وبدأت أعمال بناء الطرق.
كما يلفت المقال الانتباه إلى حقيقة أن الأرمن الذين غادروا الأراضي المحررة دمروا وأحرقوا المنازل التي استوطنوا فيها. تُعرض على القراء آراء السيدة ملاحت غولييفا التي هي من سكان المقاطعة وعادت إلى أغدام لأول مرة منذ عام 1993. وتقول: "تخيلوا، تعودون إلى مدينتكم بعد سنوات عديدة، وترون أن كل شيء قد دُمِّر". وتضيف قائلةً إنها عاشت في نفس الوقت فرحة العودة إلى مسقط رأسها وحزن الدمار الذي رأته هنا.
ويشير كاتب المقال إلى أن أغدام التي تركت في حالة خراب، تسمى بـ"هيروشيما القوقاز". والفرق هو انه لم يقع هناك انفجار بل حدث نهب وتخريب. تم تدمير المقابر وتدنيس القبور.
كتبت الصحيفة الإسبانية أنه على الرغم من عدد الأذربيجانيين الذين يعيشون في هذه المناطق على مدى مئات السنين الماضية، يزعم المتعصبون القوميون الأرمن أنه إذا وجدوا في أية منطقة قريبة صليب أو كنيسة، فإنها تنتمي إلى أرمينيا. تزعم أذربيجان أن هذه الكنائس والصلبان ليست بملك الأرمن، بل أنها تعود إلى ألبانيا القوقازية.