سياسة
جيهون بيراموف: أذربيجان مستعدة دائماً للمساهمة في الأمن والتعاون إقليميا وعالميا
باكو، 5 أبريل، أذرتاج
نُشرت المقابلة مع وزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بيراموف في صحيفة "اسرائيل هيوم" (اسرائيل اليوم).
وأبلغ المكتب الصحفي لوزارة الخارجية وكالة أذرتاج أن الوزير قال في المقابلة إن العلاقات الثنائية والودية القوية تربط بين أذربيجان وإسرائيل. وأشار إلى أن إسرائيل كانت من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال أذربيجان وإننا نقدر ذلك. يغطي تعاوننا المتبادل الوثيق والمفيد المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية وغيرها.
وشدد الوزير على أن "الشراكة بين أذربيجان وإسرائيل قوية وشاملة ومتعددة الأبعاد. إننا سعداء بمستوى تطور العلاقات بين بلدينا. تم التوقيع بالفعل على أكثر من 10 وثائق لتطوير تعاوننا.
وهناك 20 مشروعاً مختلفاً قيد الدراسة. وقال الوزير إن "هذه الوثائق هي إطار جيد لتطوير علاقاتنا".
في إشارة إلى أن العلاقات الشخصية بين قائدي شعبينا تلعب دوراً مهماً في تطوير الشراكة بين الدولتين، قال الوزير جيهون بيراموف إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو زار أذربيجان آخر مرة في أواخر عام 2016. كانت هذه الرحلة مثمرة للغاية. وقع الجانبان على وثائق مهمة في هذا الصدد، ومن بين الأمور الأخرى، اتفقا على إنشاء لجنة اقتصادية مشتركة.
وفي إشارة إلى أن أذربيجان تلقت دعما صادقا من المجتمع الإسرائيلي خلال الحرب قال الوزير: "إننا نقدر المساعدة الإنسانية الإسرائيلية لضحايا الهجمات الصاروخية الوحشية التي شنتها أرمينيا والتي أسفرت عن مقتل 33 مدنياً أذربيجانياً في كنجه البعيدة عن منطقة الحرب. نظم الإسرائيليون المنحدرون من أذربيجان مسيرات احتجاجاً على العدوان الأرميني ولإظهار التضامن مع أذربيجان.
لعب استخدام الأسلحة عالية التقنية وعالية الدقة، بما في ذلك الأسلحة الإسرائيلية الصنع وخاصة الطائرات المسيّرة من قبل القوات المسلحة الأذربيجانية بمهارة دوراً مهماً في تحقيق النصر العسكري. إنني على ثقة من أنه بعد الحرب الوطنية ستتعزز علاقاتنا الثنائية وتتعمق في مختلف المجالات".
وفي إشارة إلى أن أذربيجان دخلت فترة ما بعد الحرب إثر استعادة وحدة أراضيها، قال وزير الخارجية إن الأولويات الرئيسية الآن هي استعادة وإعادة إعمار الأراضي المحررة وعودة النازحين إلى أراضيهم الأصلية. نرحب بمشاركة الدول الصديقة والشريكة في عملية إعادة البناء. بالطبع، يمكن للشركات الإسرائيلية أيضاً الانضمام إلى هذه العملية. الاعمال كبيرة. ويشمل ذلك إزالة الألغام وبناء البنية التحتية وإنشاء مدن وقرى "ذكية" على سبيل المثال ولم ينحصر العمل بهذا.
وأشار الوزير جيهون بيراموف في المقابلة إلى أنه "من الصعب تصور حجم الدمار في الأراضي المحررة في أذربيجان. نُهبت المعالم الثقافية والمواقع الدينية والمستشفيات والمدارس والمباني السكنية كلها ومُحيت من وجه الأرض. أصبحت الأماكن التي كان يسكنها عشرات الآلاف من الأذربيجانيين مدناً "للأشباح". في كثير من الحالات، كان من المستحيل العثور على مبنى واحد لرفع العلم. كانت جميع المناطق المحررة ملوثة بشدة بالألغام والذخائر غير المنفجرة. كما تضررت البيئة بشدة. دمر 20% من جميع الغابات عمداً. خلال عقود الاحتلال الطويلة، بذلت أرمينيا كل ما في وسعها لمنع عودة مئات الآلاف من النازحين الأذربيجانيين. لكننا مصممون على إعادة بناء هذه المناطق واستعادتها. وقال جيهون بيراموف ان "الحياة السلمية ستعود بالتأكيد وقريباً الى الاراضي المحررة".
وأبلغ المحاور أن أذربيجان التزمت خلال الحرب وبعدها التزاماً صارماً بقواعد القانون الإنساني الدولي ومبادئه، بما في ذلك اتفاقية جنيف لعام 1949. في اليوم الأول من العمليات العسكرية، أصدرت القيادة العسكرية الأذربيجانية تعليمات خاصة للجنود بضرورة الامتثال لاتفاقيات جنيف. لم يستهدف جيشنا أبداً مدنيين عن قصد باعتبارهم مواطنين لنا. بالإضافة إلى ذلك، تم تجهيز قواتنا المسلحة بأسلحة عالية الدقة، بما في ذلك الأسلحة المصنوعة في إسرائيل مما قلل بشكل كبير من الأضرار التي تلحق أثناء الحرب. في الوقت نفسه، غالباً ما نشر العدو مدفعيتها الثقيلة وأنظمتها الصاروخية في المناطق السكنية. استخدمت القوات المسلحة الأرمنية هذه الأسلحة بكثافة لإطلاق النار على الأراضي الأذربيجانية المكتظة بالسكان. تعرضت مدينة تارتار الأذربيجانية لأضرار بالغة بشكل خاص، وأطلق الصحفيون الأجانب عليها اسم "ستالينغراد". غالباً ما استخدم القادة الأرمن المدارس ورياض الأطفال كمقرات عسكرية لهم. سجل الصحفيون الأجانب المقدمون التقارير من جانب أرمينيا كل هذه الحقائق.
وأشار الوزير إلى مقتل 101 مدني أذربيجاني وجرح حوالي 500 نتيجة الهجمات الصاروخية والمدفعية الثقيلة التي شنتها القوات المسلحة الأرمينية. وبحسب البيانات الرسمية التي قدمتها أرمينيا فإن عدد الضحايا بين المدنيين الأرمن خلال العمليات العسكرية يقل بضعفين من عدد المدنيين الأذربيجانيين الذين استشهدوا.
وشدد الوزير على أن أذربيجان المعترف بها كأحد مراكز التعددية الثقافية الدولية، مضيفاً أن اليهود والأذربيجانيين يعيشون هنا منذ قرون في سلام وصداقة. إننا فخورون بمواصلة هذا التقليد الجيد اليوم. يعد المجتمع اليهودي جزء نشط للغاية من مجتمعنا. هناك سبعة معابد يهودية في أذربيجان وخمسة منها في باكو. كما توجد مدارس ومراكز ثقافية يهودية في بلادنا. تعتبر العلاقات الوثيقة بين شعبينا جزء مهم من علاقاتنا الثنائية. تلعب الطائفة اليهودية في أذربيجان والشتات الأذربيجاني في إسرائيل دوراً نشطاً للغاية في تطوير علاقاتنا.
وقال جيهون بيرموف: “إننا نتابع عن كثب الأحداث في الشرق الأوسط. وندعو دائما لإقرار السلام والأمن. إننا على ثقة من أن هذا سيساهم في تنمية المنطقة بأكملها. إننا على استعداد دائم للمساهمة في الأمن والتعاون على الصعيدين الإقليمي والعالمي".