سياسة
"وول ستريت جورنال": الأذربيجانيون يريدون العودة إلى المدن التي دُمرت بعد حرب قره باغ الأولى
واشنطن، 17 فبراير، أذرتاج
تواصل وسائل الإعلام العالمية تغطية فترة ما بعد الصراع في الأراضي المحررة في أذربيجان والأحداث المتعلقة بالنازحين الذين يمكنهم الآن زيارة أراضيهم الأصلية. منذ أكثر من 30 عاماً، ونتيجة للحرب الأولى مع أرمينيا أصبح حوالي مليون أذربيجاني لاجئين ومشردين داخلياً ولكن عودتهم إلى ديارهم ترتبط بالصعوبات والمشاعر الشديدة.
تفيد أذرتاج أن هذه الأفكار وردت في مقال بقلم مراسل صحيفة " وول ستريت جورنــال" (Wall Street Journal) م. سيمونز (M. Simmons) الذي يكتب: "سيتمكن آلاف اللاجئين والنازحين الأذربيجانيين من العودة إلى الأراضي المحررة بعد 30 عاماً من احتلال القوات المسلحة الأرمينية، لكنهم لا يملكون البنية التحتية اللازمة للعيش في تلك المناطق. ما يقلق النازحة سيالي باشاييفا عمرها 74 عاماً وأصلها من أغدام وغيرها من النازحين داخليا هو أن المدن والقرى تحولت إلى ركام ولا توجد ظروف للعيش والعمل هناك.
وقالت سيالي باشاييفا خلال زيارتها الأولى إلى أغدام التي كان يبلغ عدد سكانها 40 ألف نسمة: "الحمد لله على السماح لي بالعودة إلى وطني لأموت هناك". عندما جاءت سيالي باشاييفا وابنها وابنتها إلى أغدام، قدموا سجادة حمراء للمسجد هناك. هذا المسجد هو المبنى الوحيد الباقي في أغدام. ودمرت مباني أخرى في المدينة تدميراً كاملاً. كانت عائلة باشاييف تعيش في بيت من طابقين قبل احتلال أغدام. نتيجة للنزاع، اضطرت العائلة للعيش في معسكر من الخيام لسنوات عديدة. في الخريف الماضي، تمكن الجيش الأذربيجاني من السيطرة على أغدام ومناطق أخرى نتيجة هجوم مضاد ضد القوات الأرمنية المحتلة.
يعتبر حجم أعمال إعادة الإعمار اللازمة في المناطق المحررة كبيرا جداً. وفقاً لرئيس لجنة التخطيط الاقتصادي والأعمال في البرلمان الأذربيجاني طاهر ميركيشيلي، تم تدمير أكثر من 150 ألف منزل وحوالي 9 آلاف مبنى عام، بما في ذلك 700 مدرسة في المناطق التي احتلتها أرمينيا في التسعينيات.
ولا تزال الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة تشكل تهديداً للحياة في المناطق المحررة. بسبب تدمير سكة الحديد والمطار يعد الطريق السريع طريقا وحيدا للوصول إلى المناطق المحررة. وهذا بدوره يجعل من الصعب إعادة بناء المرافق والمدن المدمرة. ومع ذلك، كان الحنين والوطنية متجذرين بعمق بين الأذربيجانيين الذين أجبروا على مغادرة المنطقة في أوائل التسعينيات. قال نجل سيالي باشاييفا: "كنا أصحاب الملايين عندما كنا في أغدام. لقد كانت إهانة لنا أن نصبح لاجئين".
ثم تحدث الصحفي عن كاتب السيناريو إيلخان خان علي زاده الذي أصله من فضولي. كان يبلغ من العمر 13 عاماً عندما استولى الأرمن على القرية التي كان إيلخان يعيش فيها. كان لعائلة إيلخان أيضاً بيت من طابقين بثماني غرف. لا يزال إيلخان خانعليزاده يتذكر تلك الأيام المأساوية: كان عليه أن يمشي حافي القدمين لمسافة 60 كيلومتراً وكانت قدماه مغطاة بالدماء. لم يكن هناك وقت لأخذ أي أشياء ثمينة للأسرة.
يناقش المقال أيضاً تاريخ النزاع ومحاولات الأرمن ضم منطقة قره باغ الجبلية على الرغم من استمرار الأمم المتحدة في الاعتراف بوحدة أراضي أذربيجان.
يشير سيمونز إلى أن الحكومة الأذربيجانية اعتمدت على دعم السكان ووعدت بإعادة قره باغ الجبلية والمناطق المجاورة لها. وفقاً للحكومة الأذربيجانية، أعرب حوالي 800 ألف أذربيجاني عن رغبتهم في العودة إلى أراضيهم الأصلية. قال مساعد رئيس جمهورية أذربيجان في السياسة الخارجية حكمت حاجييف إنه فخور بهذه الحقيقة. يشير المؤلف أيضاً إلى أنه: “وفقاً لبعض الاقتصاديين المستقلين، فإن تكلفة إعادة تأهيل الأراضي المحررة قد تتجاوز الميزانية السنوية لأذربيجان البالغة حوالي 15 مليار دولار في السنة. خصصت الحكومة الأذربيجانية حتى الآن حوالي 10% من هذا المبلغ لبناء بنية تحتية جديدة في قره باغ.
كما يأمل الرسميون أن تساعد الاستثمارات الخاصة والأجنبية في تنفيذ برنامج إعادة الإعمار في المناطق المحررة. أعربت حكومات تركيا وإيران والمجر وإيطاليا والمملكة المتحدة عن استعدادها للمساهمة في انتعاش المنطقة، بما في ذلك من خلال الاستثمارات في الصناعة والمساعدة في إزالة الألغام. بدأت بالفعل أعمال الترميم في بعض المناطق المحررة. وردت أسماء القرى على لافتات الطرق الجديدة المثبتة على طول الطريق في منطقة فضولي. يجري حالياً بناء مطار هناك. يفكر معظم الأذربيجانيين من هذه المنطقة في إمكانية العودة إلى هناك.
مكتب واشنطن لوكالة أذرتاج